السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية
[glint]أين نساء المسلمين وطالبات العلم[/glint]
« ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وسبعمائة
وفي أول شهر جمادى الأولى توفيت الشيخة.... العابدة.... الصالحة.... العالمة ...قارئة القرآن.... أم فاطمة عائشة بنت إبراهيم بن صديق زوجة شيخنا الحافظ جمال الدين المزي عشية يوم الثلاثاء مستهل هذا الشهر وصلّي عليها بالجامع صبيحة يوم الأربعاء ودفنت بمقابر الصوفية غربي قبر الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمهم الله.
كانت عديمة النظير في نساء زمانها لكثرة عبادتها وتلاوتها وإقرائها القرآن العظيم بفصاحة وبلاغة وأداء صحيح، يعجز كثير من الرجال عن تجويده، وختمت نساء كثيراً، وقرأ عليها من النساء خلق وانتفعن بها وبصلاحها ودينها وزهدها في الدنيا، وتقللها منها، مع طول العمر بلغت ثمانين سنة أنفقتها في طاعة الله صلاة وتلاوة.
وكان الشيخ محسناً إليها مطيعاً، لا يكاد يخالفها لحبه لها طبعاً وشرعاً فرحمها الله وقدس روحها، ونور مضجعها بالرحمة آمين. » انتهى كلام ابن كثير.
هذه الشيخة..أم زوجة ابن كثير..يعني -...وزوجها الحافظ جمال الدين المزي..غني عن التعريف فهو مؤلف أهم كتابين من كتب الحديث "تهذيب الكمال" و"تحفة الاشراف"-وهذان الكتابان لا غنى لطالب العلم عنهما..ولو سافر للصين كي يشتريهما لم يكن كثيرا!!-
على كل حال المقصود...أين نساء المسلمين وفتيات المسلمين..اللواتي شغل كثير منهن هذه الأيام بالموضة..والمجلات..وستار الشيطان..والأفلام..والغرام..الخ..عن هذه القدوة-ومثيلاتها-..التي مضت إلى سبيل ربها منذ مئات السنين...ولكن بقيت سيرتها عطرة..مشرقة..
وكأني بهذه الشيخة تقول:
يا معشر النساء كل شيء سيذهب الجمال..المال..الموضة..الشهوات..كلها ستنقطع ويبقى العمل الصالح...هذه الباقيات الصالحات..يا أخواتي قدمن عملا صالحا يبقى لكنَّ... إذا وضعتن في القبور لم يبق لا زوج ولا ولد ولا مال..
عن أَنَس بن مَالِكٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ » أخرجاه في الصحيحين.
وعن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال « يقول الْعَبْدُ مَالِي مَالِي إنما له من مَالِهِ ثَلَاثٌ ما أَكَلَ فَأَفْنَى أو لَبِسَ فَأَبْلَى أو أَعْطَى فَاقْتَنَى وما سِوَى ذلك فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ » تفرد به مسلم
وفي الصحيح «إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به من بعده او ولد صالح يدعو له »
ومن نعم الله على أعضاء منتدى الداعيات الى الخير أن كتاباتهن ومشاركاتهن بدأت تنتشر في الشبكة العالمية..فهنيئا لكل من شاركت وما زالت المشاركات مستمرة بإذن الله عز وجل... فمن فاتتها المشاركة فى الأول..فلا يفتهاالمشاركة الآن !!