مساعدة من فضلكم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مساعدة من فضلكم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-03, 20:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
mima.collo
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Hot News1 مساعدة من فضلكم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اخوتي في الله

يعتبر *جون ستيوارت ميل* ان الفرضية خطوة غير ضرورية يجب التخلي عنها في حين يعتبر *كلود بيرنارد* انها ضرورية
مارأيك في هدا ؟

--ارجوا افادتي بأقوال الفلاسفة المؤيدين والمعارضين لهده الفكرة
لاتبخلو عليا بمحاولاتكم
واتنمى لكم النجاح في شهادة البكالوريا 2011 ان شاء الله جميعا











 


رد مع اقتباس
قديم 2011-01-05, 09:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الكامل
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اخت mima .collo هذه مقالة تتعلق بضرورة الفرضية في المنهج التجريبي ام لا ولقد ادت هذه المشكلة الى انقسام الفلاسفة الى قسمين فريق يقول بضرورة الفرضية وهم العقليون وفريق يقول بانه يمكن الاستغناء عن الفرضية وانها غير ضرورية في المنهج التجريبي وهم التجريبيون (جون ستيوارت مل ودافيد هيوم ) اما فيما يخص الاقوال او ان شئت سوف اقوم بتحليلها وعرصها في المنتدى ان شاء الله شكرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-06, 21:10   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الكامل
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا التحليل منقول وصاحبه الأستاذ محمد دلسي


لقد أحدث المنهج التجريبي الحديث ثورة جذرية في ميدان الدراسة العلمية تجلت بوضوح فيما حققه العلم من تطورات مذهلة ومتسارعة وإذا كانت هذه القيمة موضع إنفاق بين كل الفلاسفة والعلماء على حد سواء فإن مراحل تجسيده إجرائيا لم تكن كذلك بل بالعكس عرفت تناقض جدلي حيث رأى البعض أنه يمكن الاستغناء عن الفرض بدعوى تخيلاته الذاتية المسبقة في حين رأى البعض الآخر من العقلانيين أن الفرضية خطوة منهجية ضرورية في البحث العلمي شأنها شأن الملاحظة والتجربة وأمام هذا الاختلاف نتساءل نحن هل يمكن الاستغناء عن الفرضية؟

يرى التجريبيون أمثال جون ستيوارت ميل وماجندي و ألان أنه يمكن استبعاد الفرض من التجريب العلمي باعتبار أنه يقوم على التكهن والظن والعلم أسمى من ذلك.
فالفرضية هي افتراض مسبق سابقة زمنيا عن التجربة ومن هنا تبدو سلبياتها من حيث أنها توجه عملية التجربة قهرا نحو تلك النتيجة المتخيلة من قبل وهنا تظهر الذاتية كعائق إبستيمولوجي أمام البحث العلمي الموضوعي المتحرر من أهواء الباحث وأرائه الشخصية الأولية لذلك قال ماجندي لتلميذه كلود برنارد "أترك عباءتك وخيالك عند باب المخبر" حيث يؤكد أن الفرضية تقيد الملاحظة فيصبح العالم أسير أوهامه وتخيلاته اللامتناهية وهو ما ينعكس سلبا على التجربة ويحول دون إدراك الحقيقة العلمية ويشوه صورتها الصادقة وهو ما أقره ألان عندما قال " إننا لا نلاحظ إلا ما افترضناه من قبل" وفي سبيل تجاوز تلك العوائق يكتفي ماجندي بالملاحظة فقط فيختزل مراحل المنهج التجريبي إلى الملاحظة والتجربة والفانون حيث نجده يقول" إن الملاحظة الجيدة تغنينا عن سائر الفروض " ومن أجل تمكين الباحث من هذا الانتقال المباشر من الملاحظة إلى التجربة يقترح بيكون طرق استقرائية تضمن اليقين دون الحاجة إلى وضع الفروض ثم جاء بعده حون ستيوارت ميل فنظم تلك الطرق وأخرجها في أ{بع صياغات وقواعد أساسية طريقة التلازم في الحضور أي تلازم العلة والمعلول في الوجود دائما فإذا وجدت العلة وجد معها المغلول بالضرورة لكن التلازم في الحضور لا يدل دلالة قاطعة على أن إحدى الظاهرتين علة للأخرى إذ قد يكون الاثنان نتيجة لظاهرة ثالثة ما تزال خفية لذلك وضع "ميل"طريقة التلازم في الغياب والتي هي عملية سلبية للتلازم في الحضور أي كلما غابت العلة غاب المعلول بالضرورة ثم يضيف طريقة التلازم في التغير والتي تعني أن كل تغير في العلة ينتج عنه بالضرورة تغير في المعلول وأخيرا طريقة البواقي التي تفيد أن لكل ظاهرة علة ولا يمكن أن تكون علة واحدة لظاهرتين مختلفتين وكل هذه الطرق السالفة تغنينا حسب ميل عن وضع الفروض وتستبعد الأحكام والتصورات والمعتقدات المسبقة التي يحملها العقل كمعطيات أولية مقترضة فيكتفي باستنطاق الطبيعة دون أي تدخل للذاتية التي تفرضها الفرضية وقد وافق هذا الموقف العالم الفيزيائي إسحاق نيوتن عندما قال "أنا لا أصطنع الفروض"
لكن ورغم كل تلك السلبيات التي شخصها الموقف التجريبي فإن الفرضية تبقى خطوة ضرورية في المنهج التجريبي لأن كون وجود تلك السلبيات لا يعني ضرورة التخلي عن الفرضية بقدر ما يستوجب العمل على تجاوزها وتصحيحها وهو ما يقره المنهج التجريبي المعاصر الذي اعتمد الفرضية كخطوة ضرورية وثابتة في العمل التجريبي لكن مع تطوير مفهومها وشروطها حتى تتوافق مع الروح العلمية الموضوعية.
وبخلاف الموقف الأول يرى العقلانيين كبوان كاري وكلود برنارد أن الفرضية خطوة منهجية ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها في البحث التجريبي.
حيث نجد كلود برنارد يقرر بأن الفرض العلمي هو المنطلق الضروري لكل استدلال تجريبي فلو لا الفروض لما استطاع العالم أن يجرب وهو ما قصده حين قال" إن الملاحظة توحي بالفكرة والفكرة تقود إلى التجربة وتوجهها والتجربة تحكم بدورها على الفكرة" ومنه فغياب الفكرة والتي هي الفرضية يؤدي إلى غياب التجربة وهنا بالذات تبرز قيمة الفرضية من حيث أن الباحث يستوحي صورة التجربة و إعادة تكرار الظاهرة اصطناعيا من الفرضية و بتالي فلا مجال للاستغناء عنها لأن ذلك يؤدي ضرورة إلى الجهل بالتجربة والتي تعد عماد المنهج التجريبي كما يقول برنارد"إن التجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نملكها لنطلع على طبيعة الأشياء " ويوافقه في هذا الطرح العالم الرياضي المعاصر بوان كاري حيث قال "إن الملاحظة والتجربة لا تكفيان لإنشاء العلم ومن يقصر عليهما يجهل صفة العلم " فالواقعة الطبيعية حسب العقلانيين خرساء ليست هي التي تهب الفكر بل العقل و الخيال فالعلة تكون في بداية البحث خفية وعلى الباحث أن يتخيلها ويفترضها ثم بعدها يمتحنها بالتجريب فمثلا "توريشلي" لم يلحظ ظاهرتين متلازمتين في الحضور كما يدعي "ميل" هما الضغط الجوي وعدم ارتفاع الماء أكثر من 10.22م بل الظاهرة التي كانت واقعة تحت الملاحظة إنما هي ارتفاع الماء فقط أما الضغط الجوي فلم يكن ملحوظا من معطيات التجربة بل كان أمرا يتطلبه التفسير لذلك عمد الباحث إلى افتراضه ولولا هذا الافتراض الذي هو عمل عقلي بحت يستعين به الباحث على اكتشاف أسرار الطبيعة لما تقدم خطوة واحدة إلى الأمام في تفسير الظواهر والكشف عن عللها،وبالإضافة إلى كل هذا فإننا نجد العالم العربي المسلم ابن الهيثم يسبق كل هؤلاء المفكرين إلى الإقرار بقيمة الفرضية عندما يقول"إني لا أصل إلى الحق إلا من أراء تكون عناصرها أمور حسية وصورتها عقلية"
إن الواقع العلمي يقر رغم قيمة الفرضية بوجود العديد من السلبيات التي تنجر عن التأويل المسبق للظاهرة العلمية وما يفرضه من حدود الذاتية الضيقة التي تحاصرها أوهام الباحث ومعتقداته الأولية والتي من شأنها أن تسير التجربة قهرا نحو نتيجة مفترضة من قبل وهو ما يحول دون البحث العلمي الموضوعي المتحرر من الآراء الشخصية
إن كلى الموقفين يمثل توجه دوغماتي أحادي حيث نجد أن أحدهما اكتفى بإبراز سلبيات الفرضية دن أدنى إشارة إلى فائدتها بمقابل موقف آخر بقي عند حدود أبراز إجابتيها وفائدتها دون أي توضيح لسلبياتها ومهما يكن فإن الفرضية ورغم مالها من مزايا ومساوئ إلا أنها تبقى ضرورة منهجية في البحث العلمي المعاصر وهو ما أكدته الروح العلمية المعاصرة كل هذا يؤدي بنا إلى تغليب الموقف الثاني وتبنيه رغم أنه يجب الإقرار أؤلا أن للفرضية سلبيات محتملة لكنها لا تؤدي أبدا إلى إلغائها والاستغناء عنها كما زعم التجريبيين ويمكن تفسير المغالطة التي وقعوا فيها بقول برنارد "أن الذين أدانوا استخدام الفروض أخطئوا بخلطهم بين اختراع التجربة ومعاينة نتائجها " وعلى هذا يمكن القول أنه يجب معاينة التجربة بروح علمية مجردة من الفروض ولكن لابد من الفرض عندما يتعلق الأمر بتأسيس التجربة بل على العكس هنا لابد أن نترك العنان لخيالنا
ومن التحليل السابق نستنتج أن الفرض العلمي هو المسعى الأساسي الذي يعطي المعرفة العلمية خصبيتها وحركيتها سواء ثبتت صحته أم لم تثبت لأن الفرض الخاطئ سيساعد على توجيه الذهن إلى فرض خاطئ وهكذا ومع المحاولة والخطأ سيصل الباحث لامحا لألئ الفرض الصحيح، ويبقى بين هذا وذاك التأكيد على قيمة المنهج التجريبي الحديث الذي افتتحه فرنسيس بيكون من خلال أرغانونه الجديد ثم طوره من بعده "ميل" وغيره من العلماء المعاصرين والدليل هو تلك الثورة العلمية الجذرية التي شهدها العلم المعاصر بفضل تطبيقه للمنهج التجريبي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-07, 20:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
mima.collo
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكى الله خيرا أختى الفاضلة وأن شاء الله ييسرلك دربك وينور طريقك ويجعلها فى ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-07, 20:21   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
amrane30
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

المقدمة/ يعتمد العلماء في تفسيرهم للظواهر الطبيعية على المنهج التجريبي ،وهذا المنهج يتضمن خطوات من بينها الفرضية أوكما يسميها البعض الأفكار المسبقة ، لكن هناك من ينظر الى هذه الخطوة نظرة سلبية ويراها غير مهمة فهل الفرضية ضرورية في الاستدلال التجريبي ام يجب الاستغناء عنها ؟

*الموقف العقلي/ يرى كلود برنارC.Bernard أن الفرضية ضرورية في التحليل التجريبي لمختلف الظواهر ، والفرضية Hypothèse : هي تفسير عقلي مؤقت للظاهرة ، نتخيل فيه سبب حدوث الظاهرة تمهيدا للتجربة ، فهي بمثابة مشروع قانون . يقول كلود برنار " الفرض هو نقطة الانطلاق الضرورية لكل استدلال تجريبي ، و لولاه لما أمكن القيام بأي استقصاء"مثل فرضيته حول بول الأرانب التي مكنته من اكتشاف الحقيقة ،حيث افترض(أن تكون الأرانب في شروط غذائية مماثلة لآكلة اللحم) وبعد التجربة تأكد من صحة فكرته وتحولت الفرضية الى قانون مفاده -كل الحيوانات اذا ما فرغت بطونها تغذت من الحم عن طريق الامتصاص- فالفرضية أو كما يسميها الفكرة المسبقة هي التي تحرض على التجربة ،فذلك الشك الذي تثيره يدفع بالباحث الى مزيد من البحث ، كما أنا لفرضية هي التي تحدد وظيفة التجربة وتحضر وسائلها ،فدور التجربة بهذا المعنى هو البرهان لا غير ، أي التحقق من صحة الفرضيات يقول كلود برنار ( لا تجريب بدون أفكار مسبقة) وللفرضية شروط أهمها أن تكون موضوعية وواقعية تقبل التجريب ، وتتجه نحو تفسير الظاهرة ،وقليلة من حيث العدد .

النقد/ رغم الأهمية التي تكتسيها الفرضية في تسهيل عمل الباحث ،إلا أن الكثير منها لا يصدق في التجربة و لا يكون مطابقا للواقع ،هذا ما جعل البعض يفكر في ابعادها من المنهج التجريبي وتعويضها بطرق تجريبية اكثر عملية

*الموقف التجريبي / يرى جون ستيوارت ميل J.S.Mill أن ا لفرضية غير ضرورية ،واعتبرها نوع من التخمين الفلسفي البعيد عن الواقع ،وركز على دور التجربة المخبرية باعتبارها الخطوة التي تجعل الباحث في علاقة مباشرة مع الظاهرة والمقصود بالتجربة Experience : إعادة وقوع الظاهرة في ظروف اصطناعية ، يستخدم فيها الباحث وسائل تقنية تجعله يتحكم في الظاهرة ، ويعيد تفاصلها وتغيراتها متى شاء ذلك ،ومن أجل تعويض الفرضيات وضع ميل أربعة طرق تجريبية سميت بقواعد الاستقراء وهي

1- قاعدة الاتفاق أو التلازم في الوقوع : نقارن بين الحالات التي تقع فيهم الظاهرة و العامل المشترك هو سبب حدوثها – مثال ويلزWells في تفسيره لظاهرة الندى حيث استنتج مايلي – إن الجسم الصلب اذا كانت درجة حرارته أقل من الهواء الخارجي تشكل الندى على سطحه
- 2- قاعدة الاختلاف أو التلازم في الغياب – نقارن بين حالتين يكون العامل المختلف هو علة وقوع الظاهرة مثال لويس باستورL.Pasteur في تفسيره لظاهرة التعفن وضع أنبوبين بداخلهما محلول السكر ، الاول مغلق و الثاني معرض للهواء ، و بعد مدة لاحظ أن الأنبوب الثاني تعفن ، فاستنتج أن التعفن يعود الى الهواء الخارجي
3- قاعدة التغير النسبي– كلما تغيرت ظاهرة ما تغيرت معها ظاهرة أخرى بشكل خاص كانت هناك علاقة سببية بينهما . مثال الأطباء الانجليز في تفسيرهم لوباء الكوليرا ، فلاحظوا ظاهرتين تتغيران نسبيا . كلما اقتربنا من نهر التايمز زاد عدد المصابين بالكوليرا ، و كلما ابتعدنا عنه قل هذا العدد ، فاستنتجوا أن النهر هو سبب الوباء
4- قاعدة البـــواقي . ما تبقى من عناصر جزئية يرد الى العناصر الكلية أي الى العلة الأولى . مثل لوفيريي Leverrier في تفسيره للانحراف في مدار كوكب اورانوس ، حيث رد الجزء الى الكل و أستنتج ضرورة وجود كوكب مجهول يؤثر على مدار اورانوس ، و هذا الكوكب هو نبتون الذي اكتشفه غال Gall سنة 1846

النقد/ رغم أهمية هذه القواعد الا انها لم تلغ الفرضيات ، فهذا لوفيريي انتهى الى فرضية تم التحقق منها فيما بعد ، كذلك تجربة باستور توحي بأنه كان يشك في دور الهواء لا غير بمعنى أن تجربته كانت مسبوقة بأفكار أي بفرضيات غير معلن عنها ،نفس الشيئ يقال عن الطرق الاخرى

التركيب / لا يوجد تناقض بين ما هو عقلي وما هو حسي وهذا ما يجعل خطوات المنهج التجريبي محطات متكاملة فكل خطوة تمهد للأخرى ، وفي التجربة لا يكون العقل غائبا بل العكس سيكون حاضرا مناجل التفسير والفهم والاكتشاف ،والافتراض اذا ما تعقدت الظاهرة أمام الباحث ،فالمشكلة اذن ليست في أيهما اهم الفرضية ام التجربة ،وإنما المشكلة تكمن في قدرة الباحث على توظيف أفكاره أثناء التجربة وقدرته على ادرا ك العلاقات بين الظواهر و من ثمة استنتاج القانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــون
amrane30










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-08, 23:02   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
amrane30
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

نص السؤال :
يقول هنري بوان كاريه : « إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ... » أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها فما عسا ك أن تفعل ؟
الإجابة النموذجية : طريقة استقصاء بالوضع
طرح المشكلة :
إن الفرضية هي تلك الفكرة المسبقة التي توحي بها الملاحظة للعالم ، فتكون بمثابة خطوة تمهيدية لوضع القانون العلمي ، أي الفكرة المؤقتة التي يسترشد بها المجرب في إقامته للتجربة . ولقد كان شائعا بين الفلاسفة والعلماء من أصحاب النزعة التجريبية أنه لم يبق للفرضية دور في البحث التجريبي إلا أنه ثمة موقف آخر يناقض ذلك متمثلا في موقف النزعة العقلية التي تؤكد على فعالية الفرضية و أنه لا يمكن الاستغناء عنها لهذا كان لزاما علينا أن نتساءل كيف يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة؟ هل يمكن تأكيدها بأدلة قوية ؟ و بالتالي تبني موقف أنصارها ؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة :
يذهب أنصار الاتجاه العقلي إلى أن الفرضية كفكرة تسبق التجربة أمر ضروري في البحث التجريبي ومن أهم المناصرين للفرضية كخطوة تمهيدية في المنهج التجريبي الفيلسوف الفرنسي كلود برنار ( 1813 – 1878 ) و هو يصرح بقوله عنها « ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب مع الفكرة المتكونة من قبل» ويقول في موضع أخر « الفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع و إليها ترجع كل مبادرة » وبالتالي نجد كلود برنار يعتبر الفرض العلمي خطوة من الخطوات الهامة في المنهج التجريبي إذ يصرح « إن الحادث يوحي بالفكرة والفكرة تقود إلى التجربة وتحكمها والتجربة تحكم بدورها على الفكرة » أما المسلمة المعتمدة في هذه الأطروحة هو أن " الإنسان يميل بطبعه إلى التفسير و التساؤل كلما شاهد ظاهرة غير عادية " وهو في هذا الصدد يقدم أحسن مثال يؤكد فيه عن قيمة الفرضية و ذلك في حديثه عن العالم التجريبي " فرانسوا هوبير" ، وهو يقول أن هذا العالم العظيم على الرغم من أنه كان أعمى فإنه ترك لنا تجارب رائعة كان يتصورها ثم يطلب من خادمه أن يجربها ،،ولم تكن عند خادمه هذا أي فكرة علمية ، فكان هوبير العقل الموجه الذي يقيم التجربة لكنه كان مضطرا إلى استعارة حواس غيره وكان الخادم يمثل الحواس السلبية التي تطبع العقل لتحقيق التجربة المقامة من أجل فكرة مسبقة . و بهذا المثال نكون قد أعطينا أكبر دليل على وجوب الفرضية وهي حجة منطقية تبين لنا أنه لا يمكن أن نتصور في تفسير الظواهر عدم وجود أفكار مسبقة و التي سنتأكد على صحتها أو خطئها بعد القيام بالتجربة .
نقد خصوم الأطروحة :
هذه الأطروحة لها خصوم وهم أنصار الفلسفة التجريبية و الذين يقرون بأن الحقيقة موجودة في الطبيعة و الوصول إليها لا يأتي إلا عن طريق الحواس أي أن الذهن غير قادر على أن يقودنا إلى حقيقة علمية . والفروض جزء من التخمينات العقلية لهذا نجد هذا الاتجاه يحاربها بكل شدة ؛ حيث نجد على رأس هؤلاء الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت مل ( 1806 - 1873 ) الذي يقول فيها « إن الفرضية قفزة في المجهول وطريق نحو التخمين ، ولهذا يجب علينا أن نتجاوز هذا العائق وننتقل مباشرة من الملاحظة إلى التجربة »وقد وضع من أجل ذلك قواعد سماها بقواعد الاستقراء متمثلة في : ( قاعدة الاتفاق أو التلازم في الحضور _ قاعدة الاختلاف أو التلازم في الغياب – قاعدة البواقي – قاعدة التلازم في التغير أو التغير النسبي ) وهذه القواعد حسب " مل " تغني البحث العلمي عن الفروض العلمية . ومنه فالفرضية حسب النزعة التجريبية تبعد المسار العلمي عن منهجه الدقيق لاعتمادها على الخيال والتخمين المعرض للشك في النتائج – لأنها تشكل الخطوة الأولى لتأسيس القانون العلمي بعد أن تحقق بالتجربة – هذا الذي دفع من قبل العالم نيوتن يصرح ب : « أنا لا أصطنع الفروض » كما نجد "ما جندي" يرد على تلميذه كلود برنار : «اترك عباءتك ، و خيالك عند باب المخبر » . لكن هذا الموقف ( موقف الخصوم ) تعرض لعدة انتقادات أهمها :
- أما عن التعرض للإطار العقلي للفرض العلمي ؛ فالنزعة التجريبية قبلت المنهج الاستقرائي وقواعده لكنها تناست أن هذه المصادر هي نفسها من صنع العقل مثلها مثل الفرض أليس من التناقض أن نرفض هذا ونقبل بذاك .
- كما أننا لو استغنينا عن مشروع الافتراض للحقيقة العلمية علينا أن نتخلى أيضا عن خطوة القانون العلمي – هو مرحلة تأتي بعد التجربة للتحقق من الفرضية العلمية - المرحلة الضرورية لتحرير القواعد العلمية فكلاهما – الفرض ، القانون العلمي – مصدران عقليان ضروريان في البحث العلمي عدمهما في المنهج التجريبي بتر لكل الحقيقة العلمية .
- كما أن عقل العالم أثناء البحث ينبغي أن يكون فعالا ، وهو ما تغفله قواعد "جون ستيوارت مل "التي تهمل العقل و نشاطه في البحث رغم أنه الأداة الحقيقية لكشف العلاقات بين الظواهر عن طريق وضع الفروض ، فدور الفرض يكمن في تخيل ما لا يظهر بشكل محسوس .
- كما أننا يجب أن نرد على "جون ستيوارت مل" بقولنا أنه إذا أردنا أن ننطلق من الملاحظة إلى التجربة بالقفز وتجاهل الفرضية فنحن مضطرين لتحليل الملاحظة المجهزة تحليلا عقليا و خاصة إذا كان هذا التحليل متعلق بعالم يتصف بالروح العلمية . يستطيع بها أن يتجاوز تخميناته الخاطئة ويصل إلى تأسيس أصيل لنظريته العلمية مستعملا الفرض العلمي لا متجاوزا له .
الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية شكلا ومضمونا :
إن هذه الانتقادات هي التي تدفعنا إلى الدفاع مرة أخرى عن الأطروحة القائلة : « إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ... » ، ولكن بحجج وأدلة جديدة تنسجم مع ما ذهب إليه كلود برنار أهمها :
- إن الكشف العلمي يرجع إلى تأثير العقل أكثر مما يرجع إلى تأثير الأشياء يقول " ويوال " : « إنا لحوادث تتقدم إلى الفكر بدون رابطة إلى أن يحي الفكر المبدع .» والفرض علمي تأويل من التأويلات العقلية .
- إن العقل لا يستقبل كل ما يقع في الطبيعة استقبالا سلبيا على نحو ما تصنع الآلة ، فهو يعمل على إنطاقها مكتشفا العلاقات الخفية ؛ بل نجد التفكير العلمي في عصرنا المعاصر لم يعد يهمه اكتشاف العلل أو الأسباب بقدر ما هو اكتشاف العلاقات الثابتة بين الظواهر ؛ والفرض العلمي تمهيد ملائم لهذه الاكتشافات ؛ لأن الفرض من قبيل الخيال ومن قبيل واقع غير الواقع المحسوس ، ألم يلاحظ أحد الفلكيين مرة ، الكوكب "نبتون" قبل " لوفيري " ؟ولكنه ، لم يصل إلى ما وصل إليه " لوفيري " ، لأن ملاحظته العابرة لم تسبق فكرة أو فرض .
- لقد أحدثت فلسفة العلوم تحسينات على الفرض – خاصة بعد جملة الاعتراضات التي تلقاها من النزعة التجريبية - ومنها : أنها وضعت لها ثلاثة شروط ( الشرط الأول يتمثل : أن يكون الفرض منبثقا من الملاحظة ، الشرط الثاني يتمثل : ألا يناقض الفرض ظواهر مؤكدة تثبت صحتها ، أما الشرط الأخير يتمثل : أن يكون الفرض كافلا بتفسير جميع الحوادث المشاهدة، - ومع ذلك ، يبقى الفرض أكثر المساعي فتنة وفعالية ، بل المسعى الأساسي الذي يعطي المعرفة العلمية خصبها سواء كانت صحته مثبتة أو غير مثبتة ، لأن الفرض الذي لا تثبت صحته يساعد بعد فشله على توجيه الذهن وجهة أخرى وبذلك يساهم في إنشاء الفرض من جديد ؛ فالفكرة إذن منبع رائع للإبداع مولد للتفكير في مسائل جديدة لا يمكن للملاحظة الحسية أن تنتبه لها بدون الفرض العلمي .
حل المشكلة :
نستنتج في الأخير أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار دور الفرضية أو استبعاد آثارها من مجال التفكير عامة ، لأنها من جهة أمر عفوي يندفع إليه العقل الإنساني بطبيعته ، ومن جهة أخرى وهذه هي الصعوبة ،تعتبر أمرا تابعا لعبقرية العالم وشعوره الخالص وقديما تنبه العالم المسلم الحسن بن الهيثم ( 965 - 1039 ) - قبل كلود برنار _ في مطلع القرن الحادي عشر بقوله عن ضرورة الفرضية « إني لا أصل إلى الحق من آراء يكون عنصرها الأمور الحسية و صورتها الأمور العقلية » ومعنى هذا أنه لكي ينتقل من المحسوس إلى المعقول ، لابد أن ينطلق من ظواهر تقوم عليها الفروض ، ثم من هذه القوانين التي هي صورة الظواهر الحسية .وهذا ما يأخذنا في نهاية المطاف التأكيد على مشروعية الدفاع وبالتالي صحة أطروحتنا










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-16, 19:35   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
miradjim
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مساعدة, فضلكم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc