![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
هيا بنا نؤمن ساعة ((( متجدد ان شاء الله )))
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() مقطع رائع بعنوان قوت القلوب للمغامسي |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||
|
![]() اقتباس:
شكرا لك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() اقتباس:
شكرا لك كيف تكون عبدا صالحا للمغامسي https://safeshare.tv/w/IVgJCiauWs كيف تكون عبدا صالحا ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,من موقع اسلام اولاين * من طلب العلا سهر الليالي، ولله درُّ الشاعر إذ يقول : طوبى لمن سهرت بالليل عيناه……. وبات في قلقٍ في حبِّ مولاه وقام يرعى نجوم الليل منفـردًا……. شوقًا إليه وعين الله ترعـاه ولذلك يقول الفضيل : "حرامٌ على قلوبكم أن تصيب حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا"، وقال أيضًا : " إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنَّك محروم". فالمؤمن الصادق يحمل قلبًا كالجمرة الملتهبة ، ولذلك روى الحاكم في مستدركه والطبراني في معجمه بسندٍ صحيحٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، اسألوا الله أن يجدِّد الإيمان في قلوبكم ) ، يعنى أنَّ الإيمان يبلى في القلب كما يبلى الثوب . وتعتري قلب المؤمن في بعض الأحيان سحابةٌ من سحب المعصية، وهذه الصورة صوَّرها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله : ( ما من القلوب قلبٌ إلا وله سحابةٌ كسحابة القمر ، إذا علته سحابةٌ أظلم وإذا تجلَّت عنه أضاء ) رواه الطبرانيّ في الأوسط وصححه الألباني ، كذلك قلب المؤمن تعتريه أحيانًا سحبٌ مظلمةٌ فتحجب نوره فيبقى في ظلمةٍ ووحشةٍ ، فإذا سعى لزيادة رصيده الإيماني واستعان بالله انقشعت تلك السحب وعاد نور قلبه يضيء ، ولذا يقول بعض السلف : " من فقه العبد أن يعاهد إيمانه وما ينتقص منه " ومن فقه العبد أيضًا : " أن يعلم نزغات الشيطان أنَّى تأتيه ". فلابدَّ من العودة إلى الإيمان، فإذا عدت إلى الإيمان ومقتضياته سيتحقَّق لك ما تريد ، ولذا سأضع أمامك قاعدةً تستدلُّ بها على وجود الإيمان أو عدمه ، يقول الإمام ابن الجوزي : "يا مطرودًا عن الباب ، يا محرومًا من لقاء الأحباب ، إذا أردت أن تعرف قدرك عند الملك ، فانظر فيما يستخدمك ، وبأيِّ الأعمال يشغلك ، كم عند باب الملك من واقفٍ ، لكن لا يدخل إلا من عني به ، ما كلّ قلبٍ يصلح للقرب ، ولا كلّ صدرٍ يحمل الحبّ ، ما كلّ نسيم يشبه نسيم السحر ". فإذا أراد المرء أن يعرف أين هو من الله ، وأين هو من أوامره ونواهيه ، فلينظر إلى حاله وما هو مشغول به ، فإذا كان مشغولاً بالدعوة وأمورها ، وفى إنقاذ الخلق من النار، والعمل من أجل الفوز بالجنَّة ومساعدة الضعيف والمحتاج ، وبرِّ الوالدين ، فليبشر بقرب منزلته من ملك الملوك ، فإن الله لا يوفِّق للخير إلا من يحبّ. وإذا كان منصرفًا عن الدعوة ، مبغضًا للدعاة ، بعيدًا عن فعل الخيرات ، منشغلاً بالدنيا وتحصيلها ، والقيل والقال وكثرة السؤال ، مع قلَّة العمل ، أو متَّبعًا لهواه وشهواته ، فليعلم أنَّه بعيدٌ من الله ، وقد حُرِم ممَّا يقرِّبه من الجنَّة ، إذ يقول الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم : ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمَّ جعلنا له جهنَّم يصلاها مذمومًا مدحورًا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكوراً ). أخي ... إن أردت أن تحظى بمرتبةٍ متقدِّمةٍ في كلِّ أوجه الخير ، بما فيها أن تكون عبدًا ربَّانيّا وبارّا بوالديك ، ومبتغيًا الجنَّة ، فعليك بالآتي : أوَّلاً : عليك بإحياء وإيقاظ الإيمان داخل نفسك ، فالإيمان هو الموصلٌ لكلِّ ما ينشده المسلم في الدنيا والآخرة ، فالإيمان هو مفتاحٌ لكلِّ خيرٍ مغلاقٌ لكلِّ شرّ ، ووسائل بعث الإيمان وتمكينه في النفس كثيرةٌ ومتعدِّدة ، ومنها الإكثار من الطاعات والأعمال الصالحات . ثانياً : أن تقبل على مولاك إقبالاً صادقًا كما جاء في الأثر : " إذا أقبل عليَّ عبدي بقلبه وقالبه أقبلت عليه بقلوب عبادي مودَّةً ورحمة " . وأن تجعل الله عزَّ وجلَّ الغاية الأسمى والهدف الأعلى : ( وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدون ). ثالثاً : أن تتطلَّع دائمًا إلى الدرجات العلا، وأن تجعل هدفك في الحياة هو رضى الله عزَّ وجلّ ، والعمل من أجل الفوز بالجنَّة ، أو بالأحرى الفوز بالفردوس الأعلى ، وأن تعمل ما استطعت جاهدًا على تحقيق هذه الأهداف السامية . رابعاً : أن تتأسَّى بأصحاب القدوة في التاريخ الإسلامي من الصحابة والتابعين والسلف الصالح . خامساً : أن تغتنم كلَّ دقيقةٍ وكلَّ لحظةٍ وكلَّ خلجة قلبٍ في أن تجعلها خزانةً في رصيدك الإيماني . سادساً : الصحبة الصالحة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) رواه أبو داود والترمذيّ بسندٍ حسن ، فالصحبة الطيِّبة هي خير معينٍ على الطاعة وهجران المعاصي والشرور والوقوع في الخطايا . سابعاً : كثرة الفضائل من الأعمال الصالحات التي تحقِّق لك سعادة العاجل والآجل. ثامناً : قيام الليل والدعاء في وقت السحر ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كانت تتورم قدماه رغبةً في أن يكون عبدًا شكوراً ، رغم أنَّ الله قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر. تاسعاً : المداومة على الورد القرآني ، وأوراد التفكُّر والتأمُّل والتدبُّر في أسرار القرآن . عاشراً : الحرص على نشر الدعوة في سبيل الله ، والعمل للدين على قدر الاستطاعة . وإذا أردت أن تصل إلى الربانية التي تطمح لها فكن كما أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) فالربانية هي الانتساب للرب ، وهذا الانتساب لا يتحقق إلا من خلال تطبيقنا لهذه الآية ، أن نكون لله رب العالمين في كل أحوالنا . فالربانية لا تتأتى مكتملة إلا بهذا ، لا تتأتى إلا بعبادة الله عز وجل بالمفهوم الشامل للعبادة ، وهو جعل الحياة والممات ، بل الحركات والسكنات له سبحانه ، فلا ننطق إلا بما يرضي الله، ولا نعمل إلا ما يرضاه الله ، ولا تتوجه نياتنا في تلك الأقوال والأفعال إلا لله ، لا أن نختزل العبادة في مجرد أن نرفع رءوسنا ونخفضها في أوقات معينة ومحددة ، أو نخرج دريهمات قليلة كل مدة من الزمن ، أو نصوم أيامًا معدودات كل عام ، أو نحرك ألسنتنا ببعض التمتمات والأذكار . ولهذا فالأعمال التي تؤدي إلى هذه المرتبة – الربانية – أكثر من أن تُحصَى أو تعد ، وهي تتشعب بتشعب مجالات حياتنا وأماكن وجودنا ، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس . فقط ابحث في كل مكان تتواجد فيه ، وفي كل لحظة تمر عليك ، عما يرضيه عز وجل ، وعما تظن أنه يريد أن يراك عليه واعمل به ، تكن بذلك ربانياً . وختاما نسأل الله أن يتقبل منا ومنك صالح العمل ، وأن يحشرنا وإياك في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسًن أولئك رفيقاً . المرجع موقع إسلام أون لاين . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() موضوع جميل |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() ~~ بــآرك الله فيكي وجعلهــآ الله في ميزآن حسنــآتكي ~~
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
دواء لذنوب وامراض القلوب https://safeshare.tv/w/zbnEzltTUrا هذا كلام قيم من العلامة ابن قيم الجوزية - رحمه الله - أرجو أن نرعى لها أسماع قلوبنا قبل أسماع آذاننا عسى الله أن يصلح هذه القلوب التي قد قست و غفلت و أصابها ما أصابها من أمراض و الله المستعان فأسأل الله أن يشفيها و يثبتها إلى يوم لقاه . قال - رحمه الله و غفر له - في كتابه " إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان " ما نصه : وأنفع الأغذية غذاء الإيمان، وأنفع الأدوية دواء القرآن، وكل منهما فيه الغذاء والدواء. ومن علامات صحته أيضا: أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة، ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها، جاء إلى هذه الدار غريبا يأخذ منها حاجته، ويعود إلى وطنه،كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمر: "كُنْ فى الدُّنْيا كَأَنّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبيلٍ، وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ القبُورِ". فَحَي عَلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ ... فَإِنهَامَنَازِلُكَ الأولَى وَفِيهَا المُخَيّمُ وَلكِنَّنَا سَبْي العَدُوِّ، فَهَلْ ... تَرَى نَعُودُ إلَى أَوْطَانِنَا وَنُسَلَّمُ؟ وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه "إن الدنيا قد ترحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل". وكلما صح القلب من مرضه ترحل إلى الآخرة وقرب منها حتى يصير من أهلها، وكلما مرض القلب واعتل آثر الدنيا واستوطنها، حتى يصير من أهلها. ومن علامات صحة القلب أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله ويخبت إليه، ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه، الذى لا حياة له ولا فلاح ولا نعيم ولا سرور إلا برضاه وقربه والأنس به، فبه يطمئن، وإليه يسكن، وإليه يأوى، وبه يفرح، وعليه يتوكل، وبه يثق، وإياه يرجو، وله يخاف. فذكره قوته وغذاؤه ومحبته، والشوق إليه حياته ونعيمه ولذته وسروره، والالتفات إلى غيره والتعلق بسواه داؤه، والرجوع إليه دواؤه، فإذا حصل له ربه سكن إليه واطمأن به وزال ذلك الاضطراب والقلق، وانسدت تلك الفاقة، فإن فى القلب فاقة لا يسدها شيء سوى الله تعالى أبدا، وفيه شعث لا يلمه غير الإقبال عليه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له، وعبادته وحده، فهو دائما يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه ومعبوده، فحينئذ يباشر روح الحياة، ويذوق طعمها، ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذى له خلق الخلق، ولأجله خلقت الجنة والنار، وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب، ولو لم يكن جزاء إلا نفس وجوده لكفى به جزاء وكفى بفوته حسرة وعقوبة. قال بعض العارفين: "مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها" وقال آخر "إنه ليمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة فى مثل هذا إنهم لفي عيش طيب". وقال آخر: "والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته وطاعته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته". وقال أبو الحسين الوراق: "حياة القلب فى ذكر الحي الذى لا يموت، والعيش الهني الحياة مع الله تعالى لا غير". ولهذا كان الفوت عند العارفين بالله أشد عليهم من الموت؛ لأن الفوت انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق، فكم بين الانقطاعين؟. وقال آخر: "من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات". وقال يحيى بن معاذ: "من سر بخدمة الله سرت الأشياء كلها بخدمته، ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل واحد بالنظر إليه". ومن علامات صحة القلب: أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره، إلا بمن يدله عليه، ويذكره به، ويذاكره بهذا الأمر. ومن علامات صحته: أنه إذا فاته وِرْدُه وجد لفواته ألما أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده. ومن علامات صحته: أنه يشتاق إلى الخدمة، كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشرب. ومن علامات صحته: أن يكون همه واحدا، وأن يكون فى الله. ومن علامات صحته: أنه إذا دخل فى الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا، واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقرة عينه وسرور قلبه. ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعا من أشد الناس شحا بماله. ومنها: أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل، فيحرص على الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان، ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه وتقصيره فى حق الله. فهذه ست مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحي السليم. وبالجملة فالقلب الصحيح: هو الذي همه كله فى الله، وحبه كله له، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه، والخلوة به آثر عنده من الخلطة إلا حيث تكون الخلطة أحب إليه وأرضى له، قرة عينه به، وطمأنينته وسكونه إليه، فهو كلما وجد من نفسه التفاتا إلى غيره تلا عليها:{يَا أَيَّتُهَا النّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إلى رَبِّكِ رَاضِيَة مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27-28] فهو يردد عليها الخطاب بذلك ليسمعه من ربه يوم لقائه فينصبغ القلب بين يدي إلهه ومعبوده الحق بصبغة العبودية، فتصير العبودية صفة له وذوقا لا تكلفا، فيأتي بها توددا وتحببا وتقربا، كما يأتي المحب المتيم فى محبة محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله. فكلما عرض له أمر من ربه أو نهي أحس من قلبه ناطقا ينطق: "لبَّيْك وسعديك، إنى سامع مطيع ممتثل، ولك على المنَّة فى ذلك، والحمد فيه عائد إليك". وإذا أصابه قَدرَ وجد من قلبه ناطقا يقول: "أنا عبدك ومسكينك وفقيرك، وأنا عبدك الفقير العاجز الضعيف المسكين، وأنت ربى العزيز الرحيم، لا صبر لي إن لم تصبرني، ولا قوة لي إن لم تحملني وتقوني، لا ملجأ لي منك إلا إليك ولا مستعان لي إلا بك، ولا انصراف لي عن بابك، ولا مذهب لى عنك". فينطرح بمجموعه بين يديه، ويعتمد بكليته عليه، فإن أصابه بما يكره قال: رحمة أهدِيَتْ إلي، ودواء نافع من طبيب مشفق، وإن صرف عنه ما يحب قال: شرا صرف عني وَكَمْ رُمْتُ أَمْرًا خِرْتَ لِى فى انْصِرَافِهِ وَمَا زِلْتَ بى مِنِّي أَبَرَّ وَأَرْحَمَا فكل ما مسه به من السراء والضراء اهتدى بها طريقا إليه، وانفتح له منه باب يدخل منه عليه، كما قيل: ما مَسّنِي قدَرٌ بِكُرْهٍ أوْ رِضًى ... إلا اهْتَدَيْتُ بِهِ إلِيْكَ طَرِيقًا أَمْضِ القَضَاءَ عَلَى الرِّضَى به ... مِنِّى بِهِإنِّى وجَدْتُكَ فى البَلاءِ رَفِيقا فللَّه هاتيك القلوب وما انطوت عليه من الضمائر، وماذا أودعته من الكنوز والذخائر، ولله طيب أسرارها ولا سيما يوم تبلى السرائر. سَيَبْدُو لهَا طِيبٌ وَنُورٌ وَبَهْجَةٌ ... وَحُسْنُ ثَنَاءٍ يَوْمَ تُبْلَى السرَائرُ تالله، لقد رفع لها علم عظيم فشمرت له، واستبان لها صراط مستقيم فاستقامت عليه، ودعاها ما دون مطلوبها الأعلى فلم تستجب له، واختارت على ما سواه وآثرت ما لديه. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() وعليكم السلام ورحمة الله
نسمات معطرة معبقة بنور الاسلام ....مزركشة بوصال طاعة الله وحب الرسول أرغمنا أن ننهل منها كثيرا وكبيرا ......... جعلها الله لكم في ميزان حسناتكم .... مأجورين كثيرا ان شاء الله بارك الله فيك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | ||||
|
![]() اقتباس:
الحمد لله ان وجدناكم ههنا تنهلون ,, من هذا الفيض ,, فوجودكم دليل على انكم من اهل الايمان ومن اهل مجالس الذكر نسال الله ان نكون وفقنا في الاختيار ,,,,,,,,والحمد لله ان كانت بضاعتا تجلب الاخيار ، قال احمد بن حنبل تحب الصالحين وأنت منهم *** رفيق القوم يلحق بالجماعة وتكره من بضاعته المعاصي *** حماك الله من تلك البضاعة وفيك بارك الرحمن واسكنك فسيح الجنان .................................................. .................................................. .................................................. ......................................(ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتي يقول الرسول والذين ءامنوا معه متي نصر الله الا إن نصر الله قريب) سورة البقرة ليس الايمان كلمة تقال باللسان انما هو الصبر علي المكاره والتكاليف في طريق هذه الكلمة ان الايمان امانة ذات اعباء وجهاد يحتاج الي صبر... وجهد يحتاج الي احتمال... ولكن لماذا يبتلي الله الانسان؟؟ فقه الابتلاء https://safeshare.tv/w/OWfzkvaUGZ من كلام فضيلة الدكتور النابلسي قال تعالى : >﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [ سورة العنكبوت الآيات : 1-2 ] لقد جرت سنة الله في الحياة الدنيا أن تبنى على الابتلاء ، فالإنسان يبتلى في دينه ، ويبتلى في ماله ، ويبتلى في أهله ، وكل هذه الابتلاءات ما هي إلا امتحانات يمتحن الله بها عباده ليميز الخبيث من الطيب ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين . وقد صدق من قال : إن الله تعالى يقوي أعداءه ويقويهم حتى يقول ضعفاء الإيمان أين الله ؟! ثم إنه ليظهر آياته في الانتقام للمظلومين حتى يقول الملحدون لا إله إلا الله . والفتن والابتلاءات التي يتعرض لها أهل الإيمان كثيرة : ومن بين هذه الفتن أن يتعرض المؤمن للأذى والاضطهاد من الباطل وأهله من أعدائنا أعداء الحق والخير والإنسانية ثم لا يجد النصير الذى يسانده ويدفع عنه الأذى ، ولا يملك لنفسه النصره أو المنعة ولا يجد القوة التي يواجه بها الطغيان . خمس حقائق من فقه الابتلاء : فما هي الحكمة من الابتلاءات التي يبتلى الله بها المؤمنين ؟! الحقيقة الأولى : الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة . الفتن تطهر النفوس كما تصفي النار الذهب الحقيقة الأولى إن الله تعالى غني عن تعذيب عباده وحاشا له جل جلاله أن يكون هدفه من الابتلاء تعذيب عباده أو إيذاؤهم فهو جل جلاله الرحمن الرحيم خلق عباده ليرحمهم ويسعدهم بمعرفته وعبادته . أما هدف الابتلاء فهو الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة الكبرى والمسؤولية العظمى ، فحمل الأمانة لا يتم إلا بالمعاناة ، وإلا بالاستعلاء الحقيقي على الشهوات ، وإلا بالصبر الحقيقي على الآلام ، وإلا بالثقة الحقيقية في نصر الله أو ثوابه على الرغم من طول الفتنة وشدة الابتلاء . فكما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به ، كذلك تصنع الفتن بالنفوس تصهرها فتنفي عنها الخبث . الحقيقة الثانية : الابتلاء يكفر الخطايا والذنوب . الابتلاء يرفع الدرجات عند الله الحقيقة الثانية في فقه الابتلاء أن الابتلاء يكفر الخطايا والذنوب ويرفع عند الله الدرجة . ومن خلاله يشهد الله لأهله بأن في دينهم صلابة ، وفي عقيدتهم قوة فهو سبحانه يختارهم للابتلاء . وفي الحديث الشريف : عن مصعب بن سعد رحمه الله ، عن أبيه رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، أيُّ الناس أشَدُّ بلاء ؟ قال : (( الأنبياءُ ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ على حَسْبِ دِينه ، فإن كان دِينُهُ صُلْبا اشتَدَّ بلاؤه ، وإن كان في دِينه رِقَّة على حَسبِ دِينه ، فما يَبْرَحُ البلاءُ بالعبد حتى يتركَهُ يَمْشِي على الأرض وما عليه خطيئة )) [ أخرجه الترمذي ] ويقول المصطفى : (( أشد الناس بلاءً الأنبياء ، ثم الصالحون ، لقد كان أحدهم يُبتلى بالفقر حتى ما يجدُ إلا العباءة يجوبها ، فيلبسها ، ويُبتلى بالقمَّل حتى يقتلُه ، ولأحدهم كان أشدَّ فرحاَ بالبلاءِ من أحدكم بالعطاء )) [ أخرجه الحاكم في مستدركه ] وقد ورد في صحيح البخاري أن النبي قام يوماً يصلي في حجر الكعبة فأقبل عليه عقبة بن أبى معيط فوضع ثوبه في عنق النبي فخنقه خنقاً شديداً فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عن النبي وهو يقول أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله . ولقد ورد أيضاً في صحيح البخاري عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال : أتيت النبي وهو متوسد بردة في ظل الكعبة – وقد لقينا من المشركين شدة – فقلت : يا رسول الله ألا تدعو الله لنا ، ألا تستنصر لنا ، فقعد وهو مُحمرٌ وجهه فقال : (( لقد كان من قبلكم ليمشط بأمشاط من الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه ، وليتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله )) وإذا كانت هذه الاعتداءات على النبي وله من الجلال والوقار في نفوس العامة والخاصة فكيف بالصحابة الكرام ، لاسيما الضعفاء منهم ، فأنتم تعلمون ما الذي كان يُفعل ببلال و خباب وآل ياسر وصهيب وابن مسعود وغيرهم ممن قالوا : لا إله إلا الله . فضربوا لنا أروع الأمثلة في الصبر على البلاء والتضحية لهذا الدين حتى ولو كانت بالأرواح والأبدان . الحقيقة الثالثة : عملية الفرز . في الابتلاء تمحيص وفرز بين المؤمن والمنافق الحقيقة الثالثة في فقه الابتلاء أن الله تعالى يمحص الناس في الابتلاء ويفرزهم فيظهر نفاق المنافقين وينجلي كذب الكاذبين كما يظهر ثبات الثابتين ويتضح إيمان المؤمنين قال تعالى : ﴿ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾ [ سورة آل عمران : 141 ] قال ابن القيم رحمه الله : إن الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته أنه لا بد أن يمتحن النفوس ، ويبتليها ، فيظهر بالامتحان طيبها من خبيثها ، ومن يصلح لموالاته وكرامته ومن لا يصلح ، وليمحص النفوس التي تصلح له ويخلصها بكير الامتحان كالذهب الذي لا يخلص ولا يصفو من غشه إلا بالامتحان ، إذ النفس في الأصل جاهلة ظالمة ، وقد حصل لها بالجهل والظلم من الخبث ما يحتاج خروجه إلى السبك والتصفية ، فإن خرج في هذا الدار وإلا ففي كير جهنم ، فإذا هذب العبد ونُقي أُذن له في دخول الجنة . ليس أحدٌ أغير على الحق وأهله من الله .. ولكنها سنة الله الجارية لامتحان القلوب وتمحيص الصفوف ، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين ﴾ [ سورة العنكبوت الآية : 2 ] الحقيقة الرابعة : إظهار آياته . تظهر آيات الله في قصم الظالمين الحقيقة الرابعة في فقه الابتلاء أن الله تعالى من خلال الابتلاء يظهر للناس آياته ويبين لعباده عاقبة الظلم والظالمين ويستخلف عباده الصالحين مهما طالت مدة الابتلاء . فأين فرعون الذي قال لقومه : ﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾ [ سورة القصص الآية : 38 ] والذي قال لقومه : ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [ سورة النازعات الآية : 24 ] والذي قال : ﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ﴾ [ سورة الزخرف الآية : 51 ] فأجراها الله من فوقه ! وأين هامان ؟ وأين قارون ؟ وأين عاد ؟ وأين ثمود ؟ ﴿ فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [ سورة العنكبوت الآية : 40 ] دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وصدق من قال : أين الظالمون وأين التابعون لهم في الغي بل أين فرعون وهامان ؟ وأين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلمٌ وطغيان ؟ أين الجبابرة الطاغون ويحهم ؟ وأين من غرهم لهو وسلطان ؟ هل أبقى الموت ذا عزٍ لعزته ؟ أو هل نجا منه بالأموال إنسان ؟ لا والذي خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان وفي الحديث الشريف : (( اتَّقِ دعوةَ المَظْلومِ ، فإنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا ، وَبَينَ اللهِ حِجَابٌ )) [ أخرجه الترمذي] وفي رواية أخرى : (( دعوةُ المَظْلُومِ ، يَرْفَعُها اللهُ فوقَ الغَمَامِ ، وتُفْتَحُ لها أَبْوَابُ السماء ، ويقول الرَّبُّ : وعِزَّتي لأنصُرَنَّكِ وَلَو بَعدَ حِينٍ )) [ أخرجه أبو داود والترمذي] الحقيقة الخامسة : الشوق لله تعالى . الحقيقة الخامسة في فقه الابتلاء أن الابتلاء في الدنيا يجعلك في شوق للقاء الله تعالى فالدنيا لا تستقر لأحد ولا تدوم على حال فإذا ما اشتد الكرب وتعاظم الابتلاء اشتاق المؤمن للقاء مولاه وخرج حب الدنيا من قلبه وتعلق بالآخرة وعمل لها وسعى . اللهم ارحم شهداءنا وداو جرحانا وفك أسر المعتقلين واحقن دماء الابرياء المظلومين . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() حقا موضوع يستحق التمعن في كلمة مذكورة فيه |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
.................................................. .................................................. .................................................. ....................... كيف تعرف حب الله لك للمغامسي https://safeshare.tv/w/aXsPWUTmvN مقام محبة الله للدكتور النابلسي .موقع المحبة من الدين كما يتضح من المثل التالي: بيت فيه عشرات الأجهزة الكهربائية ، من براد إلى غسالة إلى مروحة ، إلى مكيف ، إلى فرن ، إلى مسجلة ، هذه الأدوات الكهربائية لا معنى لها من دون طاقة كهربائية ، تصبح عبئاً ، تشغل حيز أنت في أمس الحاجة إليه ، لأنها لا تقدم شيئاً ، أما إذا سرت الطاقة الكهربائية في هذه الأجهزة فكل جهاز يقدم لك خدمات لا تنتهي ، موقع المحبة من الدين كموقع الطاقة الكهربائية من الأجهزة الكهربائية ، من دون كهرباء لا معنى لها ، ولا قيمة لها ، ولا تؤدي شيئاً ولا وزن لها . أيها الأخوة الكرام ، مقام المحبة تنافس فيه المتنافسون ، وشمر إليه السابقون ، وتفانى فيه المحبون ، المحبة قوت القلوب ، وغذاء الأرواح وقرة العيون ، هي الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات ، وقد وصف الله تعالى الكافرين فقال: ﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [ سورة النحل: 21 ] هذه الحياة التي من حرمها فهو في جملة الأموات ، هي النور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ، هي الشفاء الذي من عدمه حلت به جميع الأسقام هي اللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام . المحبة من الدين كموقع الروح من الجسد : أيها الأخوة الكرام ، موقع المحبة من الدين في أهم موقع ، أصحابها وقفوا على الحقائق ووقف سواهم على الصور والأشباح . ما معقد النسبة بين العبد والرب ؟ لا نسبة بين العبد وبين الرب إلا محض العبودية له ، فالعبد عبد والرب رب ، محض العبودية للعبد ومحض الربوبية للرب ، ولا نسبة بينهما إلا المحبة ، والمحبة تعني العبودية لله عز وجل . أيها الأخوة الكرام ، العبد عبد من كل وجه ، والرب رب من كل وجه ولا نسبة بينهما إلى المحبة ، يعني علاقتك بخالق الكون هي المحبة فلولا المحبة لما كان هذا الدين المحبوبية أساس العلاقة بين الله وبين عباده ، ولو أراد الله سبحانه وتعالى أن يحملنا جميعاً على الطاعة لحملنا ، ولكن هذه الطاعة القسرية لا قيمة ولا تسعد أصحابها ، لذلك لا إكراه في الدين . ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [ سورة هود: 118 ] ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [ سورة يونس: 99 ] المحبة هي روح الإيمان : هذه ولكن تنتفي المحبوبية ، ينتفي الحب ، ينتفي الاختيار ، تنتفي المبادرة . . المبادرة والطاعة الطوعية ، والاختيار ، والحب والشوق أساس الدين ولولا هذه الأسباب لجعل الله الناس أمة واحدة ، لحملهم جمعاً على الطاعة لسيرهم على نحو أو آخر . أيها الأخوة الكرام ، المحبة هي روح الإيمان ، هي روح الأعمال ، هي روح المقامات ، هي روح الأحوال ، فمتى خلت منها كانت هذه الأعمال ، وهذا الإيمان وهذه الأحوال وتلك المقامات ، كالجسد الخالي لا روح فيه . ذهب أهل المحبة بشرف الدنيا والآخرة ، إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب ، لقد قضى الله يوم خلق السماوات والأرض أن المرء مع من أحب إذا كنت محباً لله فأنت معه وإذا كنت معه كان معك ، وإذا كان معك نصرك ، وإذا كان معك حفظك ، وإذا كان معك أيدك ، وإذا كان معك وفقك ، إذا كان الله معك فمن عليك ، وإذا كان عليك فمن معك ويا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ . قضى الله يوم خلق السماوات والأرض ـ هذا من سنة الله في خلقه ـ أن المرء مع من أحب ، فإذا أحببت الله كنت معه ، وإذا كنت معه كان معك ، وإذا كان معك وطمأنك، ووفقك ، وحفظك ، وأيدك ونصرك وأسعدك وهذه مطالب الإنسان إلى نهاية الدوران . المحبون أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين : أيها الأخوة الكرام ، أقيمت المحبة للعرض في سوق من يزيد ، فلم يرض الله لها بثمن دون بذل النفوس ، فقام المحبون يتنافسون عليها ، فوقعت بيدي أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، أولا صفات المحبين ؛ أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، أما صفات المنافقين عكس ذلك ؛ أذلة على الكافرين أعزة على المؤمنين ، هذه أهم خصيصة للمؤمنين ، أن تكون متواضعاً للمؤمنين عزيزاً على الكافرين . المحبون يتبعون سنة النبي : أيها الأخوة الكرام ، لما كثروا مدّعوا المحبة ، طولبوا بإقامة البينة على صحة دعواهم فلو يُعطى الناس بدعواهم ، لادعى الخلي حرقة الشجي ، فهذه الدعوى لا تُقبل إلا ببينة ، والبينة: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [ سورة آل عمران: 31 ] لا تقع في وهم خطير ، لا تظنن نفسك محباً إن لم تتبع سنة النبي ، لا تتوهم أنك محب لله إن لم تكن متبعاً لحبيبه في أقواله ، وأفعاله وأحواله وأخلاقه ، علامة حبك لله اتباع سنة النبي ، وأية دعوى لا تأتي بالدليل والبينة فدعوى باطلة . تأخر الخلق كلهم وثبت أتباع الحبيب ، في أفعاله وأقواله وأخلاقه طولبوا فوق الدليل بعدالة التزكية ، فوصفهم الله عز وجل بأنهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ، ولا يغيب عن أنظاركم أن الجهاد أنواع في أعلى مراتبه جهاد النفس والهوى ، فالذي يُهزم أمام نفسه لا يستطيع أن يقاتل ، ثم جهاد الدعوة فقد وصفه الله عز وجل بأنه الجهاد الكبير ، فقال تعالى: ﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [ سورة الفرقان: 52 ] وجهاد النفس والهوى مُتاح لكل مسلم أي مكان وزمان ، وجهاد الدعوة مُتاح لمعظم المسلمين في أي زمان ومكان . المحبون باعوا أنفسهم لله : أيها الأخوة الكرام ، لما طُولبوا بهذه التزكية تأخر أكثر المحبين ، وقام المجاهدون ، فقيل لهم إن نفوس المحبين وأموالهم ليست لهم ، فهلموا إلى بيعة ـ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجهة ـ بيع قطعي ، وفي أكثر الآيات التي فيها بذل بدأ الله بالمال ثم بالنفس ، لأن بذل المال أهون من بذل النفس إلا في هذه الآية بدأ الله عز وجل ببيع النفس ثم بيع المال فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [ سورة التوبة: 111 ] فلما تم العقد وسلموا المبيع قيل لهم منذ أن صارت نفوسكم وأموالكم لنا رددناها عليكم أوفر ما كانت وأصفى مما كانت: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [ سورة آل عمران: 169] وحينما غُرست شجرةُ المحبة في القلب ، وسُقيت بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب أينعت ثمارها . المحبة هي الميل الدائم بالقلب الهائم : أيها الأخوة الكرام ، لو عدنا إلى معاجم اللغة وبحثنا عن مادة الحب ، وحب ، وأحب ؛ نجد هذه المعاني تتمحور حول خمس معاني ، الصفاء والبياض ، العلو والظهور اللزوم والثبات ، اللب ، الحفظ والإمساك ، هذه معاني المحبة في قواميس اللغة ، فلا بد من صفاء المودة ، ولابد من هيجان إرادة القلب للمحبوب ولابد من علو المحبة وظهورها ، ولابد من ثبات إرادة القلب على حب محبوبك ، ولابد من لزوم محبوبه لزوماً ثابتاً ، وإعطاء المحبوب لب القلب وسويداءه . أيها الأخوة الكرام ، المحبة من تعاريفها الدقيقة ، هي الميل الدائم بالقلب الهائم ، المحبة إيثار المحبوب على جميع المصحوب ، المحبة موافقة المحبوب في المشهد والمغيب ، الذي يحب الله عز وجل لا يتأثر بزمان ومكان ، هو مع الله والله معه في كل زمان ومكان ، أما هؤلاء الذين ينضبطون في مكان ، ويتفلتون في مكان هؤلاء لا يخضعون لله ، بل يخضعون لتقاليد وعادات وهذه تنفي عنهم المحبة ، أناس كثيرون في بعض البلاد ، في بلادهم يصلون الصلاة بأوقاتها ، يؤدون ما عليهم من واجبات دينية ، فإذا سافروا إلى بلاد أخرى تفلتوا من منهج الله ، هؤلاء لم تدخل المحبة إلى قلوبهم ولكنهم خضعوا لتقاليد وعادات هي بشكل أو بآخر لا تقدم أو تؤخر . المحبة أن تهب كلكَ لمن أحببت : أيها الأخوة الكرام ، المحبة استكثار القليل في جنب الله عز وجل ، استكثار القليل من فضل الله عز وجل ، وفضل الله كثير ، واستقلال الأعمال الصالحة مهما كبرت يعني إذا فُعل معك خير رأيته كثيراً ، فإذا فعلت شيئاً رأيته قليلاً وهذه من علامات المحبين . المحبة أن تهب كلكَ لمن أحببت فلا يبقى لك منه شيء ، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [ سورة الأنعام: 162] ماذا أبقيت يا أبا بكر ؟ " قال الله ورسوله " ، أعطى كل ماله للنبي عليه الصلاة والسلام ، هذه مرتبة السابقين السابِقين . المحبة أن تهب إرادتك وعزمك وأفعالك ونفسك ومالك ووقتك لمن تحب وأن تجعلها حبساً في مرضاته وفي محابه فلا تأخذ لنفسك منها إلا ما أعطاك الله ، فتأخذ منه له ، هذا معنى قوله تعالى: ﴿ بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾ [ سورة هود: 86] بقي لك من هذا ما سمح الله لك به ، بقي لك من المال الكسب المشروع بقي لك من النساء زوجتك ومحارمك ، بقي لك من العلو في الأرض الزهو بطاعة الله لا بمخالفة أمره . من الأسباب الجالبة لمحبة الله : 1 ـ قراءة القرآن : أيها الأخوة الكرام: من الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها أن تقرأ القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به ، تلاوة كلام الله عز وجل أحد الأسباب الموجبة لرحمته ، إن أردت أن تحدث ربك فادعه ، وإن أردت أن يحدثك الله فاقرأ القرآن ، فقراءة القرآن أحد أسباب محبة الله عز وجل ، والتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض توصل المحب إلى درجة المحبوبية ودوام ذكر الله عز وجل على كل حال بالقلب واللسان والعمل ، فالإنسان أيها الأخوة نصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر ، من أحب شيئاً أكثر من ذكره " ابن آدم إنك إن ذكرتني شكرتني ، وإذا ما نسيتني كفرتني " ، " برئ من النفاق من أكثر من ذكر الله " . قراءة القرآن بالتفهم والتدبر والتطبيق ، أحد الأسباب الموصلة إلى محبة الله عز وجل ، التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض أحد أسباب بلوغ محبة الله عز وجل ، دوام الذكر: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [ سورة الأحزاب: 41-44] دوام الذكر على كل حال بالقلب واللسان والعمل ، إذاً نصيب المحبة على قدر النصيب من الذكر ، والآية الكريمة: ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [ ، قال العلماء: الأمر ينصب لا على الذكر فحسب بل على الذكر الكثير . 2 ـ أن تكون محبوباً عنده : يا أيها الأخوة الكرام ، ومن أسباب بلوغ محبة الله عز وجل وأن تكون محبوباً عند الله ، أن تؤثر محابه على محابك ، تحب شيئاً ، ويحب الله شيئاً ، فعندما تتوافق الأشياء التي تحبها مع الأشياء التي يحبها الله عز وجل ليس هناك من مشكلة وليس هناك من غضاضة ، وليس هناك من حرج ، وليس هناك من تضحية أما حينما تتعارض محابك مع محاب الله ، أي حينما يتعارض الذي تحبه مع الذي يحبه الله عز وجل ، هنا تظهر محبتك ، لا تكون المحبة إلا إذا آثرت ما يرضه على ما يرضيك ، إلا إذا آثرت ما تشتهيه على ما يريده لك . 3 ـ إيثار محابه على محابك : أيها الأخوة الكرام ، إيثار محابه على محابك عند غلبة الهوى ، والتطلع إلى محابه وإن صعب المرتقى ، لابد من مجاهدة النفس والهوى ، لأن أصل التكليف يتناقض مع ظاهر الطبع ، ويتوافق مع الفطرة ، فلا بد من التضحية برغبات النفس أمام طاعات الله عز وجل ، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [ سورة النازعات: 40-41] 4 ـ التأمل في أسمائه الحسنى : أيها الأخوة الكرام ، موضوع دقيق دقيق وخطير خطير ، وهو أنك إذا عرفت أن الله خلق الكون وكفى كيف تحبه ، أما إذا طالعت أسماءه الحسنى ، وصفاته الفضلى ، وقفت ملياً عند اسم الرحيم ، عند اسم الكريم ، عند اسم الغني عند اسم الملك ، عند اسم القادر ، عند اسم العفو ، عند اسم الرؤوف إذا طالعت أسماءه اسماً اسْماً ، وتأملت في دقائقها ، وفي مظاهرها ، وفي أحوالها وصلت إلى محبة الله عز وجل . أنت بالأمثلة الظاهرة إذا رأيت إنسان في الطريق لماذا تحبه ؟ لا تحبه ولا يحبك، أما إذا سمعت عن أخلاقه ، عن استقامته ، عن علمه عن حكمته ، عن تضحيته ، عن حبه للخير ، فالذي تراه لمرة واحدة دون أن تعرف دقائق طبعه ، دقائق سلوكه لا تحبه ، فلذلك إن أردت أن تحب الله عز وزجل فلا من أن تقف ملياً عند أسماء الله الحسنى ، عند كمالاته من أجل أن تحبه ، فالنفوس جُبلت على حب من أحسن إليها ، فالقانون أنك تحب الجمال والكمال والنوال ، فهذه الخصائص الثلاثة مجتمعة بالله عز وجل ، إن الله جميل يحب الجمال ، ذاتٌ كاملة ، إحسانه لا ينقطع . 5 ـ شكره : يا أيها الأخوة الكرام: أحبوا الله لما يغذوكم به من نعم ، يجب أن تشكر نعمة الوجود ، نعمة الإمداد ، نعمة الصحة ، نعمة الحواس نعمة الأعضاء ، نعمة الأجهزة ، نعمة المأوى ، نعمة الزوجة نعمة الولد نعمة السمعة الطيبة ، نعمة أنك حر لست مقيداً ، هذه نعم يجب أن تذكرها من أجل أن تحب الله عز وجل ، فلا بد من مشاهدة بره وإحسانه ، وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته ، لابد من أن تذكر أيام الله الأيام العصيبة التي حماك الله فيها ، التي وفقك فيها التي نجاك فيها من ورطة كبيرة ، هذه أيام ، ولكل مؤمن أيام مع الله هذه إن فترت نفسه عليه أن يذكرها ، كي يزداد حبه لله عز وجل . 6 ـ الافتقار إليه : الشيء الذي يقربك من الله عز وجل أن تأتيه من باب الانكسار ، أن تأتيه من باب الذل ، فأصحاب النبي رضوان الله عليه ، كانوا متذللين إلى الله فنصرهم الله عز وجل ، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [ سورة آل عمران: 123 ] أما في حنين وهم من هم أصحاب رسول الله وفيهم رسول الله أعجبتهم كثرتهم ، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [ سورة التوبة: 25 ] فالافتقار إلى الله أحد الأسباب الموجبة لمحبته ، والاعتداد بالنفس بمالك أو بعلمك، أو بسلطانك ، أو بقوتك ، أو بأتباعك ، حجاب بينك وبين الله وهذا يوجب المقت . 7 ـ مجالسة المحبين : أيها الأخوة الكرام ، ومن أسباب محبة الله عز وجل الخلوة بها ، وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ وَلأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جَلَّ وَعَزَّ فَقَالَ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ)) [ أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ] أيها الأخوة الكرام ، من الأسباب الموجبة للمحبة ، مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب كلامهم ، وأن لا تتكلم بحضرتهم إلى إذا رجحت مصلحة الكلام . 8 ـ الالتزام بأمره : أيها الأخوة الكرام ، آخر سبب من أسباب محبة الله عز وجل ، أن تتباعد عن كل سبب يحول بين قلبك وبين الله عزّ وجل ، أي شيء يقربك من الله تفعله وأي شيء يبعدك من الله لا تفعله ، هذه أحد أسباب محبة الله عزّ وجل . رسوخ محبة الله إنما يكون بمتابعة النبي : أيها الأخوة الكرام ، رسوخ هذه المحبة وثباتها في قلب إنما يكون بمتابعة النبي عليه الصلاة والسلام في أعماله وأقواله وأخلاقه ، فبحسب هذا الاتباع تثبت هذه المحبة وتقوى ، وبحسب نقصان الاتباع تنقص هذه المحبة وتتلاشى ، هذا الاتباع يوجب المحبة والمحبوبية معاً ، والفرق بينهما كبير ؛ المحبة أن تحب الله أما المحبوبية أن يحبك الله ، أن تكون محبوباً ، فاتباع النبي عليه الصلاة والسلام يوجب المحبة والمحبوبية معاً ، ولا يتم الأمر إلا بهما معاً ، دققوا بهذه الفكرة ؛ كل واحدٍ يقول أنا أحب الله ، لماذا ؟ لأنه خلقني ، ورزقني وزوجني وآواني ، طيب ، العبرة أيها الأخوة ، لا أن تحب الله ، العبرة أن يحبك الله، دعوى محبته سهلة ، بل إن كل إنسان يحب الإحسان ، فإذا أحسن الله إليك تحبه ، وإحسانه مستمر وإحسانه أبدي سرمدي ، لذلك ليس الشأن أن تحب الله ، بل الشأن أن يحبك الله ، ولا يحبك الله عز وجل إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهراً وباطناً وصدقته خبراً ، وأطعته أمراً، وأجبته دعوةً ، وآثرته طوعاً ، وثنيت عن حكم غيره بحكمه ، وعن محبة الخلق بمحبته ، وعن طاعة غيره بطاعته ، وإن لم يكن ذلك كذلك فلا تتعنت وارجع إلى حيث كنت ولتمس نوراً فلست على شيء ، هذا ملخص الملخص . إن لم تؤثر هواه على هواك ، ومحبته على محبتك ، وطاعته على طاعة الخلق ، ورضاه على رضى الخلق ، فأنت لست على شيء ومعرفة الحقيقة المرة ، خير من الوهم المريح ، اعرف الحقيقة المرة في الوقت المناسب كي تتلافاها . العبرة أن يحبك الله : أيها الأخوة الكرام ، كل هذه الخطبة لا تخرج عن هذا المحور قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [ سورة آل عمران: 31 ] الشأن أن يحبك الله ، لا أن تحبه فقط ، أن يحبك هو ، وهو لا يحبك إلا إذا اتبعت سنة نبيه . أيها الأخوة الكرام ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى خيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين . * * * الإنسان إذا أحبّ الله اطمأنت نفسه : أيها الأخوة الكرام ، حقيقة هامشية ، وليست من صلب الموضوع ، الإنسان إذا أحب الله اطمأنت نفسه ، إذا أحب الله والتزم أمر النبي تجلى الله على قلبه ، أنزل على قلبه السكينة ، هذه السكينة ، أو تلك الطمأنينة ، هذا التجلي ، أو هذه الراحة ، أو تلك السعادة سمها ما شئت ، أسماء كثيرة لمسمى واحد ، إن كنت مع الله اطمأن قلبك ، وسكنت أعضاؤك، وارتاحت نفسك ، وسعد قلبك . الشدة النفسية وراء كل متاعب الجسد : أيها الأخوة الكرام ، هذه الحال هي عين الصحة ، كلما تقدم الطب اكتشف أن الشدة النفسية وراء كل متاعب الجسد ، فالإنسان القلق يظهر هذا القلق على أعضائه وعلى أجهزته ، وعلى قلبه وعلى شرايينه ، وعلى ضغطه ، وعلى هضمه وعلى أعصابه ، وعلى عضلاته ، كلما تقدم الطب اكتشف أن وراء أكثر الأمراض شدة نفسية ، ضغط نفسي ، قلق ، خوف من مجهول ، وأنك إذا أحببت الله ، وشعرت أنك تحت مظلته ، في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، شعرت أن الله راضٍ عنك ، أنه يحبك ، هذا شيء يدعو إلى الراحة والسعادة ، والطمأنينة ، وهذا أحد أسباب الصحة . الراحة النفسية أن يكون الله راضٍ عنك : أمر الله أكبر من أن تحصى فوائده ، وإن كان الإنسان يعبد الله تنفيذاً لأمره ومحبة له لكن هذه العبادة تورثه راحة ، لو علمها الملوك لقاتلوا عليها أصحابها بالسيوف ، هذه الراحة النفسية أيها الأخوة يسعى لها كل الناس ، مطلب السلامة والسعادة مطلب كل مخلوق على وجه الأرض . الدعاء : |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() قال ابن القيم رحمه الله ليس المستغرب أننا نحب الله تبارك وتعالى |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد, الله, ساعة, نؤمن |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc