[ خاطِرة ] مــــا .. وكــــم

[رهف الشذى]

*ما أجمل أن يشعر الإنسان أنه محبوب .. وأن له مكانة في قلوب من هم حوله .. أن هناك من يفكر فيه ويهتم به .. أن يجد من حوله قلوبا تحزن لحزنه .. وتفرح لفرحه .. بل وتسعى لتصنع الأفراح من أجله .. قلوبا تقاسمه أيامه سواء أكانت سعيدة أم حزينة .. قلوبا تسير معه في الطريق .. تسهل عليه عبور الدرب الوعر .. وترشده إلى بر الأمان .. قلوبا شعارها "الحب والوفاء والحنان .. لا تعرف للحقد والغدر عنوان" .

*وكم هي جميلة تلك الابتسامة التي ترتسم على وجوه الأحبة عند اللقاء .. ونلك الدمعة التي تنهمر من عيونهم عند الفراق.

* وما أروعها من لحظات حين يتلاقى الأحبة .. فتتعانق الأرواح .. وتتمازج القلوب .. وتتصافح الأيادي .. فتتناثر الشوائب وتمحى الذنوب.

*وكم هو صعب ومخيف أن يستيقظ الإنسان فجأة .. فيجد نفسه وحيدا .. وغريبا .. لا أحد يشاركه أيامه .. ولا أحد يهتم به .. وعندما تعترض طريقه الصعاب .. لا يجد من يحتضن همومه .. ولا من يخفف عليه مصائبه .. لا صدرا حنونا يأويه .. ولا حضنا دافئا يحتويه .. ولا كتفا يستند عليها .. أو حتى مجرد ابتسامة صادقة نابعة من قلب محب .. تذيب قسوة الألم.

*وما أحلى ذرف الدموع الطاهرة على كتفي الصديق المحب أو الأخ المخلص .. عندما تحتضنك ذراعاه .. ويفتح قلبه ليحتويك بكل ما فيك .. فتمتزج معه .. وتنسى كل ما مضى من آلام البعد والفراق .. عندها تدمع العين سعادة لتعلن مولد الفرح والسرور.

*وكم هي مؤثرة لحظات الوداع بعد زمن اللقاء .. حين تغادر المكان وأنت تنظر خلفك بعيون دامعة ترقب الأحبة .. وكأنها تريد أن تحفظ ملامحهم جيدا فتنقشها في خيالك .. تبدأ الصورة تتقلص شيئا فشيئا مثلما الغروب .. ترحل بجسدك وتترك قلبك هناك بينهم .. وروحك تحوم حولهم .. ترسم أمل لقاء جديد.

* مــــــــــــــا أحـــــــــــــــلا هـــــــــــــــــــــــا .. وكـــــــــــــــــم أهـــــــــــــــواهــــــــــــــــــا*

نبع الدموع والحب
أنا

جميل أن يكون لك قلب أنت صاحبه ..
والأجمل منه .. أن يكون لك صاحب أنت قلبه.