كقصة صياد ماهر وسط غابة مكتظة بالحيوانات المتوحشة، ضرب ميسي عصفورين بحجر واحد، لأنه سجل و كذّب كل الصحف التي تقول بأنه في أزمة، بالإضافة إلى أنه أكد بأنه قادر على صنع الفارق، و تسجيل أهداف كثيرة دون مساعدة من زميليه تشافي هيرنانديز و أندريس إنييستا، إذ غاب كلاهما عن التشكيلة الأساسية للبلاوجرانا في مواجهته ضد ريال مايوركا
الأرجنتيني نجح، في مباراة السبت الماضي، في تسجيل أسرع هاتريك في مشواره الإحترافي، إثر زيارته شباك الحارس دودو أواتي في ثلاث مناسبات، في ظرف نصف ساعة أولى من اللعب.
أداؤه و أهدافه الجميلة أعادته إلى صدارة ترتيب هدافي الليجا الإسبانية برصيد (13) هدفاً، وبفارق (3) أهداف عن منافسه المباشر كرستيانو رونالدو.
و بعد تعرضه لانتقادات واسعة، حتى من الصحافة الكتلونية، بسبب عدم تسجيله في ثلاث مباريات متتالية، عاد ليونيل ميسي بقوة للتأكيد على إمكانياته الكبيرة و جاهزيته للظفر بجائزة البيتشيتي و الحذاء الذهبي، كأفضل هداف في الليجا و أوروبا بعد ثلاثيته في شباك مايوركا.
في الحقيقة، تلك الانتقادات و الشكوك التي أثارتها الصحف الإسبانية حول أداء ميسي، كان السبب الرئيسي وراءها، تضييعه لركلة جزاء في الوقت القاتل، كانت ستمنح الفوز لبرشلونة أمام إشبيلية في الوقت بدل الضائع، بالإضافة إلى تضييعه العديد من الفرص السانحة للتسجيل، و افتقاده للحظ و الفاعلية على غير العادة في المباريات الثلاثة الماضية، حيث عجز أيضاً عن الظهور بمستواه المعروف عنه.
لكن ميسي سيكون قادراً اليوم، أمام فيكتوريا بلزن في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا، على تسجيل الهدف رقم (200) له مع برشلونة و لم يتعد عمره (24) عاماً، بينما احتاج راؤول جونزاليس للوصول إلى سن (30) عاماً لتحقيق هذا الرقم مع ريال مدريد، بينما احتاج أسطورة اليوفنتوس أليساندرو ديل بييرو لبلوغ (31) عاماً و ملك روما فرانسيسكو توتي إلى (34) سنة لتحقيق نفس الإنجاز.. فهل مايزال من الممكن مقارنة البرغوث الأرجنتيني بأي لاعب آخر بعد تفوقه الكاسح على أساطير كرة القدم الحالية ؟