مكان بعيد .. لا يراك فيه بشر
لا أنيس ولا جليس .. لا أهل ولا مال
لا أخوة ولا صحبة .. لا أب ولا أم
مكان ان أردت وصفه كما تحب .. فافعل
لكنك لن تستطيع إخفاء جانبه السيء
في يوم ما .. قريب أم بعيد ستسافر اليه
وحدك
سيأتي في هذا اليوم كل مَن تعرفه أو يعرفك
سيبكون لفراقك
ومنهم مَن سيفعل المحظور ويشق الجيب .. فقط حزنا على فراقك
ومنهم من سيحزن لكن في صمت .. سيتخيل البعض أنه ليس حزينا
وما أن اختلى بنفسه .. سالت منه الدموع كشلالات نياجرا
ومنهم من سيحزن عليك بتذكرك في كل مكان
هنا كنت تقرأ .. وهنا كنت تنام .. وهنا كنت تضحك وتلعب .. وهنا كنت تحب 
منهم سيعيش في أكذوبة من اختراعه .. أكذوبة أنك لم تغادر وأنه في انتظار عودتك من جديد
ولكن للأسف لن ترجع
فقط أنت مَن ستكون يومها الصادق الوحيد الذي يعلم الحقيقة
فقط أنت يومها الذي ستعرف كل شيء
ماذا فعلت لترى كل هذا؟
وماذا لم تفعله لترى كل هذا؟
إنها الحقيقة التي طالما غفلت عنها ونسيتها
إنها الحقيقة الواحدة القريبة منك مثل أنفاسك ولكنك أعمى
لهوت ولعبت وضحكت وأغضبت هذا وهذا وصالحت هذا وذاك .. ولكن ما الفائدة؟
بمـــــــــــــاذا نفعوك؟
بمـــــــــــاذا حملوا عنك بعضا مما ترى الآن؟
إنهم الآن يتعظون بغيابك هذا .. وربما غيابك كان كالصفعة على وجه النائم لتوقظه
إنهم أحيـــــــــــــــــــــــــــاء ,, وأنت ميت!
انت ميت .. وكنت بالأمس بيننا .. كنا نحبك .. كنا نساعدك على ألا تستعد لهذا الغياب المفاجيء
فنحن نعتذر لك .. ويا ليت اعتذارنا يصلك
كم سمعنا من مواعظ
إذا أردت ألا تسمع أغاني .. فلتتذكر الموت
إذا أردت ألا تقع في الحرام مع الجنس الآخر .. فلتتذكر الموت
إذا أردت أن لا تشرك بالله وتتبع هواك .. فلتتذكر الموت
إذا أردت أن تكون تائبا حقا .. فلتتذكر الموت
إذا أردت أن تكون عبـــــــــــــــــــــــدا لله على مراد الله ورسوله .. فلتتذكر الموت
سمعنا كــــــــــــــــــــــــــل هذا .. وما زال طنين الكلمات في أذني .. ولكني لم انتبه
ولكنك لم تسمع بقلبك .. وااااااااااااااااا قلباه
أراك الآن وأتخيلك .. فكان من الممكن ان أكون انا مكانك
فليرحمك الله وليسامحك .. وليتقبلني ويغفرلي