سارقة القلوب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سارقة القلوب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-14, 11:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sollo44
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sollo44
 

 

 
إحصائية العضو










New1 سارقة القلوب

شعور غريب :
تعاركت في قلبه أحاسيس كثيرة . و لم يتمالك نفسه في ذلك اليوم . هام في المدينة على وجهه و جرب الجلوس في المقهى ثم شاهد مباراة في كرة القدم و بعد ذلك ذهب لدار السينما و شاهد فيلما خياليا مبهرا و رغم ذلك انقبضت نفسه حتى عاف كل شيئ و طرأت عليه فكرة جديدة تقول أن الرتابة قد تقضي عليه في أي حين لذلك وجب عليه التصرف قبل أن يفاجئه الزمان بضربة قاضية .
أول لقاء :
كان منهمكا في عمله كالعادة و كانت عيونه تلمع ببريق متلهف متطلع للمستقبل و هو معروف بتحديه للنوازل و بصموده أيضا ، و هو في غمرة نشاطه دخلت عليه تلك الفاتنة و كانت روائح العطور تحوم حولها و كلمته في غنج واضح ، تطلع إلى عينيها و تأمل جمالها و سحرها فشعر بأن قلبه يتحطم و خيل إليه أنها تسمع صوت تحطم قلبه و قال مازحا : يا له من صباح بديع، تمنى بكل ضراعة ان لا تخرج من عنده حتى يعترف لنفسه كم هو ظلوم إذ أنه يقضي الأيام الطويلة داخل متجره كراهب منطو على سر الأسرار .
لهفة :
خرجت من عنده و دخلت إلى المتجر الموالي فشعر بالانقباض مجددا ، كيف ؟ كيف تزورني الحياة في هذا المتجر البائس ثم تغادرني بهذه السهولة فتكسر قلبي ؟؟ أي شعور هذا الذي يتناهبني في هذه اللحظة بالذات ؟ الرغبة المتحفزة تلد في قلبي سلسلة من الألام المتواترة ؟ و نعيق القلب المتفجر يعلو و يخفت بلا رحمة كأنه يناجي السماء . فكيف ستحلو في ناظري الحياة ؟، و ها هي العذابات تنهمر على قلبي تبعاعا ملوحة من بعيد بزوبعة عارمة من الحب ، هل هذا هو الشعور السابق للحب ؟ و إن كانت إرهاصاته بهذا الشكل قاسية فأي قسوة سيكون عليها ؟
الوصال :
زيارات متتالية يتخللها الهمس و الرقة و الإعجاب المتبادل ، متى يصغي قلبك أيتها الفاتنة القاسية إلى قلبي الكسير ؟؟ أنظري إلى هذا المتجر كيف صار روضة من الزهر و الورود و النظام ، كل ذلك إرضاء لعيونك . و رغبة في حبك العارم المعربد أيتها المتكبرة .رغبة في الحب وحده، و غير ذلك هباء ، الحب مطلب الرجل و المرأة منذ الزمن الغابر ، إنه الأغنية المقدسة ذات الكلمات الساحرة ،إنه حسرة المغلوبين و شراب القلوب الحارق .و ذات مرة طلب منها رقم الهاتف فوافقت على شرط عدم الازعاج و في ذلك اليوم شعر بسعادة حطت قلبه في أقدامه و شعر بأنه ملاك بجناحين
بل صار أقرب للراحة و أضمن للهناء من ريشة على ذيل طاووس .
ما بعد الوصال :
تقاربت الأرواح بشكل سريع و اختزل يوسف مفهوم الحياة في معنى واحد و هو عذراءه الجميلة الفاتنة. الحياة تعده بعطاء لا يمل و قلبه صار يثمل من نشوة الحب كالعربيد . انزاح عن قلبه الكدر و الضوضاء و أصبح يشعر بخفة جعلته يشم الورد في الأصص و يضحك عبر التليفون و يقرأ الشعر في وله لا يماثله شيئ .و لاحظ الجميع تغيره المفاجئ و سعادته المتوهجة أما هي فقد وعدته بالحب و الوفاء و العطاء و قالت في رسوخ : أحبك يا نور العين ، و مهما أعطيتني من حب فسأرده لك أضعافا مضاعفة . بروحي أفديك و بعيوني على شرط واحد: لا تقم بخيانتي فتقتلني ببرود نظر إليها في لهف و قال واثقا : الخائن حطب جهنم.......
مشروع زواج :
هذا الحب الراسخ لا يكلله تاج غير تاج الزواج . و هذه الثورات النارية لا يخمد أزيزها غير الزواج . و هذا القلب لا يهنأ له بال إلا بالزواج . ...... فلتكن هي الخطوة الجبارة إذن فليكن التحدي كبيرا حتى لا يقف في طريقه أحد . لا أعتقد بوجود شيئ أكبر من الحب و التحدي . الكون لا يتسع لشيئ ثالث . فلتزهر في بيتي الأفراح فالحب قد يكلل آخر الأمر بالزواج ، و ما علي إلا استشارة الأهل أو الإقبال بقلب مهووس .
الخيانة :
أطلت الخيانة برأسها كالأفعى الناقمة . و تكسرت الوعود و الآمال حتى لم يبق في الدنيا سبب للبقاء . أيتها الماكرة ويحك كيف تستبيحين هذا القلب ؟ كيف لقلبك أن يسع رجلين في آن واحد ؟ و كيف لك أن تعبثي بشعوري و برغائبي و أحلامي و جنوني ؟ أنا العاشق الولهان ذو القلب الذهبي و أنت نكرة سامة يجب أن تتخلص منك الأرض . أجيبي عن سؤالي و دعيني أموت بسلام . كيف يسع قلبك قلبين في آن واحد ؟ تمثلية محكمة الأدوار يا سارقة القلوب و المتاجر ،ها قد لاحت حقيقتك الواهية أيتها الجثة العفنة و ها أنذا أكتشف يقينا بأن الخيانة أكبر من الحب و التحدي و أن في الكون حقيقة ثالثة اسمها الخيانة . و أن ضلوعك مقدودة من طينة نكدة اسمها الخيانة ....... تبدى ككرة متثاقلة من التعاسة و الاحباط و أخرج مذكراته و باللون الأحمر كتب : الخائن حطب جهنم .
معاناة :
تهاوى الجسد المسحوق تحت وطأة المرض ، و القلب لم يشف بعد من الخيانة و ويلاتها . و قال له الطبيب بعد الفحص و الأشعة بضرورة اجراء عمل جراحي في أسرع وقت حتى يزول عنه الألم و حتى يتوقف عن خسران الوزن .و خلال ذلك فكر في الموت كحل نهائي حتى لا يعبث بقلبه أحد . حتى الانتقام لم يفكر فيه أبدا لأنه نزيه و صريح و مثالي . و بعد العملية الجراحية نهظت ممرضة ماهرة بمسؤولية العناية بجرحه من تنظيف و تغيير للضمادات . و عندما تماثل للشفاء و هم بمغادرة المشفى بكت الممرضة بكل ضراعة و اعترفت له بالحب ، اعترفت له بأنها أحبته من أول يوم دخل فيه المشفى ، قالت له : رأيت على عيونك دموعا حارة ، فقلت لنفسي ماذا يبكي هذا الرجل و هو في غيبوبة غير حب ضائع ، فصح حدسي .
تخبط :
ها هي المقصلة تطبق بشفراتها على قلبه من جديد و لكن هذه المرة بقوة أقصى و أثقل . ذكرى الخيانة المريرة تنهش دمه و هناءه . و تخبط بين الذكرى المريرة و بين وعد بحب جديد .أي شيئ يصدق يا ترى ؟ و أي خيار يختار إذا خير ؟ ....... مجرد تخيله للشماتة التي ستنهال عليه من أعدائه إن هو أخفق في الحب من جديد تجعله يتراجع و يترنح . و لكن الممرضة طيبة و جميلة و سحت يوم الوداع دموعا غالية صادقة . نظر في المرآة لنفسه و قرر المغامرة
حلم تحقق :
رغم حذره و خوفه سارت معه الأمور بشكل طيب . و شيئا فشيئا تخلى عن حذره و وقع في حبها . ملكته بجمالها و طيبتها و صدقها . و بدأ يعود إلى طبيعته حتى غاص في قلبها كالغريق . و بسرعة تزوجها و توجت حياته بالحب الحقيقي . اكتشف أخيرا أن الحب الحقيقي أكبر من المزيف و أكبر من الخيانة و حتى من الجبال . أما الفتاة الماكرة فلم تعد إلا كذكرى منسية تنتظر أن تحجز لها مكانا في رزمة كبيرة من حطب جهنم









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
القلوب, سارقة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc