بعدما استعادت ذكريات الطفولة في ''المؤذن ذو العينين الزرقاوين''
فضيلة مرابط تدعو إلى إلغاء المادة الثانية من الدستور
*********************

عادت الكاتبة والأكاديمية الجزائرية فضيلة مرابط مؤخرا إلى واجهة النقاشات الجدلية من خلال دعوتها الصريحة إلى إلغاء المادة الثانية من الدستور التي تُقر بأن الإسلام دين الدولة.
بعدما عُرفت سنوات طويلة، خصوصا خلال عشريتي الستينيات والسبعينيات، بمواقفها الناقمة على الفكر الاجتماعي المُنتهج في جزائر اليوم، وتعرضها لكثير من المضايقات من طرف الجهات الرسمية في البلاد التي منعتها من العمل في التدريس و اضطرتها إلى الانتقال والعيش في منفاها الباريسي.
عادت فضيلة مرابط عبر كتابها الجديد، الذي حمل عنوان ''المؤذن ذو العينين الزرقاوين''، الصادر نهاية السنة الماضية، عن منشورات ''ريفناف'' الفرنسية، إلى دائرة الجدل من خلال تأكيدها، بصريح العبارة ''أن الجزائر دخلت نفقا مظلما غداة استقلالها بعد إقرار المادة الثانية من الدستور التي جعلت منها دولة ذات نظام حكم ديني'' (ص46)، وتذكر الكاتبة نفسها أنها كانت في صغرها تتمنى أن تصير مغنية و''تمتلك سلطة إعلاء الصوت، تستطيع مواجهة سلطة المؤذن''(ص6).
وتشير صاحبة ''جزائر الأوهام والثورة المسلوبة'' إلى أنها صارت تمتلكها حالة التشاؤم من معاينة الحياة اليومية الجزائرية التي تسير وفق فقط مواعيد الأذان والصلاة. وتضيف مرابط في كتابها، الذي يمكن تصنيفه ضمن خانة الشهادات، أن المسؤولين السياسيين في الجزائر حاولوا استثمار المادة الثانية من الدستور بغية ترسيخ أطروحة خاطئة تفيد بأنهم يمثلون ''الواسطة'' مع الله، حيث لا تتوان عن اتهامهم بتحويل ''السلطة السياسية إلى سلطة دينية'' (ص29). هذه الوضعية التي قادت الجزائر -بحسب مرابط- إلى تأسيس نظام تفكيري فردي سلبي ومتناقض المعالم، حيث تستشهد الكاتبة، في هذا السياق، بإحدى الوقائع التي عايشتها نهاية الستينيات، بمسقط رأسها سكيكدة، والتي تعبر عن نمط التفكير الجزائري الراهن، حيث تحكي أنه بعدما انتشرت شائعة تفيد بأنه بعدما حلّ بالمدينة مؤذن جديد ذو عينين زرقاوين والملامح الأوروبية، تخلت جميع النسوة، بمختلف أعمارهن، عن انشغالاتهن اليومية وسعين لهثا وراء كسب مشاعر المؤذن الشاب الجديد.
رغم إسهابها في التعاطي مع خطاب مناهض للراهن المعاش في الجزائر، لم تتوان فضيلة مرابط، عبر مختلف فصول الكتاب، الممتدة على طول 93 صفحة، عن تذكير القارئ بأصولها العائلية ''المُحافظة''، ومواظبتها، في الصغر، على أداء الصلاة بمعية شقيقتها التوأم فلة وسنوات انخراطها في المدرسة القرآنية قبل الالتحاق بالمدرسة النظامية الفرنسية هناك أين تستحضر بعض ذكرياتها مع معلمتها الفرنسية التي كانت تلفها بكثير من العطف، مع العلم أنها كانت بمعية شقيقتها العربيتين الوحيدتين في قسم يضم 35 أوروبيا.
اسنلاب ثقافي..
وتقليد أعمى لأطروحات المستشرقين
للنقاش الجاد ..
المادة2:دين الدولة الاسلام)