![]() |
|
منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() ![]() ![]() قصيدة البردة للإمام البوصيري ![]() قصيدة البردة للإمام البوصيري مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا *** علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم *** مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم َمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ *** وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا *** وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم *** ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ *** ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت *** به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى *** مثل البهار على خديك والعنــــــــم نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي *** والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة *** مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتتر *** عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ *** إن المحب عن العذال في صــــــممِ إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي *** والشيب أبعد في نصح عن التهـــتـمِ في التحذير من هوى النفس مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا *** علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت *** من جهلها بنذير الشيب والهــــرم ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى *** ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره *** كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــــا *** كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا *** إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــم والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى *** حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه *** إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ *** وإن هي استحلت المرعى فلا تسم كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة *** من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع *** فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت *** من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ وخالف النفس والشيطان واعصهمــا *** وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً *** فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ *** لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه *** وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً *** ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه و آله وسلم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا *** علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى *** أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى *** تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ *** عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه *** إن الضرورة لا تعدو على العصــــم وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن *** لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ *** ن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ *** أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته *** لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه *** مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ *** ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ *** غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم *** من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه *** ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه *** فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم *** واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف *** وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه *** حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً *** أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه *** حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى *** في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ *** صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه *** قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ *** وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا *** فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا *** يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ *** بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ *** والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه *** في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ *** من معدني منطق منه ومبتســــــــم لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ *** طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ في مولده عليه الصلاة والسلام مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا *** علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره *** يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم *** قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ *** كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ *** عليه والنهر ساهي العين من سـدم وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا *** ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل *** حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ *** والحق يظهر من معنى ومن كلــــم عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم *** تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ *** بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب *** منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ *** من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ *** أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا *** نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم في معجزاته صلى الله عليه و آله وسلم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا *** علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة *** تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت *** فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة *** تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه *** من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ وما حوى الغار من خير ومن كــرم *** وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما *** وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى *** خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ *** من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به *** إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم ولا التمست غنى الدارين من يــــده *** إلا استلمت الندى من خير مســـتلم لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه *** قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه *** فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ *** ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه *** وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه *** حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا *** سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ في شـــــرف الــــقرآن ومدحــــــــــــــــه مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا *** علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت *** ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ *** وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى *** ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ *** قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا *** عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ *** من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ *** لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ *** أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا *** ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ *** وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا *** ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه *** لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى *** أطفأت حر لظى من وردها الشــم كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه *** من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً *** فالقسط من غيرها في الناس لم يقم لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا *** تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه و آله وسلم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا *** علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم يا خير من يمم العافون ســــــــاحته *** سعياً وفوق متون الأينق الرســــم ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ *** ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ *** كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً *** من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا *** والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم *** في مركب كنت فيه صاحب العلــــم حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ *** من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ *** نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ *** عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ *** وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ *** وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا *** من العناية ركناً غير منهــــــــــدم لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه *** بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم في جهاد النبي صلى الله عليه و آله وسلم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا *** علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه *** كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ *** حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه *** أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا *** ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم *** بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ *** يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ *** يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم *** من بعد غربتها موصولة الرحـــم مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ *** وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم *** ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً *** فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم المصدري البيض حمراً بعد ما وردت *** من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت *** أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم *** والورد يمتاز بالسيما عن الســلم تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم *** فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً *** من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً *** فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته *** إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ *** به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه *** كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ *** فيه وكم خصم البرهان من خصـم كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً *** في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم في التوسل بالنبي صلى الله عليه آله وسلم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا *** علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه *** ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه *** كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا *** حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا *** لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ *** يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض *** من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي *** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى *** فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه *** أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه *** وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت *** إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت *** يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ في المناجاة وعرض الحاجات يــــارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا *** واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه *** سواك عند حلول الحادث العمـــــم ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي *** إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا *** ومن علومك علم اللوح والقلـــــم يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت *** إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها *** تأتي على حسب العصيان في القسم يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ *** لديك واجعل حسابي غير منخــــرم والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه *** صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ *** على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا *** وأطرب العيس حادي العيس بالنغم ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ *** وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم *** أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا *** واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا *** يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ *** واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت *** والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم أبياتها قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ *** فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم ************************ ![]() ![]() __________________
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() يعطيك الصحة يا أخي |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() رسالتي هذه أوجهها إلى كل مسلم غيور على دينه آخر تعديل عبد الله-1 2012-01-16 في 21:27.
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() السلام عليكم |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||||
|
![]() اقتباس:
وفيكم بارك الله اختي الفاضلة أسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين الإخلاص في الأقوال والأعمال |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() مَاذَا تَعْرِفُ عَنْ هَذِهِ القَصِيدَةِ ؟
قَوَادِحٌ عَقَدِيَةٌ فِي بُرْدَةِ الُبوصِيرِي د . عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن ميميه البوصيري - المعروفة بالبردة - مـن أشـهــــر الـمــدائـح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً، ولذا تنافس أكثر من مائه شاعر في معارضتها، فضلاً عن الـمـشـطِّرين والمخمِّسين والمسبِّعين، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها، وقد تجاوزت شروحـهـــــا الـمكتوبة خمـسـيـن شــرحـــــاً، فيها ما هو محلى بماء الذهب! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن. يـقــول الـدكـتـور زكـي مـبــارك : وأما أثرها في الدرس، فيتمثل في تلك العناية التي كان يوجهها العلماء الأزهريون إلى عـقـــــد الدروس في يومي الخميس والجمعة لدراسة حاشية الباجوري على البردة، وهي دروس كـانـت تـتـلـقـاهــــا جماهير من الطلاب، وانما كانوا يتخيرون يومي الخميس والجمعة، لأن مـثــل هذا الـــدرس لم يـكـــن من المقررات فكانوا يتخيرون له أوقات الفراغ(1). وقد أطلق البوصيري على هذه القصيدة البردة من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة لـكـعـــــب بن زهير - رضي الله عنه - في مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؛ فقد اشتهر أن النـبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى كعباً بردته حين أنشد القصيدة - إن صح ذلك - (2) فـقــــد ادعى البوصيري - في منامه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألقى عليه بردة حين أنشده القصيدة !! وقد سمى البوصيري هذه القصيدة أيضاً بـ الكواكب الدرية في مدح خير البرية(3). كما أن لهذه البردة اسماً آخـــــر هو الـبرأة ؛ لأن البوصيري كما يزعمون برئ بها من علته، وقد سميت كذلك بقصيدة الشـدائــد ؛ وذلك لأنها - في زعمهم - تقرأ لتفريج الشدائد وتيسير كل أمر عسير. وقـد زعم بعض شراحها أن لكل بيت من أبياتها فائدة ؛ فبعضها أمان من الفقر، وبعضها أمان من الطاعون(4). يقــــول محمد سيد كيلاني - أثناء حديثه عن المخالفات الشرعية في شأن البردة -: ولم يكـتـف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول البردة، بل وضعوا لقراءتها شروطاً لم يوضــع مثلها لقراءة القرآن، منها : التوضؤ، واستقبال القبلة، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابـهــــــا، وأن يكون القارئ عالماً بمعانيها، إلى غير ذلك. ولا شك في أن هذا كله من اختراع الصوفـيــة الذين أرادوا احتكار قراءتها للناس، وقد ظهرت منهم فئة عرفت بقراء البردة، كانت تُستدعى في الجنائز والأفراح، نظير أجر معين(5). وأما عن مناسبة تألـيـفـها فكما قال ناظمها : كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثـــم اتفق بعد ذلك أن أصابني خِلْط فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فـعـمـلـتـهـــا، واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت ودعوت، وتوسلت ونمت، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بــردة، فـانـتـبـهــت ووجــدت فيّ نهضة ؛ فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء، فقال لي : أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت : أيّها؟ فقال : التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولّها، وقال : والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيت رسول الله -صلى الله عـلـيــــه وسلم-، يتمايل وأعجبته، وألقى على من أنشدها بردة، فأعطيته إياها، وذكــر الفقير ذلك، وشاع المنام(6). ففي هذه الحادثة تلبّس البوصيري بجملة من المزالق والمآخذ، فهو يستشفع ويتقرب إلى الله - تعالى - بشرك وابتداع وغلو واعتداء - كما سيأتي موضحاً إن شاء الله -. ثم ادعى أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- دون أن يبيّن نعته ؛ فإن من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حسب صفاته المعلومة فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل بــــه - كما ثبت في الحديث -. ثـم ادعــى أن النبي في -صلى الله عليه وسلم- مسح على وجهه وألقى عليه بردة، فعوفي من هذا الفالج، فتحققت العافية بعد المنام دون نيل البردة! ثم التقى البوصيري - في عالم اليقظة - بأحد المتصوفة وأخبره بسماع القصيدة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسـلــم، وأن الرســــــول -صـلـى الله عليه وسلم- تمايل إعجاباً بالقصيدة، وهذا يذكّرنا بحديث مكذوب بأن النبي -صلــى الله عليه وسلم- تواجد عند سماع أبيات حتى سقطت البردة عن منكبيه وقال: ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر المحبوب. قال شيخ الإسلام : إن هذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته وأحواله(7). وأما عن استجابة دعاء البوصيري مع ما في قصيدته من الطوامَّ، فربما كان لاضطراره وعظم فاقته وشدة إلحاحه السبب في استجابة دعائه. يقول شيخ الإسلام : ثم سـبـب قـضــــاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطراً ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له، لصدق توجهه إلى الله، وان كان تحري الدعاء عند الوثن شركاً، ولو استجيب له على يد المتوسل به، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته، فـإنــــه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعفُ الله عنه، فكم من عبد دعا دعاء غير مبــاح، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة(8). وأما عن التعريف بصاحب البردة فهو : محـمــــد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر، ولد سنة 608هـ، واشتغل بالتصوُّف، وعمل كاتباً مع قلة معرفته بصناعة الكتابة، ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالماً فقيهاً، كما لم يكن عابداً صالحاً ؛ حيث كان ممقوتاً عند أهـــــــل زمانه لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح، كما أنه كثير السؤال للناس، ولذا كان يقـف مــــــع ذوي السلطان مؤيداً لهم سواء كانوا على الحق أم على الباطل. ونافح البوصيري عن الطريقة الشاذلية التي التزم بها، فأنشد أشعاراً في الالتزام بآدابها، كما كانت له أشعار بذيئة يشكو من حال زوجه التي يعجز عن إشباع شهوتها! توفي البوصيري سنة 695هـ وله ديوان شعر مطبوع(9). وسنورد جملة من المآخذ على تلك البردة التي قد تعلّق بها كثير من الناس مع ما فيها من الشرك والابتداع. والله حسبنا ونعم الوكيل. 1- يقول البوصيري : وكيف تدعو إلى الدنيا ضـرورة مـن *** لـولاه لم تُخرج الدنيا من العدم ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نـبـيـنــا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال - سبحانه: ((ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات:56]، وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع : لولاك لما خلقت الأفلاك(10). 2- قال البوصيري : فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق *** ولـم يـدانــوه في عــلـــم ولا كرم وكلهم من رسول الله ملتمس *** غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبيـاء والرسل محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالسابق استفاد من اللاحق! فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقة الصوفية كالحلاج القائل : إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أنــــــه يوجد العالم، ومنه استمد كل علم وعرفان ؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه.. وكذا مقالـة ابن عربي الطائي أن كل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين(11). 3- ثم قال : دع ما ادعته النصارى في نـبـيـهم *** واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - منتقداً هذا البيت : ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة، والشرك بحر لا ساحل له، ولا ينحصر في قول النصارى ؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في الـمـسـيـــح - غالباً - : إنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته : دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة(12). لقد وقع البوصيري وأمثاله من الغلاة في لبس ومغالطة لمعنى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مـريـم إنـمــــــــا أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله(13)، فزعموا أن الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هـــــو الإطراء المماثل لإطراء النصارى ابن مريم وما عدا ذلك فهو سائغ مقبول، مع أن آخر الحديث يردّ قولهم ؛ فإن قوله - عليه الصلاة والسلام - : إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله تقرير للوسطية تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو عبد لا يُعبد، ورسول لا يُكذب، والمبالغة في مدحه تؤول إلى ما وقع فيه النصارى من الغلو في عيسى - عليه السلام -، وبهذا يُعلم أن حرف الكاف في قوله -صلى الله عليه وسلم- : كما أطرت هي كاف التعليل، أي كما بالغت النصارى(14). ويقول ابن الجوزي - في شرحه لهذا الحديث - : لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه ؛ لأنَّا لا نعلم أحداً ادعى في نبينا ما ادعته النصارى في عيسى - عليه السلام - وإنما سبب النهي فيما لم يظهر ما وقع في حديث معاذ بن جبل لما استأذن في السجود له فامتنع ونهاه ؛ فكأنه خشي أن يبالغ غيره بما هو فوق ذلك فبادر إلى النهي تأكيداً للأمر(15). 4 - وقال أيضاً : لو ناسبت قــدره آيــاتــه عِظماً *** أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم يقول بعض شرّاح هذه القصيدة : لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره(16). يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت : ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو ؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن ؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول : إن القرآن لا يناسب قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم؟(17). 5- وقال أيضا : لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه *** طوبى لمنتشق منه وملتثم فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطيب وأفضل مكان، وأن الجنة والدرجات العلا لمن استنشق هذا التراب أو قبَّله، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى -. قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يقبله، وهذا كله محافظة على التوحيد(18). 6- ثم قال : أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له *** من قلبه نسبةً مبرورة القسم ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر ؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك(19). وقال ابن عبد البر - رحمه الله - :لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل - في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه... إلى أن قال : أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها، لا يجوز الحلف بها لأحد(20). 7- قال البوصيري : ولا التمست غنى الدارين من يــده *** إلا استلمت الندى من خير مستلم فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله - عز وجل - قال : ((ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)) [النحل:53]، وقال - سبحانه - : ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ)) [العنكبوت:17]، وقال - تعالى - : ((قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ) [يونس:31]، ((قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ)) [سبأ:22] . وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى - : ((قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ)) [الأنعام:50]. 8- قال البوصيري : فإن لي ذمة منه بتسمـيـتي *** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم وهذا تخرُّص وكذب ؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمجرد أن اسمه موافق لاسمه؟! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمون بمحمد! و يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت : قوله : فإن لي ذمة... إلى آخره كذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- فليس بينه وبين اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك(21). فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة(22). 9- وقال البوصيري : إن لم يـكـن في معادي آخذاً بيدي *** فضلاً وإلا فقل يا زلة الـقــدم والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين ؛ إذ مضمونه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر، فانظر إلى قول الشاعر، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه -صلى الله عليه وسلم- : ((قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) [الزمر:13]. ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة ؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى - : ((ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [يونس:18]، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً(23). 10- وقال : يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت -: فتأمل ما في هذا البيت من الشرك : منها : أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو. ومنها : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله، وذلك هو الشرك في الإلهية(24). وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً : فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يسخطه ويحزنه ؛ فقد اشتد نكيره -صلى الله عليه وسلم- عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه ؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه ؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله : ((وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)) [الجن: 6]، أي طغياناً، واللياذ يكون لطلب الخير، والعياذ لدفع الشر، فهو سواء في الطلب والهرب(25). وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت : فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . إنا لله وإنا إليه راجعون(26). 11- وقال البوصيري : ولن يضيق رسول الله جاهك بي *** إذا الكريم تحلى باسم منتقم قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : سؤاله منه أن يشفع له في قوله : ولن يضيق رسول الله... إلخ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله، وذلك هو الشرك، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره ؛ فإن الله - تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداءاً(27). 12- وقال أيضا : فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإفضاله، والجود هو العطاء والإفضال ؛ فمعنى الكلام : أن الدنيا والآخرة له -صلى الله عليه وسلم-، والله - سبحانه وتعالى - يقول : ((وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى)) [الليل:13](28). وقوله : ومن علومك علم اللوح والقلم. في غاية السقوط والبطلان ؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب، وقد قال - سبحانه - : ((قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65] وقال - عز وجل - : ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) [الأنعام:59]، والآيــات فـي هـذا كثيرة معلومة(29). وأخـيـراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع ؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنـمـا يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما ؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة. وإن كـــان لا بد مـن قـصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة -رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي. اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ؛ إنك حميد مجيد. (*) ====================== الهوامش : (1) المدائح النبوية، ص 199. (2) يقول ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية (4 /373) : ورد في بعض الروايات ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حن أنشده القصيدة.. وهذا من الأمور المشهورة جداً، ولكن لم أر ذلك في شيء، من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه ؛ فالله أعلم . (3) انظر مقدمة محقق ديوان البوصيري، ص 29. (4) انظر المدائح النبوية لزكي مبارك، ص 197. (5) مقدمة ديوان البوصيري، ص 29، 30. (6) فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي، 2/258. (7) مجموع الفتاوى، 11 /598. (8) اقتضاء الصراط المستقيم، 2/692، 693، باختصار. (9) انظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني، ص 5 - 44، وللمحقق كتاب آخر بعنوان : البوصيري دراسة ونقد . (10) انظر : الصنعاني في موضوعاته، ص 46 ح (78)، والمسلسلة والموضوعة للألباني، 1/299، ح(282). (11) انظر تفصيل ذلك في كتاب محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرؤوف عثمان، ص 169 - 196. (12) الدرر السنية، 9/81، وانظر 9/48، وانظر : صيانة الإنسان للسهسواني (تعليق محمد رشيد رضا)، ص 88. (13) أخرجه البخاري، ح ./3445. (14) انظر القول المفيد، 1 /376، ومفاهيمنا لصالح آل الشيخ، ص 236، ومحبة الرسول لعبد الرؤوف عثمان، ص 208 . (15) فتح الباري، 12 /149. (16) غاية الأماني للآلوسي، 2 /349. (17) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 350، باختصار وانظر الدر النضيد لابن حمدان، ص 136. (18) الرد على الأخنائي، ص 41. (19) رواه أحمد، ح. /4509، والترمذي، ح./ 1534. (20) التمهيد، 14/366، 367 . (21) تيسير العزيز الحميد، ص 22. (22) انظر الدرر السنية، 9 /51. (23) انظر الدرر السنية، 9/49، 82، 271. (24) تيسير العزيز الحميد، ص 219، 220. (25) الدرر السنية، 9/ 80، وانظر 9/49، 84، 193، ومنهاج التأسيس والتقديس لعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، ص 212. (26) الدر النضيد، ص 26. (27) تيسير العزيز الحميد، ص 220، وانظر الدرر السنية، 9/52. (28) انظر الدرر السنية، 49، 50، 81، 82، 85، 268. (29) انظر الدرر السنية، 9/50، 62، 81، 82، 268، 277. (*) المصدر : مجلة البيان - العدد 139 - ربيع الأول 1420 هـ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() بارك الله فيك |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
البوردة -مدح النبي ص |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc