بسم الله الرحمن الرحيـــــــــم
في الذكرى السابعة لسقوط بغداد .....أقدم لكم قصيدة رآئعــة للشاعر الجزائري محمد تاج الدين الطيبي ...أتمنى أن تنال إعجابكم ...نقلتها من منتدى عراقي ....أحببت أن تشاركوني الإعجاب بها ....
إليها قبل..وبعد سقوطها ثانية بيد التـتـار ..إليـك بــغـداد.
عُدْ بي إليك فـإن أمـسَكَ شَــيِّـقُ
يـا أيها المـجد الذي أتعـــشقُ
يـا أيـها الـوطن الـذي نبـضاتـُـه
شـمَّاءُ تــُورِقُ تــارةً..وتُــؤَرِّقُ
عُـدْ بـي إلـيك فللحكـاية بـَـدؤُها
ولـها الجـلالة ..والصدى ..والرونــقُ
عُـدْ بـي إلـيك فللملاحم وقـتهـا
ولـها الـمكان الصـامد المتـحَــرِّقُ
مـاذا أســـمِّي ذلك اللـهبَ الـذي
تنـــزيله بـالـروح لا يــَـتـَرفَّـقُ؟
حــزن أنا ..أم غـضبـة قُرشـيـَّـة ٌ
في كـل قافــيـة تصول ..وتَصـدقُ؟
جـرحٌ أنـا؟ ..سـفر أنا؟ ...ثـأرٌ أنا ؟
يـُـتـْم أنـا؟ ..حـولي التجاهل يُطْبِــقُ
لـو يـعلـم الغـاوون أي قصـيدة
فـي الشرق يكـتبها الفدى فيـُدقِّـقُ
بغـدادُ..!! ترتـبُ البطولةَ وحـدها
كالـفجر تـَشْـدو في العـيون ..وتُـشرق
هي قـبضةُ المـنصور.. ظـلُّ لـوائــه
وهــي الرشـيد.. وتاجُـه المـتـألـقُ
وعـبـاءةُ العبــاس عـمِّ مـحمـد
فـيـها تضَــمِّدُ بالتفـاؤل مـن شَـقُـوا
لسمـائها مـطرُ القـنابل ..واللـظَى
وبأرضـها أشقى الـزواحـف تـُحْـدِقُ
تصحو سمـائي دائـمًا..وسمـاؤهـا
برق.. ورعد بالشَّـجَى يَتَـمَوْسَــقُ
ما الـعاديات ..؟وما المُغـيراتُ الـتـــي
فـي جـوهـا كـانت تجول ..وتَنْـعَـقُ؟
إن حَلَّـقتْ فــوق السحاب ..ففوقهـا
أرواح من عـشقـوا الإبـاء تُـحَـلِّـقُ
قَـدرُ القنـابـل أن تكون غبـيـةً
يـرمي بهـا مـهـد الحضـارة أحمـقُ
بـغداد مصـحفنا الـذي نشـتاقــه
فـيه السكينة... واليـقين المطلـقُ
أزليةٌ كلمــاتـُـه... أبـديـــةٌ
حرمــاتُـه... قدسـيـةٌ لا تـُـمْحَــقُ
هــذا الشمـوخُ هنــا ..وثَـمَّ رجالُـه
ولـه البسـالـةُ – لاأبـالك – تُـخْـلَـقُ
تشــتاقُ يـَـثربُ لو تـكونُ مجالَـه
وتودُّ مـكـةُ لـو تـراه ..وجِـلـَّـق
بـغـداد قامـتـنا ..ورايتــنـا التـي
ما إن تزال لصـمتنـا تـستنــطــق
مـن سـورة الأنـفـال تكـتب نجدهـا
وبـراية الـعز المـبيـن ستـخْـفُـق
يمــتدُّ مـن ذي قـارَ زحفُ صهيـلِهـا
وعيـونها مـن ذي الفـقـارِ تُـحَـدِّق
قـل لـلـغزاة أمامكـم أسـوارُهـا
وأمامـكم أسرارُها.. فتـمزقـــوا
أنـي أرى يـوم التـغـابن!؟ حولهــا
قــد آن ..والأحـنى هـنالك أحْـنَـق
هـذا المُثَــنـَّى قـد توشَّـح سيـفه
وبه خـيول القـادسيـةِ تـلـحَـق
والـبصرة الفـيحـاء أسـرجتْ المدى
بـدر تـبـارك زحفـها..والـخـندق
لـن تـذبـحوا شـرف المآذن ...هاهنا
تـكـبــيـرهـا للكبرياء سيـسحــق
فـإذا هـويتم في الحضيض أمامهـــا
فــلأنكم لجـبـينهـا لـن ترتقـــوا
ما أحمــق الغـازي الذي يـأتـي بــه
مـتَـأمْركٌ ..مـُتـآمـرٌ ..مُــتَـمَــلِّق!
ليــدوس بالصَّـلـف الترابَ وما درَى
أن التراب بـذاتــه يَــتَــعَلَّــقُ
وإذا الفـدائـيُّ اسْتـَـمَاتَ لأجـلـه
حيـاه مـن مـدد الملائـك فيلــق
مهما عـتـا الغازي فـإن عُتـُــوَّهُ
أبـدًا.. على الـزوراء لا يتـفَــوَّق
تُـجـليـه عن رمل السمـاوة نخلــةٌ
ويـروعُــه من نـهـر دجــلة زورق
إن فـاز في أرض الـعراق بأخـمص
فلـه أيـاد بالخليـج.. ومـرفَــق
كل المدائن يـا بـُغاة كمـائــن
والـخزي أولى بالبغـاة ..وأليـَق
بــغداد.. إنـي واثـقٌ بـإيـابــها
والصامـدون على ثراهـا أوثـَــق
وهي البريئـة.. والجريئـة طالمـا
شـمَّ الأبـاة نسـيـها.. واستنشقوا
كـانت تـراسلـنـي بها كرخـية
يـا حـبـذا أسلـوبـهـا المـتأنـق
كنـا نمارس في القـصيد وجـودنــا
ولوحدنا كــنـا لـه نــتــذوق
بـالأمـس قـد كتبت إليَّ تقــول لي :
يـا شـاعري زمن الكتابـة ضيــــق
يـا سـيـدي هـذي الـرسالة ربمــا
ســتــكون آخر مـا أقول ..وأنطـق
إنـي كـتبـت وللـيـراع توجُّــسٌ
والـقـلـب مـن حـذر كئـيـب مرهــق
بــين التـسـاؤل والتفـاؤل هـاأنــا
ذات تـحـرر بالسكوت ...وتـُوثــَــق
إني كتـبـت ولـلغـزاة رسـائــــل
أخرى عل كـل السقـوف تــفـــرق
كتبوا إليـنـا كـي نــذل.. أمـا دروا
أن العراق مـن الكــتـابـة..أعـرق!؟
يــا أيها الآتـون من زيف الــرؤى
في شـارعي المغـوار لـن تتــسوقوا
يا موت يـا قدر الضحايـا هَيـْتَ لي!
لك مـخلب أقـسى.. ونـاب أزرق
للروح.. روحٌ من قـداسـة عـزها
مـهما بطـشت فـإنها لا تـُزْهَـق
الموتُ مـن حـولي سيـقـتل نفسه
لو صـوبـوا نحوي الردى.. وتشدقـوا
يـا شـاعري كأس القصيد تـرمَّـلت
مثلي..وبـاتـت بـالدموع تُـعـتَّـق
أسَفي عليَّ.. على قـصـائـدك الـتـي
فيـها إلـيَّ تـتــُوق أو...تـتـَشوق
سيــطـالها ليـل الردى ..ويـطالنـي
وحروفـها قــبـل الصبـاح ستـحرق
أرأيـت بغداد التي هـمـســاتــها
في كــل زاويــة تـضُوُع ..وتـعـبُـق ؟
أرأيت كيــف الأعظــميـةُ تـرتــدي
سمَراً يُـوشَّـى باسْمِـها ..ويُـنـَـمَّــق؟
أرأيـت سامَـرَّاءَ يـومـا..إنـهـــا
أحـنى من الشـفـق الجميل ..وأشفق ؟
أرأيـت بالـنـجف الشريـف صـبـيـة
مـن كربـلاء عـيونـهـا.. تَـغْـرَوْرِقُ؟
أرأيت بابــل إذ تعانـق نَيْنَـــوَى
وضـفاف دجــلة للفرات تصفِّــق؟
أرأيـت كيـف الموصل ابتسمت لهــا
تـكـريت.. والـدنيـا هناك تُـطــرِق ؟
أرأيـت هامـاتِ النخيل وإنـه الـ....
..أسـخَى عـلى كل الأيادي ينفــق ؟
أنــا من رأت ذاك الجلال.. وإننـي
كـل الزمـان أمامـه أستـغـرق
يـا شـاعري زحف المَغُولُ أفـي يـدي
مـجـد الأنوثة والحضـارة يـُوبَــق !؟
هذي إلـيك كمـا وعـدتـك صورتي
فـيهـا أطِـلُّ علـى مداك ..وأرمُــق
فــانـظـرْ إليها بـالـوفاء ..فإنـمـا
بـغداد في قـسـمــاتـها ..والمشرق
عـينـا ي فـيها دجلـتان !!تـراهمـا
هـدُبا يـتوه ..ودمعـةً تَـتَـرقْـرَق
وجـهي العراق ..وحـاجـبـاي بـأرضـه
سَـدَّانِ لا يـعـلــوهـما المـتسـلِّـق
خـدي الأسـيل مـحـاصـر كحدوده
وعـلى الجـبـيـن سـناؤه يـتدفـق
شـفـتاي فـيه تهمسـان لـتُـربـِه
فـإذا الورود بـأسْرهـا تَـتـَفَـتـَّقُ
يـا شاعري هل أنـت مـثلي متـعب
أم أنـت فـي عرب التـجاهـل تغرق؟
ومحيـطنا مـستسلم ..وخلـيـجُنـا
بـئْرٌ يـخُـورُ..وحاكـم يـتَـزنـدق
يا شاعـري قـل لي أتـعلـو رايـة
والقوم من يَـمِّ السـفالة قـد سُقُوا!؟
صـلى عـلـيكِ الـرب أيـتـها التـي
في كـل قـافـيـة تـئِـنُّ..وتـشـهـق
رحماكِ يـا مـيـسـون بـاللـيل الـذي
مـنـي يـغار ..ومـن دمـوعك يقلق
ميـسون..عارٌ أن يُـجيـبـك شـاعر
بـثـبـاتـك الثـوريِّ لا يـتخـلَّق
عـربُ الـخـطيـئة سـاستي فلتصفحي
عني عـساي من الخطيـئة أُُعْـتَـق
ولتـشكري العرب الذين على المدى
جـادوا عليـك من السكوت فـأغدقوا
السابـقـون..السابقـون إلى الـعـدى
فــهـم الأشـد عداوة..والأعـمـق!
قـد تــصبحيـن وللمـزاعـم رِدَّةٌ
والمـجد يُـذبح.. والكرامة تُـشْنَـق
فإذا الـمـلامح لم تـعد عربـيةً
وإذا التـضـامُن كـاذب..ومُـلـفَّـق
وإذا جِـيادُ محـيـطـنا مــوؤودةٌ
وإذا جِـمال خليـجـنا تـَسْـتـَنْـوِقُ
والخـائـنون بنو اللــقيطـة !!قـرروا
من بـؤسـك المـقدام أن يســتـرزقوا
لـو كنت فاجـرةً إليكِ توسَّــلـوا
أو كنت راقصـة عليك تحـلَّــقوا
لـكـنَّ فيك مـن الشـموخ شمائلا
لا يدركون سنـاءها مـهما بـقُـــوا
قـد كنت يا ميـســون نحوك قادما
فإذا الطـريق إلى هنـالك تُغـلـــق
إن انــتـظــارك لن يطول لأنــه
قـد حاقَ حولـك بالبُـغــاة المَـأْزَق
فتـقــبلـيني عـاشقا !! ها قـد مضى
من راهنـوا كي يــرهـنوك فأخـفـقوا
العـرس يدعوني إليـك..ويـومــها
أخــــبارنا للعاشـقـين تُــوَثَّـق
كل البشائــر..والـعـيـون تـقول لي
أني إلـيـكِ مع الصبـاح سـأسـبـق
ودمــــــــــتم ــ،،،ــالمين ....
عالم الوله
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2010-04-19, 12:31
البغدادية ....للشاعر محمد تاج الدين الطيبي
العرض العادي
