1- الأُمَّــةمجموعة بشرية كبيرة توحّدها عوامل مشتركة مثل اللغة والدينوالتاريخ والتراث والأصول العِرقية أحيانًا، والثقافة المشتركة. كثيرًا ما يحسّالناس بولاء كبير لأمتهم ويعتزّون بميزاتهم القومية. وكثيرًا ما يرجع مثل هذاالشعور بالولاء والاعتزاز إلى القومية. وفي الإسلام، يتجاوز مفهوم الأمة مفهومالقومية.
الأمة تعني في القانون الدّولي، مجموعة من الناس يمارسون حكمًا ذاتيًا داخلإقليم محدد، باعتراف أمم أخرى من خلال تبادل السفراء فيما بينهما. وعندما تعترفالأمم الأخرى بأمة جديدة فإنها تحصل على بعض الحقوق، وتترتب عليها بعض الواجبات،تتمثّل حقوقها في حقّ حرية الملاحة في البحار العليا، أما واجباتها فهي الالتزامبعدم تهديد الأمم الأخرى، أو استعمال القوّات العسكرية ضدّها. ويطلق القانون الدوليأحيانًا لفظقطرأودولةعلى الأمة. ولمعلومات أوسع حول الأمم كمايعرّفها القانون الدولي. وللأمة معانٍ كثيرةٌ في اللغة العربية تحددها المعاجم.
2- الانتماء الحضاري :
الانتماء الحضاري هو الانتساب إلى حضارة ما من خلال تأييد الإنسان و تبعيته لتلك الحضارة في جميع جوانبها الثقافية و السياسية و الاقتصادية ...
ويحدد الانتماء هوية الفرد والمجتمع من خلال الصورة الثقافية المستمدة من البعد التاريخي والتوجه المستقبلي مما يحدد موقفها العام، والتزامها الأدبي تجاه المعطيات كافة والسياسية منها على وجه الخصوص، الأمر الذي يحيل الانتماء إلى وسيلة تحفظ شخصية الأمة وتحميها من الاندثار تحت وطأة الاختلاط والاندماج بين الشعوب بفعل وسائل الاتصال الحديثة، وتفاعلات الاحتكاك العالمي العنيف.
والانتماء تاريخياً يأخذ طابعاً إنسانيا متزمتاً ساهم في إذكاء الصراع وتوظيفه لخدمة المصالح الذاتية، وهو المفهوم الذي سيطر على توجيه الأحداث وجهة مأساوية لا تزال تعاني منها البشرية حتى يومنا هذا، لاسيما حين تبلورت مفاهيم جديدة جعلت للانتماء فضاء جغرافياً أو إقليميا أو مذهبيا يتشبث بأي قاسم مشترك كاللغة،أو الجنس وغير ذلك.
بيد ان الانتماء الحضاري الذي كان حصيلة تفاعلات إنسانية وثقافية تخلص من عقدة الجغرافيا أو المذهب واللغة، وأوجد قاسماً مشتركاً للتعايش بين مختلف المذاهب والأمم، اثبت نجاعته على مدى عقود وأجيال، حققت فترات حضارية مزدهرة ليس لها مثيل، وخير مثال على ذلك: الحضارة العربية الإسلامية التي أنتجت عباقرة، وعلماء، وفلاسفة في شتى الميادين والحقول، أغنت الحضارة العالمية وساهمت في النهضة الكونية الحديثة، فكان لغير المسلم ساحة واسعة من الحرية والعمل ليس لها سقف ولا حدود.
وكان لغير العربي نفس الحقوق والواجبات كما لغيره من المواطنين، الأمر الذي أوجد صيغة للتعايش والمواطنة عز نظيرها يستطيع فيها كل مواطن مهما كان مذهبه أو جنسه ان يدلي بدلوه في شتى الحقول، ويصل الى أعلى السلطات مع الحفاظ على خصوصيته وتمتعه بالأمن والحماية والكرامة.
وهكذا أصبح الانتماء الحضاري هو البوتقة التي تصب فيها مختلف الفعاليات لتشكل تعددية فريدة مختلفة الألوان والأشكال الأمر الذي يعطيها صفة خاصة يفتقدها النمط الواحد، والفكر المنغلق، وهو ما تطلع إليه المفكرون ورجال السياسة الحكماء منذ البداية لإرساء دعائم وحدة عالمية يجد فيها كل إنسان مكاناً له، بغض النظر عن المعتقدات والأفكار التي عفا عليها الزمن، والتي تمحورت حول عبادة الأنا والذات، ولم تعد صالحة للاستمرار والحياة نتيجة للتطور الشامل الذي رسخ مفاهيم المساواة والعدالة والقبول بالآخر، والتعاون على البر والتقوى ونبذ الاثم والعدوان.
* مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد
3- الهوية الوطنية هي الانتماء للأرض المستقلة المحررة التي تعني الوطن وفقاً للتعريفات التاريخية القديمة والحديثة . الهوية الوطنية هي مجموعة من القيم والأخلاق يجب أن تنعكس أفعالاً بما تعنيه من استقرار في الوطن والدفاع عنه والتقيد بنظمه واحترام قوانينه .
الهوية الوطنية تعني الانتظام العام في المجتمع وفق مبدأ أخلاقي ضمن نسيج مجتمعي متماسك ، قائم على التعاون والمحبة واحترام العادات والتقاليد والأسرة والبيئة والتمسك بالقيم الدينية السائدة واحترام الرأي الآخر ومعتقده ووجهة نظره إن لم تمس القيم والانتظام العام وسيادة الوطن .
الهوية الوطنية تعني الوعي الذي يجب أن نربي عليه أولادنا في حب الوطن والإخلاص له والتضحية في سبيله حفظاً لأهلنا ومستقبل أولادنا ليبقى وطناً منيعاً ضد الفاسدين والمخربين والطامعين والأعداء ، والجهل العدو الأول للوطن .
الهوية الوطنية تعني قيام الدولة بواجباتها نحو المواطن ، التي جاءت نتيجة عقد تاريخي معه . لذا فإن الإهمال أو التعالي أو الفساد الحكومي والإداري يضعف من نسيج المجتمع ومنعته ويضع الوطن في خطر التناتش والتناوش والضياع مع تصاعد الرفض والاحتجاج على الممارسات الخاطئة للدولة في تسيب الأعمال الحكومية وإنعدام المسؤولية الوطنية ، التي يقتضيها المنصب أو المركز في الإخلاص والولاء لخدمة المواطن ، التي تعني الولاء للوطن وتحصينه والإخلاص له .