قصة طفل فلسطيني :: - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > صوت فلسطين ... طوفان الأقصى

صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعملية طوفان الأقصى، طوفان التحرير، لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصة طفل فلسطيني ::

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-29, 08:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ghaza_01
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ghaza_01
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قصة طفل فلسطيني ::

.
لا أدري إذا كانت هذه القصة لطفل واحد أم لأطفال فلسطين جميعا فهذا طفل فلسطيني ولد من بطن أمه لكي يسمع صوت الآذان أو جرس الكنيسة فهو لم تُعرف ديانته، المهم أنه لم يسمع هذا ولا ذاك.

ففي مصر مثلا نعرف أنه لابد من أن يسمع الطفل الآذان في أذنيه لحظة الولادة وصوت الهون في المناطق الشعبية ليلة" السبوع"وسط انطلاق الزغاريد والأفراح والليالي الملاح.

أما في فلسطين ولد هذا الطفل ضائعا منذ ولادته مفزوعا من صوت القنابل مجرد، جنين خرج من بطن أمه في قمة الرعب، بين صافرة الإنذار بكارثة وبين صرخة أمه باستشهاد والده يوم ميلاده.

ورضع الطفل لبن الحزن على الوالد الشهيد وشهد دموع الحزن في عيون الأم منذ ولادته وأثناء رضاعته كان يتحسس ثدي أمه وكأنه يواسيها وينعم بحنانها بإيماءات الطفولة الجميلة التي تؤثر وتسعد قلب الأم، وتارة أخرى يتحسس وجهها وكأنه يعطيها هو الحنان، فارتبطت به الأم ووجدت فيه الابن والصديق والحبيب وكانت تحنو عليه وتعطيه عمرها وحنانها ونسيت به آلام فقد الأب وأنسته الفزع والحزن، وعاشت وهو بسمة حياتها وعلى ذكرى زوجها الشهيد حتى كبر الطفل وبدأ مرحلة الصبا فهو صبي جميل وقلب متحرك باسم أمه.

وفي يوم استيقظ الطفل وقال لأمه لقد رأيت أبي في المنام يا أمي فانهارت الأم بكاءً واحتضنت صبيها وقالت له:إنه مع الصديقين يا ولدي.

ويسأل وكيف يمكنني رؤيته لكي يراه أصدقائي فبعضهم له أب وأراه وبعضهم مثلي ولكنني أريد أن أراه.فقالت له أمه أنت تحبني أليس كذلك؟

بالطبع يا أمي ونجحت الأم في إنهاء الحديث عن الأب الضائع ولكن سرعان ما فوجئت بالسؤال التالي لسؤال الأب وهو:

الطفل:أمي أنا أشعر بفزع شديد والجنود يمرون بالشوارع وأموت ثم أحيا مرارا كل يوم فسألته الأم لا تخف نحن في وطننا وهم متطفلون ولكن منذ متى يا ولدي هذا الإحساس؟!!

فقال لها يا أمي كنت أسير بأحد شوارع القرية ووجدت جنديا ينادي صديقي الطفل الذي يسير معي أو نحن معا استسلموا تسلموا ولكننا لا نعرفهم ماذا يريد؟!!

وسمعنا صوت دبابات بعيدة فهرولت أنا من الفزع ولحقني صديقي الطفل ولكنه أسرع بحمل الحجارة فضربها في رأس الجندي فسارع زميل الجندي وأسقط صديقي علي الأرض ولم أجد له منظرا واضحا يا أمي إنه ميت مشوَّه فأسرعت بفزعي وكتمته داخلي لأنني وجدت أنه قد كفاكِ حزنا ولكن فزعي قتلني فلم أجد غير صدرك لأنام عليه وأشكو بأسي فانهارت الأم حزنا على طفلها وصديقه الشهيد، وبكى الطفل بكاء حارا وسألها أليس لنا من مغيث يا أمي فقالت له لنا الله ثم العرب إذا توحدوا.

فسألها الطفل ما معنى هذه الكلمة عنده حق طبعا فهي في الأصل نكرة‍‍‍!!!

ولكن سرعان ما ردت الأم وقالت له هؤلاء إخوان لنا في الدين والإنسانية سيأتون يوما ويتوحدون ويقضون على الطغيان ويخلصوننا من جنود الاحتلال ادعُ الله يا ولدي أن ينصرنا وعاش الطفل متفائلا بكلام الأم كل يوم ينتظر العرب والنصر والوطن الفلسطيني ولكن اليوم رفض أن يأتي ويلبي النداء..

وظل الطفل لا يسمع إلا صوت الاستسلام والنداء به أو القتل للجميع دون تمييز، فهرول إلى أمه وقال لها يا أمي الاستسلام أقرب الفرص للنجاة فكيف يكون فسألته الأم يا حبيبي أتعرف معنى الاستسلام ولا تعرف معنى كلمة العرب؟!!!

قال نعم يا أمي لأن الاستسلام قريب ويحدث كل يوم وسمعتهم يقولون أنه فرصة للحياة الآمنة، وقال لي رجل كبير إن العرب يا ولدي لم ولن يتوحدوا ولذلك سألتك يا أمي، فرفضت الأم وقالت له سينصرنا الله ونعيش بشرف يا ولدي ببركة الأديان والعرب ونصر الله فلا تيأس يا ولدي ولكن الطفل لم يتحمل منظر القتلى وقال لنفسه لابد أن أنجو أنا صغير ولن أحتمل أن يراق دمي إن ما تقوله أمي أشعره مستحيلا وبعيدا.

وبعدها اتفق مع أصدقائه بعد أن عرفوا ببراءتهم أن الاستسلام معناه رفع الراية البيضاء واتفقوا فعلا علي رفع الراية البيضاء لكي ينجوا بعمرهم ووقتها عرفت ديانته عندما صعد إلي سطح منزله وأخذ يخاطب نفسه متخيلا ببراءته أنه من الممكن أن يناجي رسول الله قائلا:

يا رسول الله أنا في حيرة شديدة أنا الآن في سن بدأت أتفتح عقليا وفقط أسأل لماذا العرب ضد العرب بسلبيتهم وحربهم بعضهم لبعض ولماذا لا يحاربون الاحتلال لكي تسلم الأطفال ترى يا رسول الله هل نحن ضحية الاحتلال فعلا أم نحن ضحية العرب والقاتل والضحية عرب ومسلمون ومسيحيون عرب أيضا؟‍‍‍‍!!!
قل لي يا رسول الله بربك وربي ومولاك ومولاي لمن أشكو أمتي وضعفي وقلة حيلتي؟!!!مجرد سؤال بريء.

وبعدها أفاق الطفل وقال لقد وجدتها سأذهب فعلا لأصدقائي ونرفع الراية البيضاء لكي نعيش في سلام وفعلا صعدوا الأماكن العالية في وقت واحد ورفعوا الراية البيضاء ووجدوا أن كل القرية تفعل ما يفعل الأطفال الصغار ولكن لم يسلم أحد وفي غارة واحدة استشهد كل من رفعوا الراية البيضاء وكأنها نداء للقتل وليست رجاء السلام وخرجت الأم بعد انتهاء الغارة تبحث عن صغيرها فلم تجده فسارعت كالمجنونة تبحث عن طفلها الصغير فوجدته غارقا في دمائه أعلى منزله وكل من صادقه من أطفال اتفقوا على رفع الراية البيضاء مقابل السلام ولكنهم ببراءتهم لم يدركوا أبدا أن العدو الصهيوني ليس له عهد ولا وعد وراحوا ضحية رجاء الحياة والعرب قبل الرجاء فهم المذنب الحقيقي في حق الطفولة والحياة وهكذا انتهت القصة بأن لاقى الطفل نفس مصير أبيه المحتوم واستشهد ليقابله في الآخرة ويحرم من وجه أمه الحنون وهي أيضا تحرم منه إلى الأبد.

اخترتها لتكون فى بحثى الذى ساقدمه للاستاذة مع باقى الاصدقاء









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-29, 09:17   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ghaza_01
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ghaza_01
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

طفل فلسطيني

هذه القصة هي احدى ملايين القصص التي يتعرض لها ابناء فلسطين

وما هي الى جزء لا يتجزء من حكاية الشعب الفلسطيني المناضل

تُرى هل سيعود أبي وأخي إلينا؟ هل سنلعب معاً مجدداً؟ وهل سنزرع أشجار الزيتون والحوامض كما كنا نفعل سابقاً؟ أسئلة أخذت تتردد في خاطر أحمد، ذلك الطفل الفلسطيني الذي لا يتجاوز الرابعة من عمره، لكنه كان خائفاً من أن يسأل أمه فتنهمر الدموع على وجنتيها كالعادة.*
كـان أحمد يقطن في مدينة غزة بفلسطين، وكان يرى الأطفال في حيّه يحملون في أيديهم حجارة، ويسمعهم يهتفون: «لا إله إلا الله... القدس لنا...»، لم يكن يدرك لِمَ كل ذلك، ولكن وببراءة الأطفال كان يقول مثل ما يقولون، ويحمل بين يديه الصغيرتين حجارة يقذفها كما كانوا يفعلون.*

وهكذا مرّت ثلاث سنوات على هذه الحالة، وفي أحد الأيام وعندما بلغ الفضول من أحمد الشيء الكثير سأل أمه قائلاً:

ـ أماه! أين أبي؟ أين أخي؟ لماذا كلما سألتكِ تبكين وتلزمين الصمت فلا تجيبين؟ ومَنْ هؤلاء الأشخاص المسلحون الذين يحاربوننا ونحاربهم؟

في تلك اللحظة أدركت الأم أن ابنها الذي أصبح عمره سبع سنوات لم يعد صغيراً، لكنه مثل باقي الأطفال الفلسطينيين لَبِسَ ثياب الرجولة وهو لـمّا يتجاوز العاشرة من عمره.*

أجابت الأم بتنهّد شديد وبعبرة تخنقها:
ـ آه يا بني! هؤلاء القوم هم أعداء الله وأعداؤنا، ولقد قتلوا أباك وأخاك كما قتلوا أناساً كثيرين.*
قصت الأم لابنها الحكاية كاملة، سقطت دمعتان من عيني أحمد لتعلنا عن وفاة طفل بريء بداخله ومولد رجل همام.*

كان أحمد يرى حالتهم المادية المتردية يوماً بعد يوم: لباساً بالياً، مسـكناً مهدّماً لا يقيهم شدة الحر أو برودة الطقس، وكان أكثر ما يَحِزُّ في نفسه هو رؤيته لأمه وهي توهمه بأنها تأكل ليأكل هو ويشبع.*

كان الأسى يملأ قلبه، والكره والحقد على إخوان القردة والخنازير قد بلغ ذروته.

وقـف أحـمد حـائراً أمام كل تلك الأحداث؛ فماذا بمقدوره أن يفـعل؟ كل يـوم يـرى طفـلاً يُقتل أمامه، أو امرأة تُضرب بلا رحمة، أو شيخاً يقطّع إرباً إرباً وكأن شيئاً لم يحدث.*

أدرك أحمد أن السـاعة قد حانت ليأخذ بثأر أبيه وأخيه وكل بـريء يُقـتل بلا ذنـب. كـانت الفكرة لا تغيب عن باله، فـقرّر أن ينـزل إلى سـاحـة المعركة، ولكن خوفه وقلقه على أمـه وخوفه من أن تكون ردّة فعلها سلبية منعته من أن يسرَّ لها بما قرّر.

كان كل يوم يخرج من الصباح الباكر مع مجموعة الشجعان الذين في مثل عمره إلى الشوارع حيث كان اليهود خلف دباباتهم وبنادقهم خائفين من أطفال لا يملكون سوى الحجارة في أيديهم. لم يكن أحمد يبالي بدويّ المدافع وطلقات الرصاص، فقد كان كل همّه أن يُخرِج المعتدين من أرضه.

وعندما يحين المساء، يرجع إلى بيته، واستمر الحال هكذا لمدة استغرقت ستة أيام، وفي اليوم السابع وبينما أحمد كعادته يرمي أحد الجنود بحجر، أطلق عليه اليهودي الخائف رصاصة غدر استقبلها أحمد بصدر مفتوح وبكل بسالة، اخترقت هذه الرصاصة القاتلة صدره الصغير فخرّ ساقطاً ودماؤه من حوله تشهد على جُبن العدو وخوفه؛ أيقابل حجراً برصاصة؟

ركض أحد الأطفال إلى بيت أحمد ليخبر أمه التي لم تستقبل الخبر إلا بدموع الفرح في عينيها؛ فلقد عرفت منذ أن سألها ابنها عن كل ما هم فيه بأنه راحل لا محالة.

ركضت الأم إلى ابنها، وعندما وصلت إليه كانت الأنفاس الأخيرة تخرج منه، جثت الأم على ركبتيها وحملت ابنها بين ذراعيها وضمّته إلى صدرها لتقبّله القبل الأخيرة.. ويهمس أحمد بصوت تمازج فيه صوت الدمع والفرح قائلاً:

ـ إيــه أمــي! أخبـري عنـي بأنـي لـم أمـت.. ألـف لا.. بـل أنا عِشت وخُلِّدْتُ منذ هذه اللحظة.. أخبري عنا بأنا إن مات طفل حجارة فينا فإن ألف طفل حجارة يولد.. أخبري عني وقولي أين أنـتم يا مسـلمون؟ قومـوا، انهـضوا، أفيـقـوا؛ فـالعـدو منـكم قـد قـرب، أخـبري عنـي وقولـي بأن القدس لنا ولن نتوارى ونتهاون في إعادته.

ثم نطق بالشهادة ومات. أغضمت الأم عيني ابنها، وقالت:
ـ نَمْ بسلام؛ فرسالتك ستصل إلى أُذُن كل مسلم.*

وقـفت الأم وشلالات الدمع تنهمر من عينيها لتحمل حجراً لم تقذفه بعد حتى جاءت رصاصة غادرة من الخلف لتُلقي بها جثة هامدة بجانب جثة ابنها.










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-29, 10:15   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ghaza_01
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ghaza_01
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

https://www.htoof.com/2mintes.html










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-29, 10:20   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ghaza_01
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ghaza_01
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزء الأول / كنت هناك ..
أشرقت شمس ذلك اليوم كما تشرق دوما على ارض غزة الشامخة حاملةً معها الدفء الذي سرى في أوصال حواريها وشوارعها وبيوتها وأزقة مخيماتها .. تنساب الأشعة الذهبية مذيبة صقيع ليل ديسمبر القارس , بدا هذا الصباح عاديا , دق المنبه منذراً بوقت ذهابي إلى العمل , تثاقلت قليلا ثم نفضت الغطاء بعيدا ومعه دفء الفراش , تناولت كوبا من الشاي الساخن و معه بعض البسكويت وهممت للخروج وإذا بيد صغيرة تمسك بي .. بابا مع السلامة ..كان ابني كريم , أتم الربيع الرابع من عمره منذ أيام , ترى براءة العالم كله في عينيه , قبلته و تركته لتجهزه أمه للذهاب إلى روضته القريبة من بيتنا وذهبت الى عملي في مجمع الشفاء الطبي . كان في تلك اللحظات قد حضر زميليي في الفترة الصباحية عمر و ماهر لم يكن لدينا الوقت لنتبادل بعض الحديث الصباحي كما يفعل الزملاء الذين يعملون في المكاتب المكيفة , فباشرنا بتوزيع المهام بيننا و بدأنا بتأدية أعمالنا الكثيرة . فالقسم ممتلئ عن آخره بعد يوم الجمعة الذي لا يمر فيه الأطباء ليخرجوا الحالات المستقرة وهناك الكثير من حالات الدخول التي تحتاج إلى العمل الكثير , ثلاثون مريضا و ثلاث ممرضين " تلك إذاً قسمة ضيزى" , مضت ساعة من الزمن لم نحس بها , إنها الثامنة و النصف , واصلنا عملنا الذي لا يخلو من الضغط و بذل المجهود المضاعف , مر الوقت سريعا و هو هكذا دائما عندما لا تجد حتى خمس دقائق لتصنع لنفسك كوبا من الشاي , الساعة الآن الحادية عشر صباحا , أنجزنا جميع الأعمال تقريبا و كتبنا طلبيه العلاجات و أرسلناها للصيدلية و لحين إحضارها من هناك ممكن أن نسترق وقتا لكوب من الشاي من ثنايا جدول العمل المثقل بالمهام و كان زميلنا ماهر قد احضر معه طبقا من الفول بزيت الزيتون و قرطاسا من الفلافل , كان الأكل قد برد بالتأكيد ولكننا تحلقنا حوله كأشهى وجبة فاخرة , وما أن هممنا بأن نمد أيدينا لكي نأكل و إذا بصوت انفجار مهول يدوي في جنبات المستشفى لم اسمع له مثيلا من قبل انه قريب لدرجة أننا حسبنا انه في داخل المستشفى تلى هذا الانفجار سلسلة من الانفجاريات التي تهــز المباني و تصم الآذان أســرعت انظر من النافذة إنها تطل على الجوازات ( المقر الرئيسي و الأكبر للشرطة في مدينة غزة ) و كان ما لم ولن أنساه في حياتي .
يتبع ..










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-29, 10:21   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ghaza_01
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ghaza_01
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزء الثاني / الارتقاء الصعب
على علو ليس بالقليل و حين تنظر من نافذتك في صبيحة يوم من أيام الشتاء لا تتوقع أن ترى في السماء سوى العصافير و طيور مهاجرة و بعض الغيوم .. هذا ما يمكن أن تراه في سماء غزة حين تخلو من وحوش معدنية صماء باردة لا قلب لها أوضمير , تحوم تبحث عن فريستها من الأبرياء, وحين تنقض تلك الوحوش و في لحظة من اللحظات التي يتوقف عندها الزمن و ينتصب فيها التاريخ واقفا يحدق بعينيه يسجل بكل مرارة هذا المشهد الذي يتلاقى فيه دخان الارض الاسود - بل دخان الحقد الأسود - بغيوم السماء و ترافق العصافير و الطيور المهاجرة أرواح الشهداء , هنا يكاد قلبك يتوقف عندما ترى ما يشبه الانسان تختلط أجزاءه في هذا المشهد الخرافي .. لا تستغرب فقد تجد كل هذا في سماء غزة .
خلال أعوام عمري التي ظننت انني قد رأيت فيها الكثير, تسمرت في ذهول أحاول أن أجد منطقاً فيما أرى , أن أوائم ما سبق أن إختزنت في ذاكرتي من صور مع ما أرى في هذه اللحظة .. و لكن عاد لي الفكر حائراً فلا يوجد تطابق , فلا يمكن لكائن بشري أو أجزاء منه أن ترتقي لهذا العلو في السماء , لم آخذ سوى لحظات كي أفيق من تلك الصدمة و أصرخ .. الله أكبر .. الله أكبر.. شهداء .. شهداء , ففي ثقافة شعبي ليس هناك سوا الشهيد يمكن أن يحظى بمثل تلك الميتة , وفي ثقافتي فإنه الارتقاء الصعب , إرتقاء مادي و معنوي , إرتقاء في الدنيا و إرتقاء في الاخرة ففيها لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
وفي مشهد ينبؤك عن تفرد أهل غزة , لم نترك لمن أرسل تلك الوحوش لتلتهم الآمنين و تلقي بحمم حقدها الدفين , لم نترك لهم وقتاً ليثبتوا نظريتهم المزعومة أو ليسجلوا سبقا علميا في فهمهم لسلكولوجيا الشعوب , فشعبنا يجب أن يوضع له تصنيف خاص فهو يفاجئهم دائماً, فلقد أسقطنا نظرية الصدمة و الترويع , و ما هي الى دقائق حتى إمتصصنا الصدمة و تجاهلنا الترويع . نظرت إلى زميليي عمر و ماهر فوجدت ما أنتظر, لقد وصلنا بتفكيرنا لنفس النقطة , و نطقنا بلسان واحد .. سأذهب الى قسم الاستقبال , استطردت قائلاً أنا و ماهر نذهب و ليبقى عمر في القسم فهناك من يحتاجنا هنا أيضا.
إنطلقنا نطوي الارض الى قسم الإستقبال و الطوارئ , بدأنا نسمع أصوات سارينة سيارات الإسعاف من بعيد تأتي من كل الإتجاهات , إنه صوت يبعث على التحفز ويرغم أجسامنا على دفق المزيد من الأدرينالين , ما إن وصلنا حتى و جدنا صفا طويلا من السيارات الخاصة التي سبقت سيارات الإسعاف لنقل المصابين و الشهداء , يسود المشهد في هذه الأثناء مشاعرقوية تشحن الانسان بعزم منقطع النظير , كنا أنا و ماهر نشكل ثنائيا منسجماً نفهم بعضنا البعض من مجرد الإيماءة , حملنا شاباً مصاب قد مزقت الشظايا جسده و سارعنا به الى داخل القسم , و ضعناه على آخر سرير فارغ في صالة القسم , باشرنا عملنا فشرع ماهر يتفقد أماكن الاصابات و بدأت أنا بتركيب الحقنة و المحلول الوريدي , كان الشاب مازال واعيا و كان يردد الشهادة و يذكر الله , كانت إصابته بالغة في ساقيه و بطنه و أتذكر أني كنت أصرخ نريد هنا طبيب أوعية دموية .. نريد طبيب عظام , لكن لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه , ففي تلك الدقائق الرهيبة , إمتلأ كل شبر في أرض القسم بالمصابين و الشهداء ,كان القسم أشبه بخلية نحل و لم يكن في الإمكان أن تجد طبيب أو ممرضا الا وهم منهمكون في أعمالهم الكثيرة , كانت رائحة الدماء تزكم الانوف و بدأت الرائحة المميزة للحم البشري الممزق و المحترق تعبق المكان , في ظل هذه المعمعة سمعت صوتا يقول لي .. دقيقة و آتي لكم , نظرت فإذا هو الدكتور أشرف.
يتبع ..










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-29, 10:51   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الامل بالله
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيييييك شكرا لك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
فلسطيني


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc