رسالة من المرحوم عبد الحميد مهري إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية

قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رسالة من المرحوم عبد الحميد مهري إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-01-31, 10:11   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
master dadel
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية master dadel
 

 

 
إحصائية العضو










B11 رسالة من المرحوم عبد الحميد مهري إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة

عبد الحميد مهريالأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطنيالجزائر، 16 فبراير 2011


سيادة الأخ عبد العزيز بوتفليقة المحترمرئيس الجمهورية

أتوجّه إليك بهذه الرسالة، في ظرف بالغ الدقة والخطورة، وأنا مدرك أنه لا يخوّلني هذا الشرف إلا الروابط الأخوية والمبادئ التي جمعتنا في مرحلة الكفاح من أجل حرية بلادنا واستقلالها، واعتقادي بأنّ هذه الروابط ما زالت تمثّل الجامع الذي يمكن أن تلتقي عنده الإرادات الخيّرة لخدمة بلادنا وسعادة شعبنا.

وقد فضّلت هذه الطريقة المفتوحة لمخاطبتك، لأنك تحتلّ موقع الصدارة والأولوية، ولكنك لست الوحيد المقصود بمحتوى الرسالة، ولا الجهة الوحيدة المدعوّة لمعالجة القضايا التي تطرحها. وقد توخّيت في هذه الرسالة قدرا من الصراحة التي كانت سائدة في مداولات الهيئات القيادية للثورة الجزائرية، والتي كانت – رغم تجاوزها حدود المقبول أحيانا – أفضل بكثير من الصمت المتواطئ، أو المسايرة دون اقتناع.

سيدي الرئيس،
إنك اليوم في قمّة الهرم لنظام حكم لست مسؤولا وحدك على إقامة صرحه. فقد شارك في بنائه، برأيه أو عمله أو صمته، كلّ من تولّى قدرًا من المسؤوليات العامة بعد الاستقلال. لكنك اليوم، بحكم موقعك، تتحمّل، ومعك جميع الذين يشاركونك صنع القرار، مسؤولية كبيرة في تمديد فترة هذا الحكم الذي طغت، منذ سنين، سلبياته على إيجابياته، ولم يعد، فوق هذا كله، قادرًا على حل المشاكل الكبرى التي تواجه بلادنا، وهي عديدة ومعقّدة، ولا قادرًا على إعدادها الإعداد الناجع لمواجهة تحدّيات المستقبل، وهي أكثر تعقيدا وخطورة.
إنّ نظام الحكم الذي أُقيم بعد الاستقلال انطلق، في رأيي، من تحليل خاطئ لما تقتضيه مرحلة بناء الدولة الوطنية. فقد اختار بعض قادة الثورة، في غمرة الأزمة التي عرفتها البلاد سنة 1962، إستراتيجية سياسية انتقائية لمواجهة مرحلة البناء بدل الإستراتيجية الجامعة التي اعتمدها بيان أول نوفمبر 1954، والتي سادت، رغم الخلافات والصعوبات، في تسيير شؤون الثورة لغاية الاستقلال. فأصبح الإقصاء، نتيجة لهذا الاختيار، هو العامل السائد في التعامل السياسي، ومعالجة الاختلاف في الرأي. وأصبحت الفئات أو الدوائر السياسية التي تحظى بالاختيار في أول الشهر، عرضة للإقصاء والتهميش في آخره.
فنتج عن هذه الممارسة، التي سرت عدواها لبعض أحزاب المعارضة، عزوف آلاف المناضلين عن العمل السياسي، وانكماش القاعدة الاجتماعية لنظام الحكم، وتضييق دائرة القرار في قمته.
وقد ورث نظام الحكم، بالإضافة إلى طابعه الإقصائي، أنماطا وممارسات أفرزتها ظروف الكفاح الصعبة، وتبنّاها في تسيير الشؤون العامة بعد الاستقلال. كما تغذّى باجتهادات واقتباسات لم ينضجها النقاش الحر، ولم يصقلها، عبر مراحل تطوّرها، التقييم الموضوعي، الذي كان هو الغائب الأكبر في تجربة الحكم عندنا.
لقد كانت تُنظّم، في كل مرحلة من مراحل هذا النظام، بدل التقييم النقدي الموضوعي لنظام الحكم، حملات التمجيد أو التنديد المفصّلة على مقاس الأشخاص، وتلوين العشريات بما يكفي للتستر على طبيعة نظام الحكم وممارساته، ولونه الدائم الذي لا يتغيّر بتغيير الأشخاص.
إنّ الأصوات المطالِبة بتغيير هذا النظام، والحريصة على أن يتمّ هذا التغيير في كنف السلم والنقاش الحر، كثيرة، والنذر التي تنبّه لضرورة هذا التغيير ظاهرة للعيان منذ سنوات عديدة، ولكنها تجمّعت، في الأشهر الأخيرة، بقدر لا يمكن معه التجاهل أو التأجيل. إنّ الأحداث التي تقع عندنا باستمرار، والتي تقع حولنا منذ أشهر، تذكّر بمثيلات لها عرفتها بلادنا في شهر أكتوبر سنة 1988، وعرفت ما انجرّ عنها من أحداث جسام وأزمات، ومآس ما زال الشعب يتجرّع بعض كؤوسها المرّة.
ويزيد من خطورة أحداث هذا المشهد عندنا، أنّ الخطاب الرسمي، في مستويات مسؤولة، يخطئ، أو يتعمّد الخطأ، في قراءتها، ويهوّن من تأثيرها، وينكر دلالتها السياسية الكبرى بدعوى أنّ المطالب المرفوعة من طرف المتظاهرين لا تتضمّن أيّ مطلب سياسي. وغرابة هذه القراءة والتحليل تتجلّى عندما نتصوّر طبيبا ينتظر من مرضاه أن يكتبوا له وصفة العلاج!
إنّ مثل هذه القراءة الخاطئة من عدّة أطراف، وسوء القصد من أطراف أخرى، هي التي حالت، مع الأسف الشديد، دون استخلاص الدروس الصحيحة من حوادث أكتوبر 1988، ومكّنت أعداء التغيير، إذ ذاك، من العمل المخطّط لسدّ السبل المؤدّية للحلّ الصحيح، وهو الانتقال لنظام حكم ديمقراطي حقيقي. وهو ما أضاع على البلاد، في رأيي، فرصة ثمينة لتجديد مسيرتها نحو التطور والتنمية السليمة.
وتشمل هذه القراءة الخاطئة الأحداث التي تجري في أقطار قريبة منّا، كتونس ومصر، بالتركيز على أوجه الاختلاف بينها وبين بلادنا، لاستبعاد الدروس التي تمليها أحداثها وتجاربها. مع أنّ المشترك بيننا وبين هذه الأقطار لا ينحصر فقط في عدوى اللجوء المأسوي للانتحار بالنار، ولكن فيما هو أعمق وأخطر، وهو طبيعة نظام الحكم نفسه. فنظام الحكم في مصر وتونس والجزائر جميعها يتدثّر بواجهة ديمقراطية برّاقة ويقصي، عمليا، وبمختلف الوسائل، فئات واسعة من المواطنين من الاشتراك الفعلي في تسيير الشؤون العامة، وهو ما يرشحهم، بصفة دائمة، نتيجة التهميش والإقصاء، للنقمة والغضب واعتبار كل ما يمتّ لنظام الحكم أو يصدر عنه غريبا عنهم أو معاديا لهم. وعندما تُضاف لهذه الأرضية الغاضبة وطأة الصعوبات الاقتصادية، سواء كانت ظرفية أو دائمة، تكتمل شروط الانفجار.
ويُضاف إلى هذه العوامل المشتركة، أنّ غالبية الجزائريين يعتقدون أنّ نظام الحكم القائم عندنا غير وفيّ لمبادئ الثورة الجزائرية وتوجّهاتها، وأنه لا يسدّ ظمأهم للنزاهة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي ضحّى الشعب الجزائري بمئات الآلاف من أبنائه في سبيلها.
ويُستنتج مما تقدّم أنّ القضية المركزية التي تتطلّب جهدا وطنيا شاملا ومنظّما، هي إقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي قادر على حلّ مشاكل البلاد وإعدادها لمواجهة تحدّيات المستقبل. نظام حكم ديمقراطي يُخرج الفئات الاجتماعية العريضة من دائرة الإقصاء والتهميش إلى مصاف المواطنة المسؤولة الفاعلة.
كما يُستنتج أيضا أنّ التغيير الحقيقي لا يأتي نتيجة قرار فوقي معزول عن حركة المجتمع وتفاعلاته. بل إنه من الضروري إنضاج عملية التغيير وتغذيتها من المبادرات المتعدّدة التي تنبع، بكل حرية، من مختلف فئات المجتمع.
إنّ الشعب الجزائري الذي احتضن الثورة عندما أُلقيت، عن وعي وإخلاص، بين أحضانه، وتحمّل أعباءها ومسؤولياتها بجلد وصبر، مؤهّل، بتجربته العميقة، لاحتضان مطلب التغيير الديمقراطي السلمي لنظام الحكم ومرافقته إلى شاطئ الاستقرار والأمان.
ويتطلّب هذا التغيير المنشود، في رأيي، البدء بالخطوات المتزامنة التالية:
أوّلا– الإسراع بإزالة كل العوائق والقيود، الظاهرة والمستترة، التي تحول دون حرية التعبير أو تحدّ منها. وتوفير الظروف الملائمة لتمكين التنظيمات والمبادرات الاجتماعية لشباب الأمة وطلبتها وإطاراتها ونخبها، في مختلف القطاعات والاختصاصات والمستويات، من ممارسة حقهم الطبيعي والدستوري في التعبير، بجميع الوسائل والطرق القانونية، عن مآخذهم ومطامحهم وآرائهم واقتراحاتهم.
ثانيا– الدعوة لازدهار المبادرات الشعبية النابعة من صميم المجتمع والمساندة لمطلب التغيير السلمي، حول المحاور والصيغ التالية:
1– ملتقيات للحوار تجمع في مختلف المستويات، ومن مختلف التيارات الفكرية والسياسية، المواطنين الملتزمين الذين ينبذون العنف والإقصاء السياسي، ويسعَون لتبيين القواسم والاهتمامات المشتركة التي يمكن أن تلتقي عندها الإرادات والجهود لإنجاح التغيير السلمي المنشود.
2– أفواج للتقييم تضمّ في مختلف المستويات، ومن مختلف التيارات الفكرية والسياسية، عددًا من المختصّين أو المهتمّين بقطاع معيّن من النشاط الوطني للاضطلاع بتقييم موضوعي لما أُنجز فيه منذ الاستقلال وتحديد نقاط القوة والضعف فيه ورسم آفاق تطويره.

3– وداديات التضامن ضدّ الفساد والرشوة ومهمتها هي إقامة سدّ في وجه انتشار الفساد والرشوة بتوعية فئات المواطنين المعرّضين لابتزاز المرتشين في مختلف المستويات وتكتيلهم للالتزام بموقف قاطع ورفع شعار: "لا ندفع خارج القانون". ويأتي هذا الحراك الاجتماعي داعما ومكمّلا للإجراءات الإدارية والقانونية التي تستهدف القضاء على الفساد.
إنّ مئات المبادرات التي يمكن أن تتفتّق عن هذه الدعوة، وتتعدّد بعيدًا عن الإملاءات الفوقية، ستكون مثل الشموع، تنير طريق التغيير السلمي الحقيقي وتترجم توجهات الشعب ومطامحه.
ثالثا– مدّ جسور التشاور والحوار، على أوسع نطاق، مع القوى السياسية قصد التحضير لانعقاد مؤتمر وطني جامع يتولّى المهامّ التالية:
1– تقييم نقدي شامل لنظام الحكم وممارساته في مراحله المختلفة منذ الاستقلال، وتحديد المهامّ والوسائل والمراحل الكفيلة بإرساء دعائم الحكم الديمقراطي ودولة القانون.
2– اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإخراج البلاد، نهائيا، من دوّامة العنف التي تعصف بها منذ عشرين سنة. إنّ الأزمة التي ما زالت إفرازاتها تطغى على الساحة السياسية هي محصّلة الأخطاء التي ارتكبتها بعض الحركات الإسلامية وأخطاء سلطات الدولة في معالجتها. ولا يمكن علاج الأزمة بمعالجة نصفها و تناسي النصف الثاني.
3– الاتفاق على أرضية وطنية تبلور التوجّهات الكبرى لآفاق التنمية الوطنية الشاملة، وإعداد البلاد لمواجهة التحدّيات التي تُمليها المتغيرات العالمية.
4– الاتفاق على أرضية وطنية توضّح ثوابت السياسة الخارجية وخطوطها العريضة. وفي مقدّمتها تحديد الخطوات الكفيلة بتحقيق الوحدة بين أقطار المغرب العربي.
أخي الرئيس،إنّ الجزائر مدعوّة للاحتفال، قريبا، بالذكرى الخمسين لاستقلالها، والوقت الذي يفصلنا عن هذه المناسبة العظيمة، كاف، على ما أعتقد لاتفاق الجزائريين على التغيير السلمي المنشود. وأحسن هدية تُقدَّم لأرواح شهدائنا الأبرار هو الاحتفال بذكرى الاستقلال والشعب الجزائري معتزّ بماضيه ومطمئنّ لمستقبله.

مع احترامي وتحياتي الأخوية.
عبد الحميد مهري16 فبراير 2011









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-02-01, 19:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مناد بوفلجة
عضو فضي
 
الصورة الرمزية مناد بوفلجة
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة أفضل تصميم المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي



فـــــات الأوان


يا ليت لو كنت أنت البادئ حينما كنت في تمام الصحة

رحمك الله عليك و غفر لك

آمين










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-01, 21:10   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
souhiel
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية souhiel
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى
رحمة الله عليك نسأل الله العظيم ان يجعلك من اهل الجنة
امين










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-01, 22:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مصطفى ابو عزيز
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية مصطفى ابو عزيز
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رسالة قوية وشجاعة وناصحة لا تخرج الا من رجل حكيم
ولكن المشكل هل تلقى اذانا صاغية ام لا ؟










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مهرج, الحمدي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc