فلمن هي هذه الجزائر إذن؟؟
إن أخطر أنواع القلق هي التي تتغلغل في النفس، وتكتسي صورة خوف من شيء غير محدد، ولكنه ذو وجود معنوي كثيف، تكاد تمسكه الأصابع.. وهو شامل تجده، أو تتوجس منه خيفة، في كل مجال يمتد إليه بصرك، وفي كل شيء يتناوله فكرك. وما على المتشكك أو المُكـذب إلا النزول حيث يرى الناس في واقعهم الحي، ويستمع إليهم في أماكن تفاعلهم اليومي مع مطالب معيشتهم. فإذا فتحت باب الحديث مع أي منهم قص عليك من أخبار معاناته، وعرض عليك سيلا من تخوفاته من مستقبل أيامه، في كل مجال.. العمل، التقاعد، راتب التقاعد، المشاكل الصحية، توفر الدواء، المصاريف،* انقطاع* الماء،* فاتورة* الكهرباء،* جمع* القمامة،* دراسة* الأبناء،* تخرجهم،* شغلهم،* سكنهم،* زواجهم*...
ويتكلم الإنسان مع ناس من ذوي الأوضاع المختلفة، فتختلف مستويات الحيرة ومجالاتها، ولكنه يحس أن الخيط الناظم لها واحد، وهو يتلخص في فقدان مُـِريع للـثقة! لا تكاد تلمس اطمئنانا عند أحد. القلق يَـعْـمُر حياة الجميع.. الخوف من ذلك الشيء الغامض، المُبْهم، الذي لا تستبين ملامحه بدقائقها لأحد، ولكن فرائص الجميع ترتعد منها. فيهم الشيخ والشاب، المُعْــِوز والـمُـوسِر. مَن هو في الدرجات العليا من السلم، ومن هو في أسفلها، أو من ليس في السلم مطلقا. وفيهم البعيد من السلطة والراكب في قطارها، وحتى من لم يعرف عنه أنه نزل منه أبدا، ولكل واحد مخاوفه، وأسبابه.. وفي المُحَصِّلة، يبدو أن كل الناس غير مطمئنين. ولسائل أن يتساءل، فلمن هي هذه الجزائر إذن؟؟.. على شاكلة قول من قال »كلّ مَن لاقيتُ يشكو حظه ... ليت شعري هذه الدنيا لِمن«
* قلت* لمتقاعـد،* من* أصحاب* الدرجات* الرفيعة،* في* لهجة* استفزاز* مقصودة،* لماذا* لا* تثق* في* مستقبل* كنتَ* جزءًا* من* النظام* الحاكم* فيه؟* أجاب* ببرودة* قاتـلة*:
كيف* أستطيع* أن* أثـق* فـي* بلد،* تـَعِدنا* سلطته* بالقضاء* على* الفـساد،* وهو* مُـسْتكنّ* في* الخلايا*.. ونحن* نراها* لا* تستطيع* أن* تمنع* المفرقعات* وهي* تلعْـلِعُ* في* السماء*!......................
هذا مقطع منقول لمقالة لوزير التربية السابق اللهم ارجعه لمنصبه لاصلاح ما افسد بن بوزيد بعنوان(هذا* القلق* الجزائري،* داءٌ* مُزْمِن،* أم* حالة* مَــَرضِـيَّة* ظرفيـة؟*..)--فما قولكم اخوتي؟