عاجل و ضروري - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عاجل و ضروري

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-11-16, 20:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رامي100
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Bounce عاجل و ضروري

السلام عليكم و رحمت الله وبركاته اطلب من كل طلبة السنة الثانية علم اجتماع افادتي و مساعدتي في بحثي حول المادية التارخية لابن خلدون و لكم جزيل الشكر









 


قديم 2008-11-17, 21:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse ابم خلدون



السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخي الكريم اضع بين يديك هذا البحث المتواضع عسى ان يفيدك في عملك ولا تنسونا بالدعاء في سجودكم

الفصل الأول: خلفية تاريخية.
المبحث الأول: نشأته وآثاره.
المطلب الأول: نشأته.
ولد عبد الرحمن ابن خلدون بتونس في رمضان سنة 732هـ وقام والده بتربيته أحسن قيام لما كان عليه من شهرة علمية وورع.
درس ابن خلدون على والده ثم على أستاذه ابن عبد الله بن سعيد بن براد الأنصاري حتى حفظ القرآن وقرأه بالقراءات السبع وما يدور حوله من قواعد، كما درس الفقه، بالإضافة إلى دراسته اللغة العربية وقواعدها، ودراسته العلوم العقلية من رياضيات وفلك وفن وطبيعيات ومنطق وفلسفة، ولقد شهد له كل من درس على يدهم بالمقدرة العلمية ومنحوه الاجزات.
ولقد وقع في حياة ابن خلدون حدثان كان لهما اثر كبير في تغيير مجرى الحياة، ووقع عظيم على حياة ابن خلدون وهما:
1. ثورة تونس على السلطان بالقيروان وذلك سنة 749 هـ رغم أن هذه الثورة لم تنجح ولكنها أحدثت فتنة في الناس.
2. حادث الطاعون الذي أودى بحياة الكثير من الناس بما فيهم والدي ابن خلدون وعدد من الأساتذة والزملاء، بالإضافة إلى رحيل البعض الآخر إلى تلمسان وفاس.
ولي الكتابة والوساطة بين الملوك في المغرب والأندلس. ثم انتقل إلى مصر حيث تول فيها قضاء المالكية. ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف، كما درس بالأزهر وبعض المدرس الرسمية، كما كانت له مؤلفات هي من أهم المصادر للفكر العالمي. وأشهرها (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) وهو كتاب ضخم يقع في سبعة مجلدات. وأعظم إنجازاته وأشهرها الكتاب الأول المسمى (مقدمة ابن خلدون) ضمنه صاحبه قواعد فلسفة التاريخ والاجتماع، ونقد فيه الذين سبقوه وبين عيوبهم، ثم وصف تطور الأمم من البداوة إلى الحضارة، وترقي الشعوب في الاجتماع والدين والسياسة والاقتصاد والعلوم والفنون، وتكون الدول ونموها وانهيارها، وطبائع أهل البدو والحضر وما إلى ذلك، كل هذا بطريقة متسلسلة وأسلوب منطقي.
ظل يواصل ابن خلدون عمله ويعارك الحياة في مختلف الجبهات والميادين بدون كلل أو ملل بإرادة قوية وعزيمة فولاذية وصبر عظيم إلى أن انتقل إلى رحمة الله في 26 رمضان 808 هـ.

المطلب الثاني: آثاره.
يمكن أن نوجز آثار ابن خلدون كالآتي:
1. كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر: وهذا الكتاب يتألف من سبعة مجلدات ضخمة وكل مجلد يحتوي على 1300 صفحة بالنسبة للطبعة اللبنانية.
· المجلد الأول: هو المقدمة التي تتضمن الدراسات المنهجية ودراسة علم الاجتماع، يتحدث فيها عن كل فن وأعظم ما جاءت به قريحته وموهبته في الحقل العلمي.
· المجلد الثاني: يتحدث فيه عن تاريخ العرب منذ بدء الخليقة إلى عهد ابن خلدون وعن الأمم التي عاصرها كالسريانيين والنبط والكلدائيين والقبط والفرس وبني إسرائيل واليونان والروم والفرنجة والإلمام بأخبار دولهم، والكلام على أمم العالم وأنسابهم.
· المجلد الثالث: خصصه لتاريخ دولتي الأمويين والعباسين.
· المجلد الرابع: خاص بتاريخ دولة العلويين.
· المجلد الخامس: يتعرض فيه لتاريخ الإسلام في عهد الأتراك من بداية حكمهم إلى عصره.
· المجلد السادس: يتناول فيه تاريخ المغرب العربي وبطون العرب النازحين إليه.
· المجلد السابع: يتحدث فيه عن تاريخ المغرب والأندلس من قبل الإسلام إلى عهده وضم إليه حياته تحت عنوان: التعريف بابن خلدون.
2. التعريف بابن خلدون: هذا الكتاب خاص بحياته، ويعتبر أول كتاب في الميدان العلمي يقوم فيه المؤلف بتدوين حياته بنفسه بالتفصيل.
3. شفاء السائل وتهذيب المسائل: وهو كتاب خاص بالكلام عن التصوف ويحتوي على ستة فصول.
وصف المغرب العربي: كتاب يتضمن الناحية الجغرافيا والأحوال الاجتماعية، كتبه إلى تيمور لنك يطلب منه قصد الاطلاع على المغرب العربي.









قديم 2008-11-17, 21:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الثاني: ابن خلدون وعلم الاجتماع.


المبحث الأول:اكتشافه لعلم الاجتماع ومنهجه.

المطلب الأول:اكتشافه لعلم الاجتماع.
لقد قام ابن خلدون باكتشاف هذا العلم وأتى بنظريات قيمة وعبد الطريق للباحثين بعده كما سهل عليهم السمو به إلى دراجات التقدم. حيث يصرح ابن خلدون لاكتشافه لهذا العلم الجديد بقوله: (( وكأن هذا العلم مستقل بنفسه فإنه ذو موضوع وهو العمران البشري والاجتماع الإنساني، وذو مسائل وهي بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد الأخرى. وهذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أو عقليا. وأعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة أَعْثَرَ عليه البحث وأدى إليه الغوص))(1).
ومن خلال هذا النص يتبين لنا أن هناك علما يسمى بعلم الاجتماع أو العمران مستقلا بنفسه له موضوعه الخاص ومنهجه، وقوانينه قام هو باكتشافه عن طريق البحث المتعمق والجهد الجبار الذي بذله في اكتشافه وتحديد وظيفته وميدانه وضبط قواعده وبعد ذلك أصبح علما متميزا عن العلوم الأخرى.
ثم يزيد ذلك توضيحا في النص التالي: (( وإذا كانت كل حقيقة متعلقة طبيعة يصلح أن يبحث عما يعرض لها من العوارض لذاتها؛ وجب أن يكون باعتبار كل مفهوم وحقيقة علم من العلوم يخصه))(2).
فإذا كانت الدراسات اللغوية ترمي إلى التعبير عما يختلج في أفكار الناس وتتيح لهم التفاهم والدراسات الأخلاقية والفقهية أو القانونية هدفها هو المحافظة على النوع البشري وبقاؤه، والدراسات الطبيعية توفر للإنسان الأشياء التي يحتاج إليها، فإن الدراسات الاجتماعية تتوجه إلى دراسة لأحوال الناس وعلاقاتهم فيما بينهم وما يلحقها من العوارض والظواهر المختلفة، وعلى هذا الأساس يعتبر علما قائما بذاته له خصائصه ومميزاته عن بقية العلوم الأخرى، فإذا كان العلماء قبل ذلك اهتموا بالعلوم الأخرى لفائدتها المادية ونتائجها التي تعود على الإنسانية بالمنفعة، فإنهم لم يلتفتوا إلى الدراسة الإنسانية الاجتماعية ولم يدركوا قيمتها فبقيت مجهولة إلى أن جاء ابن خلدون وأبرزها إلى الوجود وفي هذا يقول:
(( وكأنه علم مستنبط النشأة. ولعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة. ما أدري ألغفلتهم عن ذلك؟ وليس الظن بهم أولعلهم كتبوا في هذا الغرض واستوفوه ولم يصل إلينا

(1) عبد الرحمان ابن خلدون، المقدمة ، ط 2، (بيروت: دار الكتاب اللبناني 1979م)، ص 62 .

(2) المصدر نفسه، ص63.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

فالعلوم كثيرة والحكماء في أمم النوع الإنساني متعددون؛ وما لم يصل إلينا من العلوم أكثر مما وصل.))(1)
ومن هنا يتبين لنا أن ابن خلدون قد قام بجهود جبارة للاطلاع على علوم السابقين، فلم يعثر على بحث كامل مدقق اعتنى بالموضوع حق العناية وبحثه من جميع جوانبه، وأخذا يتساءل هل كل العلماء الذين سبقوه لم ينتبهوا إلى هذا العلم ولم يؤلفوا فيه ؟ أم أنه لم يستطيع العثور على ما كتبوا في هذا الموضوع ؟ رغم كثرة العلم والعلماء في العالم، وربما لم يتوصل إلى الاطلاع على جميع المؤلفات العلمية في أرجاء العالم.
وعلى كل فإن ابن خلدون اكتشف علم الاجتماع ورغم كل ذلك فهو ينبهنا إلى من سبقه في ذلك بمحاولة دراسته ويضع كل الاحتمالات التي تدل على التزامه بالنزاهة و التواضع وذلك يتم عن حذاقته ونباهته وشدة التبصر في إصدار الأحكام، وهو يعرف بأنه هناك من العلماء من حوم على هذا الموضوع ولكنهم لم يوفقوا في الإحاطة به وإنما قاموا بإثارة بعض المسائل المتفرقة الممزوجة بغيرها من المواضيع الأخرى.
المطلب الثاني: الظواهر الاجتماعية.
لقد تعرض ابن خلدون للظواهر الاجتماعية في دراسته وبحث كل ظاهرة في مكانها الخاص تبعا للتصميم الذي وضعه حسب تبويبه لعلم الاجتماع ولذلك نراه شديد الحرص على التعرض لهذه الظواهر في كل باب من أبواب علم الاجتماع، وقام بتعريف الظواهر الاجتماعية بصفة موجزة في بداية حديثه.
لقد كان نبيها في اقتفاء اثر الظواهر الاجتماعية والتعرض لها بالبحث والتنقيب والتحليل ومدى أهمية كل منها في الحياة الاجتماعية وأثرها على الأفراد والجماعات وفي هذا يقول:
((يحتاج صاحب هذا الفن إلى العلم بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع والأمصار في السير والأخلاق والعوائد والنِحَلْ والمذاهب وسائر الأحوال)).
ثم يقول:
(( ولم اترك شيئا في أولية الأجيال والدول، وتعاصر الأمم الأولى، وأسباب التصرف والحِوَلْ، في القرون الخالية والملل، وما يعرض في العمران من دولة وملة، ومدينة وحلة، وعزة وذلة، وكثرة وقلة، وعلم وصناعة، وكسب وإضاعة، وأحوال متقلبة مشاعة، وبدو وحضر، وواقع ومنتظر إلا واستوعبت جمله، وأوضحت براهينه وعلله.)).(2)
وفي هذه النصوص نرى ابن خلدون يذكر بعض الظواهر الاجتماعية ويكتفي بالإشارة إلى البعض الآخر مستندا في ذلك إلى دراسة الجزئيات ضمن الكليات ثم يربط الظواهر

(1) المصدر نفسه ص 63 .

(2) المصدر نفسه ص8 .











قديم 2008-11-17, 21:29   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع ابن خلدون

الاجتماعية بالظواهر الطبيعية التي لها أثر فعال على الحياة الاجتماعية. لأن الظواهر الطبيعية تعمل على تكييف الظواهر الاجتماعية وتغييرها أو تطورها نظرا للعلاقات المتينة بين أفراد المجتمع وبين تلك الظواهر الطبيعية، ومن هنا نجد حياتهم تختلف باختلاف البيئة وتتخذ أشكالا متعددة تبعا لظروف المجتمع ومحيطه، إن أحوال المجتمعات ومفاهيمها في تغير مستمر لا تسير على وتيرة واحدة، والظواهر الاجتماعية نفسها تتسم بالتفاعل والتداخل لأنه ليس في وسعنا أن نفصل عددا من الظواهر عن ظواهر أخرى في حياة مجتمع ما ولا سيما إذا كانت تعتبر هي الكيان الأساسي لبناء ذلك المجتمع. ولهذا ينبغي على الباحث أن يعمل على تحليلها تحليلا يؤدي إلى الكشف عن طبيعتها وعن الأسس التي تقوم عليها والقوانين التي تؤثر فيها، وهذا مسار عليه ابن خلدون في بحثه وإبرازه إلى الوجود حينما اكتشف علم الاجتماع والعوامل التي تؤثر فيها.
المطلب الثالث: أبواب علم الاجتماع:
لقد صنف ابن خلدون علم الاجتماع إلى ستة أبواب:
1. العمران البشري بصفة عامة والعوامل التي أدت إلى نشأته ونوع التجمعات ودراسة البيئة الطبيعية التي لها علاقة بالتجمعات البشرية حيث تعمل على توزيعهم على المناطق والأقاليم تبعا لمؤثراتها ولذلك نجدهم يختلفون في القلة والكثرة والتقدم والتخلف حسب مناخ الأقاليم، وإن الأقاليم المعتدلة تحضى بكثرة السكان ووفرة العمران أكثر من المناطق الشديدة الحرارة أو البرودة.
2. المجتمعات البدوية أو المتخلفة لأن البداوة في نظره عبارة عن مرحلة أولية من الحياة الإنسانية لابد أن تمر بها وهي تعيش هذه المرحلة حياة التقشف والبساطة في وسائلها ونضمها وعلاقات أفرادها في مجتمعات صغيرة لا تكاد تتجاوز القبيلة.
3. العمران الحضري أو المجتمعات المتقدمة وهذه المجتمعات قد عبرت مرحلة البداوة وانتقلت إلى مرحلة التحضير وبعد ما كان شغلها الشاغل هو الحصول على الضروريات أصبحت تهتم بالكماليات وتتفنن في أعمالها وبالخصوص في الميدان العلمي والصناعي، واتسعت علاقة أفرادها حيث أصبحت متشابكة متفاعلة ومتداخلة.
4. السياسة التي تدلنا على وجود مجتمع منظم تجاوز مرحلة الفوضى والانقسامات الصغيرة واعتماد كل فرد على نفسه نتيجة ضرورة دفعت أفراد المجتمع إلى التعاون والعيش مع بعضهم في كتلة كبيرة يستطيعون بها أن يؤمنوا حياتهم ويفرضون وجودهم وكان الدافع إلى ذلك الصراع القائم بين الأفراد الذي كان يهدد حياتهم وكاد يصدع بنائهم الاجتماعي ففكروا في إيجاد حل للقضية وذلك بإنشاء سلطة سياسية تفصل بينهم في خلافاتهم وتقيم الأمن والسلام، فاختاروا من بينهم رجلا تتوفر فيه شروط المسؤولية وهي: قوة الشخصية والحنكة والتجربة وقوة العصبية.
5. الاقتصاد أو ما يسمى بالمال أو المعاش، وجد الإنسان على الأرض وهو في حاجة إلى أشياء يحفظ بها بقاءه ووجوده في هذه الحياة، وهذه الأشياء موجودة في هذا العالم ومسخرة له ولكنه لاستطيع الحصول عليها بدون عمل، فتحرك واكتشف منا بعها، ثم أحتاج إلى وسائل يعمل بها فأداه ذلك إلى الصناعة التي تعمل على تطويرها باستمرار، وهكذا تفاعلت حياة الأفراد الاقتصادية وتخصصت كل جماعة في ناحية معينة وأصبحت وسائل العيش متبادلة أساسها التعاون الذي يضمن لكل فرد ما يحتاج إليه.
6. العلوم إن العلوم كسبية وليست فطرية لأن الإنسان خلق وهو لا يعلم شيئا ولكنه مزود بوسائل تمكنه من اكتساب المعرفة وهذه الوسائل تتمثل في العقل والحواس. ويقسم ابن خلدون العقل إلى نوعين:
· العقل التجريبي.
· العقل النظري.
ويقسم العلوم إلى صنفين:
· علوم عقلية يكتسبها الإنسان بعقله.
· علوم نقليه منزلة من الله على أنبيائه ورسله وهذه العلوم هي التي زادت في تنوير العقل وأطلعته على الكثير من المعلومات التي لم يكن في وسعه الحصول عليها من تلقاء نفسه.
المطلب الرابع: منهج البحث عند ابن خلدون.
لقد لاحظ ابن خلدون أن البحث العلمي يحتاج إلى منهج قويم يتخذه الباحث نبراسا يهتدي به إلى هدفه المنشود في كل من ميادين المعرفة وبالخصوص في العلوم الإنسانية المتطورة التي تقتضي المهارة والنباهة والحذر والتأني للوصول إلى الحقيقة ومعرفة أسباب الظواهر وأصولها وذلك لا يتم إلا بالتوجه إلى خدمة العلم لذاته والقدرة على تفسير الأمور تفسيرا علميا دقيقا غير أنه قد توجد أبحاث تتخللها أخطاء وأوهام ولذلك يمكننا أن نقسم المشتغلين بالبحث العلمي إلى قسمين:
1. القسم الأول: العلماء الذين يملكون القدرة على النظر في الأمور ومعرفة مبادئها وأسبابها والقوانين التي تخضع لها ويتعمقون فيها ويتتبعون جزئيتها بدقة وتكون لهم دراية بطبائع الكائنات وأحوالها، وهؤلاء العلماء يقدمون خدمات جليلة للبحث العلمي لأن همهم الوحيد هو خدمة العلم لذاته.
2. والقسم الثاني: الباحثون الذين لا يملكون القدرة الكافية على البحث العلمي ويسميهم ابن خلدون بالمتطفلين، لأنهم يغصون في الميدان العلمي معتمدين في ذلك على النقل والتقليد، وفي هذه الحال قد يشوهون الحقائق نظرا لجهلهم بطبائع الأمور. وفي هذا يقول ابن خلدون: ((وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومباديها دقيق، وعِلْمٌ بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو بذلك أصيل في الحكمة، عريق وجدير بأن يعد في علومها وخليق ... والغلط والوهم نسيب للأخبار وخليل، والتقليد عريق في الآدميين وسليل، والتطفّل على الفنون عريض وطويل، ومرعى الجهل بين الأنام وخيم وبيل))(1).
وبناء على ذلك فإن ابن خلدون يرى أن الظواهر والأحداث المتعاقبة لا تسير حسب الصدفة وإنما هي خاضعة لقوانين ثابتة والحركة الاجتماعية لا تخرج عنها بل تسير بمقتضاها ولكي يستطيع المرء أن يصل إلى هذه القوانين ينبغي له أن يدرس المجتمع البشري في نشأته وتطوره، وأن يعرض أحواله على العقل الذي هو معيار الحكمة والحقيقة، ونقد ابن خلدون سابقيه في دراسة التاريخ بالخصوص، فأداه ذلك إلى وضع منهج مخالف لمناهجهم، وهذا المنهج يعتمد على الدقة والملاحظة والتجارب مع المقارنة والتحليل والتعليل مستند في ذلك على المنطق السليم.
وإذا كان ابن خلدون يرى دراسة التاريخ تعتمد على دراسة علم الاجتماع فإنه قد رسم خطة البحث التي يسير عليها هو وغيره في سلوكهم لدراسة التاريخ وأن التاريخ ليست مهمته السرد، بل هو دراسة اجتماعية شاملة لجميع مرافق الحياة الاجتماعية التي هي أساس البحث في التاريخ، وهذا ما جعل ابن خلدون يشترط في دارس التاريخ أن يكون ملما بعلم الاجتماع الذي هو دراسة أساسية في الماضي والمستقبل وبذلك يمكنه أن يسلم من الوقوع في الخطأ ويصل إلى دراسة صحيحة وفي ذلك يقول: (( وتقف على أحوال ما قبلك من الأيام والأجيال وما بعدك)).
وإذا كان ابن خلدون يشير إلى التاريخ عندما يتحدث على المنهج فلم يكن يعني أن المنهج وضع خصيصا للتاريخ، بل كان يهدف من وراء ذلك إلى وضع منهج لعلم الاجتماع والتاريخ مادام هو جزء من علم الاجتماع.
ويقسم ابن خلدون المنهج إلى قسمين: القسم الأول يختص بالقواعد التي تجنب الباحث الوقوع في الخطأ وتجعله في مأمن من الانزلاق والخروج عن التفكير السليم.

(1 المصدر نفسه ص2،3.










قديم 2008-11-17, 21:31   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع ابن خلدون

أما القسم الثاني: يتعلق بالأسس التي يعتمد عليها الباحث للوصول إلى اكتشاف القوانين التي تحكم الظواهر الاجتماعية. ومنه فإن ابن خلدون في تعرضه للقواعد الوقائية أراد أن يبعد البحث العلمي عن تلك الأخطاء المرتكبة ويجعله يسري على دعائم متينة يعمل الباحث بمقتضاها حتى لا يضل الطريق.
1. القواعد الوقائية: ويشمل القواعد التالية:
· أولا الذهول: إن كثيرا من الباحثين يقعون في الخطأ ويبتعدون عن المقاصد والأهداف بسبب غفلتهم وعدم تفطنهم للفرق الموجود بين الأحوال والأحداث وما طرأ عليها من تغير وتطوير.
· ثانيا النقل: إن الباحث الذي يعتمد على النقل قد يؤدي به الأمر إلى نقل أمور غير صحيحة أو مشبوهة بالخرافات وهذا من شأنه أن يشوه الحقيقة ويفقد الناقل مكانته العلمية التي تتطلب منه التحري وتحكيم العقل وإخضاع الأمور إلى سنن الطبيعة الضرورية الثابتة.
· ثالثا الثقة: لا ينبغي للباحث أن يثق في كل خبر أو رأي مهما كان مصدره دون تأمله وعرضه على القواعد الصحيحة وتمحيصه جيدا ولابد أيضا النظر في شخصية الراوي، هل تتوفر فيه شروط الثقة أو لا تتوفر فيه.
· رابعا الجهل: إذا كان الباحث يجهل طبائع الأحوال وأسباب الحوادث وينظر إليها بمظهر خارجي سطحي ولا يعرف أسبابها الحقيقية ويكتفي بنقل ما لاحظه دون أن يفهم حقيقته يكون بعيدا عن الصواب.
· خامسا الأغراض: لأن كثيرا من الناس ميالون بطبيعتهم إلى إتباع أهوائهم فيؤدي بهم ذلك إلى تزييف الحقائق ونقل المعلومات كاذبة، لأنهم يتقربون إلى أصحاب الجاه والثروة لقضاء مآربهم وتحقيق أغراضهم فيعمدون إلى وصفهم بكل حميد وتزين أحوالهم، وهكذا يعملون على تشويه الحقيقة وتزيف الأمور مما يجعلهم يشوهون البحث العلمي الذي يتنافى مع هذا الأسلوب.
· سادسا التشيع: فإذا كان الشخص متشيعا إلى رأي فإنه يقبل كل ما يوافق ميله لأول وهلة دون أن يمعن النظر في ذلك ودون أن يتناوله بالنقد، وبذالك ينقل أخبارا ومعلومات كاذبة لأنه لم يزنها بميزان العقل قصد تمحيصها والتأكد منها.
هذه هي أهم القواعد التي ينبغي للعقل أن يتجرد منها في البحث العلمي لكي يحصل على معلومات صحيحة، وتجنبه الأخطاء التي يمكنه أن يقع فيها لأن هذه القواعد لها ارتباط وثيق بحياة الإنسان إذا لم يتحرر منها لا يستطيع كشف الحقيقة التي هي هدفه الرئيسي ومنهجه القويم.
2. القواعد العلمية: وهي على عكس القواعد الوقائية - التي لا بد أن يتجنبها الباحث- إذ على الباحث أن يعمل بها وأهمها:
· أولا: المقدرة العلمية والمعرفة بأحوال المجتمعات وبقوانين الطبيعة والحياة وعللها والإحاطة بطبائع العمران وما يطرأ على الأحوال الاجتماعية من تغير وتبديل.
· ثانيا التعليل: ينبغي أن لا تعلل الظواهر من خلال النظرة الذاتية، بل ينبغي أن ترمي إلى دراسة الظواهر دراسة موضوعية في سبيل كشف الحقيقة، لأن معرفة الأسباب الحقيقية يجعل تفسير القضايا سليما ويكتسب معرفة علمية صحيحة.
· ثالثا الملاحظة: تعتبر الملاحظة من القواعد الهامة في الدراسة الاجتماعية كما هو الشأن في دراسة العلوم الطبيعية غير أن الملاحظة في العلوم الإنسانية تختلف عن الملاحظة في العلوم الطبيعية نظرا لتحرك الأولى وثبوت الثانية وخضوعها للتجربة.
· رابعا المقارنة: من أهم القواعد التي يرتكز عليها البحث العلمي في علم الاجتماع المقارنة، لأن الظواهر الاجتماعية في تغبر مستمر.
· خامسا التمحيص والنقد: على الباحث أن يعمل على تمحيص الأخبار التي ترد عليه والمعلومات التي يكتسبها بواسطة تحكيم العقل الذي هو معيار العلم ومصدر كل حكم وبذلك يستطيع أن يتخلص من قبول الغرائب التي تتطلع النفوس إلى قبولها ويكون بحثه موجها نحو الحقيقة العلمية.
· سادسا التطور: إن الدراسة الظواهر الاجتماعية تختلف عن دراسة العلوم الطبيعية التي تخضع لقواعد ثابتة، ومن هنا يكمن وجه الخلاف لأن الظواهر الاجتماعية لا تبقى على حالة واحدة فهي في تطور مستمر وتغير متواصل، ولذا يجب على الباحث أن يتفطن لهذا التغير ويجعله في حسابه لكي لا يقع في الخطأ بقياسه الماضي على الحاضر أو العكس.
ومن خلال هذا نستنتج أن ابن خلدون كان يولي اهتماما كبيرا للناحية العلمية ويقدرها حق قدرها ويتخذها هي الهدف الأمثل الذي يسعى من أجله ويعمل على تحقيقه متحديا كل الصعاب والعراقيل التي تعترض سبيله فأداه ذلك إلى الخروج على الإنسانية بأفكار علمية مفيدة خلدته عبر الأجيال والعصور.
قائمة المصادر والمراجع.
1. عبد الرحمان ابن خلدون، المقدمة ، ط 2، (بيروت: دار الكتاب اللبناني 1979م).
2. د.علي محمد علي، تاريخ علم الاجتماع (ط2؛ 1983م).










قديم 2008-11-21, 13:59   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
رامي100
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااا وبارك الله فيك تستحق وسام تقدير لو كنت المدير وجزاك الله ماتتمنى انشاء الله










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc