ابن باديس: والآية وإن كانت في الكفر والشرك فهي تتناول بطريق أهل الإعتبار أهل الأهواء والبدع

[جمال البليدي]

*قال تعالى:" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27) يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(2 لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29) "
سورة الفرقان."....كما علينا أن نتبع سبيل الرسول صل الله عليه وسلم التي جاء بها من عند الله مهي الإسلام .كذلك يجب علينا أن نتبع سبيله في القيام بشرائع الإسلام علما وعملا في أبواب العبادات و أحكام المعاملات وفي تطبيق أصول الإسلام وفروعه على الحياة الخاصة والعامة وهذه هي سنته التي كان عليها أصحابه وأهل القرن الثاني من التابعين والقرن الثالث من أتباع التابعين تلك القرون المشهود لها بالخيرية على غيرها بلسان المعصوم ..كما أن من عدل عن الإسلام ولم يسلك سبيله وقع في ظلال الكفر كذلك من عدل عن سبيل السنة ولم يسلك سبيلها وقع في ظلال الإبتداع وكما أن من لم يتخذ مع الرسول سبيل الإسلام يندم أشد الندم على ماكان من تفريطه كذلك من لم يتخذ مع الرسول سبيل السنة ..إذ كل منهما قد ظلم نفسه فرط في سبيل نجاته
والأية وإن كانت في الكفر والشرك فهي تتناول بطريق الإعتبار أهل الأهواء والبدع ..."

من كتاب مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير
صفحة 247 طبعة 1402 ه / 1982 م