تعتبر ظاهرة ضرب الزوجات إحدى أكثر ظواهر العنف الأسري تفشياً في مختلف المجتمعات الإنسانية، إلا أن البعض يصرّ على ربطها بالمجتمعات العربية والإسلامية باعتبار أن الدين الإسلامي يبيح ضرب الزوجة _ جسب تفسير البعض_ و تناسوا أن هذه الرخصة مشروطة في عدة شروط و كأن لم يفهم من أحكام القرآن الكريم إلا " وَاضْرِبُوهُنَّ " _ آيه 34 سورة النساء_، حيث تتركز خطورة ضرب الزوجات بصورة أساسية في الأثر النفسي والاجتماعي السلبي الذي تتركه على الأولاد .
في كثير من الأحيان و بسبب أمور " تافهة" و بسيطة كتأخر الزوجة عن المنزل في الساعة المحددة أو عدم تحضيرها الطعام أو خسارة فريق كرة القدم المفضل لدى الزوج ، فقد يميل الزوج إلى الضرب بسبب أو بدون سبب يذكر " و إذا أحد ناشباه " ذكر أنها من متطلبات الرجولة و حتى " تكسر راس المرة ".
و من ناحية أخرى أظهرت دراسة حديثة أن ظاهرة ضرب الزوجات في الدول الاسلامية والعربية في تزايد مستمر، وتنتشر بشكل أكبر بين فئة الشباب المتزوجين حديثاً الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة ، و تقل بين الفئات العمرية الأكبر سنا ، كما إن هذا التزايد الذي أظهرته الدراسة لا يعكس الرقم الحقيقي لظاهرة ضرب الزوجات في الدول الاسلامية، فعدد كبير من حالات العنف الزوجي يبقى طي الكتمان، ولا يتم التبليغ عنها بحكم طبيعة المجتمع وتقاليده.
فأين الدين الإسلامي و أخلاقياته و تسامحه من هؤلاء الرجال الذين لم يأخذوا بسنة رسولنا الكريم _ صلى الله عليه و سلم _ عندما قال :" اتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله...." (رواه مسلم).