![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
إرواء الغليلإإرواء الغليل والدفاع عن حامل جرح والتعديل
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() إرواء الغليل
في الدفاع عن الشيخ العلامة ربيع المدخلي حامل لواء الجرح والتعديل تقريظ الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله ورعاه تقريظ الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد: هذا كتاب المسمى بـ"الكشف والإيضاح عما في تحذير المأربي من الأباطيل والكذب الصراح"( ) حيث أرسله إلَيَّ فقرأته من أوله إلى آخره قراءة تفحص وتمعن فرأيته قد وفق وسدد في دفاعه عن ذلكم الشيخ الجليل العلامة السلفي المجاهد في الذب عن السنة، والمنافح دفاعاً عنها، عرفناه كذلك بلا إطراء ولا مبالغة، مع أنا لا نعطيه هو ولا غيره العصمة، ولا الحصانة من الخطأ، بل نقول هو كغيره من الناس يُتَصور وقوع الخطإ منه، ومع ذلك فقد عرفنا الشيخ متواضعاً، رجَّاعاً إلى الحق إذا تبيَّن له، ولكن المأربي ساقه الهوى الذي يسوق أهل البدع في التجني على المشائخ السلفيين، ورميهم بالعيوب المزورة، والنقائص المكذوبة التي ليست فيهم. فها هو المأربي يدعي على الشيخ ربيع أنه له كلام أساء فيه مع الله تعالى، وملائكته الكرام، ورسله صلوات الله وسلامه عليهم، وصحابة رسوله رضوان الله عليهم، وما كان ذلك من المأربي غَيرةً على حق أضاعه الشيخ ربيع، ولا على باطل نشره الشيخ ربيع، ولكنه المكر والكيد والتلبيس، خدمة للباطل وأهله من جند إبليس، وما سيجمع إلا الخسار والبوار وغضب الملك الجبار إن استمر على عداوة أهل الحق وصداقة أهل الباطل. . وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. المقدمة إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً }. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}. أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي؛ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. فقد كتب أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل المأربي -عامله الله بعدله- كتاباً سماه: "تحذير الجميع من أخطاء الشيخ ربيع وأسلوبه الشنيع" ملأه بالدعاوى والأكاذيب، وجاء بثوب الناصح وما هو إلا ماكر وقادح . ولقد أخطأ المأربي -عامله الله بعدله- السبيل القويم، والصراط المستقيم بظنه أن هذا من النصيحة، ومن بيان الحق وهذا دال على جهله بالطرق الشرعية لإنكار المنكر . ## فقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة وأجمع العلماء على حرمة الكذب، وأنه ليس من صفات أهل الحق، ومع ذلك نجد المذكور قد جعل من أسلحته ووسائل رده على الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ وكَسَر شوكةَ عَدُوِّهِ-: الكذب والافتراء والبهتان . ## وقد اجتمعت الأدلة على حرمة الظلم والبغي ومع ذلك نجد أن الْمَذْكُورَ قد استخدم في "تحذيره" البغيَ والظلمَ والعدوان دون رادع من دين أو خلق . ## ولقد تميَّز الْمَذْكُورُ بالجهل بالشرع، وبالفهم السقيم لكلام العلماء، وسوء الأدب مع أهل الفضل والعلماء، والكبر والغرور والإعجاب بنفسه مع ما عنده من جهل وانحراف . ولقد نشر مصطفى المأربي من كتابه المذكور عددا من الحلقات: * خصص الأولى منها بذكر أصولٍ زعم أنها من أصول الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- ومن وافقه من إخوانه العلماء وأبنائه طلاب العلم وأنها أصول فاسدة مخالفة للحق وما عليه السلف الصالح . وقد خلت الحلقة الأولى من ذكر بينة أو برهان إلا الكذب والبهتان، وسوء استدلال مع ما صحبه من سوء الفهم والقصد . وقد شابه في دعاواه ومزاعمه المبنية على الكذب والظنون الفاسدة أهلَ الزيغ والضلال، ونهل من مستنقعهم القذر، ومشربهم العفن . فقد جمع هذا المأربي - أصوله من كلام الحدادية والقطبية والسرورية إضافة إلى الأوهام والخيالات المأربية!! ورددت على حلقته الأولى في التمهيد لهذا الكشف أبنت فيه عن كذبه وافترائه، ووهاء بنيانه وعنونته بـ" الرد والبيان لبعض ما تكلم به المأربي من الكذب والبهتان" "رميه الشيخ ربيعاً بالغلو في التكفير" * وأما الحلقة الثانية: فذكر فيها شبهات لمن يعترض عليه، ورد عليها بردود تدل على مدى جهله وانحرافه وسيكون عليها رد مستقل -إن شاء الله تعالى- . * وأما الحلقات الباقية فهي مقالات للشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- صنفها الْمَذْكُورُ حسب فهمه، وأراد أن يبين للناس أن الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- له كلام أساء فيه مع الله وملائكته ورسله وصحابة رسوله -صلى الله عليه وسلم-!! فأتى هذا المتعالم بأوابد وطامات وعجائب ما كنت أظن أن عاقلاً يقولها، مع ما يشوب كلامه من الحق ليلبس على الناس ويذر الرماد في العيون . وهذا مسلك أهل الزيغ يلبسون الحق بالباطل لينطلي على الناس باطلهم . قال تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون}. وتلبيس الحق بالباطل من صفات أهل البدع والنفاق . قال ابن القيم -رحمه الله- عن المنافقين: "ومن صفاتهم كتمان الحق، والتلبيس على أهله، ورميهم لهم بأدوائهم، فيرمونهم إذا أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، ودعوا إلى الله ورسوله بأنهم أهل فتن مفسدون في الأرض، وقد علم الله ورسوله والمؤمنون بأنهم أهل الفتن المفسدون في الأرض . وإذا دعاهم ورثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى كتاب الله وسنة رسوله خالصة غير مشوبة؛ رموهم بالبدع والضلال، وإذا رأوهم زاهدين في الدنيا، راغبين في الآخرة، متمسكين بطاعة الله ورسوله؛ رموهم بالزور والتلبيس والمحال . وإذا رأوا معهم حقاً ألبسوه لباس الباطل، وأخرجوه لضعفاء العقول في قالب شنيع لينفروهم عنه، وإذا كان معهم باطل ألبسوه لباس الحق، وأخرجوه في قالبه ليقبل منهم...". طريق الهجرتين(ص/602-603) . وقال -رحمه الله- في الصواعق المرسلة(3/925-927): "الوجه السادس والخمسون: إن هؤلاء المعارضين للكتاب والسنة بعقلياتهم التي هي في الحقيقة جهليات؛ إنما يبنون أمرهم في ذلك على أقوال مشتبهة محتملة، تحتمل معاني متعددة، ويكون ما فيها من الاشتباه في المعنى، والإجمال في اللفظ؛ يوجب تناولها بحق وباطل، فبما فيها من الحق يقبل من لم يحط بها علما ما فيها من الباطل لأجل الاشتباه والالتباس، ثم يعارضون بما فيها من الباطل نصوص الأنبياء، وهذا منشأ ضلال من ضل من الأمم قبلنا، وهو منشأ البدع كلها . فإن البدعة لو كانت باطلاً محضاً لما قبلت، ولبادر كل أحد إلى ردها وإنكارها، ولو كانت حقاً محضاً لم تكن بدعة، وكانت موافقة للسنة، ولكنها تشتمل على حق وباطل، ويلتبس فيها الحق بالباطل؛ كما قال تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}. فنهى عن لبس الحق بالباطل وكتمانه، ولبسه به خلطه به حتى يلتبس أحدهما بالآخر، ومنه التلبيس؛ وهو التدليس والغش الذي يكون باطنه خلاف ظاهره. فكذلك الحق إذا لبس بالباطل يكون فاعله قد أظهر الباطل في صورة الحق، وتكلم بلفظ له معنيان؛ معنى صحيح، ومعنى باطل، فيتوهم السامع أنه أراد المعنى الصحيح، ومراده الباطل، فهذا من الإجمال في اللفظ. وأما الاشتباه في المعنى فيكون له وجهان هو حق من أحدهما، وباطل من الآخر، فيوهم إرادة الوجه الصحيح، ويكون مراده الباطل. فأصل ضلال بني آدم من الألفاظ المجملة، والمعاني المشتبهة، ولا سيما إذا صادفت أذهانا مخبِّطَةً، فكيف إذا انضاف إلى ذلك هوى وتعصب؟!! فسل مثبت القلوب أن يثبت قلبك على دينه، وأن لا يوقعك في هذه الظلمات". وقد بدأ الْمَذْكُورُ ردوده على الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- بزعمه أن الشيخ ربيعاً عنده أخطاء في العقيدة؛ فذكر –على حد زعمه- أخطاء في حق الصحابة -رضي الله عنهم-، وحق جبريل –عليه السلام-، وحق أنبياء الله، بل وحق الله عز وجلَّ!!! وقد اشتملت الحلقة الثالثة والرابعة بما زعمه أن الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- أخطأ في حق الصحابة -رضي الله عنه-، واشتملت الحلقة الخامسة بما زعمه أن الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- أخطأ في حق الأنبياء وجبريل عليه السلام!! وفي الحلقة السادسة ذكر ما زعم أن الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- تكلم بكلام لا يليق بالله عز وجل!! وفي الحلقة السابعة ذكر ما زعم أن الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- أخطأ في علاقة الحاكمية بمنهج الأنبياء -عليهم السلام-. وسأبداً ردي عليه بما زعمه هذا الجاهل أن في كلام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- عبارات لا تليق بالله عز وجل لأن هذه الأمور تتعلق بالله الرب المعبود وهي أولى بالاهتام من غيرها، وبها يتبين مدى علم هذا المأربي - بالله وما يجب له وما لا يجب . ومع أهمية ذلك أخر هذه الأمور إلى الحلقة السادسة لضعف اهتمامه بشأن الرب جلا وعلا. علماً بأن الخطأ فيما يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته أعظم من غيره . قال تعالى: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً * لقد جئتم شيئاً إداً * تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً * أن دعوا للرحمن ولداً}. وقال تعالى: {ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون * وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}. فالغلط في جنب الله أعظم من غيره . وإن زعم أنه بدأ بالشيء الذي أخذ عليه المأربي - في بداية فتنته وهو كلامه في الصحابة -رضي الله عنهم- فهذا جهل منه، لأن ذاك كان أعظم خطأ كان قد ظهر منه . عموماً هو أراد حشد كل ما يظن مصطفى المأربي أن فيه ما يدين الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ-، ويتمم للمأربي ما يريده من خلو الجو له ولأمثاله من الجهال المتعالمين والله المستعان. وقد قسمت ردي عليه إلى مقدمة، وتمهيد وأربعة فصول . أما المقدمة: فذكرت فيها سبب كتابة هذا الكشف، وتلخيصاً لحلقات المأربيِّ التي نشرها، وخطتي في هذا الكشف . وأما التمهيد: ففيه مبحثان: المبحث الأَوَّل: الثناء البديع عَلَى الشَّيْخِ العلامة ربيع -حفِظَهُ اللهُ ورعَاهُ-. المبحث الثَّانِي: رددت فيه على الحلقة الأولى من تحذيره . وأما الفصل الأول: ففيه إبطال افتراءات مصطفى المأربيّ فيما يتعلق بجناب الرب -عزَّ وجلَّ- . وأما الفصل الثاني: ففيه إبطال افتراءات مصطفى المأربيّ فيما يتعلق بالأنبياء –عليهم الصلاة والسلام-. وأما الفصل الثالث: ففيه إبطال افتراءات مصطفى المأربيّ فيما يتعلق بالملائكة الكرام -عليهِم السَّلامُ- وأما الفصل الرابع: ففيه إبطال افتراءات مصطفى المأربيّ فيما يتعلق بالصحابة الكرام -رضي الله عنهم-( ) . وسميته: « إرواء الغليل في الدفاع عن الشيخ العلامة ربيع المدخلي حامل لواء الجرح والتعديل» بَعْدَ أنْ كنت قَدْ سميته: « الكشف والإيضاح عما في تحذير المأربي من الأباطيل والكذب الصراح» وَذَلِكَ لأني رأيت أعداء السُّنَّة يشيعون شبه هَذَا المأربي، وينشرونها لثلب الشَّيْخِ ربيعٍ المدخلي، والطعن فِيْهِ، فرأيت أن العنوان الجديد أنسب، وأشمل. وطريقتي في هذا البحث أن أذكر كلام مصطفى المأربي ثم أبين ما فيه من كذب وباطل بالأدلة من الكِتَاب، والسُّنَّة، وكلام أَئِمَّة السنة. وحيث قُلْتُ: قَالَ الْمَذْكُورُ، أَوْ نحوها من العبارات فأعني بِهِ غالباً مصطفى المأربي. وأسأل الله التوفيق والسداد والهدى والرشاد. التمهيد المبحث الأَوَّل: الثناء البديع عَلَى الشَّيْخِ العلامة ربيع -حفِظَهُ اللهُ ورعَاهُ-. فَإِنَّ الشَّيْخ العلامة ربيع المدخلي مَعْرُوفٌ لدى أَهْل العِلْم بواسع علمه فِي العَقِيْدَة السَّلَفِيَّة، وعلم الْحَدِيْث، وَهُوَ مرجع عِنْدَ أَهْل العِلْم فِي معرفة الْمَنَاهِج البدعية، والطوائف المنحرفة عن الطريقة السلفية السوية. وسأذكر طرفاً من ثناء أُولَئِكَ الأَئِمَّة الأعلام عَلَى هَذَا الأسد الهمام حفِظَهُ اللهُ: قال الشيخ الألباني( )-رحمه الله-: " نحن بلا شك نحمد الله عز وجل أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالغرض الكافي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط من هذين الشيخين، الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح، هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين إما من جاهل أو صاحب هوى . إما جاهل فيعلم، وإما صاحب هوى فيستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله عز وجل إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره ." ثم قال الشيخ رحمه الله: " فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع إنها مفيدة، ولا أذكر أني رأيت له خطأً، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه ". وقال الشيخ رحمه الله: "وباختصار أقول إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه " وقال الشيخ ابن عثيمين: " إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر لأخينا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أن يزور هذه المنطقة حتى يعلم من يخفى عليه بعض الأمور أن أخانا - وفقنا الله وإياه - على جانب من السلفية طريق السلف، ولست أعني بالسلفية أنها حزب قائم مضاد لغيره من المسلمين، لكني أريد بالسلفية أنه على طريق السلف في منهجه ولا سيما تحقيق التوحيد ومنابذة من يضاده، ونحن نعلم جميعاً أن التوحيد هو أصل البعثة التي بعث الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام،،، زيارة أخينا الشيخ ربيع بن هادي إلى هذه المنطقة وبالأخص إلى بلدنا عنيزة لا شك أنه سيكون له أثر، ويتبين لكثير من الناس ما كان خافياً بواسطة التهويل والترويج وإطلاق العنان للسان . وما أكثر الذين يندمون على ما قالوا في العلماء إذا تبين لهم أنهم على صواب ." ثم قال أحد الحاضرين في الشريط نفسه: هاهنا سؤال حول كتب الشيخ ربيع . فأجاب الشيخ العثيمين رحمه الله قائلاً: "الظاهر أن هذا السؤال لا يحتاج لقولي . وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهوية رحمهم الله جميعاً فقال: مثلي يسأل عن إسحاق؟! بل إسحاق يسأل عني . وأنا تكلمت في أول كلامي عن الذي أعلمه عن الشيخ ربيع وفقه الله وما زال ما ذكرته في نفسي حتى الآن، ومجيئه إلى هنا وكلمته التي بلغني عنها ما بلغني لا شك أنه مما يزيد الإنسان محبة له ودعاء له ". وقال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله: "ومن علماء السنة الأفاضل المعاصرين الواقفين في وجه أصحاب الباطل الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ / عبدالعزيز بن باز، والشيخ / ربيع بن هادي وآخرون". وثناء العلماء على الشيخ ربيع -حَفِظَهُ اللهُ- كثير ووفير. المبحث الثَّانِي:الرد والبيان لبعض ما تكلم به مصطفى المأربي من الكذب والبهتان "رميه الشيخ ربيعاً بالغلو في التكفير" وقبل أن أذكر كلام مصطفى المأربيَّ وأكر عليه مبيناً بطلانه أقدم بمقدمة مهمة وهي: أنَّ المذكور- عنون مقاله بـ"تحذير الجميع من أخطاء الشيخ ربيع .." والواقع أنه نسب إلى الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ وَكَسَرَ شوكة عدوه- ما هو منه بريء، وعمم في كلامه وأحكامه، بحيث إن معظم ما ذكره يَبْرَأُ الشيخ ربيعٌ منه، ويتحمل مصطفى المأربي وزر نسبة هذه الأباطيل للشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-. ومن الأمثلة: التعليق: فرمى الشيخ ربيعاً وطائفته بذلك مع علمه بأن الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- لا يكفر سيد قطب الذي يقول بوحدة الوجود علماً أن القول بوحدة الوجود من نواقض الإيمان عند الشيخ ربيع، لكن هنا حكم على المعين فيحتاج إلى توفر الشروط وانتفاء الموانع. وسيأتي مزيد بيان لذلك . التعليق: قول البعض الذي لم يذكر لنا مصطفى المأربي سنده لنعلم هل صدق أم كذب؟ وكذلك ما علاقة الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- بهذا؟ والحكم على الشيخ أو العالم بقول بعض تلامذته أو أكثرهم مما لا يقره شرع ولا عقل إلا عقل أهل الأهواء!! قال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ {98} لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ {99} لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ {100} إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ {101} فعيسى عليه السلام عُبِدَ من دون الله، ولكنه لا يتحمل تبعتهم لأنه غير راض بذلك، بل هو مُنْكِرٌ له كما قال تعالى:{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} وهات لنا برهانك أن الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- وإخوانه من العلماء والمشايخ يقرون هذا حتى تذكر هذا من منهج السلفيين . أم أنك استجزت لنفسك أن تجمع لنا أقوال السواقط واللواقط، ومن هو جاهل ومنحرف فتنسب هذا الباطل لأهل السنة؟!! فبئس ما سولت لك نفسك يا هذا!! ولكن من الناحية الثانية نجد أن الشيخ ربيع -حفظهُ اللهُ- إنما يدينك بما كسبت يداك، وبما نطق به فوك، وبما خطه قلمك . سارت مشرقة وسرت مغرباً شتان بين مشرق ومغرب وقال مصطفى المأربي ذاكراً قواعد مخترعة –بزعمه- ما أنزل الله بها من سلطان، وإخراج السلفيين بسببها من دائرة السلفية، وإلحاقهم بركب أهل البدع بسببها، فذكر منها: "(من لم يزر الشيخ ربيعًا ومن كان على شاكلته، أو يتصل بهم هاتفيًا؛ فهو حزبي)". ومنها: "و(من تحفّظ في كلام الشيخ ربيع في مخالفه؛ فهو حزبي)". ومنها: "و(من لم يبدِّع فلانًا، ويقول: هو أكذب أو أخبث أو أضر من اليهود والنصارى والروافض؛ فهو مميع، أو حزبي متستر)". ومنها: "و(الشيخ ربيع معصوم في مسائل المنهج، والجرح والتعديل)". التعليق: فأقول له: أين قال الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- أو أي واحد من العلماء هذا الكلام؟ أثبت هذا الكلام بالبينة الشرعية . فهذا افتراء منك على الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- حيث تنسب له قول من هو جاهل أو ضال أو منتسب للشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- زوراً وبهتاناً . وقد سلك مصطفى المأربي- عامله الله بعدله- هذا المسلك بل بنى عليه معظم افتراآته في حلقتيه الأولى والثانية، بل في كثير من مواضع كتابه. فسبحان الله!! بنى بناءه على قاعدة فاسدة وباطلة!! وسلك مسلكاً مزرياً في نسبة الباطل بالباطل!! فحسبه الله ما أعظم فتنته!! والأمثلة من كلامه تطول وتطول والله المستعان وبحوله أصول وأجول. رميه الشيخ ربيعاً وإخوانه من السلفيين بالغلو في التكفير قال مصطفى المأربي -: "وخلاصة هذا المنهج تتلخص في أمور: الجواب من وجوه: الوجه الأول: ذكر معنى التكفير المذموم . فالتكفير المذموم هو: التكفير بفعل أو ترك ليس بمكفر عند أهل السنة، أو تكفير من وقع في مكفر يحتاج للحكم على المعين تطبيق ضوابط التكفير . فهل الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- كفَّر بفعل أو ترك ليس بمكفر عند أهل السنة؟ وهل كفَّر الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- معيناً دون تطبيق ضوابط التكفير؟ الذي يعرفه أهل السنة أن الشيخ ربيعاً موافق للسلف في الأفعال والتروك المكفرة لم يأت بشيء من عنده وعلى المدعي البينة والبرهان . وكذلك لم يؤثر عن الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- تكفير معين دون تطبيق ضوابط التكفير . وحكمه على سيد قطب خير شاهد على ما نحن فيه . فالشيخ ربيع لم يحكم بكفره مع قوله بوحدة الوجود، واستهزائه بموسى عليه السلام، وتكفيره وطعنه في بعض الصحابة -رضي الله عنهم-. وبالمقابل نجد أن مصطفى المأربي يُعْلِنُ بلسانه -فيما سبق- عن تكفير المعين دون تطبيق لضوابط التكفير!! قال المذكور- في أشرطة مأرب والتي يسميها هو (مناظرة الحدادية)!!: "لو ظهر لي أن سيد قطب يقول بوحدة الوجود لكفَّرته"!!". ثم لما تبين له – بناء على قوله- لم يكفره بل أرجع تكفيره إلى ضوابط التكفير فقال في شريطه الثالث، الوجه(أ) من أشرطة(القول الأمين..): "أيضاً طلب أحد إخواننا أنْ ألخص الكلام أو موقفي في أمر سيد قطب، فخلاصة ذلك أنني كنتُ من قبلُ لا أراه يقول بوحدة الوجود، وبعد الذي قرأته واطعلتُ عليه بنفسي، فأرى أنه قال بهذه المقالة الخبيثة، ويجب أن يكون هذا معلوماً عني، وأما أنه كافر أو أنه في النار أو أنه مات على ذلك هذا أمر لا أخوض فيه،فلهذا ضوابط ليست متيسرة لي الآن، فعلى إثر ذلك يكفني أن أقول: المقالة كذا ويُحذرُ منها، أما الشخص فما نستطيع أنْ نقول إنه مات كافراً أو مات وهو في النار أو مات وهو مصراً على ذلك، الله أعلم.."" . فلماذا هذا الاضطراب والخلل في المنهج؟ ولا يقال إنه كان مخطئاً ثم تراجع . فهذا شيء، وكونه تكلم كلامه الأول بجهل ومخالفة لعقيدة السلف شيء آخر . وعموماً تراجعه عن باطله خير له من التمادي في الباطل . وأنا لا ألومه عن ذنب تاب منه، ولكن أبين له مدى جهله ومكابرته وأسلوبه في رد الحق الذي ما زال ملازماً له وليس غرضي المسألة فقط. الوجه الثاني: أن المذكور- بنى افتراءه على الشيخ ربيع بالغلو في التكفير بإطلاقات وعبارات يفهم منها التكفير . فيرد هذا بعدة أمور: الأمر الأول: أن العبارات المطلقة المشتبهة لا يحكم بها على عقيدة شخص، ولا ينسب إليه هذا الفهم . بل ينظر في العبارة إن كانت صريحة ألزم بلوازمها، وإن كانت باطلة موهمة ردت على صاحبها وبين ما فيها من الخطأ والإيهام، ولا يحكم على المعين إلا بالضوابط الشرعية . وقد نص على هذا الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- في بيانه مع إخوانه من مشايخ الأردن حيث قالوا جميعاً: "ثانياً: ما تكرر ذكره من مسألة (المجمل والمفصل) وما يتعلق بها؛ الحق فيه ما يأتي: مسألة (المجمل والمفصل) مسألة - بهذا الاصطلاح - لا تبحث إلا في كلام الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - . بحث هذه المسألة في كلام العلماء يسمى (إطلاقات العلماء) - كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - . الإطلاق المغلوط الذي يوضحه ويبينه كلامٌ آخر - للقائل نفسه - يعامل كالآتي: أ - تخطئة هذا الإطلاق - بحسبه - بدعةً أو غلطاً . ب - قبول ذلك البيان . ج - عدم الحكم على هذا المُطْلِق الغالِط حكماً عينياً بأنه (مبتدع) إلا إذا كان مبتدعاً أصلاً أو صاحب هوى. د - وأما طالب العلم السلفي المعروف بسلفيته ومنهجه إذا واقع شيئاً من ذلك؛ فإننا نخطئه في إطلاقه، ونجعل صوابه المبين هو الغالب، مع نصيحته وتذكيره وبيان الحق له؛ إلا إذا ظهرت معاندته وانكشف إصراره" انتهى المقصود من البيان. فكيف تبني حكمك الجائر على الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- وإخوانه من السلفيين بإطلاقات أنت تعلم ونحن نعلم أن الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- لم يرد بها تكفيراً ولا إخراجاً من الملة . الأمر الثاني: أن الألفاظ التي أطلقها الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- إنما هي من باب التهديد والوعيد وعظم قبح ما فعل، وهي مما تندرج أصلاً تحت ما وصفه الشرع بأنه كفر. بل عبارات قد يفهم البعض على أنها تكفير يخرج من الملة وهذا ليس مراداً من الإطلاق. والأدلة على ذلك من القرآن كثيرة جداً كقوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}وقوله تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً} وقال تعالى:{بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}. وقال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: ((بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة))، وقوله-صلى الله عليه وسلم-: ((مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن)). وكقول الإمام أحمد وغيره من السلف: من أنكر علو الله على خلقه فهو جهمي، مع تكفيرهم للجهمية . وكقوله-فيمن أعاد الضمير في حديث الصورة إلى المضروب أو إلى آدم: إن هذا قول الجهمية . ونحو ذلك من الألفاظ التي يراد بها التهديد والوعيد وعظم قبح تلك الأمور. فهل يقول الإمام أحمد: إن من أول حديث الصورة يكفر كفراً عينياً مطلقاً؟ الجواب قطعاً: لا . وقول الإمام أحمد في المعتصم معلوم مشهور. فخرج كلام الإمام أحمد مخرج التهديد والوعيد وأن تأويل صفات الرب -عزَّ وجلَّ- من أعمال الكفار والمشركين، وبيان أن تأويل حديث الصورة –في الأصل- إنما يجري على قواعد الجهمية . فهكذا كلمات الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- خرجت على سبيل التهديد والوعيد وتقبيح تلك الفعال، وهي مما تندرج أصلاً تحت ما وصفه الشرع بأنه كفر. الأمر الثالث: إلزام: مصطفى المأربي يقول بقاعدته الفاسدة وهي "حمل المجمل على المفصل" ولم يطبقها مع الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-!!! فمصطفى المأربي يعرف أن الشيخ ربيعاً -حفظَهُ اللهُ- لا يكفره ولا غيره ممن رد عليهم الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- ممن ثبت لهم الإسلام كسفر وسلمان وعبد الرحمن عبد الخالق وعرعور والمغرواي وغيرهم . فلماذا لا يحمل مجمل الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- على مفصله في كتبه وأشرطته وردوده على التكفيريين؟!!! والله يقول: {وإذا قلتم فاعدلوا}. الأمر الرابع: إلزام –أيضاً-: لو حكمنا على مصطفى المأربي بمثل صنيعه لحكمنا عليه بأنه من الغلاة في التكفير!! برهان ذلك أن المأربي أطلق إطلاقات ووصف الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- بأوصاف مخرجة من الملة!! المثال الأول: قال المذكور-: "6) أنزلوا أنفسهم -بلسان الحال- منـزلة ليست لهم، فمن وقع في خطأ، وشنَّعوا عليه، فعرف خطأه، وتراجع عن قوله بلسان عربي مبين، وأعلن ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ اتهموه بأنه كذاب مراوغ في توبته، ولا تصح توبته إلا بين أيديهم، وبالألفاظ التي يُملونها عليه، والله عز وجل يقول: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، ولم يجعل التوبة لفلان أو فلان!!". فتضمن كلامه هذا أن الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- نزل نفسه منْزلة الرب جل وعلا في وجوب التوبة إليه وقد أجمع العلماء أن التوبة عبادة لا تصرف لغير الله، فمن صرفها أو دعا صرفها لغير الله فقد أشرك . وهذا كذب من مصطفى المأربي فهذا لم يدعه الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- ولا غيره من أهل السنة . بل لما حصلت فتنتك في اليمن ونوقشت في بعض أقوالك واتفقت كلمة المشايخ في اليمن معك –في أول الأمر- فرح بذلك الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- ونهى الناس عن الكلام فيك ولو بكلمة واحدة . ولم يشترط الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- أن تأتيه أو تتصل به لتعلمه توبتك!!! فلو أنك تركت الجدل والخصام وتبت مما أخذ عليك لانتهت فتنتك في اليمن، ولكنك تكبرت واستكبرت، ورفعت عقيرتك بالسوء، وزعمت التراجع في مواطن، وتبين كذبك في تراجعك . ولقد سألت عنك الشيخ صالح السحيمي والشيخ محمد بن هادي والشيخ عبد الله البخاري فكلهم قال: إنك كذاب . وفسروا جرحهم وبينوه . فكيف بعد هذا ستصدق في تراجعك وأنت تنقضه؟!!( ) وكلامك السابق يتأول لك ولكن أردت تنبيهك إلى أنا لو أردنا أن نفعل فعلك لحكمنا عليك بمثل ما رميت به الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ-. المثال الثاني: قال مصطفى المأربي: "15) هؤلاء يجيزون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم، فعندما استُدل على الشيخ ربيع بأن الشيخ ابن باز لم يتكلم في بعض دعاة القطبية؛ قال: (نحن لا نقلد ابن باز، وابن المبارك ما هو بنبي، ونحن لا نقدس الأشخاص، وعندنا ميزان نزن به الناس)، وهذا حق في ذاته، لكن عندما قلتُ: لا أقلد الشيخ ربيعًا، وليس وصيًا علينا؛ صاحوا وهاجوا: هذا إسقاط لمرجعية العلماء!! فيا لله العجب..." إلخ كلامه . فهو هنا يتهم الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- والسلفيين بأنهم يجيزون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم فهذا يتضمن اتهام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- وإخوانه بأنهم أرباب من دون الله يشرعون من دون الله فيحلون ويحرمون حسب أهوائهم!! ولا يصح حمل كلامك هنا على التحريم والتجويز اللغوي فإنه قد ترتب على هذا التفريق تأثيم وحكم بالزيغ والضلال!! ولولا علمنا بأنك لم ترد التكفير لحكمنا عليك بالتكفير والغلو فيه. ولكن بناءً على اتهامك للشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- والسلفيين بالتكفير بل الغلو فيه بإطلاقات نحو إطلاقاتك؛ فيلزمك –حينئذ- أن تحكم على نفسك بالتكفير والغلو فيه . والله المستعان . الوجه الثالث: أن مصطفى المأربي حكم على الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- بالغلو في التكفير بناء على فعل بعض الأتباع –بزعمه- الذين عملوا بإطلاق الشيخ –الذي سبق الجواب عنه- فحمَّل المذكور- الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- تبعة الجهال والمنحرفين!! وقد أبطلت طريقة هذا المأربي في مقدمة الرد. الوجه الرابع: سمِّ لنا من كفرك أو كفر مسلماً ممن رد عليهم الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- . وهل من كفرك أو كفر مسلماً ممن رد عليهم الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- هو من العلماء أو المشايخ أو حتى من طلاب العلم؟ أما أن تأتي بقول جاهل، أو قطبي متستر، أو مخرف منحرف يدَّعي تعظيم الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- وهو عدوه في الحقيقة ثم تنسب هذا الإفك والبهتان للشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-!! فهذا من ظلم مصطفى المأربي ، وبهتانه، واتهامه للمسلم بما ليس فيه . وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج)) قيل: وما ردغة الخبال؟ قال: ((عصارة أهل النار)). وقد أغرب بعضهم فاستدل بكلام لأحد الإخوة الفضلاء( ) الذين ردوا على مصطفى المأربيّ وهو قوله: "أبو الحسن كاد أن يكون منافقا خالصا" فهل هذا فيه تكفير أيها العقلاء؟!! فلقد صار سوء الفهم، والجهل المركب سمة للمصطفى المأربي وأتباعه. فبان وظهر بما سبق أن مصطفى المأربي قد افترى على الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- وإخوانه من السلفيين بما هم منه بريؤون، وأنه قال فيهم ما ليس فيهم . ومجال الرد عليه طويل جداً –كما أسلفت- وإنما أحببت في هذا التمهيد بيان بعض أباطيله وافترائه . أسأل الله أن يهديه ويصلحه وإلا أن يقصم ظهره ويريح المسلمين من شرِّه . والله أعلم كَتَبَهُ أبو عُمَرَ أسامةُ بنُ عَطَايَا بنِ عُثمانَ العُتَيْبِيُّ
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() الفصل الأول |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() الأمر الثاني: قوله الشيخ -حفظَهُ اللهُ-: "أهؤلاء أهدى من الله؟!!وأهدى من رسول الله عليه الصلاة والسلام؟!!". ثم قول المأربي تعقيبا عليه: "فأثبت أن الله عز وجل مهتدٍ,إلا أنه سبحانه أهدى من غيره!!!". والجواب عليه من وجوه: الوجه الأول: أن المأربي افترى على الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- فنسب إليه ما لم يقله، فزعم أن الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- أثبت لله أنه "مهتدٍ" وهذا من جهل المأربي باللغة والشرع كما سيأتي . الوجه الثاني: وهو أن كلمة "أهدى" اسم تفضيل من الفعل "هدى"، والله عز وجل من صفاته الهداية فهو عز وجل: {يهدي من يشاء ويضل من يشاء}. وقال تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء}. وقال تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}. والأدلة التي تثبت صفة الهداية لله عز وجل كثيرة جداً . وهداية الله نوعان: النوع الأول: هداية توفيق وإلهام وهذه من خصائص الرب جل وعلا . قال تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} . النوع الثاني: هداية دلالة وإرشاد وهذه مشتركة بين العبد وبين ربِّه . فلله كمال الدلالة والإرشاد . وللعبد من هداية الدلالة والإرشاد بما يقْدِرُه الله عليه، ويعلمه إياه ؛ وذلك لفقر الإنسان، وحاجته إلى ربِّه عز وجل . والمفاضلة في هداية الدلالة والإرشاد جائزة صحيحة . فيصح أن يقال: الله أهدى منكم أي: أتم دلالة وأكمل إرشاداً. يبينه: الوجه الثالث: أن المفاضلة في الهداية واردة في كتاب الله تعالى . وقال تعالى: {قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون}. ففي الآية المفاضلة في الدلالة والإرشاد بين القرآن وهو كلام الله وصفته، وبين ما وجدوا عليه الآباء .. وجازت المفاضلة مع أنهم مشركون لأن ما وجدوا عليه آباءهم فيه شيء من الحق، وبقية من دين إبراهيم عليه السلام . فيصح أن يقال: إن كلام الله أهدى مما وجدوا عليه آباءهم . وهذا لا يلزم منه ما فهمه المأربي الجاهل أن يوصف القرآن بأنه مهتد!! الوجه الرابع: أن المأربي من قبل العجمة أتي، وكم أفسدت العجمة من الأديان والعقول!! فالمأربي ظنَّ أن كلمة "أهدى" مأخوذة من الفعل "اهتدى" وهذا جهل بمبادئ "المشتقات" و"تصاريف الأفعال"!! فإن الفعل الرباعي التام المثبت المتصرف الذي يقبل التفاوت ومؤنثه ليس على فعلاء يؤتى منه باسم التفضيل بفعل مساعد كأشد وأعظم ونحو ذلك . فلو قال القائل: فمن أشد اهتداءً من الله لصح انتقاد هذا المأربي الجاهل . ولكن أنى له وهو متخبط في اللغة والشرع تخبط أهل الزيغ والضلال. والله المستعان . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() بَتْرُ مصطفى المأربيّ كلامَ الشيخ ربيع المدخلي فيما يتعلق بأفعال الله -عزَّ وجلَّ- |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() بيان معنى رؤية الله بالقلب ودحض أباطيل مصطفى المأربي.
قال المأربي: " الشيخ ربيع يدعي أنه يرى الله بقلبه ـ أي في اليقظة ـ بل وكل من يؤمن بأن الله في السماء كذلك!! وهذا قول المبتدعة الضُّلاّل!! فقد جاء في شريط "الجلسة الرابعة في المخيم الربيعي" وجه (أ): قال السائل للشيخ ربيع: هل صحيح أن الصحابة اختلفوا في العقيدة؟ قال الشيخ: (لا,لا) قال السائل: لكن يقولون اختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج؟ قال الشيخاختلفوا في رؤية الله في الجنة؟)قال السائل ,لا, قال الشيخ: (اختلفوا في جزئية) قال السائل: هذا ما يكون في العقيدة يا شيخ؟ قال الشيخ: (لا, نحن ما نقول اختلفوا, ما يحق لنا أن نقول:اختلفوا في العقيدة ,ابن عباس يقول: رآه بقلبه, وعائشة تقول: ما رآه, فهم متفقون ما رآه بعينه أما الرؤية بالقلب:أنا أرى الله بقلبي, أنت ما ترى ربك بقلبك؟!) فسكت السائل، فقال الشيخ: قليل (تؤمن بالله، وتعرف أن الله في السماء؟) قال: نعم، قال: (فهذه الرؤية القلبية).اﻫ قال المأربي: "ثم تأمل كيف لجّ الشيخ في الخطأ؛ فادعى أنه يرى ربه بقلبه، وذلك في اليقظة بلا شك، لأن السياق وكلامه الذي بعد هذا؛ يدل على هذا، والإسراء والمعراج كانا في اليقظة، وليس في نوم النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن ذلك في المنام، انظر" شرح الطحاوية" (1/ 273). وعلى هذا فقد ادعى الشيخ قولاً لم يقل به إلا أهل البدع،ومع ذلك، فإنهم لم يقولوا: إن كل من عرف أن الله فوق السماء؛ يرى ربه بقلبه، إنما يراه أقوام خواص، بلغوا رتبة سَنَّيِةً -عندهم-!! وقال المأربي: "وإذا رجعت إلى سياق كلام الشيخ ربيع؛ ظهر لك أنه يرى الله بقلبه، تلك الرؤية التي عزاها ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وهذا سياق كلامه مرة أخرى، قال: " ...... ما يحق لنا أن نقول: اختلفوا في العقيدة، ابن عباس يقول: رآه بقلبه، وعائشة تقول: ما رآه، فهم متفقون ما رآه بعينه، أما الرؤية بالقلب: أنا أرى الله بقلبي، أنت ما ترى الله بقلبك؟! .... تؤمن بالله وتعرف أن الله في السماء؟.... فهذه الرؤية القلبية" إ هـ . فها هو يذكر الاتفاق على عدم الرؤية البصرية، ويدعي مباشرة أنه يرى الله بقلبه، أي أن الرؤية القلبية التي ادعاها ابن عباس؛ موجودة عنده وعند أخريين!! لأن الصحابة لم يختلفوا في المثال العلمي المشهود، إنما اختلفوا في الرؤية البصرية، أو القلبية، أو نفي ذلك كله، لحديث: " نور أني أراه؟ " وإذا ظهر لك هذا الحال من كلام الشيخ ربيع، فتأمل قول شيخ الإسلام:" فهذا كله وما أشبهه، لم يريدوا به أن القلب ترفع جميع الحجب بينه وبين الله تعالى .... الخ. فهذا شيخ الإسلام يثبت للنبي صلى الله عليه وسلم رؤيةً قلبية ـ على قول ابن عباس ـ وأما غيره فلم يجوّز ذلك له أحد من العلماء، إنما هي مشاهدة تتعلق بالمثال العلمي، ولعل ذلك لزيادة الإيمان في بعض الأوقات، كما جاء في الحديث، في تعريف الإحسان:" اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " وأكد ذلك شيخ الإسلام بقوله: "ولكن هذا التجلي، يحصل بوسائط .. " فلو أن الشيخ ربيعاً أثبت لنفسه هذا التجلي -فمع ما فيه من التزكية لنفسه، وناهيك بهذه الرتبة التي ادعاها لنفسه- لربما نازعه في ذلك غير واحد، كما هو ملاحظ من حاله في ظلم كثير من العباد!! فكيف وهو يدعي رؤيةً قلبيةً، بل جاد بهذه الرتبة السنية على كل من آمن بالعلو!!!". الجواب من وجوه: الوجه الأول: أن المأربي حرَّف في نقله، وبتر كلام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- وزاد فيه من عنده فحسبه الله ما أكذبه! وهذه الفروق بين الحوار الذي بين السائل وبين الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- وبين نقل المأربي: ونقل المأربي: "قال السائل: لكن يقولون اختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج؟" وحرَّف كلام السائل فهو قال: "يا شيخ ورأى النبي-- ربَّه،ورؤيا النبي --لربه". والمأربي نقل: ": لكن يقولون اختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج". وزاد المأربي في كلام السائل"في المعراج"!!! وحذف المأربي كلمة:"إيه" ولها دلالة هنا .كما سيأتي -إن شاء الله تعالى-. أ- قال السائل: "هذا ما يكون من العقيدة ياشيخ؟" ونقل المأربي: "قال السائل: هذا ما يكون في العقيدة ياشيخ؟" فغير كلمة "من" إلى كلمة "في"!! ب- وقال الشيخ: "لا, ما نقول اختلفوا, ما يحق لنا أن نقول:اختلفوا في العقيدة". ونقل المأربي: "لا, نحن ما نقول اختلفوا, ما يحق لنا أن نقول: اختلفوا في العقيدة". فزاد المأربي كلمة: "نحن"!! في الحوار: "أما الرؤية بالقلب:أنا أرى الله بقلبي, أنت ما ترى الله بقلبك؟! قال السائل: نعم يا شيخ، أي كأنك تراه، "بعدها كلمة غير واضحة ولعلها: لا أكثر" تؤمن بالله، واعرف أنه فوق السماء واعرفوه، هذا الرؤية القلبية فما فيش خلاف بينهم". ونقل المأربي: "أما الرؤية بالقلب:أنا أرى الله بقلبي, أنت ما ترى ربك بقلبك؟!) فسكت السائل، فقال الشيخ: قليل (تؤمن بالله، وتعرف أن الله في السماء؟) قال: نعم، قال: (فهذه الرؤية القلبية).اﻫ ". فقارن بين كلام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- وبين نقل هذا المجرم الأثيم . ففيه عدة فروق مع الحذف والتزوير وأهمها أن الشيخ يقول: "أي كأنك تراه" والمأربي يجعلها: "قليل"!! فسبحان الله! لماذا يخفي المأربي هذه الجملة؟ لأنها توضح مراد الشيخ والذي يريد المأربي أن يوهم خلافه وليطعن على الشيخ بالكذب والتزوير. والسائل قال: "نعم يا شيخ" والمأربي جعلها: "فسكت السائل"!! ثم أتى بكلام السائل: نعم بعد كلام الشيخ: تؤمن بالله وتعرف أنه في السماء فنقل قول السائل: "نعم" وهو لا وجود له في الشريط، بل من كيس المأربي!! تنبيهان: الوجه الثاني: أن الكلام الذي نقله مصطفى المأربي كان الشايجي قد نقله من قبل، وكذا الحداديون، فرددت عليهم كلامهم الفاسد قبل أكثر من سنة! فها هو مصطفى المأربي يعيد كلام الشايجي القطبي والحداديين، ولكن مع مزيد تحريف وخيانة، فقد كانوا أقل خيانة منه في النقل. والله المستعان . وهذا يبين لنا أن مصطفى المأربي مزبلة الحزبيين حيث إنه جمع كلام أعداء السلفيين، وصاغه بأسلوبه، وزاد في الكذب والخيانة والجهل والغباوة، عليه من الله ما يستحق . الوجه الثالث: أن الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- وضح مراده من الرؤية القلبية وهي مرتبة الإحسان فقال الشيخ: "أي كأنك تراه" والتي حذفها مصطفى المأربي ليتم له مأربه من شين أسد السنة والطعن فيه، والمأربي حقيق بهذا الشين والطعن {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله} . الوجه الرابع: أن كلام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- في معنى الرؤية القلبية وأنها مرتبة المشاهدة هي المرتبة الأولى من مرتبتي الإحسان؛ هو كلام العلماء . قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في الفتاوى(3/389): "ولكن الذي يقع لأهل حقائق الإيمان من المعرفة بالله، ويقين القلوب، ومشاهدتها، وتجلياتها هو على مراتب كثيرة . قال النبي -- لما سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان قال: ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))". وقال الشيخ حافظ الحكمي –رحمه الله- (3/999): "فقال --: ((الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) أخبر -- أن مرتبة الإحسان على درجتين، وأن للمحسنين في الإحسان مقامين متفاوتين: المقام الأول-وهو أعلاهما-: أن تعبد الله كأنك تراه، وهذا مقام المشاهدة وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته الله عز وجل بقلبه وهو أن يتنور القلب بالإيمان، وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، فمن عبد الله عز وجل على استحضار قربه منه، وإقباله عليه، وأنه بين يديه كأنه يراه أوجب له ذلك الخشية والخوف والهيبة والتعظيم ". الوجه الخامس: هب أن الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- لم يفسر مراده بقوله: "أي كأنك تراه" لكان هذا هو المتعين لأن هذا هو المراد بالرؤية القلبية والتي فسرها الشيخ بقوله: "تؤمن بالله، واعرف أنه فوق السماء واعرفوه، هذا الرؤية القلبية". قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في مجموع الفتاوى(3/390): "وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحا لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه، ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق، وقد يحصل لبعض الناس في اليقظة أيضا من الرؤيا نظير ما يحصل للنائم في المنام فيرى بقلبه مثل ما يرى النائم، وقد يتجلى له من الحقائق ما يشهده بقلبه فهذا كله يقع في الدنيا، وربما غلب أحدهم ما يشهده قلبه وتجمعه حواسه فيظن أنه رأى ذلك بعيني رأسه حتى يستيقظ فيعلم أنه منام وربما علم في المنام أنه منام . فهكذا من العبَّاد من يحصل له مشاهدة قلبية تغلب عليه حتى تفنيه عن الشعور بحواسه فيظنها رؤية بعينه؛ وهو غالط في ذلك. وكل من قال من العباد المتقدمين أو المتأخرين أنه رأى ربه بعيني رأسه فهو غالط في ذلك بإجماع أهل العلم والإيمان . نعم رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة وهي أيضا للناس في عرصات القيامة كما تواترت الأحاديث عن النبي -- حيث قال: ((إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب، وكما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب)) ". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله– في مجموع الفتاوى(6/420): " فصل . المقتضى لكتابة هذا أن بعض الفقهاء كان قد سألني لأجل نسائه من مدة هل ترى المؤمنات الله في الآخرة؟ فأجبت بما حضرني إذ ذاك من أن الظاهر أنهن يرينه، وذكرت له أنه قد روى أبو بكر "يعني: الآجري" عن ابن عباس –رضي الله عنهما -: أنهن يرينه في الأعياد. وأن أحاديث الرؤية تشمل المؤمنين جميعا من الرجال والنساء، وكذلك كلام العلماء، وأن المعنى يقتضي ذلك حسب التتبع، وما لم يحضرني الساعة . وكان قد سنح لي فيما روي عن ابن عباس –رضي الله عنهما-أن سبب ذلك أن "الرؤية" المعتادة العامة في الآخرة تكون بحسب الصلوات العامة المعتادة، فلما كان الرجال قد شرع لهم في الدنيا الاجتماع لذكر الله، ومناجاته، وترائيه بالقلوب، والتنعم بلقائه في الصلاة كل جمعة؛ جعل لهم في الآخرة اجتماعا في كل جمعة لمناجاته، ومعاينته، والتمتع بلقائه . ولما كانت السنة قد مضت بأن النساء يؤمرن بالخروج في العيد حتى العواتق والحيض وكان على عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يخرج عامة نساء المؤمنين في العيد جعل عيدهن في الآخرة بالرؤية على مقدار عيدهن في الدنيا". لاحظ قوله: "وترائيه بالقلوب" . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – في درء تعارض العقل والنقل(8/040-41): "والإحساس نوعان نوع بلا واسطة كالإحساس بنفس الشمس والقمر والكواكب، وإحساس بواسطة كالإحساس بالشمس والقمر والكواكب في مرآه أو ماء أو نحو ذلك . والقلوب مفطورة على أن يتجلى لها من الحقائق ما هي مستعدة لتجليها فيها، فإذا تجلى فيها شيء أحست به إحساسا باطنا بواسطة تجليه فيها، وأيضا فنفس مشاهدة القلوب لنفسه تبارك وتعالى أمر ممكن، وإن كان ذلك قد يقال: إنه مختص ببعض الخلق، كما قال أبو ذر وابن عباس وغيرهما من السلف أن نبينا صلى الله عليه وسلم رأى ربه بفؤاده وقال ابن عباس: رآه بفؤاده مرتين . فهذا النوع إذا كان ممكنا، وقد قيل: إنه واقع لم يكن نفيه إلا بدليل، وأما الرؤية بالعين في الدنيا وان كانت ممكنة عند السلف والأئمة، لكن لم تثبت لأحد، ولم يدعها أحد من العلماء لأحد إلا لنبينا صلى الله عليه وسلم على قول بعضهم وقد ادعاها طائفة من الصوفية لغيره لكن هذا باطل، لأنه قد ثبت بدلالة الكتاب والسنة أن أحدا لا يراه في الدنيا بعينه، وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت)) وقد بسطنا الكلام على مسالة الرؤية في غير هذا الموضع وبينا أن النصوص عن الإمام أحمد وأمثاله من الأئمة هو الثابت عن ابن عباس من أنه يقال: رآه بقلبه أو رآه بفؤاده، وأما تقييد الرؤية بالعين فلم يثبت لا عن ابن عباس ولا عن أحمد، والذي في الصحيح عن أبي ذر انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال: ((نور أنى أراه)) وقد روى أحمد بإسناده عن أبي ذر –رضي الله عنه- أنه رآه بفؤاده، واعتمد أحمد على قول أبي ذر لأن أبا ذر سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه المسالة وأجابه وهو أعلم بمعنى ما أجابه به النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما أثبت أنه رآه بفؤاده دل ذلك على مراده))". وهناك كلام آخر أكتفي بما سبق . الوجه السادس: أن الرؤية القلبية ليست خاصةً ببعض الناس الذين بلغوا رتباً سنية ولكن تتفاوت مراتب الناس في هذه الرؤية كرؤيا الله في المنام . قال أحمد بن إبراهيم الواسطي في كتابه النصيحة في صفات الرب جلا وعلا (ص/29): ((فمن تكون الجارية أعلم بالله منه لكونه لا يعرف وجهة معبوده فإنه لا يزال مظلم القلب لا يستنير بأنواع المعرفة والإيمان، ومن أنكر هذا القول فليؤمن به وليجرب ولينظر إلى مولاه من فوق عرشه بقلبه مبصراً من وجه، أعمى من وجه، كما سبق . مبصراً من جهة الإثبات والوجود والتحقيق، أعمى من جهة الحصر والتحديد والتكييف فإنه إذا علم ذلك وجد ثمرته إن شاء الله تعالى ووجد بركته ونوره عاجلا وآجلا ولا ينبئك مثل خبير والله الموفق والمعين)). وعلى هذا فيكون كلام المأربي: "وعلى هذا فقد ادعى الشيخ قولاً لم يقل به إلا أهل البدع،ومع ذلك، فإنهم لم يقولوا: إن كل من عرف أن الله فوق السماء؛ يرى ربه بقلبه، إنما يراه أقوام خواص، بلغوا رتبة سَنَّيِةً -عندهم-!!" لا وجه له عند أهل السنة. لأن المأربي يظن أن هذه الرؤية متساوية بين من تحصل له وهذا من جهله بالعقيدة والشريعة . وفي كلام شيخ الإسلام الذي لم يتمه المأربي إبطال لهذا الظن الفاسد وبيانه في: الوجه السابع: أن المأربي لم يفهم كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- بسبب عدم قراءته لكلامه وافياً بل اقتطع منه ما يوافق هواه . فتتمة كلام شيخ الإسلام بعد قوله -رحمه الله-: "فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مخصوص بما لم يشركه فيه غيره " قال شيخ الإسلام: "وهذا المثال العلمي يتنوع في القلوب بحسب المعرفة بالله، والمحبة له تنوعاً لا ينحصر، بل الخلق في إيمانهم بالله و كتابه و رسوله متنوعون: فلكل منهم في قلبه للكتاب والرسول مثال علمي بحسب معرفته مع اشتراكهم في الإيمان بالله وبكتابه وبرسوله، فهم متنوعون في ذلك متفاضلون . وكذلك إيمانهم بالمعاد والجنة والنار وغير ذلك من أمور الغيب، وكذلك ما يخبر به الناس بعضهم بعضاً من أمور الغيب هو كذلك، بل يشاهدون الأمور ويسمعون الأصوات، وهم متنوعون في الرؤية والسماع، فالواحد منهم يتبين له من حال المشهود ما لم يتبين للآخر، حتى قد يختلفون فيثبت هذا ما لا يثبت الآخر، فكيف فيما أخبروا به من الغيب..." إلخ كلامه -رحمه الله- . فالمؤمنون مشتركون في المثال العلمي المشهود لكنهم متفاوتون حسب معرفتهم بالله ومحبتهم له وإيمانهم به عز وجل . وقال شيخ الإسلام -رحمه الله- في الجواب الصحيح(3/400): "والمقصود هنا أنه كثيراً ما يوجد في كلام الناس؛ الأنبياء وغيرهم: من ذكر ظهور الله عز وجل، والمراد به ظهوره في قلوب عباده بالمعرفة والمحبة والذكر". ولشيخ الإسلام كلام كثير بنحو هذا المعنى في الجواب الصحيح فيرجع إليه. الوجه الثامن: فإن قيل: فما معنى قول ابن عباس -رضي الله عنهما-: "الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد -صلى الله عليه وسلم- " وفي رواية: "إن الله عز وجل اصطفى إبراهيم بالخلة، واصطفى موسى بالكلام، واصطفى محمداً -صلى الله عليه وسلم- بالرؤية". ومعنى قول شيخ الإسلام -رحمه الله-: "فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مخصوص بما لم يشركه فيه غيره" وقول شيخ الإسلام الذي نقله عنه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-:" ومن قال يرى في الدنيا بالفؤاد لغيره صلى الله عليه وسلم ,فهو مبتدع ضال". فالجواب من عدة جهات: الجهة الأولى: أن ابن عباس -رضي الله عنهما- ذكر أن الله اصطفى إبراهيم بالخلة مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بين أن الله اتخذه خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً كما في الصحيحين. وذكر –أيضاً- أن الله اصطفى موسى بالكلام مع علم ابن عباس -رضي الله عنهما- أن الله كلم آدم، وكلم الملائكة، وكلم إبليس، وكلم محمداً -صلى الله عليه وسلم- . فلابد من أن الاختصاص أو الاصطفاء المذكور هنا هو قدر زائد لا ينفي أصل الاشتراك . والذي يظهر لي من قول ابن عباس -رضي الله عنه- أن الله اصطفى إبراهيم بالخلة حتى صارت علماً عليه فلا يذكر إبراهيم إلا ويذكر أنه خليل الله . ولا يذكر موسى إلا ويذكر أنه كليم الله . ولا يذكر محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا ويذكر أنه رأى الله . هذا ما يظهر لي من توجيه لكلام ابن عباس -رضي الله عنهما- . وكلام ابن عباس -رضي الله عنهما- روي مرفوعاً ولا يصح بل الصحيح أنه موقوف . الجهة الثانية: أنه من المحتمل أن ابن عباس -رضي الله عنهما- عنى بالرؤية التي اخْتُصَّ بها محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- هي رؤيا المنام . فقد رأى محمد -صلى الله عليه وسلم- ربَّه في المنام مرتين وقد روى ابن عباس -رضي الله عنهما- كلا الحديثين: الحديث الأول: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((رأيت ربي في أحسن صورة فقال: يا محمد هل تدرى فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا أعلم يا رب . قال: فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري، قال: فتجلى لي ما بين السماء والأرض)) الحديث وهو صحيح له طرق وقد روي من حديث ابن عباس ومعاذ وثوبان -رضي الله عنهم- وغيرهما . الحديث الثاني: حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعاً: ((رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء)) وقد اختلف في صحته وقد صححه الإمام أحمد وغيره، ولتفصيل ذلك راجع إبطال التأويلات لأبي يعلى(1/139-145) . وبنحو هذا قال شيخ الإسلام فيما نقله عنه ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد(3/37-38) . وهذا الوجه لا يتأتى عند تفسير ابن عباس -رضي الله عنهما- لآيتي النجم كما سيأتي. الجهة الثالثة: أنه من المحتمل أن تكون الرؤية التي اختص بها محمد -صلى الله عليه وسلم- هي نفسها الرؤية القلبية التي ذكرها ابن عباس -رضي الله عنه- عند تفسيره لقوله تعالى: {ما كذب الفؤاد ما رأى} وقوله: {ولقد رآه نزلة أخرى}. فقد قال -رضي الله عنه-: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه بقلبه . وفي رواية أنه قال: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه بفؤاده مرتين وكلاهما في صحيح مسلم. وقال أبو ذر -رضي الله عنه-: رآه بقلبه ولم تره عيناه . ولم أجد أحدا من السلف فسر هذه الرؤية بشيء خلاف المعروف بالرؤية القلبية المعروفة في لغة العرب ألا وهي الرؤية العلمية وهي المثال العلمي. ووجدت لبعض العلماء خلاف هذا فيه تكلف ومخالفة لقول السلف . فيصبح معنى الرؤية القلبية: أن الرؤية القلبية هي الرؤية العلمية وهي المثال العلمي وهي مرتبة المشاهدة . وهذا دل عليه كلام غير واحد من العلماء لما تكلموا على الإحسان وعلى رؤية الله بالقلب كما سبق نقله في الحلقة السابقة . كقول شيخ الإسلام: "فلما كان الرجال قد شرع لهم في الدنيا الاجتماع لذكر الله، ومناجاته، وترائيه بالقلوب، والتنعم بلقائه في الصلاة كل جمعة؛ جعل لهم في الآخرة اجتماعا في كل جمعة لمناجاته، ومعاينته، والتمتع بلقائه .". وقوله: "ولكن الذي يقع لأهل حقائق الإيمان من المعرفة بالله، ويقين القلوب، ومشاهدتها، وتجلياتها هو على مراتب كثيرة . قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان قال: ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))". وقوله: "وهذا المثال العلمي يتنوع في القلوب بحسب المعرفة بالله، والمحبة له تنوعاً لا ينحصر، بل الخلق في إيمانهم بالله وكتابه ورسوله متنوعون: فلكل منهم في قلبه للكتاب والرسول مثال علمي بحسب معرفته مع اشتراكهم في الإيمان بالله وبكتابه وبرسوله، فهم متنوعون في ذلك متفاضلون". والنبي -صلى الله عليه وسلم- مختص بما لم يشركه به غيره وبيانه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد غسل قلبه بماء زمزم وملئ حكمة وإيماناً قبل الإسراء به بروحه وجسده يقظة، ثم عرج به إلى السماء فوصل إلى مكان لم يصل إليه أحد قبله حتى أن جبريل عليه السلام توقف إلى حد، ثم صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مقام سمع فيه صريف أقلام القدر فكلمه ربه عز وجل بلا واسطة، ولم يكن بينه وبين ربه إلا الحجاب فهذا المرتبة السنية والمنزلة العلية أوصلت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى منْزِلة في الإحسان ومشاهدة الرب بالقلب إلى درجة لم يبق بعدها إلا رؤية الله عز وجل بالعيان . وهذه المنْزِلة خاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يشركه فيها غيره . وهذا ما عناه شيخ الإسلام . والذي يدعي وصوله إلى هذه المرتبة التي وصل إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو مبتدع ضال كما نقله الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- . وهذا ما لا يوجد في كلام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- . وما بينته هو الأصل، وهو مقتضى اللغة العربية، ومفاد كلام شيخ الإسلام -رحمه الله- في مواضع عديدة . وأما ما ذكروه من خلق رؤية في القلب أو أن الله جعل بصره في قلبه فهذا يلغي فضيلة الرؤية بالعين الباصرة والتي ادخرها الله لعباده وأنبيائه وأوليائه يوم القيامة، وهو من التكلف ومما لا يوجد عليه دليل وبرهان . فليتأمل طالب العلم فيما ذكرته يجده -إن شاء الله تعالى- هو القول الصواب الذي ينبغي أن لا يصار إلى غيره . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد . الكلام على الخلاف في العقيدة وهل هو واقع بين السلف أم لا وعلاقة مسألة رؤية الله بالقلب بكلام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-؟ قال المأربي: "فهذا كلام من الشيخ ربيع ـ هداني الله وإياه ـ قد جمع عدة مجازفات، والحامل له على ذلك الغلو في الرد على بعض الجماعات!! فلما رأى بعض الناس يقولون: ليس كل خلاف في العقيدة, يُخرج من دائرة السنة، أراد -لغلوه- أن يسد هذا الباب، فادعى أن السلف لم يختلفوا في العقيدة، من أجل أن يقرر أن أي خلاف في مسألة العقيدة؛ فإنه يخرج صاحبه من دائرة السنة,مع أن في المسألة تفصيلاً , ليس هذا موضعه ,بل الشيخ نفسه له كلام في بعض أشرطته، يدل على أن العالم إذا وقع في بدعة عن اجتهاد؛ فلا يسقطه أهل السنة, وقد يفصِّل في نوع البدعة في مواضع , وقد لايفصِّل. فلما ذُكِر له أن الصحابة-رضي الله عنهم- فمن بعدهم، اختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المعراج ـ وهذا أمر عقدي بلا شك ـ اضطرب الشيخ، فقال: (هذه جزئية)!! نعم يا شيخ ربيع هذه جزئية، لكن هل هي جزئية من أجزاء العقيدة, أم جزئية خارج العقيدة؟!! لاشك أنها من العقيدة وقد صرح بعض السلف بذلك، إذاً فدعواك أنها جزئية؛ ليست جوابًا على الإيراد الوارد عليك!! وهل الاختلاف في العقيدة محصور في الاختلاف في رؤية الرب عزوجل في الجنة فقط؟من سبقك إلى هذا؟!!" وقال: "(تنبيه آخر): الاختلاف في بعض مسائل عقدية؛موجود بين السلف، فلا حاجة للإنكار الشديد من الشيخ ربيع لهذا!! فقد أشار شيخ الإسلام لبعض مسائل علمية عقدية، ومسائل عملية، ثم قال: (وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحد على أحد بكفر، ولا بفسق، ولا معصية...)،الخ كلامه في "مجموع الفتاوى" (9/229) وما بعدها، وقال أيضًا في (19/123): (وتنازعوا -أي الصحابة- في مسائل علمية اعتقادية، كسماع الميت صوت الحي، وتعذيب الحي ببكاء أهله، ورؤية محمد صلى الله عليه وسلم ربه قبل الموت، مع بقاء الجماعة والألفة...).اﻫ" تنبيه: الصواب أن كلام شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى(3/229) وليس في (9/229)!! الجواب من وجوه: الوجه الأول: تحرير مراد الشيخ في سياق كلامه بنفي الخلاف في العقيدة . إن المتأمل لكلام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- يجد أن نفيه للخلاف في أمور العقيدة إنما هو في الأمور الكلية والتي يسميها العلماء الأصول وهو ما جاء النص فيها صريحاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس فيه محل اجتهاد . فهذا لم يختلف فيه الصحابة مطلقاً . وإنما اختلفوا في أمور لم يأت بها نص أو تنوعت فيه الأدلة . # فقد اختلفوا في رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- ربَّه ليلة المعراج . وقد بين الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- أنه لا خلاف بينهم لأن الذي نفته عائشة -رضي الله عنه- غير الذي أثبته ابن عباس -رضي الله عنهما- كما سبق بيانه . # واختلفوا في ابن صياد هل هو الدجال؟ وهذا لأنه لا يوجد نص في ذلك . # واختلفوا في تعذيب الميت ببكاء الحي وجمع بين المثبت والنافي أنه إذا أوصى بذلك فيكون مما كسبت يداه "وأوجه الجمع كثيرة". أما الأمور القطعية التي ورد بها النص من الكتاب والسنة فإن الصحابة لم يختلفوا فيها أبداً . وهذا ظاهر كلام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- فإنه سئل: "هل صحيح أن الصحابة اختلفوا في العقيدة؟ قال الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-: (لا,لا) . ثم سأله السائل: "انزين يا شيخ ورأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ربَّه، ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لربه؟" فأجابه الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-: "اختلفوا في رؤية الله في الجنة؟" قال السائل: لا, قال الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-: "إيه اختلفوا في جزئية،" فبين الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- أن هذا الخلاف الذي أورده السائل في جزئية وليس في كلية أو قاعدة أو نص قاطع "سواء كان متواتراً أو آحادا صحيحا". فضرب مثلاً للمسألة الكلية أو القطعية برؤية الله في الجنة وهذا مما لم يختلف فيه السلف . ثم بين الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- أن هذه الجزئية أيضاً اتفقوا عليها وهي مسألة رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- ربَّه وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل. الوجه الثاني: حكى الإمام عثمان الدارمي اتفاق الصحابة على أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يره ربّه . كما في زاد المعاد(3/37) . فهل هذا غلو من الإمام الدارمي؟!! الوجه الثالث: قال ابن القيم -رحمه الله-: "اتفاق الصحابة في مسائل الصفات وقد تضمن هذا أمورا منها: أن أهل الإيمان قد يتنازعون في بعض الأحكام ولا يخرجون بذلك عن الإيمان. وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادات المؤمنين وأكمل الأمة إيمانا، ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال . بل كلهم على إثبات ما نطق به الكاتب والسنة كلمة واحدة من أولهم إلى آخرهم، لم يسوموها تأويلاً، ولم يحرفوها عن مواضعها تبديلاً، ولم يبدوا لشيء منها إبطالاً، ولا ضربوا لها أمثالاً، ولم يدفعوا في صدورها وأعجازها، ولم يقل أحد منهم يجب صرفها عن حقائقها وحملها على مجازها، بل تلقوها بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم، وجعلوا الأمر فيها كلها أمراً واحداً، وأجروها على سنن واحد، ولم يفعلوا كما فعل أهل الأهواء والبدع حيث جعلوها عضين، وأقروا ببعضها وأنكروا بعضها من غير فرقان مبين مع أن اللازم لهم فيها أنكروه كاللازم فيما أقروا به وأثبتوه". مع أن مسألة رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- ربّه من مسائل الصفات ومع ذلك لم يعتبر الإمام ابن القيم الخلاف فيها خلافاً في العقيدة فهل هو من الغلاة أيها المأربيّ؟ الوجه الرابع: قال الدكتور ناصر العقل في كتابه "حراسة العقيدة"(ص/57-59): "السلف (أهل السنة والجماعة) لا يختلفون في أصل من الأصول. من سمات أهل السنة والجماعة السلف الصالح أنهم لا يختلفون ولم يختلفوا في أصل من أصول الدين وقواعد الاعتقاد، فقولهم في مسائل الاعتقاد قول واحد بحمد الله ...إلى أن قال: أما عند أهل السنة –بحمد الله-: فهم يتفقون جملة وتفصيلاً –أئمتهم وعامتهم- على أصول العقيدة، وما يقع من بعض أفرادهم من مخالفة للأصول التي اتفقوا عليها فهو خطأ مردود على قائله، مع أن ذلك –بحمد الله- نادر جدا، والنادر لا حكم له . فقول أهل السنة في صفات الله تعالى وأسمائه وأفعاله واحد . وقولهم في الكلام والاستواء والعلو فلا يختلف . وقولهم في الرؤية والشفاعة وسائر السمعيات فلا يختلف. وقولهم في الإيمان وتعريفه وأصوله(أركانه) ومسائله واحد . وقولهم في القدر واحد. وقواعدهم في الأسماء والأحكام فلا تختلف. وقولهم في الصحابة والسلف الصالح واحد ." ثم قال الشيخ ناصر العقل: "فاختلاف أهل السنة إنما كان في الاجتهاديات من أمور الأحكام، أو فرعيات المسائل الملحقة بالعقيدة مما لم يرد به دليل قاطع،". ثم ذكر أمثلة على هذه المختلف فيها ومما ذكره: مسألة رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه في المعراج، هل كانت بصرية أو قلبية؟ ومسألة ابن صياد هل هو الدجال الذي يخرج في آخر الزمان أو غيره؟ . ثم قال: "ونحو ذلك من المسائل المختلف فيها ولم يرد الدليل صريحاً فيها، وألحقها العلماء بموضوعات العقيدة؛ لأنها تندرج في جنسها علمياً وموضوعياً لا عقدياً . وهذه الأمور ونحوها ليست من أصول الاعتقاد، والخلاف فيها دائر مع النصوص لم يقل فيها السلف برأيهم المحض –والله أعلم" . انتهى كلام الدكتور ناصر العقل. الوجه الخامس: أن المأربي افترى على الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- فرية ثم أجاب على نفسه بنفسه مما يدل على جهله واضطرابه!! والعجيب أنه يرمي الشيخ ربيعاً-حفظَهُ اللهُ- بالاضطراب وهو بناه على سوء فهم، وقلة عقل . قال المأربي: "فلما رأى بعض الناس يقولون: ليس كل خلاف في العقيدة, يُخرج من دائرة السنة، أراد -لغلوه- أن يسد هذا الباب، فادعى أن السلف لم يختلفوا في العقيدة، من أجل أن يقرر أن أي خلاف في مسألة العقيدة؛ فإنه يخرج صاحبه من دائرة السنة". فالشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- أنكر الخلاف في كليات الاعتقاد وأصوله –كما هو سياق كلامه- ولم يقل ذلك من أجل أن يرمي كل من وقع في خطأ عقدي بالبدعة حاشاه من ذلك . ولكن هذا من إفك المأربي وبهتانه. والشيخ ربيع قد صنف رداً على الحداد، وذكر مقالاً ذكر فيه ميزات الحدادية، ومن منهجهم أنهم يسقطون العالم بالزلة فكيف يتهمه المأربي بما يحذر الشيخ منه وينهى عنه؟!! علماً بأن المأربي لم يأت ببينة ولا برهان على ما زعمه إلا الدعاوى الفارغة التي يكثر منها هذا المخلوق العجيب!! وإن ما نسبه المأربي لبعض الناس: "فلما رأى بعض الناس يقولون: ليس كل خلاف في العقيدة, يُخرج من دائرة السنة" هو قول شيخنا أسد السنة ربيع المدخلي -حفظَهُ اللهُ- وقول عامة السلف . فالمخالفة في العقيدة إن كان في جزئية ورد عن السلف خلاف فيها أو وقع فيها بعض العلماء دون إصرار وهوى فهذا لا يخرجه من أهل السنة . والشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- يعلم مخالفة شريح في صفة العجب ومخالفة ابن خزيمة وغيرهما من العلماء الذين خالفوا في بعض مسائل الاعتقاد عن اجتهاد أخطؤوا فيه لم يخرجهم من دائرة السنة ولم يبدعهم كما أوهمه المأربي . الوجه السادس: أن المأربي لبالغ جهله ظن أن بين قول الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-: "لا, ما نقول اختلفوا, ما يحق لنا أن نقول:اختلفوا في العقيدة" وقوله: "إيه اختلفوا في جزئية،" اضطراباً وتعارضاً فأخذ يهول ويرجم بالغيب، ويورد الإيراد ويجيب عليه وسبب هذا كله الجهل والغباء . فالأول وهو النفي: نفي للاختلاف المذموم وهو المعارض للنص، أو الذي بني على الرأي المذموم أو الهوى المتبع . مع نفي الخلاف في الأصول والقواعد والأمور التي اتفقت عليها الأدلة . والثاني وهو الإثبات: وفيه بيان أن هذا من الجزئيات التي تتعارض مع نفينا للخلاف في العقيدة بمثل هذا التعبير . ثم أجاب الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- عن المسألة التي ذكر السائل أنها مختلف فيها وهي من مسائل الاعتقاد بنص الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-: "إيه هذه جزئية". فبين أن المنفي الرؤيا البصرية والمثبت الرؤيا القلبية ثم قال الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ-: "فما فيش خلاف بينهم". فيبقى كلام الشيخ ربيع-حفظَهُ اللهُ- في نفيه الخلاف في العقيدة بين الصحابة قائماً وصحيحاً، وإنما يقال: اختلفوا في بعض مسائل الاعتقاد التي لم يرد فيها نص قاطع كاختلافهم في ابن صياد وهل هو الدجال أم لا؟ والله أعلم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() بتْرُ المأربي لكلام الشيخ ربيع ليتهمه بكلام قبيح في حق الرب عز وجل، ودحض بعض أباطيل المأربي |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() -قال المأربي: "وتأمل كلمته الأخرىيكفيه أنه عرف منهج الأنبياء ,عليهم الصلاة والسلام ,ومنهم سليمان ,وهو ما كان يعرف الواقع مثل ما ندعي الآن....) وكأنه يشير بذلك إلى أن الجهل بالواقع من منهج الأنبياء جميعاً!! فالمسألة فيها إفراط وتفريط ,وإلا فأين نحن من قول الله عزوجل: (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين)؟!! ". |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
العميل, الغليلإإرواء, حامل, إرواء, والتعديل, والحفاظ |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc