الحمار الجريح… ماذا سيفعل قبل أن يسقط؟؟
يناير 7th, 2012
بقلم: ذياب شقيرات – الأردن
تاريخ النظام السوري في عهد الأسد الأب ومن بعده الابن، بالإضافة لمسلسل القتل والاعتقال والتعذيب والتدمير اليومي يقدمان دلالات ساطعة أن هذا النظام لن يستسلم بسهولة، ولن يتنازل عن الحكم أو يقدم الحرية للشعب إلا بثمن باهظ جدا.
إن احتدام الضغط العسكري والأمني للنظام على مدينة حمص بالذات يقدم إشارات يمكن بسهولة التقاطها، فهذا النظام يمهد لمرحلة نصف السقوط، وهذه المرحلة تتطلب منه أن ينحسر في سيطرته على المناطق التي تغذيه بشريا وتضمن له ساحلا ممتدا على البحر.
انه يخطط لسلخ محافظة اللاذقية وطرطوس وحمص وحتى حماة عن جسم الدولة السورية بأغلبية طائفية يعتقد أنها ستؤمن له الاستمرار في الحكم والتواصل الجغرافي مع الحدود العراقية واللبنانية وامتداداته الطائفية هناك وفي لواء الإسكندرون التركي.
فلا يستبعد أن يقدم هذا النظام المجرم على شن حملة تطهير طائفي مسترشدا بخبرة عملاء إيران في العراق وما قاموا به في الفترة بين 2004-2005 من حملات تطهير طائفي في مناطق الجنوب العراقي ومعظم مناطق بغداد.
على قادة الثورة السورية أن ينتبهوا إلى هكذا مخطط، ويتخذوا من الإجراءات والتدابير ما يحولوا دون تحقيقه.
عليهم أن يحرصوا على تحقيق سقوط كامل وسريع للنظام بدون المرور في مرحلة التداعي.
عليهم أن يقدموا الضمانات لكل طوائف سوريا وخاصة الطائفة العلوية بأن النظام القادم سيكون أفضل من نظام الأسد على مختلف الصعد، وانه سيكون نظاما ديموقراطيا مدنيا يكرس فيه مفهوم “المواطنة” لكل السوريين مهما كانت قوميتهم أو دينهم.
إيران وحزب الله سيدعمون النظام للخروج من هذه الأزمة عبر التجزيء والتفتيت والخلوص بالحد الأدنى المقدور عليه بالاستحواذ على الساحل السوري مع محافظة حمص لتحقيق التواصل الجغرافي مع المشروع الإيراني الممتد من إيران عبر العراق، وبذلك لا يفقد حزب الله عمقه الإستراتيجي ولا يقع في كارثة انقطاع المدد اللوجستي من إيران عبر العراق.
الأسد الجريح سيحاول أن يخرج من أزمته بأقل الخسائر، ولن يرعوي أن يلجأ إلى تقسيم البلاد من اجل المحافظة على السيطرة التي تحدث عنها ماهر الأسد بقوله: لن يستطيع حتى الله أن ينزع منا ملك سوريا!!!