قبيلة الشعانبة ينحدرون من علاق بن عوف من سليم بن منصور من العدنانية المنتمين إلى الهلالين.أجمعت المصادر على أن أوائل الشعانبة وفدوا إلى شمال إفريقيا إبان الفتوحات الإسلامية و هم في تنقلاتهم قد أسهموا في نشر الدين الإسلامي و اللسان العربي و ما ينضوي تحتهما من الصفات المحمودة من الأنفة و الكرم، الإقدام ، الشجاعة ، الإخلاص و الدفاع عن الوطن و الدين ....في حين نجد أن بعض الروايات المتواترة إلى أن أصل الشعانبة هي تركيبة لكلمتي " شعاع نبا" أو " شعاع بان " أي شعاع ظهر و هي صفة لخصلة كانوا يتميزون بها و إلى اليوم و هي كرم الضيافة .من ذلك أنهم كانوا قديما يشعلون النار و يبقونها مشعة ليلا كما قد يلجئون إلى حث التراب نهارا للدلالة على مكان تواجدهم لعل تائها في تلك الربوع الخوالي أو قاصدا أو عابر سبيل يهتدي إليهم فينزل بينهم على السعة و الرحب.. و من تم غدت هذه الصفة ملازمة لهم و بفعل التداول تداخلت الكلمتان لتصبح كلمة واحدة و هي " الشعانبة".أما تسمية المدينة بمتليلي فلها قصة أخرى ، من ذلك أن الشعانبة حينما وفدوا من شبه الجزيرة العربية مكثوا بناحية " فزان " بليبيا و في منطقة إسمها " واد ليلي" حيث شيدوا قصرا هناك لازالت أنقاضه باقية . و صادف أن رحل فريق منهم إلى منطقة متليلي الحالية فوجدوا أن هذه تشبه تماما المنطقة التي جاءوا منها لوجود واد بها و أرض خصبة فقيل هذه بقعة " مثل ليلي " و بفعل التداول تلاحمت الكلمتان لتصبح متليلي. الإستقرار بمتليلي:خلال الزحف الداخلي لهذا القبيل و التنقل من منطقة لأخرى ، إستقر بهم المقام بمنطقة متليلي و كان ذلك في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي ، وكما واضح فإن طبيعة المنطقة كانت تؤهل مثل هذا الإستقرار و لو أنه كان جزئيا في بدايته فالمنطقة يخترقها واد كبير "واد متليلي " الذي يمتد على مسافة 350كلم إلى نواحي ورقلة ، هذا الأخير ساعد على إيجاد أرض خصبة أنمت مجال الرعي الذي إحترفه الشعانبة بداية و حول اهتمامتهم فيما بعد إلى الميدان الفلاحي الذي وجدوا فيه ضالتهم و به غدا المجالان من أقوى دعائم الاقتصاد بالنسبة للشعانبة مكناهما من التمتع برغد العيش و الإنتقال إلى مزاولة أنشطة تقليدية و امتهان حرفة التجارة التي برعوا فيها و ذاع صيتهم عن طريقها في مختلف المناطق الصحراوية و المناطق التابعة لدول مجاورة كمالي و النيجر و ليبيا و تونس وغيرها....