![]() |
|
منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
إيحاءات من (وحي القلم- للرافعي)
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() باسم الله خير الأسماء والألقاب ،باسمك اللهم نستفتح هذا الباب. ![]() هذا المقالات جعلها الرافعي فاتحة عمله بالرسالة وقد أرادها رسالة إلى الصحفيين وإلى المهتمين بالأدب ،وغير خاف أن بوادر النهضة العربية الحديثة في مجالاها الثقافي عموما والأدبي خصوصا كان مع انتشار الجرائد؛خاصة الجرائد التي تكتب في الأدب وعنه ( وبعضها كان يحكمه الاستقطاب). وكعادة الرافعي في براعته استهل المقال عن خبر ردّ الراوية الكبير والإما م الشهير الأصمعي كلمة : (مالح) وأنها ليست بعربية، واستشهدوا له ببيت لذي الرمة فقال مقولة شهيرة: أن ذا الرمة بات في حوانيت البقالين بالبصرةأياما .... واختيار لفظ المالح لم يكن اعتباطيا وكان في وسعه الاستعاضة بكلمة أخرى تؤدي الغرض،فكانت إشارة لمعاني يستحضرها المتأمل عن الملح في حياة الناس،ويكفي للطرفة أن أحدهم كان يسمي جهات بتنبكتو التي كانت تعتاش بالملح أنها : حضارة الملح (!!) القصة رواية تمثيلية، تحاول فهم الأسباب التي منعت الاصمعي أن يقر لكلمة جاءت في شعر ذي الرمة،وهي كذلك تتقصص لتعرف لم هذه الكلمة وحدها دون غيرها علقت بلسان الشاعر وغلبته على طبعه ؟ وهذه الطريقةجيدة ،ومفيدة حين تنعدم التعليلات وتغيب الملابسات "التاريخية" ،فلا يُعْدَمُ صاحب الحس المرهف ،المزكّى بالاطلاع ،والمتسم بالعمق أن ينسج على منوال التاريخ أو يكاد،حتى كأنه لشفافة روحه قد حضرها ،وكان شاهد عيانها. وما أحوجنا إلى أدباء في مثل هذا المستوى من العقلية الفنية،والنفس المستشرفة، والروح المحلقة التي تأنس لها النفوس،ويرحم الله أهل العرفان والذوق الذين قالوا :إن الشبيه لا يعرفه الا الشبيه.. طريقة مثلى، لو نحن استخدمناها في موطن القطع والانفصال في التواريخ ،وتحرير بعض الأخبار،و الأدبية منها خصوصا على مناهجنا وطرائقنا ،لا على طريقة الغير ومناهجه. هي طريقة نافعة حين تنعدم عناصر الخبر وملابساته التي ينبي عليها الحكم،إلى أن يظهر ما يخالف هذا الحكم فنرجع إلى الصواب ، وإلى برد الصواب،وهذه الطريقة خير من ترك الفراغات و"الخانات" يتسلل منها الأفاقون ،والمتطفلون، وأصحاب الأغراض والدخائل، المملوءة بالسخائم. (وأمثل دليل على قولي هو صنيع شيخ العربية محمود شاكر في كتابه عن المتنبي الذي توقف عن إكمال لما نُعِيَ إليه الرافعيُّ !!!) ثم كأن الرافعي أراد تطبيقه ما قال فذكر ناقدا كبيرا وأديبا شهيرا هو المازني صاحب العقاد وصفيه وزميله "في الرَّكْب" ونقده-المازني- لديوان (التائه الملاح)، وهذا الديوان نفسه قدّم له الرافعي وأثنى على عمومه..!! ومن أهم ما ناقش فيه الرافعيُّ المازنيَّ قوله:إن الكتابة الأدبية هي لغاية هي الإفهام وحسبُ، وهي أولا وأخيرا نقل إحساس من نفس إلى نفس فلا كبير شيئ في المجاز والتشبيه والاستعارة،ولكن الحقيقة أن هذه هي محاسن البيان وبدونها يكون جافا لا ماء ولا رونق،وساق له الرافعي نصَّيْن من أبلغ النصوص العربية كإلزام له؛ آية وحديث،وتركه يفهم على طريقته........ ثم ضرب الرافعي للقارئ مثالين:مثال بمائدة جمعت شواء وفلفلا و(مالحا) و كوامخ هندية عند حاتيّ،وبين مائدة في وليمة عرس زُيِّنتْ بأزهار، وعليها ألوان وأشكال من أفراح المعرسين وأرواحهم، فالأولى فيها المنفعة مجردة، والثانية فيها المنفعة والجمال... وزاد فضرب مثلا بوجه حسناء وشوهاء،فقال أنهمامن حيث الأعضاء والعمل الوظيفي واحدة،لكن الذي يجعل الجمال جمالا هوإعجازه في تركيبه ،وغير الجميل ...فقد التدقيق الهندسي الذي هوتعقيد فن التناسب...إذا نقل الاحساس من نفس الى نفس دون أصول مرعية عند أهل الفن الادبي لايقول به قارئ للأدب فضلا عن كاتب فيه. وما هذه العلوم البيانية والبلاغية إلا آلآت فهْم ومُساعِدَات على التذوّق،و لتوصيل هذا النص الأدبي للمتلقي بحيث تلتزق بنفس القاري آثار منه،وبها تتفاوت القرائح في النقد والموازنة،بضوابط تلك العلوم..... وأيُّ لو لم يعتبر قواعد أي صنعة فيما يريد وفيما يتعمَّلُ له (والفن أيضا صنعة) فما زاد على أن وصف وكتب وقيد،ولكنك لم تكتب لغرض الفن،وتعليم الناس تذوق الفن،وهذا أبعد ما يكون عن الصحف وعمل الصحف (ولا يغيبن عن أذهاننا أن الرافعي وطبقته كل أدبها ؛أو غالبه كان ينشر في الصحف) وتشبيه الرافعي ُّ الادبَ بأنه فن التعقيد الفني دقيق وأنه السرُّ كلُّ السرِّ،والروح كل الروح فما كل أحد يقدر عليه ،أو يستطيعه؛ وكل ميسر لما خلق له، فالنص الفاقد للتعقيد صاحبه خِلوٌ من التدقيق الهندسي الذي هو تعقيد فن التناسب وهو السِّرّ الذي يجعل الجمال أخّاذا، وهو هو عينُه الذي يجعل البيان ساحرا؛وإن من البيان لسحرا. إذا فالحكم في كليهما يعتبر أثر النص الأدبي في النفس ،لا مجرد أن تفهمه النفس،دون ضوابط الفن،ودون تعقيد الذي هو سرها وروحها،وأنت بينهما قل ما شئت، واحكم بما شئت ،فالبنهاية هو ذوقك ،وعقلك ،واختيارك،وما هذا التفاوت في تقييم الجمال في نفسه بين أنفس مختلفة الطباع والأهواء والمنازع إلا دليل أن ما قد تراه بارعا في جماله قد يراه غيرك بلا وشي ولا حِلْي...لكن متى ما تعيّن النقد وجب ردّه إلى شروطه،والنقد لا يتأتى من كل أحد ،بل لابد للناقد من أن يكون شاعرا أو قريبا بملكته من شاعر، و قد استغرقه الشعر،أو ناثرا أو قريبا من ناثر ،قدطالت مدارسته وممارسته ،ولولا هذه الضوابط لحاد كل أحد، وسفسط كل أحد وغالط، وقال هذا رأيي ،أي: هذا أدبي!! فالناقد يجمع بين عقل وعاطفة،لأن علمه صادر من عقله و يخاطب عقل غيره، والفن يستمده من روحه،ويخاطب روح غيره، وهو في كل عمله يحاول تفهيمك العاطفة وتفاعلاتها بكلمات أدبية تحاكي هذا التعقيد الإنساني...وأحيانا تضيق العبارة،فتعرف لم قالو في مثل هذه المقامات :أن للغة عوْرَةٌ !! وقد اشترطوا في النبوغ -بعد المعرفة طبعا- الاستعدادَ الطبيعيَّ، وماهذه العلوم إلا آلآت للفهم و مفاتيح للتفهيم ،وأساليب البلاغة هي أسباب طبيعية لا غنى للنفس الفنية عنها؛ إذ هي لا تكتفي بالموجود أمامها بل التوق والتطمّح إلى غايات بعيدة ،وهذه لا تؤدي صورتها الا المجازات والتشبيهات والاستعارات ..ولن يضل الناس في حق عرفوا حدّه فإن ما وراء الحد هو التعدّي...وشتان بين من يكتب في الأدب وهو كَلِفٌ به وبين من يكتب متكلفا له. ثم أما بعد : فخذ أنت هذه الأسطر وأسقطها على عالمنا الافتراضي و"ساكينه"،واستبدل كلمة الصحافة بالنت ، و رِ رأيَك، واحكم بعدها...... هذا ما حضرني في عجالة عن مقال الرافعي وما فهمته منه،وإنْ بدا تركيزي على حيثية معينة-الفن الأدبي بشرطه- فللإخوة متسع في القول ،آملا التصويب في الخطأ والتأييد في الصواب فأنا لست شاعرا ولا ناثرا، ولكنني قارئ ،مستمتع بقراءتي،ولي ملاحظات شخصية أكتبها لنفسي،وهذه منها،ولولا أنه الرافعي ما كتبت حرفا اللهم إلا الثناء والوفاء لهذا الرجل وأدبه ونزولا عند رغبة مشرفتنا وبعض الأحبة. والسلام ختام
آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2011-04-21 في 22:51.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||
|
![]() اقتباس:
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكوثَري، أمتعَتْنا قراءتك والتي بدورِها تستحقّ أن تُقرأَ بدقّةٍ وتمعُّن..فما بالُك بما وردَ عن أديبِنا الفذّ مصطفى الرّافعي. سنقرأ ونقرأ ونكرّرُ قراءتنا طمعا في التشبّعِ بِدُررِه القيِّمة. فشُكرا على مجهودِك الطيِّب..وألف شُكر على اختيارِك الموفّق.. ولنا عودة أخرى بإذنِ الله.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() الكوثري الفاضل
شكراااا جزيلا حسن اختيار ![]() وجودة قراءة ![]() قرأت في عجالة وسأعود لقراءة القراءة لك كل تقديري أستاذي الفاضل وشكر موصول لا ينتهي |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم على ما قدمتم به افتتاح صفحة النقاش و التدارس هنا أيها الأخ الفاضل الكوثري ... و بعد : ربما في الرواية التي أشار إليها الرافعي في تفسيره لتلك الكلمة "المالح" من كلام ذي الرمة و ما حدث له في البصرة , دلالة على ما سيدرجه و يقوله فيما بعد في موضوعه الأصلي و هدفه من مقاله هذا "صعاليك الصحافة " , و قد أعجبني في هاته المقاربة كثيرا فما أكثر "مالح" اليوم و هو متنوع متعدد الأشكال و ما أشده على أسماعنا و إدراكنا و طباعنا , و لكن الحمد لله أننا لم ننله أكلا و إشباعا لبطوننا و إلا كان لنا كما كان لذي الرمة مع أصاحبه أصحاب الحوانيت و مكثه بينهم , مع أننا لم نسلم من الأولى و ذهبنا فيها مذاهب و طرق فما أكثر "المالح" من أقوالنا اليوم ... و ما أروع الرافعي في تصويره بعد هذه الرواية عندما قارب مرة ثانية فيما يكتب في الصحافة و ما تجلبه من وبال عن الأدب الراسخ و فنيته الجمالية في عديد أساليبه و أشكاله , و رده إلى البلادة و السكون كميت بين أحياء , و ربما قدم عذرا لمن يكتب فيها في طريقة كتابته في معنى قوله أنه حتى أبلغ الناس يحيد عن ما يعلم و يتطبع بطبع عمله و يجاري سيرورة عمله و يتنازل عما عَلمَه لما رده له عَمَلُه في الصحافة بالخصوص -مثل ذي الرمة في روايته و الجاحظ في مثاله و حواره فيما بعد- , و القياس على الصحافة في زماننا يكون كل ما يمت لها بصلة , و خلف ذلك التصعلك ربما تسلط على من يكتب يحرمه حرية أن يكتب ما يَعلَم بما يَعلَم , و ربما هدفه الخفي الذي يريـد به الإنقاص و الإنقضاض على شيئ و إزهاق روحه , و نحن نضرب المثل هنا بما كان من ذلك الذي هاجم المتنبي و ابن خلدون , و المدعي و المعتدى على الثقافة و الأدب و المسمى بهتانا "دكتور" , و له من كلام الرافعي عن هؤلاء الصعاليك جانب كبير و كبير جدا , و الرد عليه يكون بــ " إن شعر المتنبي بالنسبة لأدباء و شعراء اليوم كالبعث بعد موت المتنبي" , فقف حدك و صن ردك و لا تتطاول , و نقتبس له من قوله كذلك : " إنك في ذلك لا تدل على شيء تعيبه أو تمدحه في الجمال أو البلاغة أكثر مما تدل على ما يمدح أو يعاب في نفسك وذوقها وإدراكها"." و معاني الاختلاف لا تكون في الشيء المختلف فيه، بل في الأنفس المختلفة عليه " ... هذا ما أردت أن أبتدئ به مداخلتي في هاته الجلسة المباركة و الجمع الطيب و ربما جرني الحديث عن من تزندق و تخندق في صف من رد عليهم الرافعي مثل "المازني" و هو أديب كبير , عندما قدم نقده لديوان "الملاح التائه" لعلي محمود طه من حيث تراكيبه اللغوية و البيانية المتخم بها , فكان نقده ذاك مادة خصبة للنقد , و قد كف الرافعي في مقارباته و تشبيهاته و أمثلته بطريقته المشوقة و العميقة و الطريفة تارة أخرى , ردا لاجما له و عليه و على من يليه إلى اليوم في خوضهم لكل ما يمت للعربية و كيانها و أسسها بصلة ... أتممت قراءة غير فاحصة للجزء الأول من المقال و سأكمل الباقي إن شاء الله فقد شوّقنا الرافعي و زاد شغفنا و السلام عليكم . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() اقتباس:
شكرا لأخي طاهر القلب على ما كتبَ ،ولكل الإخوة مؤملا المزيد منه ومنهم. أما هذا الدعي المتدثر بدثار العلم فقد "خرج" على الناس في أخرى يعرِّ ض باللغة العربية على صفحات الشروق "حيث لا شروق" وقد افتتحها بالحديث عن ذكرياته على (الدخول المدرسي) ليصل إلى غرضه وهو رمي العربية بالقصور في أحرف تهجِّــيها، وعدم مجاراة الزمن وسرعة إيقاعه الواقعي والنِتّيّ ( من النت لا النتَن !! ). وقد بدأت كتابة ردّ موجز عليه بعنوان مبدأيّا : (...هجاء في تهجية...) أرفعه لاحقا إن يسّر اللهُ عز وجلّ ذلك وأراده. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله طاب مساؤكم سأضيف بعض اللمسات المتواضعة الى قراءة الاخ الفاضل الكوثري ولسنا بالنقاد ولا بالشعراء مجرد قراء عاديين ويبقى راينا خطأ يحتمل الصواب أو صواب يفتقر الى التدقيق والحجة الدليل اولا فيما يخص دلالة اللفظ وكما قال أخي الكوثري اختيار لفظ المالح لم يكن اعتباطياوكان في وسعه الاستعاضة بكلمة أخرى تؤدي الغرض،فكانت إشارة لمعاني يستحضرها المتأمل عن الملح في حياة الناس، لربما اختيرت لفظة المالح لما لها من علاقة بدلالات الذوق والتذوق والنفس معا فلا يخفى على أي كان أن الرافعي يسعى إلى تأصيل التذوق البلاغي وفق منهج نفسي تأثيري انفعالي هذا من جانب ومن جانب آخر فدلالة المالح تستحضر بمعيتها دلالتي الاتزان والإتلاف ؛ الاتزان في حالة التوافق ، و إتلاف للذوق طالما أنه هناك زيادة في حالة نقص ؛ و نقص في حالة زيادة إذ كانت رسالة الرافعي موجهة بضرورة أولى إلى الأدباء الذين أنتحوا في علم البلاغة والبيان وما لبثوا أن خضعوا للمالح وأتلفوا ذائقتهم البلاغية (والحكمة التي تخرج من هذه الرواية أن أبلغ الناس ينحرف بعمله كيف شاءت الحرفة ، ولا بد أن تقع المشابهة بين نفسه وعمله فربما أراد بكلامه وجها وجاء به الهاجس على وجه آخر واذا كان في النفس موضع من مواضعها أفسده العمل ظهر فساده في الذوق والادراك فطمس على مواضعَ أخرى) فكأنه بدلالة الإشارة الإيماء يلفت انتباه الكتاب إلى حتمية التوافق في أن يحفظوا للأدب أدبيتَه إذا ما استعانوا به لأغراض أخرى سياسية أو اقتصادية ...الخ (وللصحافة العربية شأن عجيب فهي كلما تمت نقصت وكلما نقصت تمت ) ******* ومن أهم ما ناقش فيه الرافعيُّ المازنيَّ قوله:إن الكتابة الأدبية هي لغاية هي الإفهام وحسبُ، وهي أولا وأخيرا نقل إحساس من نفس إلى نفس فلا كبير شيئ في المجاز والتشبيه والاستعارة،ولكن الحقيقة أن هذه هي محاسن البيان وبدونها يكون جافا لا ماء ولا رونق،وساق له الرافعي نصَّيْن من أبلغ النصوص العربية كإلزام له؛ آية وحديث،وتركه يفهم على طريقته........ ثم ضرب الرافعي للقارئ مثالين:مثال بمائدة جمعت شواء وفلفلا و(مالحا) و كوامخ هندية عند حاتيّ،وبين مائدة في وليمة عرس زُيِّنتْ بأزهار، وعليها ألوان وأشكال من أفراح المعرسين وأرواحهم، فالأولى فيها المنفعة مجردة، والثانية فيها المنفعة والجمال... هذا الذي فهمته أنا أيضا من قراءتي للمقال وان كانت قراءة عادية لا ترقى إلى مستوى القراءات المتخصصة و سأضيف مثالا آخر لتقريب الفهم أكثر دعك من المائدتين وخذ عجينة حلوى واجعلها نصفين اجعل كل نصف على حدا وآتيني بطوابع مختلفة خذ النصف الأول وشكله بطابع عادي مألوف الشكل وخذ النصف الآخر وشكله بمجموع طوابع يكمل بعضها بعضا يحصل من مجموعها تشكيلات ابتكارية خارجة عن المألوف تصاغ في أنساق متناهية الدقة في النظم والترتيب ، التأليف و التركيب ، الصياغة والتحبير ، آخذة من الغرابة والتعقيد إلى حد الإفتنان و التعجيز ولو أجريت المقارنة بين الشكلين نجد من الناحية الفنية الجمالية للشكل الثاني نكهة وفن وجمال أما الشكل الأول نكهة فحسب ؛ وإن كانت النكهة لا تختلف في كلا الشكلين إذ بات من المؤكد أن التعقيد الفني في التركيب لا يغيّر من النكهة أو يضرها في شيء أما من الناحية التعجيزية فالشكل الأول بات مألوفا للنظر يسهل الإتيان به على طريقته أما الشكل الثاني فلن تستطيع إليه سبيلا إذ لا يكفيك النظر لما تكشّف منه وظهر لتعلم حقيقة الصناعة والتركيب والطريقة فيه حتى ترى عيانا كيف تشكلت تلك الجزئيات وما يوضع منها أسفلا وما يوضع فوقا وما يوضع يمينا وما يوضع شمالا وبما تبدأ وبما تثنّي وبما تثلّث وبما تنتهي وتبصر من الحساب الدقيق ومن عجيب تصرف اليد ما تعلم منه مكان الحذق وفق نظام فني متكامل إن هذه النمطية من التعقيد تكفل للأديب أو الناقد أو أياً كان بصمته الإبداعية المتفردة ، كما تكفل للنص الأدبي جمالياته الفنية ( أدبيّة النص وشاعريّته ) ، إذ أن غاية التأليف تتجاوز الإبلاغ والإفهام إلى القدرة على التأثير وتحقيق التفاوت عن طريق توليد دلالة ابتكاريه من معنى متداول في إطار استغلال إمكانيات اللغة استغلالا أمثل يحقق الفنية والجمالية مما لا يستغنى فيه عن الاستعارة والكناية والمجاز .. هذا ما استحضرته اليوم وفي انتظار توجيهاتكم ولي عودة ان شاء الله احتراماتي
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||||
|
![]() اقتباس:
جميل جميل ،وأول الغيث قطرة فالمخايل فيكم لا تكذب فصدقوها بمشاركتنا هذه القراءة. وتبدو "الأنوثة" وعمل المطبخ جليا في مثال الفاضلة أشواق ![]() ![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
السلام عليكم سرني كثيرا تحليلك الدقيق أيتها الأخت الفاضلة أشواق و لكني لا أوافقك فيه ما إقتبسته اعلاه و هو أن رسالة الرافعي موجهة لكتاب الصحافة بل بالعكس هي موجهة للأدباء الذين يكتبون في الصحافة و الذين تطبعوا بطبعها و ذهبوا مذاهبها , وهذا تنازل عما هو أفضل الى ما هو دون ذلك , و الدليل هو الرواية التي أوردها في بداية مقاله و كذا نقده للمازني الذي أورد نقده ذاك المذكور في الصحف , و ما في الرواية يدل على ذلك دلالة واضحة ثم من هو ذو الرمة في الأدب هو حجة من حججها ثم ما مكانة كلمة "مالح" في قاموسه من العربية و شعره ذاك ثم الرواية التي سردت عن كيفية لصوق هذه الكلمة في فكره و عقله و كيف أوردها في شعره , إذن في هذا قصد أن التطبع بما يكتب في الصحف أمر لا مفر منه بالنسبة للأديب عندما يكتب في الصحف فهي في النهاية تجارة و سياسة و جمهور قراء و ليست بلاغة و أدب و محسنات لغوية و تراكيب البديع و غيره مما يتقنه الأدباء و في الأولى طابع للصحف و كتاب الصحف و في الثانية طابع الأدب و أهله من الأدباء ... بارك الله فيكم مرة أخرى على التحليل العميق و الدقيق و السلام عليكم |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | ||||
|
![]() اقتباس:
كنت كتبتُ هذه المشاركة -وحديث النت والكلمة بعدها-ويممت صوب قسم الملحون ،فبينا أنا أشممُ رياحينه وقفت على قصيدة لشاعر فحل و" مدقوق" هو: عمر زيعر،ويكون حظ منتدى الجلفة كبيرا جدا جدا جدا لو انتسب يوما،القصيدة كتبها الأخ العضو معنا؛وكانت تستحق أن تفرد بموضوع خاص لجودتها. https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=262745&page=3 القصيدة سمّاها صاحبها : الفـــــــــــــــــن ،تشتكي غياب الفن في الملحون،ويصف الشاعر ضياع فنّه بين هذا الغثِّ الكثير،ويذكر أيضا ما أصابه ممّا أصاب الشعر الفصيح،وقد نحت الشاعر هذه الشكوى في أبيات جيِّدة،فقد كان الشعر فنّا،وصار عفنا يباع بالحفَن و "العُــرّامْ" والركام. واخترتُ لكم منها : حرف الفا والنـون كلمة تعني فَــنْ.................والفَنْ يقولوا دْوَا في كَمْ مَنْ لَوْنْ
كَلْمَة مَنْ حَرْفَينْ ليها كَـمْ مَنْ مَعْـنْ.................جَـفْ الحَرْفْ على اللي بيها مفُتُونْ مَفْتونْ وْ صَابْني هْوَاهَا قَبْلْ السِنْ.................وَالنَبْعْ الصَــــافي عْلَيَّا عَـادْ مْجـُونْ كانْ الشَعْرْْ قْبَيلْ يَغـــزي وَ يْـأمَّنْ.................يَعْطَبْ وَيْدَاوي الجُرْحْ اللي مَدْفونْ كَانَتْ بيهْ الجَـــــافْيَة تَعْطَفْ وَتْحَـنْ.................سَاعَة في دَارْ الجْفَى ريتُو مَرْهونْ بسم الشـعرْ زْهَى وْ طَعَّنْ مَنْ طَعَّنْ.................والنَطَّـــة ولاَّتْ لَولادْ للفَكْــرُونْ إذَا قـــالو قـولْ يَجـــــبَدْ وَ يْرَوَّنْ.................والمُهِمْ القـــــافْيَة تَكْمَـــلْ بالنُونْ رِيتْ الشــعْرْ اليومْ وَلَّى يَتْعَــجَّنْ.................بَعْدَنْ كَانْ يْجي عْلَى ضَخَاتْ مْزونْ يَا شُعــارة سُــوقْنَا وَلَّى مَاجَـــنْ.................وَالخَلْقَة وَلاَّتْ تَشْـــري فَالمَعْفونْ هذي قَصَّةْ(عينْ) سَبْقَتْ قَـبْلْ الفَـنْ.................حِينْ سْكَتْنَا عَوضَت(حَاء)المَلحونْ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكوثري ملاحظاتك جد دقيقة مع بعض الجولات المعرفية جعلت الأمر سهلا فهمه و استيعابه ، لا انكر أنك أصبت عين فن أديبنا من حيث الهندسة الفنية و تركيب العبارات و محاولت تدقيقه في التعبير الجيد للأشياء بعيدا عن التشويه حتى لو كان ذلك الشيء ليس بالجميل و هذا كله يكمن في سرّ الفن الادبي و هذه أعقد نقطة بنسبة للكتاب الذين لا يتقنون ذلك و ربما في نصه حول صعليك الصحافة هو بمثابة درس لهم و توجيه للرقي بأقلامهم و عدم تلطيخها بالمشاهد الصفراء و نسب ما يكتبونه للأدب و الأبداع ، وقد علق على امتهان الصحافة بأنه: لو دخل إلى ذلك المجال لأصبح مثله مثل الحروف المكسورة بسبب الطباعة أي لا منعى لأدبه و لا لما يكتبه و لكن رغم ذلك كان يريد لهم أن يكون دولة في الخريطة و ليس كمدينة في الدولة على الخريطة ، أرادهم أن يكونوا أقوياء و نحن من نستمد منهم القوة ، و لا يخفى علينا أن الصحافيين و كتاب الصحافة في ذلك العهد كانوا قريبين جدا من رجال السياسة فهم ألسنتهم الناطقة للمواقف و التبريرات لكل ما يحصل على الواقع و هذا يعد مسؤولية جد كبيرة عليهم ... و قد أعجبني ما قولته عن الذين يكتبون عن التاريخ دون أن تكون لهم شواهد عليهم فيجعلون كلماتهم النابعة من الاحساس و ادراك العقل قريبة للحدث التاريخي أو تكاد تكون قد أصبت حقيقته الكاملة ، و هذه الميزة نحتاجها كثيرا في واقعنا الذي لا يسلم إلا بالدلائل الحية بارك الله فيكم أخي الكوثري على ما قدمتهم و منكم نستفيد و لنا عودة للأستفادة مرة أخرى تقديري |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() السّلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاته حسَبَ فهمي البسيط فالأدب يورِقُ معنى التّهذيبِ ويُناقِضُ سوءَه.. وهو تعبيرٌ يُلحِفُ رُقيُّه مشاعِرنا وأفكارَنا ويُجسِّدُ معانيها في أبهى الصُّوَر اللغويّة البلاغيّة المؤثِّرة بِصِدقِها وعُمقِ دلالاتِها وأبعادِها. وتُعتبر الصّور البيانيّة والمحسِّنات البديعيّة من جماليّات الأدب وفنّيّاتِه والتي بدورِها تندمِج في علم البلاغة الذي يُضاعِف قوّة التّأثير ويكسو الكلام بِحُسنٍ يُغري قارئه. حيثُ أنّ الأدب جوهَرُ الأفكارِ وروحها وفنيّاتُهُ شكلٌ يُبرِزُ ملامِحَها.. وبالتّالي فالعلاقة بينهُما مُتكامِلةٌ تُمكِّنُ الكاتِبَ من تحصيلِ أثمنِ النّصوص الأدبيّة. لأنّ المعقول النّافِعُ هو أن يهتمّ الكاتِب بالمضمونِ الفِكريّ فيُحسِنَ تقويمه على أُسُسٍ فنيّةٍ تزيدُ من قيمته الأدبيّة. وعودةً لِما وردَ بالعنوان الآتي ذِكرُه: 'لا تجني الصحافة على الأدب ولكن على فنيته' فأول ما يُلامِسُ عقولنا هو خطَر الصّحافة على فنيّات الأدَب..وليس على الأدبِ نفسه. فورَدَ أنّ الصّحافة تَجني، (أو تُذنِبُ، أو تُسيءُ لِفنيّات الأدب.. أو تجرّهُ إلى الحَضيض..) وهي دلالة على الانحِطاط والرّداءة التي ألحقته بفنيّاتِه. وحريٌّ بأهلِها (الذين بِدورهِم ينتمون لأهل الأدب) أن يهتمّوا بجودة الأدب وجماليّته خاصّةً وأنّهُم يُخاطِبونَ عقول الرّأيِ العامّ وتوصِلُهُم أفكارُهُم بِمُختلَف طبقات المجتَمَع.. وإهمالهُم لها تنفيرٌ لِلطّرف المتلقّي..وبالتّالي فشلٌ لهُم في إثارة انتِباه القرّاء وعدم كسب احتِرامهِم. وواقِعُنا المعيش يؤكِّدُ ذلك..فكم من وِلادةٍ لهؤلاءِ تشمئزّ منها النّفوس. وبهذا الشّأن يهمّني إيراد رأيي الخاصّ، كوني أعتقِد أنّ إهمال فنيّات الأدب من أخطر الخطوات التي قد تجني على الأدب نفسه إن طغتِ الدّناءة. فلا يكفينا إيصال الفِكرة بل علينا الاهتِمام والعناية بِطريقة إيصالِها.. لأنّها ذروة النّجاح لكلِّ كاتِب. ولأنَّ ثقافته اللّغويّة تتماشى وثقافته الفِكريّة المبنيّةِ على أساسِ وعيِه. ولعلَّ ما قيلَ عنِ الأصمعي لدليل على وُجوب الاهتِمام بِجودةِ اللّفظ الذي بدورِه يَضمن قوّة المعنى ورٌقيّ الفِكرة. وبِمناسبة ما وردَ عن كَونه ينكر أن يُقال في لُغةِ العرب 'مالِح' ويقولُ: إنّما هو ملحٌ، فلا يفوتني الوقوف بِتمعُّنٍ على الآتي ذِكرهُ بِقولِ ربِّ العِزّةِ جلّ جلاله وسما قدرُه: ((هذا عذْبٌ فُراتٌ وهذا مِلْحٌ))(الفرقان:53) فلَم يقُل سُبحانه وتعالى (..وهذا مالِحٌ) ومن خلال بحثي أدركتُ السرّ، وهو أنّ الماءَ الملح هو ما تأصّلت ملوحته وليسَ ما أُضيفَ للماء العذب من مِلحٍ..فبذكر هذا الأخير يُقالُ ماء مالِحٌ. إذْ أوحى الأصمعي لأهميّة مُزاوجة اللّفظ بالمعنى..وتأديتِه لمعانٍ سليمةٍ نزيهةٍ راقية بعيدا عن أساليب الإغراء السّلبي الذي لا يُراعي نقاءَ الأدب من تطفّلِ الشّوائِب. فالكاتِب الذكيّ يَلتزِم بانتِقاء ألفاظٍ تخدُمُ أفكاره وتُصبِحُ مِرآةَ آرائِهِ ومشاعِرِهِ الصّادِقة. وإلاّ فكيف للثّقافة الأدبيّة أن ترقى إذا كانت تستمدُّ لُغتَها من كلِّ مُبتَذلٍ ركيك. ـــــ ولِحينِ عودتي أكتفي بهذه القِراءة الموجَزة نظرا لِضيق الوقت. والسّلامُ عليكُم.
آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2011-04-23 في 22:47.
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() تابِــع.. صعاليك الصّـحافة "1" ما أعجبني في هذا المدخل هو أنّ الكاتِب افتَتَحَ بِكلامٍ يَجذب ثِقةَ القارئ ويُبصِّرُهُ لِأمورٍ قيِّمة، حيثُ نفى عن شخصِهِ صِفةَ النّفاق والخوف وزادَ على ذلِك تحديدِه للنّوع الذي يَميلُ لاحتِرامه من أهل الأدب الذين يلمس قيمتهم الأدبيّة والنّوع المُعاكِس الذي يثورُ ضِدَّ تيّاراتِه المُنافية للحقائِق الثّابِتة التي تستحقّ أن تُعلى على كلِّ زيفٍ وتحريف. حيثُ تجلَّت شجاعته وإقدامه وصِدقُ مسعاه الرّامي لِكشف لِثام الغموض عن كلّ ما يَهدِف إظهاره للإفادة والنّفع. ويُشير إلى أنّ سوء النّوايا تجعلُ أصحابَها عُرضةً لانزلاقٍ يفضَحُهم ويُذبذِبُ نِتاجهم الفِكري. (بالمناسبة أخي الكوثَري هل يصحّ القول: نِتاج فكري أم يتوجّب القول مَنتوج أو مُنتَج فِكري) وبِصَريحِ المعاني يَعترِف الكاتِب بِرِضاه كونه لم يسلك سبيل الصّحافة قناعة منه بِانحِطاطٍ التَحفته. فهو يَرى أنّ الصّحافة العربيّة تفتقِر لِحقيقة الأدب الصّحيح..حيثُ أنّها لا تبني خدمتها للقارئ على أُسُسٍ سليمةٍ تنطلِقُ من مبدأ الارتقاء والتّهذيب. ومن بين آراءه الحكيمة التي استوقفَتني وشدّت انتِباهي تأكيده على وجوب دراسة الأشياء بِعُمقٍ ودِقّةٍ لأنّ بَواطِنها قد تأتينا بِما لا يأتي ظاهِرُها.. وهي بنظري دعوةٌ منه لإتقان العمل وبنائِه بناءً سليما لا يعترِف بِجُدرانٍ مكسورةٍ إحدى أعمِدتِها.. وهو عكس ما يراه في الصّحافة من اختِزالٍ للأفكار والذي بِدورِه يحجُبُ الحقائِق ويزيد من تضليل العقول. وحسَب ما فهمته من قول الكاتِب أنّ حاجة الأدباء للنُّضج الأدبي تسبق امتهانهم للصّحافة لأنّ نُضجه يُؤهّلهُم لِمكانةٍ يصنَعُونها ويترأّسونها بِسِعةِ وعْيِهم فيُورِق ثِمارا طيِّبة لِقاءَ تحكّمهم الجيِّد وحُسنِ بَذرِهم. وصَدقَ أديبنا الرّافعي حينما رسَم نظرة الجمهور إلى الصّحافة التي تُعلي فيها مكانة رجال السّياسة وأهل الفنون التّمثيليّة في حين تهوي أنظارهم بِمكانة الأديب فتجعلها في الحضيض.. وهي نظرةٌ توحي بِجهلِهِم لِعظمة الأدباء وأدوارِهم الرّئيسيّة التي يُمكِنُ أن ترقى بالصّحافة العربيّة في كلّ المجالات. ــ وهذه حوصلة فهمي ممّا دار بين الجاحِظ والرّافعي (في حُلمِه) - قانون التّسيير في دُور الصّحف يُفعِّلُه شخصٌ واحِدٌ تُحدَّدُ مهامه من السّلطات التي تعلوه ومنها يُسقِط أوامِره على من يُرَتّبون أسفَلَ رُتبته الحاكمة والرّابِطُ بينهما هو المنتج التّجاري الرّبحي..وهي دلالة على احتكار وإلجام حريّة الآراء.. - إهمال قيمة الأدب واستِبدالِه بالقيمة النقديّة.. وأغراض الصّحافة الماديّة التي يترأّسُها الكسب السّريع للأموال وشجَع أهلِها. - دناءة مُستوى القارئ الذي يَجهل لذّة الأدب، وسوءِ بنيتِه الأخلاقيّة وهو ما يَحول دون تمييزِه بين الحقّ والباطِل أو بين الجودة والرّكاكة.. ومن نمَت مبادئه على الكذِب أقرأته سخافتُه.. - تفنُّن الصحافة في التّزييف المُبتَكَرِ دوريًّا..فعِوضَ التّجديد في أمورٍ تطوّر الفِكر وثقافته يُجدِّدون أساليبهم في تجسيد أكاذيبِهِم. - سَخط الجاحِظ على الصّحافة وما يُجنى منها من باطِل. - نظرة رئيسِه السّلبيّة، والذي لامَ نزاهةَ عمله وسعا لإبطال عزيمته بتذكيره بِمستوى قرّاء اليوم الذين لا يُقوّمون معارِفهُم اعتِمادا على المراجع القيِّمة المتمثّلة في كِتاب الله وسُنّةِ رسوله وكتب العلَماء وإنّما ينهَلون ممّن هي أقلّ نفعا كالرّوايات والمجلاّت الهزليّة .. والمغزى من كلامه هو أنّ نجاح الصّحيفة يُقاس بِمدى اشتهارِها وما تجنيه من أرباح. وتحصيلُ هذه الأخيرة يتعلَّق بما يُكتَب من كلامٍ يُغري القارئ رغم تفاهته وخُلوِّه من ملامِح الأدب. وإلى قِراءةٍ أخرى إن شاء الله..
آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2011-04-24 في 22:09.
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() ... تابع للتحليل الأولي
ربما انسقنا مباشرة إلى صلب الموضوع و أهملنا العنوان "لا تجني الصحافة على الأدب و لكن على فنيته" , و في هذا رأي أن ما يكتب في الصحف هو إيصال الإفهام المجرد دون تعقيد فني كما سماه الرافعي في القانون الذي أشار إليه في تعريفه للأدب و فنيته بين أدب الصحف و لغتها و الأدب المعروف و طرقه بأنه ذلك "التدقيق الهندسي الذي هو تعقيد فن التناسب" , التناسب بين تلك التراكيب في أبهى و أجود صورها الوجودية الممكنة لها , و الأديب اللامع هو الذي يحسن هذا التدقيق الهندسي ببراعة دون التجرد بالإفهام فقط في لغته و كتابته , و المعنى كذلك أن الروح في الجسد غير الجسد بلا روح , أي أن الإفهام في الأدب و الصحف سيان يؤدى دوره في إيصال فكر الكاتب غير منقوص . و لكنه يفتقد للروح الجمالية في الثانية و إن كان على طبيعته الوجودية و لكن الواجب تهذيبه و تشذيبه ليعجب الناظر أو المستمتع بالطبيعة في بهاء صورتها , كالعروس في يوم زفافها مثلا , و هي التي تجعل ذلك الإيصال للفكرة في صورة تسر النفس و تثير الذائقة الأدبية الفنية فيها , و هذا هو أصل الأدب و جماليته , و إن قالوا فيه التعقيد فذلك مرجع لتلك النفس الذائقة له فهي من ترى أن هذا به التعقيد و الصعوبة و هي من ترى كذلك أن هذا به السهولة و اليسر , ثم أعجبتني الإشارة القوية و الصاروخ المدمر الذي قصف به الرافعي صاحبه و ذلك الشرط الذي رفعه عن الشخص الذي ينقد البيان متى التزم الإلمام بالأصول في الفهم و الذوق , و هذه كذلك نرسلها نحن بدورنا لصاحبنا في صحيفة اللاشروق و الذي أفسدته نزعته الأخرى ... ندخل الآن في صعاليك الصحافة ... مالي أرى القوم راكد مائهم و مبهمة أثارهم في الأرض. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائع اخي الكوثري ارى انني سأتعلم كثيرا هنا في موضوعك شكرا لكل من شارك هنا سلام |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
(وحي, للرافعي), القلم-, إيحاءات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc