لا مادفنّاه ( سوا ) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لا مادفنّاه ( سوا )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-10-21, 06:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فيصل الملوحي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي لا مادفنّاه ( سوا )

حكايا الزمان....يطوّرها الأوان!!






لا
ما دفنّاه (سَوا)






يُحكى– والعهدة على الأجداد منذ قرون وقرون– أن رفيقَيْن كانا يسيران في درب سفر طويل، يتناوبان ركب حمار ذليل عليل. فما لبثا غير بعيد حتى نفق( فطس، أعزّكم الله–عفواً كان الأجدادعنصريين يفرقون بين بني البشر وذرّية الأتان!) الحمار، فلم يطاوعهما قلباهما الرقيقان أن يتركا رفيق درب طويل في العراء، وردّدا ما يقوله السلف: إكرام الميت دفنه، فتعاونا على الحفر، وإنزال جثّة الحمار في حفرة القبر. حتى إذا أنهيا العمل، وأرادا إكرام الحمار بوضع شاهدة عليه كيلا يستهين به جاهل فيدوسه بقدميه، مرّ في الدرب قوم سفر، فرأواعمل البرّ، ومايقوم به الرفيقان، فأرادوا أن يشاركوا بأقلّ مايستطيعون من فعل الخير، حتى ينالهم ثواب وأجر، فقرؤوا فاتحةالكتاب، وختموها بقولهم(آمين)، فلمعت الفكرة النبيهة في ذهني الرفيقين الألمعين، وأبديا حزنهما الشديد على الفقيد العزيز وفضله الكبيرعلى الصغيروالكبير، وخسارتهما التي لا يعوّضها ثمن مهما بلغ، فرأف القوم بحالهم، وأعطّوْهما ما فيه النصيب.
وكما يفعل الأتقياء– طبعاً من الجهلةبالدين أو مستغلّيه– تحول قبرالحمار إلى مدفن إنسان ثمّ إلى مقام وليّ من أولياء الله الصالحين– بالمعنى الجاهل للوليّ - ، وسارت الركبان بأحاديث كراماته الخارقة للعادات إبّان حياته، ثم ما يظهره التمسح بجنبات القبربعدمماته من شفاء لأمراض استعصت على الأطبّاء، ورزق بالرزم،وجمع حبيبين بعدفراق طويل وغياب مرير في مكانين متباعدين لايدريهما إلا الله، وألهم الله صاحب المقام فعرفه به، فدلّ عليه أحدالملتاعَيْن المتباعدين بهبّةريح نحوالشمال أوالجنوب أو صوب الجهة التي توجّه طيرمبارك بصياحه!
أكرم الله رفيقي السفر، فجمعا ثروة بالغ فيها الأقدمون، وقالوا قد بلغت مبلغاً تحتاج له مفاتيح قارون. فحمدا الله وأثنيا على فضله، وقالا ( بكفّي شقا وتعتير )، وعلينا أن نعود إلى الأهل والأحباب، فما جمعناه يكفي بدل العمر عمرين! وأوصيا بالمقام إلى إنسان ( مشحّر ) فقير، فلعله يتخلّص من العوز والحرمان من الدنانير.
أخذا المال على جنب بعيداً عن أنظارالفضوليين، وأخذا يقتسمان الذهب والفضة والدنانير، حتى إذا وصلا إلى كيس محرّز عليه القيمة والتقديراختلفا عليه، فقال أحدهما، كلّ هذا نقتسمه، أمّاهذا فقد أُهديَ لي، فتصايحا، وأخذكل منهما بعتق أخيه حتى إذا وجدا أن الأمر لايحتاج إلى قتال، وأنّ التفاهم بين الإخوة خير سبيل، جلسا بهدوء يفكّران، وأصرّ من ادّعى الهدية على ادعائه، وأقسم برأس صاحب المقام المبجّل – وجهل أن الحلف لايكون صادقاً بغير الله- أنه هدّية من أحد زوّار المقام آثره بها على صاحبه.




هنا انبرى صاحبه وقال: إذا كنّا نخدع النّاس بصاحب المقام، فلن يخدع أحدنا صاحبه، فقد دفنّاه ( سوا ).





تعديل يقتضيه الأوان:


وتسامع الناس من بعيد الجدال والصياح، فأقبلوا صوب المقام يتساءلون،عمّن يدنّس المقام بقول بذيء أو فعل مُشين، لكنْ بادرصاحبنا صاحبه بطعنةنجلاء، خوف الفضيحة وانكشاف المستور، فصعدت روحه إلى بارئها الديّان، وخرج فارس الميدان إلى القوم الغيورين على العرض والدين، فبشّرهم بالخلاص من دنس رجل حاول الاعتداء على المقام.
فكبّر الناس، وتعالت أصواتهم، وحملوا صاحب المروءة المدافع عن المقدّسات على الأكتاف.


وردّدوا الشعار الأحدث :



عاش عاش،
صاحب الفضل والأيادي البيضاء على الدين والعباد!!








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مادفنّاه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc