مقاطعة سورية تم ضمها إلى تركيا في 29 نوفمبر 1939، إلا أن سوريا لم تعترف بذلك رسمياً .
جغرافياً :
تبلغ مساحة اللواء 4800 كيلومتر مربع، يطل على البحر الأبيض المتوسط ويقع في شمال غرب سوريا. من أهم مدنه أنطاكية، الاسكندرونة و جبل موسى و الريحانية. اللواء ذو طبيعة جبلية، وأكبر جباله أربعة: الأمانوس، الأقرع، موسى، والنفاخ، و بين هذه الجبال يقع سهل العمق. أما أهم أنهاره فهي: نهر العاصي الذي يصب في خليج السويدة، نهر الأسود (يصب في بحيرات سهل العمق)، نهر عفرين (يصب في بحيرات سهل العمق) .
تاريخياً :
وصل العرب المسلمون بزحفهم العسكري عام 16 هـ إلى جنوب جبال طوروس و ضموا المنطقة الجنوبية من اللواء لحكمهم.
في العهد العثماني كان اللواء ولاية مركزها مدينة أنطاكية.
عام 1915 احتوت مراسلات الشريف حسين مع مكماهون على إشارات واضحة بتبعية المناطق الواقعة جنوب جبال طوروس إلى الدولة العربية الموعودة (تعيين للحدود الشمالية للدولة على خط يقع شمال مرسين ـ أضنة الموازي لخط 37 شمالاً الذي تقع عليه المدن والقرى بيره جوك، أورفة، ماردين، فديان، جزيرة ابن عمر، عمادية، حتى حدود فارس).
مع بدء الانتداب الفرنسي لسوريا و لبنان تبع اللواء ولاية بيروت.
كان لواء إسكندرون في اتفاقية سايكس بيكو داخل المنطقة الزرقاء التابعة للانتداب الفرنسي بمعنى أن المعاهدة اعتبرته إذاً سورياً.
في معاهدة سيفر عام 1920 اعترفت السلطنة العثمانية المنهارة بعروبة منطقتي الاسكندرون و قيليقية (أضنة و مرسين) و ارتباطهما بالبلاد العربية (المادة 27).
بعد توحيد الدويلات السورية التي شكلها الانتداب الفرنسي، ضُم لواء الاسكندرون إلى السلطة السورية المركزية.
في 29 أيار 1937 أصدرت عصبة الأمم قراراً بفصل اللواء عن سورية وعُين للواء حاكم فرنسي.
في 15 تموز 1938 دخلت القوات التركية بشكل مفاجئ للرأي العام السوري إلى مدن اللواء و احتلتها، وتراجع الجيش الفرنسي إلى أنطاكية.
في عام 1939 ، أشرفت الادارة الفرنسية على استفتاء حول الإنضمام إلى تركيا فاز فيه الأتراك وشكك العرب بنتائجه، وابتدأت سياسة تتريك اللواء و تهجير السكان العرب إلى بقية الوطن السوري ، ثم قامت تركيا بتغيير كافة الأسماء من عربية إلى تركية، وظل هذا الأمر مصدراً للتوتر في العلاقات بين تركيا وسوريا طيلة سبعة عقود. واليوم يشكل العرب الأغلبية في ثلاث محافظات (من أصل اثني عشر) في هاتاي.
كان الإجراء الفرنسي بإعطاء اللواي إلى تركيا مخالفاً لصك الانتداب نفسه ، حيث نصت المادة الرابعة من صك الانتداب على إلزام الدولة المنتدبة باحترام وحدة البلاد الموكلة إليها والحفاظ على سلامة أراضيها ، و هو ما لم يتقيد به الفرنسيون.
سكانياً :
عام 1921 كان الأتراك يشكلون أقل من 20 في المئة من سكان الإقليم، إلا أن السياسة الفرنسية المنحازة للأتراك ، والتخطيط القديم لسلخ اللواء لإرضاء أتاتورك ، (رغبة في التقليل من الخسائر التركية في معاهدة سيفر) أرسى سياسة تتريك مقنعة خلال فترة الانتداب الفرنسي في العشرينات للاقليم ، ومع فصل الإقليم حسب قرار عصبة الأمم كان عدد سكان اللواء 220 ألف نسمة ، 105 آلاف منهم من العرب، و توزع الباقون حينها على العرق التركي (85 ألفاً) والكردي (25 ألفاً) والأرمني (5 آلاف) .
يسكن الإقليم حالياً حوالي مليون نسمة ، و لا يوجد أي تعداد للنسبة العربية من سكانه بسبب السياسة التركية القمعية للأقليات القومية ، و يشكو سكان الإقليم العرب من القمع الثقافي و اللغوي و العرقي الذي تمارسه تركيا عليهم و التمييز ضد الأقلية العربية لصالح العرق التركي في كل المجالات وهو متابعة نحو التتريك الكامل للواء .

اقتصادياً :
تعد مدينة الاسكندرونة من أهم الموانئ البحرية التي تعتمدها تركيا لتصدير النفط، كما يعتمد لواء الاسكندرون على السياحة نظراً لاحتواءه على مدن تاريخية إلى جانب الطبيعة الخلابة، اما في الزراعة فيشتهر اللواء بالقطن، الحبوب ، التبغ ، المشمش ، التفاح ، البرتقال والزيتو ن .
كما ويشهد حركة صناعية في قطاع النسيج والزجاج .
ما زالت بعض الخرائط السورية تظهر لواء اسكندرون (هاتاي) على أنه منطقة سورية محتلة عام 1998 وبعد ازمة سورية تركية كادت تتفجر صراعاً عسكريا ً، تم التوصل إلى تسوية سياسية في اتفاقية أضنة تخلت على اثرها سوريا عن دعمها لحزب العمال الكردستاني، كما تخلت فيه عن المطالبة بلواء الاسكندرون دون ان تعترف به كأرض تركية، فاوقفت الحملات الاعلامية المطالبة به. المصادر السورية نفت اي تخل عن لواء الاسكندرون، إلا أنها أعلنت أن المصلحة السورية تقضي بتأجيل القضايا الخلافية والتطلع إلى التعاون الاقتصادي السياسي مع تركيا في المرحلة الراهنة .
التآمر على لواء اسكندرون واغتصابه :
مع تأزم الوضع الدولي وتهديد ألمانيا النازية بالحرب ضد الحلفاء, رغبت كل من فرنسا وإنكلترا في استمالة تركيا لجانبها ضد الخطر الألماني. في وقت قويت فيه توقعات قيام حرب عالمية ثانية. ولذلك تواطأت فرنسا مع تركيا مرة اخرى لإثارة قضية اللواء, زاعمة أنه يؤلف كياناً مستقلاً عن سورية .
ورفعت القضية إلى عصبة الأمم. التي أرسلت لجنة دولية للتحقيق, برئاسة الخبير السويدي ساندلر, الذي اقترح في تقريره إعطاء اللواء استقلالا ذاتيا، يقوم بإدارته مفوض سام ٍ فرنسي, على أن تجري انتخابات لمجلس نيابي فيه يقرر مصيره مستقبلاً, فأقر مجلس العصبة هذا التقرير .
كان الهدف من إحالة القضية إلى عصبة الأمم بالطبع أن تتخد طابعاً دولياً، وأن يعطى الحل المبيت بين الدولتين الفرنسية والتركية صبغة شرعية .
أوفدت عصبة الأمم لجنة دولية لإحصاء السكان والإشراف على انتخابات أول مجلس نيابي فيه يقرر مصيره.
وكانت فرنسا قد تعهدت لتركيا ان تضمن لها (28) نائباً من أصل (40) نائباً يشكلون أعضاء المجلس, علماً أن الأتراك لم يكونو يؤلفون إلا (37%)من مجموع السكان .
جرت المعركة الانتخابية برعاية الفرنسيين وتواطئهم وتعسف الأتراك وتزويرهم .
وقد لاحظت اللجنة المشرفة على الانتخابات ذلك .
فأعربت عن احترامها لعرب اللواء لمواقفهم البطولية وإصرارهم على تثبيت عروبتهم في ظروف غير متكافئة .
وعندما غادرت اللجنة الدولية اللواء غزته الجيوش التركية في (5_6) تموز 1938 م .
وقامت بتسجيل السكان والإشراف على عملية الانتخاب , فمنحت الأتراك (22) مقعداً من المقاعد الأربعين بعد أن كانت قد أخفقت كل محاولات الفرنسيين والأتراك السابقة لتأمين هذه النسبة .
وفي 23 تموز 1939 م انسحبت الجيوش الفرنسية من اللواء بعد أن سلمته لقمة سائغة للأتراك بموجب اتفاقية أنقرة الثانية (23 حزيران 1939 م ) مع تركيا والتي نصت على ضم اللواء نهائياً الى تركيا وانسحاب فرنسا منه .