حدثنا توفيق الليري قال
لما سقا المطر تلال الورد بفيض الحب،اينعت زهور المودة والاخاء وتفتحت ورود الوفا باللقاء ،فجتمع الاخوان في قصة من كان يا مكان ،هي اشبه بالخيال واحلى من الجمال فكان اول اللقاء ان طلع الفارس يوسف سلطان راكب فرس ابيض ،فسال القافلة اين هي راحلة، فلما علمنا من يكون فاضت الجفون من ماء السعادة والسرور وشدة الرضا والحبور، فاجابه اخونا عمر اهلا بمن حل وظهر واطل ،فتعانقنا عناق الشوق والمحبة ،وكنا من قبل داك قد التقينا انا ورشيد امير الشعراء ولا مراء ،فهو صاحب خلق ودين وعقل فطين ،ثم لحقنا الاخ عمر من معسكر الامير فجتمع الجمع واحتبس الدمع لميعاد الاكتمال وابى بغير لقيا الاخ احمد الجمل الاكتحال ،فلما وصل حصل ما حصل ،فقد كدنا نحلق فرحا للاجتماع الجمع واخدنا راي الامير في الطاعة والسمع، فزحفنا نحو المراد اخونا يوسف سلطان فلما التقا الجمعان حصل الصلح على ان يكون الاخاء عنوان والمحبة بيان ،واتفقنا على امور اجلة واخرى عاجلة ،وكان اجمل ما حصل الالفة بين الاخوان والمحبة في دات الديان ،فوالله لولا الايمان ما اجتمع اثنان ولا تحابا شخصان ،فلا مصالح جامعة نافعة غير الحب في الله فهو نعم الحب ونعم القرب ،اعود لما جرى فقد مر اللقاء ودقت ساعة الوفاء فتفارق الجمع وبقينا انا ورشيد بليل طويل نروي الحكايا عن خبايا الزوايا ،فلما نام الليل وتعب من السهر استيقظ السحر ونادا ايها النائمون قومو الى النشاط فقمنا ونحن نستقبل الصبح بالابتسامة ،تفر منا السامة ،ثم اتصلنا بالاخ جليبيب فالتيقنا معه واكتملت دورة الكواكب بقدوم البدر اخا القمر فلما راينها سعدنا بلقياه فنحمد الله على ثمام النعم والان وانا اكتب تغمرني السعادة حتى اكاد اغرق بين ثناياه فالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
..................رابطة احرار القلم..................عضو3