سبب ضعف الأمّة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سبب ضعف الأمّة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-03, 22:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شعب الجزائر مسلم
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية شعب الجزائر مسلم
 

 

 
إحصائية العضو










B18 سبب ضعف الأمّة

الكاتب : أبو خليل الأثري – حفظه الله – :
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد:

فإنّ الناظرَ في واقع أمتِنا اليوم يُدركُ تمامَ الإدراكِ أنّها تمرُّ بمرحلةٍ عصيبة حيث أُصيبت بالضعفِ والهوانِ وتَكَالبَ عليها الأعداءُ من كل حدبٍ وصوب حتى أصبحت مطمعا لكلِّ ذي قوةٍ من الأمم وهذا بلا شك مصيبةٌ عظيمةٌ وبلاءٌ جسيم يجب علينا أن نسعى في إزالتِه.


وهذا الداءُ والمرضُ الذي وقع بأمتنا لا يُمكِنُ عِلاجُه ولا يتحققُ الشفاءُ منه غايةَ التحقيق إلا بحسنِ تشخيصه وألا يُخلَطَ في تشخيصِه بين المرضِ والعَرَض، وما أكثرَ المخلّطين بين الأمراضِ والأعراض.


إنّ هذا المرض قد اختلفت أقوالُ الناس وتوجهاتُهم في تشخيصه ومن ثمّ اختلفت طرائقُهم في علاجِه.


فظنت طائفةٌ من النّاس أن ضعفَ المسلمين وذلَّهم وهوانَهم هو بسبب: مكرِ الأعداءِ من الكفار والمنافقين، وقوتِهم وكيدِهم فجعلت الدواءَ والخلاصَ من ذلك هو في إشغالِ المسلمينَ بالعدو، ومخططاتِه، وأقوالِه، وتصريحاتِه.


وهذا غيرُ صحيحٍ لأنّنا إذا اتقينا الله لا يضرُنا كيدُ الأعداء فإن الله سبحانه وتعالى قد قال في مُحكم كتابِه وهو أصدقُ القائلين: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئا)


ويقول جلّ وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)


ويقول سبحانه وتعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ)


وظنت طائفةٌ ثانية أن المرضَ هو: تفرقُ المسلمين في الأبدان وبناء عليه ظنت الدواءَ: هو الدعوةُ للتجميع ، وتكثيرُ الصفوفِ حتى ولو كان اجتماعاً مع اختلافٍ في العقيدة والفِكر , وهذا غيرُ صحيحٍ أيضا لأنّ الكثرةَ والاجتماعَ مع الاختلافِ في العقيدة لا ينفع, وتأملوا رعاكم الله قولَ الباري جلّ وعلا : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)


فحث اللهُ جلّ وعلا على كلمةِ التوحيدِ قبل توحيدِ الكلمة


وعلى الاتفاقِ في الأديان قبلَ الاجتماعِ بالأبدان


وعلى ترسيخِ أصولِ العقيدةِ قبل أن نجتمع وعقائدُنا مختلفةٌ يلعنُ بعضُنا بعضاً فيكونُ حالُنا شبيهاً بمن قال ربُّ العزة فيهم: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)


وهناك طائفةٌ أخرى ثالثة ظنّت أن المرضَ الذي تسبّبَ في ضعفِ المسلمين هو تسلّطُ الحُكّامِ الظَلمةِ عليهم وجَورُهم وظُلمُهم.


وبناء على ذلك ظنت الدواءَ: هو السعيُ في إسقاط هؤلاءِ الحُكّام، وشحنُ نفوسِ الناسِ تجاهَهُم والخروجُ عليهم وإشغالُ الناسِ بِعُيوبِهم وما يفعلونه من ظُلمٍ وجَور.


وهذا أيضا غيرُ صحيح وذلك لأنّ الحُكامَ الظلمة هم عقوبةٌ يسلطهُم اللهُ على الظالمين، بسبب ذنوبِهم وتفريطِهم, قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ،


فليس الحكامُ الظلمةُ هم الدّاء، يقول الطرطوشي رحمه الله: “لم أزل أسمعُ الناسَ يقولون : ” أعمالُكُم عُمّالُكم –أي أعمالُكم هي التي تحكُمُكُم- كما تكونوا يُولى عليكم” إلى أن ظَفَرتُ بهذا المعنى في القرآن, قال الله تعالى : ” وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا”


وكان يُقالُ: “ما أنكرتَ من زمانِك , فإنما أفسدَهُ عليكَ عملُك” وقال عبدُ الملك ابنُ مَروان –وكان والياً على المسلمين-: ” ما أنصفتمونا يا معشرَ الرعيةِ ، تريدون منّا سيرةَ أبي بكرٍ وعمرَ ، ولا تسيرون فينا ولا في أنفسِكم بسيرتهما؟! “


وهذا صحيحٌ فبعضُنا يُريدُ أن يكون أمراؤُه كأبي بكرٍ وعُمرَ وعُثمانَ وعلي!


ولو نظرتَ في حالِه وجدتّه مقصّراً غايةَ التقصيرِ في دينه فيا لله العجب!


لتكن أنتَ كالصحابةِ أو قريباً منهم حتى يكونَ ولاتُك وأمراؤُك كالصحابةِ رضي الله عنهم!


“أما والشعوبُ كما نعلمُ الآن ؛ أكثرُهم مفرطٌ في الواجبات ، وكثيرٌ منتهكٌ للحُرُمات، ثم يريدونَ أن يوليَ اللهُ عليهم خلفاءَ راشدين!”(شرح رياض الصالحين لابن عثيمين) تأبى سُننُ اللهِ ذلك!


يقول الحسنُ البصريُ رحمه الله: “واللهِ لو أنَّ الناسَ إذا ابتُلوا مِن قِبَلِ سُلطانِهم صَبَروا ما لَبِثوا أن يَرفعَ اللهُ – عزَّ وجلَّ – ذلك عنهم، ولكنهم يَفْزعُون إلى السيف فيُوكَلونَ إليه، وواللهِ ما جاؤوا بيومِ خيرٍ قط، ثم تلا قولَه تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ﴾ الآية


وقال رحمه الله: “اعلم عافاك الله أنَّ جَوْرَ الملوكِ نِقمةٌ مِن نِقَمِ الله، ونِقمُ اللهِ لا تُلاقى بالسيوف، وإنما تُتقى وتُستدفعُ بالدعاءِ والتوبةِ والإنابةِ، والإقلاعِ عن الذنوب، إنَّ نِقمَ الله متى لُقيتْ بالسيفِ كانتْ هي أقْطَع″


وقال أيضا رحمه الله : “إنَّه ليس ينبغي لمَن عَمِل بالمعصية أن يُنكرَ العقوبة، وما أظنُّ الذي أنتم فيه إلا مِن شؤمِ الذنوبِ، والسلام”


وهذا التشخيصُ أعني القولَ بأنّ علاجَ ضعفِ الأمّة هو بالخروج على الُحكّام وإحداثُ الفوضى وزعزعةُ الأمن فيه مفاسدُ عظيمةٌ جداً ومنها أنّ هذا مُخالفٌ لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بالصبر على أئمةِ الجَورِ والظلمِ وعدمِ الخروجِ عليهم ما أقاموا فينا الصلاة في أحاديثَ كثيرةٍ متواترةٍ مشهورة , لا يُنكرها إلا ضالٌ مُضل ؛


ففي الصحيحين عن ابْن عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ خَرَجَ مِنْ السُّلْطَانِ شِبْرًا فَمَاتَ عَلَيْهِ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»


وعنْ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِيّ قُال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ»، قَالُوا: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلاَةَ، لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلاَةَ، أَلاَ مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ»


وعَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثالثة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ»


وفي الصحيحين عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : «سَتَكُونُ أَثَرَةٌ –أي استئثارُ الأمراءِ بالمالِ والحقوقِ الدنيوية- وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ»


وفي صحيح مسلمٍ من حديثِ حُذَيْفَةَ قَالَ : «يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ»، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ».


قال الإمام النوويُّ في شرحه لصحيح مُسلم: “وأما الخروجُ عليهم – يعني: الأئمة – وقتالُهم فحرامٌ بإجماع المسلمين، وإن كانوا فَسقةً ظالمين”اهـ


ونقل ابنُ حجرٍ في “فتح الباري” عن ابن بطَّالٍ قولَه: “وقد أجْمَع الفقهاءُ على وجوبِ طاعةِ السلطانِ المتغلِّبِ والجهادِ معه، وأن طاعتَه خيرٌ من الخروجِ عليه؛ لِما في ذلك من حقْنِ الدماءِ وتسكينِ الدهماء” اهـ


فهذه أحاديثُ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم واضحةً صريحةً في الأمر بالصبر على جورِ الحُكّام لِما في ذلك من حقْن الدماء وتسكين الدهماء والعجبُ كلُّ العجب ممن يظنُ أنه أغيرُ على دينِ الله من نبيِّنا عليه الصلاة والسلام فيخالفُ هديَهُ وأمرَهُ ويَركنُ إلى زُبالةِ أفكارِهِ الملوثة وارآءه الفاسدةِ والله المستعان.


ونحن نسمعُ من كثيرٍ من الناس مُباركةً وفرحاً لما يَحدُثُ في بعضِ بلاد المسلمين من فوضى وسفكٍ للدماء ,فنقول لمن يسرّه ذلك: تخيل لو أنّ أباكَ أو أخاكَ أو قريبَكَ كان ممن قُتِل في هذه الأحداث فهل ستُسرّ بذلك؟ كيف وقد قال عليه الصلاةُ والسلام : «لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم» أخرجه الترمذي وصححه الألباني فمن جعلَ سببَ ضعفِ المسلمينَ وهوانِهم همُ الحكامُ الظلمة , فهو مخطأٌ غيرُ مُصيب والصوابُ أن تَسلّطَ الحُكّامِ الظلمةِ إنما هو عرَضٌ لا مَرَضٌ وعقوبةٌ يعاقبُ اللهُ بها الناس إذا هم قصّروا وضيّعوا حقه.


مما تقدم يتبين لنا أنّ كلَّ هؤلاء مخطئون في تشخيصِ الداءِ بصريحِ القرآنِ والسنة فضلاً عما ظنوه علاجاً ودواءً ,ولسائل أن يسأل ويقول: قد أبنت الأخطاءَ في تشخيصِ داءِ أمّتِنا، فما التشخيصُ الصحيحُ المبنيُ على كتابِ ربّنا وصحيحِ سنّةِ نبيّنا ؟


فيقال: تواترت الآياتُ القرآنيةُ والأحاديثُ النبويةُ في أنّ النجاةَ والرِفعةَ والأمنَ والإيمانَ في الرجوعِ إلى دينِ الله عز وجل والتمسكِ به في جميعِ شؤوننا وتحكيمِه والعملِ به وأنّ المصائبَ التي تنزلُ بالعبادِ هي بسببِ ذنوبِهم وضعفِ دينهم ، قال تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)


روى أبو داود في سننِهِ بإسنادٍ صحيحٍ عن ابن عُمرَ رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ»


ويقول سبحانه وتعالى: (إنّ اللهَ لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهم)


وقال تعالى: (ومن يتق اللهَ يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)


يقول الفارقُ الخليفةُ الراشد عُمرُ بنُ الخطاب رضي الله عنه في كلمةٍ عظيمةٍ لهُ: «إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَومٍ فَأَعَزَّنَا اللّهُ بِالإِسلَامِ فَمَهمَا نَطلُبُ العِزَّ بِغَيرِ مَا أَعَزَّنَا اللّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللّهُ»


إنّ أسبابَ النصرِ والتمكينِ في الأرض والأمنِ والأمانِ في الأوطان قد بيّنها اللهُ تعالى في كتابِهِ الكريمِ، فقال: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)


فمما تقدم يَظهرُ بوضوحٍ وجلاء: أنّ الداءَ والمرضَ هو : تقصيرُ المسلمين في دينِهم، ومخالفتُهم لشرعِ ربِّهم وسنّةِ نبيّهم , وأنّ الدواءَ والشفاءَ هو في رجوعِهم إلى دينِهم وتمسُكِهم واعتزازِهم به , وأنّ غلبةَ الكفارِ وقوتَهم وكيدَهم، وتسلّطَ الحُكّامِ الظلمةِ على بعضِ دولِ المسلمين وتفرقَ المسلمين واختلافَهم إنما هي أعراضٌ لا أمراض سببها هو إعراضُ كثيرٍ من المسلمين عن دين الله عز وجل.


فكيف يَنصرنا اللهُ جلّ وعلا والشركُ قد ضربت أطنابُه، ورُفِعت راياتُه في أكثرِ العالمِ الإسلامي فالقبور تُعبد من دونِ الله ويُنذر لها ويُطافُ بها؟!


كيف ينصرنا اللهُ وقد تركَ كثيرٌ من المسلمينَ الصلاة في المساجد والجُمَعِ والجماعات؟!


كيف ينصرنا اللهُ سبحانه وتعالى وقد أصبح الزنا ميسورا والفسادُ منشورا؟!


أم كيف ينصرنا الله سبحانه وتعالى وقد حاربناه وحاربنا رسولَه صلى الله عليه وسلم بالربا؟!


وهكذا في سلسلةٍ من الذنوب العِظام التي نجاهرُ بها صباحَ مساء ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين وتمسكوا بدينِكم وسنّةِ نبيكم الكريم ففي ذلك سعادةُ الدنيا والآخرة.


فإن قيل: إلى متى نصبر؟


فالجوابُ قد تكفّل به نبيُّنا صلى الله عليه وسلم فقال: «…إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِى عَلَى الْحَوْضِ» والله أعلم وصلى الله وسلم على نبيّنا محمد.

منقول من شبكة سحاب السلفيةhttps://www.sahab.net/home/?p=162








 


قديم 2011-12-04, 07:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبد الله-1
مشرف منتديات انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية عبد الله-1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماشاء الله
أسأل الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
لقد كفيت ووفيت










قديم 2011-12-04, 11:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
khalil83
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية khalil83
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك
قال تعالى "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون "
و يقول تعالى " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "










قديم 2011-12-04, 12:13   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
السلفية الجزااائرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية السلفية الجزااائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فكيف يَنصرنا اللهُ جلّ وعلا والشركُ قد ضربت أطنابُه، ورُفِعت راياتُه في أكثرِ العالمِ الإسلامي فالقبور تُعبد من دونِ الله ويُنذر لها ويُطافُ بها؟!

كيف ينصرنا اللهُ وقد تركَ كثيرٌ من المسلمينَ الصلاة في المساجد والجُمَعِ والجماعات؟!


كيف ينصرنا اللهُ سبحانه وتعالى وقد أصبح الزنا ميسورا والفسادُ منشورا؟!


أم كيف ينصرنا الله سبحانه وتعالى وقد حاربناه وحاربنا رسولَه صلى الله عليه وسلم بالربا؟!


نسأل الله العفو والعافية....آمين
موضوع جيد...










قديم 2011-12-04, 15:20   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
yacine1993
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف ينصر الله أمة تقتل وتكفر ذرية نبيهم وتهدم قبورهم قال الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى)










قديم 2011-12-04, 16:49   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
معمر السوفي
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

بالنسبة للي وليس من العارفين سبب صعف هذه الأمة هو بعدها على كتاب اللع عز وجل










قديم 2011-12-04, 20:50   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
chromato
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قالوا أومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل و لينزعن الله المهابة من صدور أعدائكم و ليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا و ما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا و كراهية الموت

شبه نبينا الأمة الإسلامية بالقصعة لخيراتها الكثيرة التي قد تكفي الفئام من الناس و لكن أهل الشرك و الكفر يتربصون بها من كل جانب كإحاطة الأكلة الجياع بالطعام الشهي فظن الصحابة أن قلة المسلمين هي السبب في هذا الضعف فرد عليه الصلاة و السلام أن السبب ليس الضعف المادي و البشري بل المسلمون منتشرون في مشارق الأرض و مغاربها لكن أمرهم ليس بأيديهم لا يدرون أين مصيرهم كغثاء السيل الجارف يذهب به أين يشاء و هذا يؤدي إلى الخوف من العدو و نزع المهابة من صدره لزوال حاجز الولاء و البراء الذي حده الله و رسوله : لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر ... الآية
لكن لما كان الأمر موجودا في السلف كان الأعداء يحسبون لهم ألف حساب لماذا لأن القوم كان همهم الأخرة و في ترجمة أنس بن النضر القائل إني لأجد ريح الجنة دون أحد الله أكبر يجد ريح الجنة
و هذه سيرهم منقولة صحيحة
لما عرف القوم حقيقة الدنيا و مصيرها آثروا الباقي على الفاني
لما استشهد مصعب بن عمير لم يجدوا ما يكفنوه فيه إلا نمرة اذا غطيت رجلاه ظهر رأسه و إذا غطي رأسه بانت رجلاه و كان من أشراف قريش و هو الذي أبكى عبدالرحمن بن عوف
إن الركون إلى الدنيا و زخرفها و بهجتها يبعد عن الآخرة و إذا طلب الناس الدنيا تنافسوا عليها ثم تباغضوا ثم تقاتلوا و ابتعدوا عن دينهم فهمهم الدنيا
همهم تحصيل الدنيا و لو كان ذلك على حساب الدين فيغفلون و يهيمون و ينسون ما خلقوا له
قال تعالى : وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون
في هذه الحالة يستغل العدو الفرصة و يجهز العدة فالناس في غفلة و الدين مليء بالشركيات و البدع
فالحل واضح بين: ذكر ابن القيم مثلا أن قوما كانوا يشربون و يسقون من نهر عذب فصحت أجسامهم و ربت أموالهم حتى جاء أحفادهم و جعلوا يرمون الأوساخ في ذلك النهر فأصابتهم الأمراض و العلل فبحثوا عن الداء و الدواء فوجدوا أن آباءهم و أجدادهم لما أخذوا الماء نقيا صافيا لا يكدره شيء كانوا أصحاء فالحل هو تنقية النهر ثم الشرب منه عذبا













قديم 2011-12-04, 22:41   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
yacine1993
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

ان أكبر بلد خائن لهذه الأمة هي السعودية وأنا هنا أتكلم عن آل سعود الخونة وليس على بلد الله الحرام وشعبها ولا ننسا بأن الحكام العرب الآخرين أيضا خون ولكن ليس بدرجة آل سعود
وأيضا الشعوب متخلفة
المشايخ تجدهم يطيلون اللحية دون عمل فهم أيضا من مفرقي هذه الأمة
الحل هو التمسك بالسنة واتباع من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم باتباعهم










قديم 2011-12-04, 23:20   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
شعب الجزائر مسلم
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية شعب الجزائر مسلم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yacine1993 مشاهدة المشاركة
ان أكبر بلد خائن لهذه الأمة هي السعودية وأنا هنا أتكلم عن آل سعود الخونة وليس على بلد الله الحرام وشعبها ولا ننسا بأن الحكام العرب الآخرين أيضا خون ولكن ليس بدرجة آل سعود
وأيضا الشعوب متخلفة
المشايخ تجدهم يطيلون اللحية دون عمل فهم أيضا من مفرقي هذه الأمة
الحل هو التمسك بالسنة واتباع من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم باتباعهم
من انت يا هذا حتى تتكلم عن العلماء و العلماء اكبر من ان تتحدث عنهم فهل في الجزائر يوجد عالم مثل بن باز و الالباني و على الاقل في السعودية يوجد هيءة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و عدم وجود الاختلاط بين الرجال و النساء و عدم وجود المتبرجات العاريات و بيوت الدعارة و الخمر و اخرها يا هذا هل تعلم ان الملك في السعودية ياخذ راي و شورى العلماء ليس هنا في الجزائر المشايخ يظهرون مع هلال رمضان و العيد هل تعلم انه في السعودية يمنع للمراة ان تسوق السيارة و ان ساقت السيارة تجلد فا يا هذا العلماء لست انت من تتكلم عمهم لانك لو سئلت كيف ترقع صلاتك لا تعرف و تتكلم عن ورثة الانبياء و يجب عليك ان تتوب و تصلح من نفسك هداك الله و في الاخير هل يستطيع شيخ جزائري ان يفتي فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك حول الاختلاط انه من يبيحه فهو مرتد فل هم يقولون ما لا يفعلون .









قديم 2011-12-04, 23:31   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
بصمة قلم
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بصمة قلم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي علماء الأمة خط أحمر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yacine1993 مشاهدة المشاركة
ان أكبر بلد خائن لهذه الأمة هي السعودية وأنا هنا أتكلم عن آل سعود الخونة وليس على بلد الله الحرام وشعبها ولا ننسا بأن الحكام العرب الآخرين أيضا خون ولكن ليس بدرجة آل سعود
وأيضا الشعوب متخلفة
المشايخ تجدهم يطيلون اللحية دون عمل فهم أيضا من مفرقي هذه الأمة
الحل هو التمسك بالسنة واتباع من أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم باتباعهم
ومن السنة ومن اوامر النبي صلى الله عليه وسلم احترام العلماء والتأدب عند الحديث عنهم
ومن أين ستتعلم أمور دينك اذا لم يكن هناك علماء
من اسباب ضعف الأمة هو ما تفترونه على العلماء وهم أصحاب الفضل علينا بعد الله ورسول الله فلولاهم لما عرفنا للسنة ولاللعقيدة الصحيحة طريقا
واما عن التخلف فقد صدقتم فقمة التخلف ان يأتي أحدهم ليتهم العلماء الذين يسهرون على النهوض بهذه الأمة قبل ان يتهم نفسه بالتقصير









قديم 2011-12-04, 23:34   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
بصمة قلم
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بصمة قلم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yacine1993 مشاهدة المشاركة
كيف ينصر الله أمة تقتل وتكفر ذرية نبيهم وتهدم قبورهم قال الله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى)
من الذي كفر ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وقتلهم وهدم قبورهم؟؟؟؟؟؟
وهل لكم ان تتفضلوا بشرح الاية التي استدليتم بها









قديم 2011-12-05, 01:10   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص (الداء والدواء)



إعداد: عبد العزيز بن ريس الريس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد:

فإن ضعف أمتنا وتغلب الأعداء علينا مصيبة عظيمة وبلاء جسيم يَجب علينا أن نسعى في إزالته، وهذا لا يتحقق غاية التحقيق إلا بحسن تشخيصه، وألا يَخلط في تشخيصه بين المرض والعَرَض، وما أكثر المخلِّطين بين الأمراض والأعراض؛ فجروا على الأمة خسائر عظمى في الأبدان والأموال والطاقات، بل وفي دينها، وفوتوا فرصاً لو استغلت لرجعت على الأمة الإسلامية بالخير في دينها ودنياها.

فبسبب هذا؛ كتبت هذه الرسالة المختصرة، وأسميتها: "أسباب ضعف المسلمين وسبيل الخلاص"؛ لعلها تكون سبباً لتشخيص داء الأمة الحقيقي، وعليه يشخص دواء ناجح يرفع عنها داءها ومرضها.

وقبل هذا أذكر ما حصل من خلط في أرض الساحة الدعوية بين المرض والعرض:

فقالت طائفة: إن المرض هو: مكر الأعداء، وتغلبهم.

فعليه ظنت الدواء: إشغال المسلمين بالعدو، ومخططاته، وأقواله، وتصريْحَاته.

وظنت طائفة ثانية؛ أن المرض: تسلط الحكام الظلمة في بعض الدول الإسلامية.

فعليه ظنت الدواء: إسقاط هؤلاء الحكام، وشحن نفوس الناس تجاههم.

وظنت طائفة ثالثة؛ أن المرض: تفرق المسلمين في الأبدان.

فعليه ظنت الدواء: جمعهم، وتوحيدهم ؛ ليكثروا.

وظنت طائفة رابعة؛ أن المرض: ترك الجهاد.

فعليه ظنت الدوء: رفع راية الجهاد، وقتال الكفار شرقاً وغرباً.

وكل هؤلاء مخطئون في تشخيص الداء بصريح القرآن والسنة فضلاً عما ظنوه دواء.

ووجه خطأ الطائفة الأولى: أننا إذا اتقينا الله لا يضرنا كيد الأعداء، قال ـ تعالى ـ: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً}، وقال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، وقال: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً . وَأَكِيدُ كَيْداً . فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}.

وأثر هذا الخطأ أنهم أشغلوا أنفسهم وغيرهم من شيب وشباب الإسلام بالسياسة (تتبع الصحف والمجلات والقنوات والإذاعات)، التي لا تخرج عن كونها نقلاً غير مصدق، إما بطريق كافر أو فاسق، أو ظنون لا يبنى عليها حكم.

أما النقل غير المصدق فقال الله فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، وما أكثر ما تبين لنا الأحداث القريبة كذب الإعلام، وكل يسخر إعلامه في خدمته وخدمة من ينصر.

أما التخمينات والظنون فأمرنا الله بتركها في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، وما أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إياكم والظن؛ فإنه أكذب الحديث".

ومن العجيب أنه قد أثبتت الأحداث فشل أصحاب فقه الواقع المحدث (السياسة)، وما أخبار حرب العراق للكويت والسعودية وفشل الدعاة أصحاب فقه الواقع في تشخيصه والأحكام التي بنوها عليه عنا ببعيد!!!

ووجه خطأ الطائفة الثانية: أن الحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين؛ بسبب ذنوب المحكومين، قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، فليس الحكام الظلمة ـ إذن ـ الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم.

قال ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (2/177-178):

"وتأمل حكمته ـ تعالى ـ في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم:

- فإن استقاموا؛ استقامت ملوكهم.

- وإن عدلوا؛ عدلت عليهم.

- وإن جاروا؛ جارت ملوكهم وولاتهم.

- وإن ظهر فيهم المكر والخديعة؛ فولاتهم كذلك.

- وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها؛ منعت ملوكهم وولاتهم مالهم عندهم من الحق، وبخلوا بها عليهم.

- وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم؛ أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه، وضربت عليهم الْمُكوس والوظائف، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة، فَعُمَّالُهم ظهرت في صور أعمالهم.

وليس في الحكمة الإلهية أن يولَّى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم.

وَلَمَّا كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها؛ كانت ولاتهم كذلك، فلما شابوا شيبت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولِّي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية، وعمر بن عبد العزيز، فضلاً عن مثل أبى بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا، وولاة من قبلنا على قدرهم، وكلا الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها
" اهـ.

وأثر هذا الخطأ إشغال الناس بأخطاء الحكام؛ لزعزعة الثقة بهم؛ ليتمكنوا من الخروج عليهم، وهذا فيه من تفويت مصالح الدين والدنيا على الناس وإزاحة الأمن بإحلال الفوضى والرعب مكانه.

قال ابن تيمية في "منهاج السنة" (3/391): "ولهذا؛ كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف ـ وإن كان فيهم ظلم ـ، كما دلت على ذلك الأحاديث المستفيضة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ"، ثم قال: "ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته" اهـ.

ووجه خطأ الطائفة الثالثة: أن الكثرة وتوحيد الصفوف مع الذنوب لا تنفع، كما قال ـ تعالى ـ: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً}، ألم تر كيف أن ذنب العجب بَدَّدَ هذه الكثرة فهزم الصحابة يوم حنين؟!

ومن الذنوب: توحيد الصفوف مع المبتدعة من الصوفية والأشاعرة والمعتزلة؛ لأن الواجب تجاههم الإنكار عليهم، وأقل أحوال الإنكار القلبي مفارقتهم لا مجالستهم، قال ـ تعالى ـ: {إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}.

فمن أعظم سيما أهل السنة عداء أهل البدع وبغضهم، وعلى ذلك تواترت كلماتهم المسطورة في كتب الاعتقاد المعروفة.

ووجه خطأ الطائفة الرابعة: أنها طالبت الأمة بالجهاد في وقت ضعفها، وهذا مِمَّا يرديها أرضاً ويزيد تسلط الأعداء عليها، لأجل هذا؛ لم يشرع الله الجهاد لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لَمَّا كان في مكة؛ لأنه يضر أكثر مما ينفع، ومن هنا تعلم خطأ المقولة التي يرددها المؤسس الأول لجماعة الإخوان المسلمين حسن البنا: "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه"، وهي من الأسس التي قامت عليها هذه الجماعة، لذا؛ ترى حسناً البنا وأتباعه طبقوها عملياً مع الرافضة والصوفية وغيرهما.

وأثر هذا الخطأ تضييع معتقد السلف رويداً رويداً ليحل مكانها الاعتقادات البدعية، وإحلال الشرك مكان التوحيد.

قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين: "ولهذا؛ لو قال لنا قائل: الآن لماذا لا نحارب أمريكا وروسيا وفرنسا وانجلترا؟! لماذا؟! لعدم القدرة؛ الأسلحة التي قد ذهب عصرها عندهم هي التي في أيدينا، وهي عند أسلحتهم بمنزلة سكاكين الموقد، عند الصواريخ ما تفيد شيئاً، فكيف يمكن أن نقاتل هؤلاء؟

ولهذا أقول: إنه من الحمق أن يقول قائل: أنه يجب علينا أن نقاتل أمريكا وفرنسا وإنجلترا وروسيا، كيف نقاتل؟ هذا تأباه حكمة الله ـ عز وجل ـ، ويأباه شرعه، لكن الواجب علينا أن نفعل ما أمر الله به ـ عز وجل ـ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}.

هذا الواجب علينا أن نعدَّ لَهُم ما استطعنا من قوة، وأهم قوة نعدها هو الإيمان والتقوى..."
اهـ (شرح بلوغ المرام من كتاب الجهاد، الشريط الأول، الوجه (أ)).

وبعد هذا كله، لقائل أن ينادي: قد أبنت الأخطاء في تشخيص داء أمتنا، فما التشخيص الصحيح المبني على كتاب ربِّنا وصحيح سنة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟

فيقال: تواترت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في أن المصائب التي تنزل بالعباد بسبب ذنوبهم، قال ـ تعالى ـ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

قال ابن تيمية في "الجواب الصحيح" (6/450): "وحيث ظهر الكفار؛ فإنما ذاك لذنوب المسلمين التي أوجبت نقص إيمانهم، ثم إذا تابوا بتكميل إيمانهم نصرهم الله، كما قال ـ تعالى ـ: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وقال: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}" اهـ.

وقال في "مجموع الفتاوى" (11/645): "وأما الغلبة فإن الله ـ تعالى ـ قد يديل الكافرين على المؤمنين تارة، كما يديل المؤمنين على الكافرين، كما كان يكون لأصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع عدوهم، لكن العاقبة للمتقين؛ فإن الله يقول: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.

وإذا كان في المسلمين ضعفٌ، وكان عدوهم مستظهراً عليهم؛ كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم؛ إما لتفريطهم في أداء الواجبات باطناً وظاهراً، وإما لعدوانهم بتعدي الحدود باطناً وظاهراً، قال الله ـ تعالى ـ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا}، وقال ـ تعالى ـ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}، وقال ـ تعالى ـ: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}
" اهـ.

وقال ابن القيم في "مدارج السالكين" (2/240): "فلو رجع العبد إلى السبب والموجب لكان اشتغاله بدفعه أجدى عليه، وأنفع له من خصومة من جرى على يديه، فإنه ـ وإن كان ظالماً ـ فهو الذي سلطه على نفسه بظلمه، قال الله ـ تعالى ـ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}. فأخبر أن أذى عدوهم لهم، وغلبتهم لهم: إنما هو بسبب ظلمهم. وقال الله ـ تعالى ـ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}" اهـ.

وقال في "إغاثة اللهفان" (2/182): "وكذلك النصر والتأييد الكامل، إنما هو لأهل الإيمان الكامل، قال ـ تعالى ـ: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}، وقال: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.

فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر، والتأييد، ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله، أو بإدالة عدوه عليه، فإنما هي بذنوبه، إما بترك واجب، أو فعل محرم، وهو من نقص إيمانه.

وبهذا يزول الإشكال الذي يورده كثير من الناس على قوله ـ تعالى ـ: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}. ويجيب عنه كثير منهم بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلاً في الآخرة، ويجيب آخرون بأنه لن يجعل لهم عليهم سبيلاً في الحجة.

والتحقيق: أنها مثل هذه الآيات، وأن انتفاء السبيل عن أهل الإيمان الكامل، فإذا ضعف الإيمان صار لعدوهم عليهم من السبيل بحسب ما نقص من إيمانهم، فهم جعلوا لهم عليهم السبيل بما تركوا من طاعة الله ـ تعالى ـ.

فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور، مكفي، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته، ظاهراً وباطناً، وقد قال ـ تعالى ـ للمؤمنين: {وَلا تَهنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وقال ـ تعالى ـ: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}.

فهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم، التي هي جند من جنود الله، يحفظهم بها، ولا يفردها عنهم ويقتطعها عنهم، كما يَتِرُ الكافرين والمنافقين أعمالهم، إذ كانت لغيره، ولم تكن موافقة لأمره
" اهـ.

وإن من أعظم المصائب والبلايا: تغلب الأعداء وضعف المسلمين، فمن هذا يظهر جلياً ما يلي:

أن الداء والمرض هو: تقصير المسلمين في دينهم، ومخالفتهم لشريعة نبيهم.

ورأس ذلك: تحقيقهم للتوحيد حق الله على العبيد، وإن في تحقيق التوحيد ـ إفراد الله بالعبادة، وإثبات أسمائه وصفاته ـ فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة منها:

1- فشو الأمن، قال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}، فَسَّرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوله ـ تعالى ـ: {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} أي: الشرك، فإقامة التوحيد ونشره من أعظم أسباب الأمن.

2- النجاة من النار، أخرج الشيخان في حديث عتبان أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله".

3- إدخاله الجنة، أخرج الشيخان عن عبادة بن الصامت أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل".

4- أن القيام بالتوحيد الحق سبب لصلاح الظاهر، كما قال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} أي: في الدنيا والآخرة، وهداية الدنيا تقتضي صلاح الباطن والظاهر.

وإن الدواء والشفاء هو: إرجاعهم إلى دينهم الحق.

وأعراض هذا الداء هو: غلبة الكفار، وتسلطهم، وتسليط الحكام الظلمة على بعض دول المسلمين.

ألا ترى إلى الشرك كيف ضربت أطنابه، ورفعت راياته في أكثر العالم الإسلامي؟ وألا ترى إلى التوحيد كيف يحارب في العالم الإسلامي كله خلا هذه الدولة المباركة الدولة السعودية ـ أعزها الله بالإيمان ـ التي تربي أبناءها على التوحيد في المدارس النظامية والمساجد ـ جزى الله حكامها وعلماءها كل خير ـ.

فإذا كان هذا حال العالم الإسلامي مع أعظم ذنب يعصى الله به "الشرك الأكبر"، فكيف نريد نصراً وعزاً؟!!!

ناهيك عن المعاصي الشبهاتية الأخرى والشهوانية فهي السائدة الظاهرة في أكثر العالم الإسلامي، فإذا كنا صادقين، ولأمتنا راحمين، فلا نشتغل بالعرض عن علاج الداء، وهو إرجاعهم إلى دينهم.

أسأل الله أن يهدينا جميعاً لصراطه المستقيم، وَيُقِرَّ أعيننا بعز الإسلام والمسلمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.









قديم 2011-12-05, 02:00   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عبلة السلفية
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية عبلة السلفية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المشكلة كثير من الشباب المسلم يجد التمسك بالدين صعب ومع كل معصية يرتكبهايشعر ان الدنيا إسودت في وجهه .المجتمع الظالم الذي فيه لم يفصل الدين عن السياسة فقط بل فصله عن كل شيء فالمساجد مليئة بالبدع والناس لا يوجد فيهم اخ صادق ... فالدولة والمدرسة والعمل والسوق..غير فساد وفساد وظلم سواء الخكام او العباد الا مارحم ربي كل من لديه سلطة يكون فيها تجبر من طرفين..وهنا يراد بالضعف هنا ضعف الإيمان وضعف التمسك بالدين والاقتناع من غالب المسلمين بمجرد الانتماء إلى الإسلام دون التحقيق بتعاليمه ولا شك أن لذلك أسباباً عديدية أشدها كثرة الدعاة إلى الفساد والمنكرات والمعاصي بالقول والفعل من أناس ثقلت عليهم الطاعات ومالت نفوسهم إلى الشهوات المحرمة كالزنا وشرب الخمر وسماع الأغاني ونحو ذلك فقاموا بالدعوة إلى الاختلاط وزينوا للمرأة التبرج والسفور وجعلوا ذلك من حقها ودعوا إلى إعطائها الحرية والتصرف في نفسها فجعلوا لها أن تمكن من نفسها برضاها ولو غضب أبوها أو زوجها فلا حد عليها ولا على من زنا بها برضاها وعند الانهماك في هذه الشهوات ثقلت عليهم الصلوات وتخلفوا عن الجمع والجماعات ومنعوا الواجبات وتعاطوا المسكرات والمخدرات مما كان سبباً لضعف الإيمان في قلوبهم وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية كثرة الفتن والمغريات حيث توفرت أفلام الجنس وأصوات المغنين والفنانين والفنانات وصور النساء العاريات أو شبه العراة ولك ذلك سبب الانهماك في هذه المحرمات فضعف الإيمان في القلوب وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية انفتاح الدنيا على أغلب الناس وانشغالهم بجمع الحطام الفاني والإعراض عن العلم والعمل والسعي وراء جمع المال وتنمية التجارات والمكاسب فكان سبباً لنسيان حق الله تعالى وتقديم الشهوات










قديم 2011-12-05, 12:45   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
yacine1993
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

ألم يقم السلفين بتهديم قبور أهل البيت في البقيع قبل 80 عام ألا تكفرون ذرية النبي وتقولون بأنهم عبد قبور ألم يهدم الإرهابيون السلفيون فبور أولياء الله الصالحين من الشرفاء السادة الأشراف من ذرية النبي ألا تحاربون الشرفة وتقولون لا وجود لهم ألا تحاربون الزوايا الهبرية التي أصحابها من الحسنيين آل محمد على تكذبون انكم والله لمساكين ابن باز كان يقول لاأدخل المسجد النبةي الشريف مادام في ذلك الصنم أستغفر الله هل صار قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صنم هل كل العلماء طوال 13قرن لا يعلمون ولا يفهمون في الدين سوى مشايخكم كفافكم تهريج يا مبغضي أهل البيت ومنكري كراماتهم ويا من لاتعترفون بهم وتقلون لا وجود للشرف
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟










قديم 2011-12-05, 12:53   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
yacine1993
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الآية لا تعرفين شرحها اقرئي اي تفسير للقرآن هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لايسأل المسلمين أجرا على تبليغ دعوته سوى أن يود ويحب أهل بيته وهذا أمر من الله لكم يا مسلمين ولكنكم لا تأتمرون به واقرئي أي تفسير وستجدين نفس المعنى وسوف أعطيك أدلة قاطعة أن أردت أن تعريفي الحقيقة [ان السلفين هم من الفرق التي تدخل جهنم وبطريقة علمية ومنطقية وأنا لست كالسلفين الذين يريدون أن يثبتوا بأنهم هم على الحق بالقوة










 

الكلمات الدلالية (Tags)
السلفية هي حياتي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc