من الربيع النقابي إلى الربيع الأخلاقي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات النقابية واقوال الصحف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من الربيع النقابي إلى الربيع الأخلاقي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-01, 20:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
smati
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي من الربيع النقابي إلى الربيع الأخلاقي

أقول الحمد لله الذي أكرمنا بمهنة التعليم ، و أرسل لنا النبي الكريم ، و نتقاضى أجرا و ثوابا عظيم مقابل جهودنا لجيل قوي حليم ، و ما أجمل أن نبدأ مناقشة موضوعنا بقول الله العزيز العليم أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ...) ،فنقول لأنفسنا: ألم يَأن لرجال التربية الذين خاضوا معاركا فنالوا نصيبا من حقوقهم المادية و المعنوية أن تنعش قلوبهم و تستيقظ ضمائرهم فيلتفتون إلى مهنتهم النبيلة مهنة الأنبياء و العلماء و هي حقا نبيلة لقوله تعالىكما أرسلنا فيكم رسول منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم و يعلمكم الكتاب والحكمة و يعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) و يقول رسولنا (ص) " ...إنما بعثت معلما..." و يقول عنه معاوية بن الحكم: (ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه) .
أما مضمون الموضوع الخطير و المطروح على الزملاء هو : تفشي ظواهر اجتماعية سلبية و خطيرة كالوباء في مجتمعنا نذكر منها حصرا : ،كل أنواع و أشكال الإجرام بدءا من البذاءة في الكلام ، و السرقة و النصب و الاحتيال في كل مضرب و مكان ، و انكمش الأمن و افتقد الأمان ، إلى حمل السلاح و استعماله في قتل الصديق و الغريب و حتى ذوات الأرحام ،فدخلت الجزائر اليوم مرحلة " جرائم منزوعة القيمة" أي القتل بدون سبب كنمط الجرائم الدول الغربية ، و استقال المجتمع من وظيفته و امتهن سياسة الانسحاب و اللامبالاة .....
ألم نشاهد و نسمع و نقرأ عن تلاميذ ضربوا زملاءهم و أساتذتهم باللكم و الصفع و السلاح داخل و خارج المؤسسة ، ربما في يوم ما هؤلاء قد يتحول البعض منهم إلى محترفي الإجرام الخطير ، إخواني و زملائي قبلنا أم رفضنا ، فهذا جزء من نتاج صنيعنا و مسجل في رصيدنا أحببنا أم كرهنا ، أولئك ( الفئة الأولى*) أم هؤلاء ( الفئة الثانية*) كانوا في يوم من الأيام تلاميذ أبرياء في مدارسنا ، يصطفون و يصعدون إلى أقسامنا ليتابعوا دروسنا و يمتحنون و يحصلوا على علاماتنا شئنا أم أبينا ، كنا لا نفرق بين من له غرائز شيطانية و قابلية إجرامية من بين تلاميذ ذات طبيعة شبه ملائكية ، و لكن بسبب خطأ منا و من المجتمع و الشارع طفت غريزة الانحراف فقادتهم إلى الإجرام ، هؤلاء الذين كانوا يوما طلابنا لم ننقذهم أو نقدم لهم ما يحميهم من أنفسهم و من مجتمعهم ، ربما بسبب قلة درايتنا بعلم التربية و التوجيه و النصح ، ربما لم نكن لليتيم " أبا " أو " أما" و لا للمنحرف " منقذا" و لا للمشاغب " موجها" و لا للتائه " هاديا" و لا لسيئ الأخلاق " أسوة" حينما كان هؤلاء في حاجة إلينا لم نهتم بهم و لم نلتفت إليهم ، كانوا يستنجدون بنا من خلال سلوكياتهم و لكن لم نعي إشاراتهم ، كانوا يصرخون في أعماق أنفسهم أنقذونا من شرور أنفسنا و لكن لم نسمع صرخاتهم ، كانت صفحاتهم تتحول تدريجيا من البياض و النور الملائكي إلى العتمة و الظلام الشيطاني لكننا كنا مجرد أساتذة و معلمي ديكور للمدرسة كنا ببساطة "آلات حشو المعلومات" أو عمال "خبزة" أو بالعامية " حشيشه طالبة معيشة" و " مانيش أنتاع مشاكل" و أخوات هذه العبارات التي أضحت عقيدتنا المبتدعة.
• إخواني و زملائي كثر الكلام عن "الربيع" كالربيع العربي ، و الربيع الأمازيغي و الإغريقي و.... و أنا أتحدث عن الربيع الذي يخصنا نحن رجال التربية ، لقد مكث الشتاء و طال مكوثه في قلوبنا حتى تجمد من دوام صقيعه ألم يأن ربيعه ، لقد أقام الخريف و أتخذ من عقولنا بيتا أرادها إقامة دائمة و تساقطت أوراقه ثم تبرعمت الجديدة و اخضرت و لم يرحل ألم يأن ربيعه . متى يحل ربيعنا و دورنا في ربيع نصنعه بأيدينا ...ألم يأن ربيعنا؟، ربيع المعلمين و الأساتذة، ربيع أخلاقي، ربيع لجيل متخلق صالح مهذب مسالم.
- لنا القدرة على التغيير و تنشئة و تربية جيلا محصنا و صالحا إذا تضافرت الجهود و خلصت النيات خاصة أننا نشرف عليه عبر ثلاث (3) مراحل متتالية ،هو جيل يقضي معنا ست(6) في الابتدائي و أربع(4) في المتوسط و ثلاث(3) في الثانوي، بربكم كيف لا نقدر على صقله و تشكيله كما نريد فهو يسلم لنا كصفحة بيضاء ونحن من خلال 13 سنة نجعله إما صفحة بيضاء ناصعة مستقبلها ميمونة ، أو صفحة قاتمة معتمة عواقبها معلومة
• حتى لا يبقى مجرد موضوع نظري استهلاكي (تكون قراءته سريعة و نسيانه أسرع) فنقدم خطوات عملية كاجتهاد منا و هو قليل و البعض منكم أن شاء الله و هو الأكثر .
• أن نستشعر بخطورة مهنتنا و عظمة المسئولية الملقاة على عاتقنا في تربية نشأ اليوم لنعده و نهيئه ليكون جيل الغد، مصيره بأيدينا فنجعله صالحا أم طالحا.
• أول شيء : كقاعدة عملية هو : التخلية قبل التحلية ( أي نفرغ ما يحويه الطفل من صفات و سلوكيات سلبية فنطهر نفسيته من تراكمات أدران الرذائل قبل تزيينه بأصول الأخلاق ونحبب إليه الفضائل. كان الصحابة يقولون (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرغنا ثم يملؤنا)
• نكون دوما إلى جانب التلميذ و خاصة أولئك المنزويين فنتحرى عن سبب انزوائهم، المشاغبين لتهذيب شحنتهم، اليتامى لنكون كآبائهم، للضعفاء نكون سندهم، لسيئ الأخلاق نطهرهم ثم نبين لهم فضائل الأخلاق، ...الخ
• أن نتصف نحن المربين بمكارم الأخلاق قولا و عملا و صفات كـ: التواضع، الرفق واللطف في التوجيه، حسن التعامل مع المخطئين والمقصرين، عدم تعنيف التلاميذ و استعمال الحكمة في حل المعضلات...
• إشراك كل التلاميذ من خلال تكوين جمعيات علمية، أدبية، رياضية، سياحية... حسب ميول و مواهب كل تلميذ و تقريب أولئك الذين ينظر إليهم بالسوء.
• أن نسأل عن سبب غياب أي تلميذ، و زيارة المريض منهم مع ثلة من التلاميذ في البيت أو العيادة.
هذا ما أراه أنا في أزمتنا فهي أزمة أخلاقية بالدرجة الأولى حيث جل مصائبنا انبثقت من سوء الأخلاق و ضعف الوازع الإيماني فالإنسان مادة و روح و عقل إذا أخللنا بأي منها بتغذية و تقوية أحدهم عن الآخر اختل توازن شخصية المرء و اضطرب ، و لكل منها غذاءه و وصفته و طبيبه فيكفي أن نعرف الطبيب فتسهل الباقية و الله أعلى و اعلم ، و أفيدونا بآرائكم و انتقدتاكم مع تحياتي الخالصة.
ملاحظة:
(الفئة الأولى محترفي الإجرام ) (الفئة الثانية في طريق الإجرام )









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأخلاقي, الربيع, النقابي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc