سورية اليوم ،كما دوماً ...تقود حركة التحرر العربي و أخيرا بانت الحقيقة الفاضحة ،و أعلن الممثلون عن الشعوب العربية تعليق عضوية سورية .
أعلن الحاقدون ،الخونة ، العفنون تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية حامية الحق العربي ،و خط الدفاع الأخير عن قضايا الانسان العربي الحديث ..
مر زمن و نحن عاتبون على قيادتنا السورية ,و معظمنا لم يكن راضي عن عدم الرد على هؤلاء الإمعات ،و كان الرد ياتي بأنها الدبلوماسية ،و أنها العبقرية السورية في إمتصاص الضربات ،و أنها الأم التي تتحمل أخطاء أبناءها ،لكن الواقع اليوم يؤكد انه كان سرابا صحراويا قطريا و سعوديا ،يتراءى للناظر نهرا و جمالا و واحة خير و ارتواء ظامئ , و ما هو في حقيقته سوى خيالا فاضحا ينمي عن رؤية ضبابية لجمال مزيف , و خير غير موجود ..
خرجت وجوه العار لتعلن الحرب على سورية , بل لتعلن عن كذبها و حقدها و فجورها ,و تظيح اللثام على وجهها الحقيقي القذر الذي نعرفه جيداً و بِخنًاه عن ظهر قلب ،فالعداء لكل من يحمل جينات عربية ،و الحقد على كل من يملك مشروعا حضاريا عروبياً، و العمل على ضرب كل من يقف رافعا رأسه في وجه المشاريع الغربية الصهيوأمريكية ،و من يسبح عكس تيارها ،فهو يمثل بالضرورة عقبة أمام عروش حكام العار و الخيانة ،و يمثل بدوره إحراجا دائماً و إزعاجا مزمنا لمن إرتضى ان يكون مطية لأعداء الله والإنسان ،و هنا سورية تعني كل ذلك ... حضارة , بكل مال تعنيه الكلمة من تاريخ و ثقافة و عطاء إنساني ...
أليس غريبا أن نعتقد بأن من خان القضية لعشرات السنين ،و باع النفط رخيصا ،و إشترى عشق إسرائيل،و رضا أمريكا بكل الدماء البريئة الطاهرة المراقة في العراق و فلسطين و ليبيا و لبنان و كل بقعة عربية. يمكن ان يتمرد على طبعه ؟
أليس غريبا أن نركن للأوهام و نعتقد ان حكام العار و تجار النفط يمكن ان يكونوا عونا لبلد كسوريا في حل مشاكلها الداخلية المفتعلة ..؟
لا بل قل إنه من الوهم مجرد التفكير ان يكون حكام الخليج عربا في موقفهم ،و بشرا في دفاعهم عن الحق و العدل و السلام...
أليس من العار أن تكون دولة كقطر ،بتاريخها و حاضرها ،بحجمها و موقعها ،،بأميرها ،و حاشيته ،و علمِه و عبقريته ،و حضوره و فعاليته ...أن تتكلم اليوم ،و تملي على العرب تعاليمها ،و تقدم النصح و تعلق العضوية و تمنح الإمتيازات، و تبيع النفط هنا و تقيم الحجر هناك ..؟
أليس من دواعي الإشمئزاز أن تعلن قطر نفسها زعيمة على العرب و قرارهم ،و تملي على العراق ،و تستغيب مصر و تهاجم سورية ,و تتجاهل حتى مملكة العهر السعودية ،..و تتكلم بإسم العرب و الحرية و الديمقراطية ،و هي ما برحت مرتعا و مقراً و مركزا لأكبر القواعد الأمريكية في المنطقة ؟ و منها إنطلقت قوات الغزو البربري تقتل العراقيين الأبرياء ،و منها خرجت قوات الإجرام الصهيوني تحمل العتاد و الوقود لتقتل أبناء فلسطين الجريحة في غزة ،و منها أخذ القرار بدمار ليبيا و قتل شعبها و تشريد مئات الألاف من العرب الأبرياء ؟؟
أليس من القذارة أن نصدق هذا الهراء ،و من العجب العجاب أن يتوج شبيه الرجال حمد "ومعه موزته" وصيا على العرب و قضاياهم ؟؟
أليس من العار أن يتحدث مجلس الخيانة الليبي عن الحماية,و الحرية و الديمقراطية ..؟ و هو الذي قتل االليبيين و دمر بنيتهم التحتية ،و شرد الأمنين ،و جلب العار لأجيال عربية قادمة بنصره الموثق بذلك التحالف المشين المهين ، و بفضل طائرات الناتو التي دكت الأراضي الليبية بالشر و القتل و الاجرام ؟ أليس من يأتي بمحتل لأرضه بخائن ؟أليس من يحرر بلده من السيادة و القرار الوطني و يحتمي بالغطاء الجوي الغربي عميل و شيطان و قاتل و مجرم .. ؟
فالنعد الى التاريخ ،البعيد و القريب ،منذ الأزل تذكر التوراة أن نبوخذ نصر "ملك سورية "دمر يهودا و قضى على الهيكل الأول .. ، ( و على الرغم ان بابل في العراق إلا ان الحقد على سورية قديم قدم سورية) .و يذكر التاريخ أن سورية حررت مصر بقيادة صلاح الدين الدمشقي و طردت الصليبيين من الشرق العربي الى أن جاء اللنبي ليعلن إعادة الحرب الصليبية من جديد, و ليعلن غورو عودة الشر الغربي بما يعنيه من حقد على أمجاد سوريا العربية عبر التاريخ ...
من سوريا خرجت جيوش العرب تحرر مصر من جديد و تحرر الشرق ،بل العالم بأسره من شر البربرية المغولية ..!
و لنذكر أنه من سورية الاموية خرجت جحافل العرب لتعلن فتح العالم غربا وشرقا ً.
وحديثا قادت سورية العربية حركة التحرر العربي ،التحرر من سيطرة العثمانيين أولاً , لتعلن أنها أول دولة عربية تحقق سيادتها في العصر الحديث ..
و من سورية خرجت حركة البعث العربي لتعلن أن العرب أمة واحدة لها حقها في تقرير مصيرها و توحيد مناطقها المجزأة و تحقيق نهضتها و بناءها بما يناسب مع عقيدتها و قدراتها ،و تاريخها العظيم .
و من سورية اعلنت الحرب على العدو الصهيوني ،و حققت نصر تشرين الذي صنعه الإنسان العربي السوري بقدراته و تضحياته ...
و أن سورية رفضت و ما زالت سلام الخيانة و العار ،و قادت حركة الإحتجاج على قرار السادات الخياني،و انها قارعت الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني في 1982 ، في أكبر معركة جوية منذ الحرب العالمية الثانية في سماء لبنان ..
سورية هي الوحيدة التي أعلنت وقوفها ضد إحتلال العراق ،و شاركت فعليا في تحرير جنوب لبنان الثائر ،و وقفت وحدها ضد العدوان المجرم ضد أهلنا في غزة ..
أليس من العار و الخزي و العيب أن يخرج بعض العرب العملاء ،أو ربما الإغبياء رافعين صورا للأمين العام لحزب الله بكتابات مشينة و ساقطة لمن وقف و ما زال ضد العدو الصهيوني مبرهنا على كبرياء العربي و رفضه الخضوع و الرضوع و الإستسلام؟
هم يحاولون البحث عن دور بديل عن دور سوريا ،يكون يأتي بثقافة بديلة عن الثقافة السورية ،و لكن شتان ما بين الثريا و الثرى ،فمقومات الدولة من قوة و إقتصاد و موقف و ثقافة وطنية هي التي تصنع الدول ،و ثقافة التحرر و السيادة و النزعة الى الإسستقلال هي التي تصنع الأمم ..
هيهات بين الدولة وبين مشاريع الدولة ، فهل يعتقدون أنهم بتبديلهم النفط بالأبنية يصنعون دولا ،و هل وصلوا الى حل اللغز العجيب بان الإنسان يبنى قبل البناء الحجري ،فالإنسان غاية و منطلق الحياة ..
غريب أمر أؤلاءك اللذين يريدون السيطرة على قرارات جامعة العهر العربي و قادتها ...
قل لي من هو عدوك أقول لك من انت ..فمن يحارب سوريا اليوم ؟
سوريا التي قالت لا لإحتلال العراق ،لا لتقسيم السودان ،لا للإعتراف بالكيان المحتل ،لا للقواعد الأجنبية في الأرض العربية ،لا لتدمير ليبيا ..تمثل كرامة الإنسان العربي و ووجدانه و عبقريته و عطاءه الذي لا ينضب...
مخطئ ، من يعتقد ان سوريا ك ليبيا ،و غبي و واهم من يفكر أن وضع سوريا وبظروفها تشبه ما كانت عليه العراق قبل العدوان و الإحتلال..
هم يريدون تركيع الامة العربية فهليدركون انه ما من احد بقادر على ايقاف حركة الجماهير العربية .
كانت الرسالة واضحة في التركيز في الأيام القلية الماضية على إيران وبرنامجها النووي ،و فحواها ،و باطنها أن تتخلى إيران عن علاقتها و تحالفها مع سوريا ، للتهيء لضرب سوريا مقابل مقايضة إيران (مبدئيا بغض الطرف عن مفاعلها النووي ) ،و بذلك تضمن دول العار و العهر الخليجي امانها من شر ضربات إيران الإنتقامية ..
و اليوم ترد سورية بحنكة و سياسة على مشروع الجامعة ،بالقبول بوفد الجامعة العربية ..تعطي سورية مثلا اخر على حسن نواياها ،مع انها تعلم خبث و قذارة النوايا الإعرابية ،لكنها رسالة لحلفاء سوريا و اصدقائها أنها و إن كان حكام الخيانة العرب لا يحتاجون لحجج لحصار سوريا ،إلا انها تعطي الفرصة لحلفاءها بأنها مستمرة بسياسة اللين و الدبلوماسية ما يعطي تلك الدول دفعا،و يبعدها عن الحرج في الإستمرار عن الدفاع عن سيادة سوريا دوليا ..
سورية سترد على الخونة ،لانهم لا يمثلون سوى انفسهم القذرة ،ويمثلون برامج الصهيونية العالمية ، اللذين إرتضوا ان يكونا أذنابا لها و لمشاريعها الإستعمارية ...
و مع أن سوريا ما زالت وحيدة في تيار الحق المنادي بتحرير الارادة العربية و بالتالي النهوض بالمشروع الوحدوي العربي المنتظر بفضل العرب الشرفاء ،و مصدره و ملهمه سوريا الصامدة و شعبها الأبي و قائدها الثابت .. ولان شعب سوريا صاح و مدرك و واعي...
فانتظرونا, فان سيل العروبة في سوريا سيسحقكم ،و سيحطم أمالكم ،و أهدافكم و مخططاتكم المشؤؤمة ..يا حكام العار ،و أحباب صهيون ..أإنتظروا فإن سوريا بشعبها العظيم ،و جيشها الباسل و عقيدتها و قيادتها ,و بثقافة العز و الكرامة و الكبرياء العربي الرازخة فيها ...ستسحق عنجهيتكم سوريا ،و في الذرى ستبقى دوماً سوريا ،و الى مزابل التاريخ أنتم ..أل مرخان و ثاني و من لف لفيفكم ...
كتب الله أن تكوني دمشقا بك يبدأ و ينتهي التكوين
إركبي الشمس يادمشق حصانا و لك الله حافظ و أمين
مزقي يا دمشق خارطة الذل و قولي للدهر كن فيكون من قلم : وائل شجاع