المطلب الثاني: التضخم الهيكلي وأسبابه
نستطيع إبراز التضخم الهيكلي من خلال مستويات الاستثمار و النمو الديموغرافي وسياسة الأجور و نسبة الانفتاح على العالم الخارجي، هذا العامل الأخير يخلق تضخم بالتكاليف، أما العوامل الأخرى فتنتج تضخم بالطلب.
أولا: مستوى معدل الاستثمار و هيكليه
لقد كان معدل الاستثمار في الفترة (1979- 1980) يقدر ﺒ (من 35 إلى 40%) و تعتبر حالة استثنائية في تاريخ الاقتصاد العالمي ، و لتمويل معدل تراكم ما نتج عن ادخار مزيف ،كان لابد من الاقتراض من البنوك التجارية و الحصول على قروض متوسطة الأجل إلى غاية خلق النقود بغرض تغطية العجز في ميزان المدفوعات ، خلق النقود هذا ينتج عنه طلب إضافي في السلع و الخدمات مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ثانيا: إنتاجية العمل
تبقى إنتاجية العمل في الجزائر ضعيفة ، و ذلك بسبب تشغيل عدد كبير من العمال في الوحدات الإنتاجية و نقص تكوين هذه الفئة و قلة الحيزة المهنية..الخ، هذه العوامل و غيرها تؤثر على حركة الأسعار من جراء عملية الإعاقة التي تمارس على العملية الإنتاجية سواء من حيث نوعية أو كمية السلع و الخدمات(39)
ثالثا: الانفتاح على العالم الخارج
يعرف الاقتصاد الجزائري بانفتاح على التجارة الدولية ......... سنة 1980 كانت التجارة الخارجية تمثل 69.6 % من الناتج الداخلي pib بالنسبة للاستيراد سجل معامله31.5 % في نفس السنة لبعض القطاعات لقطاع الصناعة الميكانيكية و التجهيزات الكهربائية, و يعتبر معامل الاستيراد هذا مرتفع, ولهذا راجع لاستيراد التجهيزات لغرض التصنيع، و نفترض أنه في صناعة قاعدية لمؤسسة ما سجلت ارتفاعا في تكاليف إنتاجها بالأخص في التجهيزات المستوردة، هذا لكون له انعكاس مباشر في الشركات.
رابعا: سياسة الأجور
إن كل زيادة في أجور العمال تؤثر على مستوى الأسعار لأن هناك فارق زمني بين فترة ارتفاع الطلب المحسوس على مستوى السلع و الخدمات و فترة تقويم الجهاز الإنتاجي لغرض الاستجابة لهذا الارتفاع المحسوس في الطلب. (40)
لم تكن الزيادة في الأجور في الجزائر محل أخصائيين بل كانت في مجملها تخضع لقرارات السياسة متخذة من طرف المسؤولين، فالإطار القانوني لتوزيع الأرباح جاء متأخرا جعل من الزيادات في الأجور ظاهرة مستمرة خاصة إذا علمنا أنه في المقابل الجهاز الإنتاجي بقي عاجزا أمام تزايد الطلب، و محدوديات احتياجات البنك المركزي من العملة الصعبة و التي تقيم مرتبطة بمستوى مبيعات النفط التي هي غير مرنة. عرقلت هذه الزيادات في الأجور الوضع المالي للمؤسسات حيث تعتبر الأجور عبء تتحمله المؤسسة و الذي يمنعها من تسديد ديونها التي كانت قد تسلمتها من طرف البنوك، و تحد أيضا من رفع الطاقة الإنتاجية و كذا خلق فرص عمل جديدة و خلال سنة 1991 عرف ميدان الأجور عدة مفاوضات تمحورت جلها حول حماية القدرة الشرائية للفئات ضعيفة الدخل و مما خرجت به هذه المفاوضات نذكر:
- إعادة النظر في الأجر الأدنى.
- الإعفاء الضريبي لذوي الدخل التي تقل عن 3800 دج .
- دفع المنح العائلية.
خامسا: النمو الديمغرافي
ان الانفجار السكاني أثار هامة على الاقتصاد القومي باعتباره أساس المشاكل الاقتصادية خصوصا و أن زيادة الاستهلاك بمعدلات عالية يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأسعار خاصة إذا علمنا أن التركيبة البشرية للمجتمع الجزائري ................... نسبة تفوق 70 % من الشباب الذي يشاركون في العملية الإنتاجية. (41)