آخر ما كتبت
2000/06/06
ضاعت أيام لم تكن بيدي , ضاعت أيامي و ضاع معها عمران شيدته حسبته خالدا فإذا هو خراب تبكي عليه القلوب الطيبة
ضاعت أيام كان فيها الليل إلهام و النهار إنتظار و الوقت لم يكن له حسبان
أخطئت الطريق فإذا بي في منتهى الطرق أتسائل بأسئلة ليس لها معنى أريد من ذلك أجوبة لها معنى تدلني على الصواب
ظلت بي الطريق , و عند مكان ما , توقفت مليا أعاين ما أصابني من إرهاق و شدة العطش لمطلوب لم أتحصل عليه و لمرغوب لم أنله , إنه بالطريق المعاكس , مؤكد أنه بالجهة الأخرى , لم تدق عيني لون الطيِّب منذ رجوعي عن أصلي , تنكرت بقناع الإبهام ضنًّا أني سأتحول إلى مجرَّد , فإذا كل ما فيَّ من أساس ينكر عليَّ طوال الطريق حالي و نفاقي مع نفسي , فإذا ما نظرت مليًّا إلى كل شيء و إلى لا شيء أتذكر نفسي , كأني تركتها هناك لأني أشعر بالغربة دونها , أشعر بالغربة عن أصلها و الآن أسمع نداءا من داخلي يناديني إلى العودة إلى الوراء أو الهروب إلى الأمام , أشعر كأني في نقطة الصفر , أمامي أرقام فوقية و وراءي أرقام تحتية
لم يعد لدي اليقين كالماضي, لم أعد أعرف ما أريد, أصبح كل شيء مبهما يحوي على أسئلة ليس لدي أجوبة عليها
الحنين إلى الماضي, هو كل ما بقي لدي كزاد, الحنين إلى أسمى عبرات الشعور و الإحساس الجميل إلى كل ما ينتمي إلى الجمال السامي الذي لا يعرف الطريق إليه إلاَّ فئة قلية
1993/07/27
ذهبتِ و ذهب حبي معك و لم يبقى فيَّ إلاَّ جسد بلا روح , فإن غنت الدنيا فقلبي لسماعها متوَّل و مدبر
ذهبتِ و حملت معك أيام شبابي , حملت أيامي السعيدة و بقي الشقاء بجواري , لست أفاجئك إن قلت لك أنك كنت أملي في السعادة و راحتي في الأيام القابلة
ذهبتِ و حملتِ معك كل أسباب البهجة و غابت الزينة عن الدنيا , فقدتك و ملكك غيري , شقوت و لم أنلك , و ما زلت على شقائي باق , بينما نالك غيري من غير شقاء و لا تعب , أحببتك و لم أسئلك جزاءًا , إنما سألت أهلك أن تكوني بجواري , فخاب سؤالي و خاب ظني و صدق إحساسي
ذهبتِ فذهبتْ الدنيا بك و بقيتُ شريدًا بين أثر الصدمة و بلاغة حبي لك
ذهبتِ و ذهبتْ معك أجمل مشاعري و أحاسيسي و بقيتْ فيَّ أبشع الأخلاق و أسوأ المشاعر
ذهبتِ و كأن الشمس غابت عن سماء قلبي , سلبتِ مني النور بعد أن وهبتنيهِ و لم تبالي عمَّا سألقاه حين تجردتِ عنِّي
نعم تجردتِ عنِّي , كنتِ لباسي يقيني أهوال , كان هولي الوحيد هي القسوة التي كنتُ أعانيها لبعدي عنك و إشتياقي إلى رؤية وجنتيك و اليوم , غاب كل شيئ و غابت دنياي عنِّي و أحاطت بي دنيا غريبة قاسية لا تعرف الرحمة و لا الحب , فالحب عندي اليوم في خبر كان
زرعتً حبا فجنيت طردًا و غربةً , حملتًكِ في قلبي فحمَلَتكي الدنيا دوني و ها أنا في غربتي الجسدية و القلبية أراجع في حنيني إليكِ أيام الأحلام و المشاعر الصادقة الجميلة , ظني فيها أنني أستأنس بها و لا يزيدني طواف طيفك بي في أحلامي إلاَّ خيبةً و حسرةً و ما يزيد قلبي إلاَّ حزنًا و ضعفًا
1990/10/24
نعم, نعم, تزوجت نظيرة و ماذا بعد؟ ماذا بعد زواجها؟ لقد راح مني نَفَس عظيم إستقمت عليه زمنا, كأن زواجها قد إستعجلني بالموت, نعم الموت الذي أردته بدلا عن غيرها, و بين فترة أملي فيها و فترة خيبتي فيها هناك عامل الوحدة, هذه الوحدة التي أحتار في غرابة القدر لربطها بحياتي
الحق يقال, لقد غلب القدر نفسي و كان زواج حبيبة قلبي و روحه و مرحه سمّ نفساني و موت باطئة, و ها أنا أتسائل: ما العمل دونك يا نظيرة, كنت كل أملي في هذه الدنيا اللعينة و الآن و قد بان القدر أتسائل هل ذهب دعائي هباءًا منثورا؟ كيف و قد علقت قلبي بك و صرت معك كثوأمين لا يفصل بينهما ثالث, كنتِ بالنسبة لي مرآة عاكسة كلها وضوح و نور و بهاء, كنتِ الربيع بنفسه, كنتِ الشمس, ملكةً على قلبي و قمرا ساهرة عليه, ما مصيري الآن دونك؟ إنني في هذا الوقت كالميِّت يتجرع ما تبَّقى من نَفَس, لقد فقد آخر ما تَبَّقى له من أمل, لقد فقدك يا نظيرة, نعم فقدك و كيف أرجو الحياة و المحب ضاع منه محبوبه, كيف أريد الحياة و القلب يرفض حب غيرك و الفداء بك؟ إنه يرفض أن يضَّحي بك, إنه يرفض غيرك
آمعقول أن أعرف الحب و لا أنل منه ما يطفئ نار لهفتي عليك؟ كنت سببا سعيدا لكل هذه النيران المتوهجة و التي زدتُ في إشعالها و أشجع نفسي على ذلك و ها أنا الآن رمادًا سوادًا لا داء له سوى التراب
آيا نظيرة, رجوت أن أكون ذلك الفارس قادما إليك بفرسه ليحملك إلى مملكته لينعم بكِ و تنعمين به و تعيشان أحلى الأيام و لكن أراد القدر غير ذلك فجعلني أسلك طريقا و تسلكين طريقا مغايرًا مع فارس آخر في مملكة أخرى, أما أنا فبقيت ضعيف القِوى, خائب الرجاء و الحب, بين فُتاة من الأمل و لمسات من الموت
لكن كوني على ثقة, لست أنساك ما طال الزمن أو قصر, إنك بالنسبة لي لبَّ قلبي نُِزع مني لأضَّل متعلقًا به مدى الدهر و ليكن الله في عوني و عون المحِبِّين هو حسبي و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
1990/04/08
ما خلوت يوماً من نعمة التفكير في طيف الحبيب المفقود إلاَّ و ناولني القدر يوماً غيره هو أحلى و أصوب للنفس المدواقة
فما طويت يوماً صفحة الحب للحبيب الأول إلاَّ و فتحت غيرها في يوم أحلى منه و أبقى
فما غاب عنِّي الحب يومًا إلاَّ و رجع متدللاً و متبختراً في ساحة القلب الحزين
ما غاب عنِّي الحب أبدًا و لا فقده قلبي و ما نسيته في أيامي الأخيرة المليئة بالحزن و الأسى و قساوة القدر
و هكذا ضاعت منِّي الأيام و ضاع معها النور و الأحلام
الحقيقة كنت أرجوه في يوم يصعب علي تحديده , ما زلت أراه حبيباً و لو كان في يوم قريب بين أحضان رجلٍ غريب
ما زلت أراه داءًا مريباً ما دام هو في نفس الوقت طبيب , ما زلت أراه حبيباً تغلب عليه صورة الفراق الأبدي و تتغلَّب عليه الأيام لتنسيني جوهرته التي سكنتْ قلبي إلى الأبد
كأني به تمثالاً ضاعت روحه اللطيفة و ما بقي منه إلاَّ شيئ سوف يضيع يوم زفافها في موكب غريب عنها و مع زوجٍ ليس من أصلها
ضحكتُ حزنًا لمَّا عرضوا علي شراء جوهرتها الروحية بجوهرة مادية , فما العمل و رَّبك إذا قصرت يدي للوصول إلى الجوهرتين
حاصرني الصمت و غطَّاني الأسى و إشتَّد علي الظلام و بقيت في وسط هذا الجحيم من عالم ينكر جنسه , لا يبغي التصريح به
أعترف أني لست تاجرًا ماهرًا و لا سياسيًا ذكِّيًا و لا حتَّى محِبًا مجنونًا , كل ما عندي , أني أساير القدر و أنحشر وسطه لا أتحَّدى حدود نفسي التي أعرف قدرة سلطانها , سلطة ضعيفة لا تعرف التحَّدي و لا التمَّرد
كلما تظهر أمام عيني صورة المحبوبة المفقودة , يقف الزمن عن السير , كأنها قلبه , كأنها قلبي و روحي و عقلي
ضاعت مني و ضاع معها أمري , ضاع معها حماسي و ضاعت حيويتي و ضاع كل شيئ له قيمة مادية أو روحية , ما عدتُ حسَّاسًا كزمني بل تجمَّد إحساسي على مدى الزمن و عادت الجوارح ليس لها ولِّيُ لتركب على سحره و أوامره و نوره , فما هذا يا عمري , يا يأبدي , يا ربِّي ؟ ليس لي ما أدعوك به , فكل ما رجوته قد ذكرته لك و الآن و قد خلت سرائري و لم يعد عندي ما أخفيه , فما زال دعائي سائرًا عبر الزمن و عبر الأكوان و عبر العوالم ينتظر منك إجابةً شافيةً تعيد لهذا القلب المريض الحياة , الحياة فيك