كان الله في عونك أختي ...
لا تقنطي أختي من رحمة الله فالله سبحانه و تعالى يغفر جميع الذنوب للتائب حتى لو كان العبد اسرف في المعاصي لقوله تعالى { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
و العيب ليس في ارتكاب المعاصي بل العيب في عدم التوبة و الرجوع الى الله .. فنحن بشر ضعفاء قد نصيب و قد نخطئ و قد نتعمد المعصية أحيانا .. لكن علينا دائما ان نتوب من احطائنا و نرجع الى الله لقوله تعالى : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * اُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) ...
و عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إن عبداً أصاب ذنباً فقال : يارب إني أذنبت ذنباً فاغفره لي . فقال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له , ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر , وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي : قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له , ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر , وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر , فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي : قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فقال غفرت لعبدي فليعمل مايشاء) رواه البخاري ومسلم.
لكن للتوبة شروط لابد منها .. فلا نسمي التائب الذي يستغفر بلسانه و هو مستمر في المعاصي و الذنوب و غير نادم عليها و غير عازم على تركها وفي الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه حيث يذكرني , والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة . ومن تقرب إلي شبراً , تقربت إليه ذراعاً . ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً . وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه هروله ) رواه مسلم ... فالله سبحانه و تعالى يغفر جميع الذنوب و يقبل التوبة عن عباده ما لم تطلع الشمس من مغربها و ما لم يغرغر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر ) .. ولقوله تعالى {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } ...
فمن شروط التوبة النصوح رد المظالم الى أهلها إذا كان التائب قد تعدى على حقوق الناس بغير الحق .. و الندم على كل الذنوب و المعاصي و العزم على عدم العودة اليها ...
و هذا لا يعني أن التائب لن يعصي ربه مرة أخرى لأن العبد غير معصوم من الخطأ و قد تغلبه نفسه فنحن لسنا ملائكة ... بل المقصود هو الاكثار من الاستغفار و التوبة في كل وقت .. قال قتادة : إن القرءان يدلكم على داؤكم ودواؤكم .. أما داؤكم فالذنوب .. وأما دواؤكم فالاستغفار ... فطوبى لمن وجد في صحيفته استفغارا كثيرا ...
أنصحك بالاكثار من الاستغفار و في كل وقت .. و عليك ترويض نفسك .. فالنفس أمارة بالسوء .. فالعيب ليس أن تجدي رغبة في نفسك للحرام بل العيب أن تطاوعي نفسك و تعطيها ما تريد .. لذى عليك أن تروضي نفسك على الطاعات .. فالنفس البشرية لا تحتمل الفراغ .. فإن لم تشغلي نفسك في الطاعات .. شغلتك نفسك في المعاصي ..
هذا ما أظن و الله أعلم ..
و إن الظن لا يغني عن الحق شيئا ...
و بالتوفيق إن شاء الله ...