![]() |
|
قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها ..... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الأصول السياسية د. لطيفة حسين الكندري د. بدر محمد ملك سياسة الناس بمعنى فن استخدام السلطة وممارسة النفوذ في التعامل مع الآخرين بنمط مؤثر وتشمل دائرتها ميدان السياسة الأسرية والمدرسية والمجتمعية وهناك ارتباط واضح بين التنشئة السياسية وبين التنشئة الاجتماعية فالمجتمع الديمقراطي مثلاً يُرحب بالحوار ويُوفر فرص الاختيار وفي المقابل يرفض التسلط والإجبار. هذه القيم تُغرس من الصغر في محيط الأسرة. الكثير من المدارس في أنحاء العالم تُمول مالياً من قِبل الحكومات وعليه فإن الحكومات ترسم السياسات التربوية للمؤسسات بحكم النفوذ المالي والسياسي. المدارس ترمومتر يقيس سلامة الرؤية السياسية المهيمنة في المجتمع فالنظام التعليمي أدق مؤشر لطبيعة الحياة السياسية الفاشلة أو الناجحة أو المتأرجحة. التعليم ترجمة إجرائية تستمد روحها وتصوراتها ومساراتها من الفلسفة السياسية للمجتمع وكلما اتضحت المقاصد السياسية وآلياتها الموضوعية المطلوبة للقطاع التعليمي كلما لعبت المؤسسات التعليمية دوراً فاعلاً أساسه التخطيط الدقيق الواعي. يقول الراغب الأصفهاني (ت 502 هـ) السياسة ضربان: سياسة الإنسان نفسه وبدنه وما يختص به. والثاني سياسة غيره من ذويه وأهل بلده، ولا يصلح لسياسة غيره من لا يصلح لسياسة نفسه" (ص93). وقال بسمارك "السياسة فن العمل في حدود الممكن" (عبود، 2001، ص 444). قال الفيلسوف الألماني عمانويل كانط (1824م-1804م) : "ثمة اكتشافان إنسانيان يحق لنا اعتبارهما أصعب الاكتشافات: فن حكم الناس، وفن تربيتهم" (نصار، 2000 م، ص 5). ولهذا فإن التربية السياسية من أصعب الفنون في عالم يشهد تغيرات سريعة ومتباينة بل ومتناقضة. وظيفة التربية السياسية تحقيق التماسك والضبط الاجتماعي وذلك من خلال مساعدة الإنسان على فهم نظام الحكم العام بغرض المشاركة في مناشطه والتعايش الحكيم مع الاختلافات وتحقيق التقدم وفق تطلعات ومصالح المجتمع وفي إطار التسامح والحرية والعدالة. من أهم عوامل فساد الحياة السياسية: تغليب المنفعة الشخصية على المصلحة العامة، وزيادة الضغوطات الاجتماعية، وكثرة الانحرافات الفكرية، وغياب المبادئ الأخلاقية، وسيطرة الاستبداد، والقمع، والإرهاب الفكري، وهيمنة أهل النفوذ الاقتصادي، وتهميش دور المرأة، وتقليل دور أهل الاختصاص، وسيطرة النظرة الآنية وغياب الرؤية المستقبلية، والانشغال بسفاسف الأمور وإهمال القضايا المصيرية. دور التربية السليمة نحو السياسة يتمثل في أمرين: أولاً: توجيه جميع فئات المجتمع نحو السياسة العادلة الشاملة بمستوياتها المختلفة لتحقيق ذلك التضامن فلا بد من تسخير المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لتكوين ثقافة سياسية واعية تتحمل أعباء المسئولية. ثانياً: إفساح المجال للناس كي يشاركوا السلطة عبر القنوات المناسبة للقيام في عملية المراقبة العامة وكشف التجاوزات وعلاجها بحكمة مما ييسر للجميع أسباب الاستقرار والنظام في نطاق العدالة فإن من مقتضيات السياسة حُسن الإدارة، والإدارة الجيدة لا تكون بمعزل من جهود المجتمع. إن زيادة وعي النساء والرجال في المشاركة الفاعلة مجتمعيا يتيح لهما فرص تصحيح المسارات السياسية وممارسة حقهما في الاحتساب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). تعمل التربية السياسية على تكوين وتنمية قدرات المشاركة السياسية للفرد "بحيث يكون قادراً على-وراغباً في المشاركة السياسية بفعالية في قضايا مجتمعه العامة بكل صور المشاركة المتاحة والتي تؤدي إلى التغيير نحو الأفضل" (سعيد إسماعيل علي، 1997،ص 148). وحاجة العرب اليوم إلى نشر تربية سياسية رشيدة لا تقل أهمية عن ضرورة معالجة الأمية الأبجدية والتكنولوجية والقانونية بل هي نتيجة أليمة لتلك الأمية الثقافية. النسق السياسي في أدبياته يتضمن مفاهيم كبرى مثل القرار والحكم والقوة والنفوذ وفي ميدان التربية يهتم المربون بتمكين Empower وتفعيل المعلم والطالب في عملية المساهمة في صنع القرارات. من أشكال السياسة التسلطية في المدارس- أو حتى في الأسرة والمجتمع- استخدام العنف البدني مع الطالب أو فرض القرارات المدرسية والآراء الفردية وتسفيه آراء الآخرين وهي تقع ضمن ممارسة السيطرة على الفرد ومصادرة رأيه. ومن الموضوعات التي تندرج تحت هذا الباب أيضاً حقوق الأقليات والفئات المُستضعفة مثل أهمية تعليم المحرومين من الفقراء لأن لهم من الحقوق الإنسانية ما لغيرهم والمطالبة بتعليم المرأة فهو مفتاح لمعرفة الحقوق والواجبات المجتمعية وكذلك من الموضوعات التي تشغل الرأي العام العالمي ما يتصل بإفساح المجال لأصحاب الإعاقات وغيرهم في أخذ حقوقهم من فرص عادلة للتعليم الغير محدود وتوفير فرص مناسبة للعمل. من الحقوق المثيرة للجدل في عالمنا العربي هو ما مدى حدود حرية الرأي والتعبير ومن يملك حق الوصاية الفكرية من البشر على البشر. بشكل عام فإن كرامة الإنسان واحترام خصوصياته أصبحت من الحقوق المدنية والسياسية في منظومة حقوق الإنسان والنظام التربوي من خلال مؤسساته المتنوعة هو الذي يغرس في الفرد والمجتمع أهمية تطبيق تلك الحقوق. التعليم الجيد يقوم بتشكيل وصياغة الفرد كمواطن يتمتع بالوعي السياسي Political awareness. العالم الإسلامي والتربية 1- فرض الله عز وجل على هذه الأمة بأن تتسلح بالعلم إذ أن الحق سبحانه لا يُعبد على جهل أبداً وعمران الأرض يستلزم التسلح بسلاح العلم. قال تعالى: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41)" (سورة الحج). من الأصول الراسخة عند المسلمين أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب والعلم اليوم هو السلاح أو العدة التي تُرهب الأعداء وتُعين المسلمين في نشر رسالتهم وإقامة العدل، والحفاظ على الأرض والعرض. وقديماً قال كوان تسو (551-479 ق م): "إذا كنت تخطط لسنة فاغرس بذرة، وإن كنت تخطط لعشر سنوات فازرع شجرة، وإن كنت تخطط لمائة سنة فعلم الناس". والحق أننا بحاجة إلى بذرة العلم، وزهرة التعلم، وشجرة التعليم. المصلح الكبير رشيد رضا (ت 1354 هـ = 1935 م) أكد على أن سعادة "الأمم بأعمالها، وكمال أعمالها منوط بانتشار العلوم والمعارف فيها" (تمام، 2002 م). 2- الأمة المسلمة تعاني اليوم من انتشار الجهل و المرض والفقر والضعف السياسي فيها ديارها ولا سبيل للنهوض دون إيمان قوي وعلم متين وفق معادلة ثلاثية الأبعاد: إخلاص + اختصاص + مؤسسات = أمة قوية. لم تأت الرسالة الإسلامية إلا من أجل إقامة العدل قال تعالى "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)" (سورة الحديد). 3- تمتلك إسرائيل كمية أكبر من العرب شبكات الانترنت بنسبة خمسين ضعفاً وتتفوق أيضاً سبعين ضعفاً مقارنة بعدد السكان من حيث النشر العلمي العالمي (عباس، 2001 م، ص 38). ولأن القوة العسكرية ثمرة لشجرة التربية السليمة فإن اللواء الركن شيت خطاب (ت 1998 م) الذي خاض حروبا طويلة مع اليهود بسلاحه وقلمه يقول "إن المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى قادة كخالد والمثنى إلا أن حاجتهم إلى العلماء العاملين أمس وأشد". إذا تكلمنا بلغة الأرقام عن الواقع الأليم للدول العربية نجد أن "لدينا من الإحصائيات ما يؤكد المجاعة الأدبية التي يعيشها طفلنا العربي، إذ يصدر في أمريكا سنوياً قرابة خمسة آلاف كتاب سنوياً، بينما الوطن العربي، الذي لديه تقريباً نفس عدد سكان أمريكا، فهو لا يصدر أكثر من 5% من هذا القدر، وأمة (اقرأ) لا تستهلك من ورق الطباعة إلا 10% مما تستهلكه بلجيكا التي لا يزيد عدد سكانها على 10% من الأمة العربية" (يوسف 1995، ص56). المجلات المخصصة للطفل العربي لا تتجاوز العشرات في حين أن الغرب يمتلك آلاف المجلات العريقة التي تطبع بالملايين وعدد المجلات التي تصدر للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية (400 مجلة)، وفي انجلترا نحو مئة مجلة وفي ألمانيا تصدر دار فروزو وحدها (17 مجلة) للأطفال لعدد من الأطفال هم (17 مليوناً)، بينما هناك أكثر من (40) مليون طفل عربي، مجلاتهم لا تزيد عن العشر (يوسف، 2000 م، ص 160). لقد فاز كاتب إسرائيلي بجائزة أندرسون العالمية في أدب الطفل وعالمنا العربي لا يعرف الكثير عن هذه الجائزة العالمية (يوسف، 2002 م، ص 138) فهل الذي لم يسمع عن المسابقات العالمية يمكنه أن ينافس فيها ويرصد العصر الذي يعيشه ويعرف العدو الذي يتربص به؟ قصص المساء تأليف ماكسوال طُبع منه أكثر من 40 مليون نسخة وقصص هيري بتر قد يشتريها الملايين من الناس نقداً في كل القارات قبل أن تخرج من المطبعة علماً بأن القصة الواحدة -مثل الجزء الرابع- تحتوي على 734 صفحة يطلع عليها طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية ويتلقفون حبكاتها الدرامية بنهم. لقد انفض إلى هذه الكتب الغربية الجذابة بعض أبناء العرب وتركوا الكتب العربية لعدة أسباب منها: أنها إصدارات وعظية مملة لا جديد فيها لا على مستوى الخيال والابتكار ولا على مستوى المعاصرة والتخصص. وهذا يدل على أن أمة الأكثر من مليار مسلم بحاجة إلى نشر مظاهر الصحوة الفكرية في ربوعها والتي من مظاهرها الصحية وأهم أساسياتها تشجيع عملية طباعة الكتب وتحبيب القراءة للأبناء والبنات وترغيبهم في اكتشاف معارف جديدة واكتساب مهارات مفيدة. لا يمكن تحقيق ذلك من غير غرس الوعي بأهمية القراءة كقوة ثقافية وحضارية تقف وراء كل تقدم حقيقي. لا بد للمجتمعات المسلمة أن تفقه مفهوم "اقرأ" كشعار ونشاط عبر تفعيل فوري وجذري ومنهجي ومتجدد لدور الأسرة والمدرسة والمكتبات العامة، والمراكز والأدوات الثقافية والإعلامية المطبوعة والمسموعة والمرئية. 4- تمتلك الأمة الإسلامية رسالة خالدة، وثروات هائلة، وتراث فكري وافر يعج بالمآثر، والتربية الحكيمة هي الكفيلة باستثمار ثرواتنا الطبيعية، والبشرية، والتاريخية المخزونة داخل وخارج حدود عالمنا العربي، والتربية الناجحة –وحدها-هي القادرة على نشر رسالتنا الإسلامية العظيمة لتملأ الأرض ضياءً والفضاء حضارة. المسلمون من أقدر الناس على تكريس مبدأ التعايش مع الآخرين على أسس العدالة الراسخة، ودعائم الكرامة الإنسانية، ووفق المنظومة القرآنية "لتعارفوا" شكلاً ومضموناً. قال تعالى في سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)". 5-العالم من حولنا يشهد قفزات علمية في ميدان التكنولوجيا والاقتصاد والعمران ونحن من غير نظام تربوي فعال. لا سبيل للأمة المسلمة إلى اللحاق بالركب أو حتى الصمود في وجه أمواج التحديات التغريبية والتخريبية إذا كانت الأمة العربية في سبات عميق والعالم المتقدم في سباق علمي شديد. تشير الدراسات اليوم إلى أن المعلومات التي تُنشر على شبكة الانترنت تتضاعف مرة واحدة كل 53 يوماً وهي معركة ثقافية بالمقاييس العقلية لأن من خلال الحاسب الآلي تنشر الشعوب قيمها بقوة. لا شك أن النمو يتضاعف وهذه الأرقام أو التقديرات بعد حين ستصبح قديمة والفجوة الرقمية ستتسع لمن يفكر في التقدم. الانفجار المعرفي لا يعني وصف العصر بصيغة المجاز بل على وجه الحقيقة فمكتبة الكونغرس التي أنشئت عام 1800 م تنمو سنوياً بمعدل مليون وعاء معرفي (Encyclopaedia Britannica Online) يضاف إلى حصيلة الكتب والمخطوطات والخرائط والصور مما يوفر للغرب قاعدة بيانات هائلة تساعده على السيطرة الفكرية والعسكرية عالمياً إضافة إلى ضمان الهيمنة التكنولوجية. 6-تآمر الأعداء على الأمة المسلمة لنهب خيراتها وسلب خبراتها. قال تعالى: "وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120)" (سورة البقرة). واتباع ملتهم يكون بتقليدهم في كل شيء لقوله صلى الله عليه وسلم "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟" (رواه البخاري في صحيحه- كتاب أحاديث الأنبياء). ومن علامات ذلك التقليد الأعمى حب الدنيا والبعد عن تطبيق مبادئ الدين. عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يُوشِكُ الأمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا. فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ. فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ" (رواه أبو داود في سننه- كتاب الملاحم). قال شُرّاح الحديث النبوي إن فِرق الكفر تداعى عليكم أي يدعو بعضهم بعضا إلى الاجتماع لقتالكم وكسر شوكتكم ليغلبوا على ما ملكتموها من الخيرات كما أن الفئة الآكلة يتداعى بعضهم بعضا إلى قصعتهم التي يتناولونها بسهولة فيأكلونها صفوا من غير تعب (الآبدي، باختصار). واليوم نجد أمة المليار مسلم تنوح وتترنح أمام حفنة من اليهود يسلبون بيت المقدس ويذلون أهلها وتتوالى سلسلة الانتكاسات على المستوى العسكري والاقتصادي والعلمي فأصبح بأس العُرب بينهم يأكل بعضهم بعضاً عياناً ودون حياء. إن الحياة الكريمة لا تُوهب لمن لا يهاب ذُل الهوان. ومن صور تكالب الأمم علينا وتكاتفهم ضدنا نجاح اللوبي الصهيوني في تسخير قدرات هيئة الأمم المتحدة لخدمة المصالح الإمبريالية في ظل النظام العالمي الجديد ومما جاء في مجلة البيان (1418 هـ-1998م) " منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة في 24 أكتوبر 1945م، والهيئة خاضعة لمواقف الدول العظمى عمومًا وأمريكا والاتحاد السوفيتي خصوصًا، فإذا ما أراد الإنسان معرفة موقف الأمم المتحدة من قضية ما، فما عليه إلا أن يعود إلى موقف أمريكا وروسيا منها، ولكن بعد سقوط المعسكر الشرقي أضحت الهيئة تجسيدًا للسياسة الأمريكية. إن السيطرة اليهودية الأمريكية على هذه الهيئة قديمة حتى التمويل لهذه الهيئة كان بنسبة 75% من الدول الكبرى، وأمريكا وحدها كانت تساهم بثلث الميزانية الإجمالية منذ إنشائها وحتى عام 1968م. إننا حينما نعرف هذا لا نستغرب الحقائق الآتية: حتى عام 1992م أصدر مجلس الأمن 69 قرارًا ضد إسرائيل لم ينفذ منها أي قرار له أهمية، ومنذ أزمة كشمير 1947م وحتى الآن صدر لصالح كشمير 13 قرارًا ولم ينفذ منها أي قرار له أهمية" (عدد رقم 121 بتصرف). 6-المؤسسات التعليمية في عالمنا العربي في معظمها تواجه مشاكل متشابهة تشمل المناهج التعليمية والمباني والقوانين الإدارية التقليدية الجامدة كما أنها ينقصها الخطط الإستراتيجية ذات المراحل الزمنية. إن الطلاب والطالبات في الكثير من المؤسسات التعليمية مازالوا يعانون من الشُعب المُغلقة والمباني القديمة والقاعات الخالية من المدرجات والمعدات الأساسية المُفترض أن تكون في الفصول كالميكرفون والسماعات. إن اللوائح البيروقراطية الجامدة ونظام التسجيل ومعادلة الوحدات الدراسية في حال التحويل من كلية إلى أخرى أو التحويل من الجامعة إلى جهة أخرى من ميادين الهدر للطاقات والامكانان. مبالغ طائلة تُهدر وجهود هائلة تُخسر في أثناء عملية السحب والإضافة في بداية كل فصل دراسي إذ أن القاعات خاوية في الغالب باسم الإضافة والسحب وتصبح المدة الفعلية للتعلم أقل. هانحن أولاء قد دخلنا قرناً جديداً ومواد تعليم الطباعة وكيفية استخدام آلة الطباعة تُدرَّس في كلياتنا رغم أن استخدام الحاسب الآلي هو أساس المهن في المؤسسات الحديثة. إن المؤسسات التعليمية يجب أن تهيئ المتعلم لسوق العمل وتدفع بمهاراته للأحسن لكن بالنظم التعليمية اليوم تصرفه عن الجديد وتعلمه مهارات لم تعد صالحة كواقع. إن الكثير من القضايا المصيرية في المؤسسات التربوية العربية بحاجة إلى إصلاحات جذرية في ميدان المناهج أو اللوائح الإدارية كما أن علاقة المؤسسات التعليمية بسوق العمل تستدعي التحرك الفوري للإصلاح إذا أريد لتلك المؤسسات مكانة كبيرة في بناء وطن عربي وأمة مسلمة قوية في المُستقبل. 7-العاملون في الحقل السياسي يعلمون مدى حاجة الأمة المسلمة إلى مراجعة الذات وتصويب الأخطاء وإعادة النظر في ممارسات النشطاء في ساحة الإصلاح السياسي. يقول المفكر الإسلامي فهمي هويدي (2002 م) "ولست أتردد هنا في القول بأن قطاعا عريضا من النشطاء الإسلاميين في زماننا استغرقهم العمل السياسي، وتطلعوا إلى تغيير المجتمع من قمته، في حين تراجع لديهم الاهتمام بالقيم الأخلاقية والحضارية، ومن تجارب عدة ثبت أن التغيير الفوقي هو محاولة عبثية لإقامة بناء بغير أساس، وحين يتعلق الأمر بالبنيان الإسلامي بوجه أخص، الذي قوامه الهداية ومكارم الأخلاق. إن قليلين هم الذين يقدمون أنفسهم بالخلق الكريم والصدق والوفاء والإتقان والنظافة واحترام الأوقات والمواعيد، بينما تؤثر الأغلبية أن تعلن عن نفسها بالصياح واللافتات والإسراف في المظاهر الإيمانية. الذين شغلوا بالعمل السياسي، ووقعوا في خطيئة استهداف تغيير السلطة قبل تغيير المجتمع، ارتكبوا خطأ آخر، هو أنهم تعلقوا بالهدف النهائي، في عجلة غير حميدة، ولم يحسنوا التعامل مع نهج التدرج والأهداف المرحلية. فألحوا مثلا على تطبيق الشريعة، وجعلوه عنوانا كبيرا لأنشطتهم، دون أن يشغلوا أنفسهم بالدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان، والأولى هدف نهائي قد تختلف بعض عناصر النخبة حوله، بينما الثانية هدف مرحلي لا يكاد يختلف عليه أحد" (باختصار). النصيحة من دعائم الأصول السياسية الإسلام دين ودولة كما أنه عقيدة وشريعة، وتربية وعمل، ومن دعائم الأصول السياسية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فردياً وجماعياً لأن النصيحة وفق الضوابط الشرعية تحفظ المجتمع من الغفلة وتفتح باب التذكير والمحاسبة إذا لزم الأمر مع المسيء إذا أصر على زلاته وأضر المجتمع سواء كان حاكماً أو محكوماً. لا شك أن القوانين لوحدها لا يمكن أن تضبط وتنظم حياة الناس إلا إذا قام المجتمع بجميع أفراده بتعزيز دور المؤسسات الرقابية لأداء دورها تجاه أمن المجتمع رسمياً وشعبياً. نطاق النصيحة واسع جداً وهو أهم أصل في الدين والتربية القويمة. طريق الفلاح لهذه الأمة هو طريق التواصي والنصح لقوله تعالى في سورة آل عمران "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)". ذكر الإمام مسلم في صحيحه: "عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا [أي الصحابة رضي الله عنهم]: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولأئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" (كتاب الإيمان). لهذا يقول الإمام الغزالي إن "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين" (إحياء علوم الدين، ج2، ص302). ومن الأهمية بمكان أن ندرك أن الإسلام أعطى المرأة الحق السياسي في ممارسة دورها في حماية وتنمية المجتمع المساهمة في ترجمة أفكارها في أرض الواقع ضمن إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. قال تعالى في سورة التوبة "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)". ولن تستطيع المرأة أن تقوم بدورها المنوط بها اجتماعياً والمطلوب منها شرعياً إلا إذا تحصنت بالعلم وفي الآية تقرير حق سياسي للمرأة وأن المساواة مبنية على تحمل المسئولية الاجتماعية والدينية كل حسب استطاعته وفي حدود اختصاصه الذي كلفه الله سبحانه علماً وعملاً واعتقاداً. وعليه فإن تربية البنات لا تقف عند إعدادهن لخدمة البيت بل يتعدى التعليم هذا الدور المهم ليضيف إليه أهمية إعدادهن لخدمة المجتمع. القرآن الكريم يُخبرنا عن الدور العظيم للمرأة المسلمة التي هرعت لبيعة النبي صلى الله عليه وسلم كما حكى القرآن الكريم "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ولا يَسْرِقْنَ ولا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)" (سورة الممتحنة). فالمرأة مكلفة شرعاً ويجري عليها الذي يجري على الرجل في الجزاء لقوله تعالى "وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) (سورة النساء). وقوله "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ" (سورة آل عمران، آية: 195). وقوله "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)" (سورة النحل). النصيحة في دلالاتها السياسية لا تعني الوصاية لأن النصيحة فعل محمود أما الوصاية فهي محاولة للسيطرة والتنفير فبين النصيحة والوصاية بون عظيم. يتبع >
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() الحرية يتبع >
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() الميثاق الإسلامي لحقوق الإنسان |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc