تشهد العلاقات بين المغرب والجزائر منذ فترة تصعيداً لافتاً في حدة الخلافات بينهما، استدعت طلبا مغربيا لوساطة عربية وأوروبية بين البلدين في أوائل نوفمبر 2004، فرغم قيام المغرب بإلغاء قرار فرض التأشيرة على الرعايا الجزائريين، والذي فرضته المغرب عقب تورط جزائريين في هجمات أطلس أسنى بمراكش عام 1994، مما أدى إلى إغلاق الحدود البرية بينهما، إلا أن الجزائر لم ترد بالمثل؛ ورأت أن القرار اتّخذ دون تشاور معها، ويندرج ضمن سياسة الأمر الواقع التي يعتمدها المغرب في علاقته مع الجزائر خلال السنوات الماضية.
لكن الخلافات بين البلدين اتخذت منحىً أكثرَ خطورةٍ؛ عقب تخلي الوسيط الدولي السابق في نزاع الصحراء "جايمس بيكر" عن مهمته منذ صيف جوان 2004، ودخول مشكلة الصحراء مرحلة مصيرية، في ظل تزايد الجهود السياسية والإعلامية للأطراف المعنية، من أجل حشد تأييد دولي لمواقفها من طريقة حل نزاع الصحراء الغربية. في حين دعمت الجزائر على ما يبدو جهودا دولية لدعم الاعتراف بـ "الجمهورية الصحراوية" عاصمتها العيون المحتلّة، ردّ المغرب بعنف، ونقل القضية إلى عصبة الأمم المتحدة من خلال تقديم مذكرة رسمية تتهم الجزائر بالتورط مباشرة في النزاع الصحراوي، وهي تهمة دأبت الجزائر على نفيها.
لكن ما رأي الشعوب العربية إزاء هذا الأمر، خاصة الشعب الجزائري، وشقيقه المغربي؟؟