سرب موقع ويكيليكس المثير للجدل وثيقة سرية جديدة أرسلت من السفارة الأمريكية بالجزائر إلى البيت الأبيض، تناولت بالتشريح والتحليل الواقع التنموي والثقافي والتاريخي لولاية تلمسان الحدودية بأقصى غرب الجزائر، والتي ينحدر منها الرئيس بوتفليقة، طبقا لمجموعة شهادات ومعاينات جمعتها بعثة أمريكية حلت بتلمسان نهاية .2008
جاء في الوثيقة السرية إشارة إلى أن تلمسان منطقة ينحدر منها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعدد من وزرائه ومستشاريه، وأنها تبدو قد قطعت أشواطا متقدمة في الإقلاع الاقتصادي والنظام التربوي بالمقارنة مع مدن جزائرية أخرى، مثلما جاء في الوثيقة التي أثار انتباهها أن بعض المنشآت الجديدة التي أنجزها الصينيون بتمويل من الحكومة المركزية في الجزائر مثل المطار والجامعة. وأشارت إلى أنها لم تنجح في تطوير قطاعي الفلاحة والصناعة الغذائية.
ولم تغفل البرقية السرية في فقرتها الأولى الحديث عن والي تلمسان عبد الوهاب نوري، الذي ذكرته بالاسم مشيرة إلى أنه ''سخر وقتا طويلا لإقناع الحكومة بخطورة الوضع في منطقة تتقاسم الحدود مع المغرب بدل اهتمامه ببرامج خلق الثـروة ومناصب العمل''. متطرقة إلى أصوله كموظف سام ينحدر من شرق الجزائر. واهتمت البرقية أيضا بالحدود الجزائرية المغربية المغلقة، مركزة على ظاهرة تهريب المخدرات والوقود من وإلى الجزائر، طبقا لشهادة مسؤولين أمنيين ومواطنين على الشريط الحدودي الذي لا يبعد عن مقر ولاية تلمسان سوى بخمسين كلم، حسب البرقية.
كاتب البرقية علق كيف زينت قاعة المؤتمرات لكلية الطب بجامعة تلمسان بنقوش جميلة، قال إنه تم إنجازها بيد عاملة مغربية وبعلم السلطات الجزائرية رغم غلق الحدود بين البلدين. وقد أثار انتباه البعثة الدبلوماسية الأمريكية في زيارتها إلى تلمسان المبلغ المخصص لمختلف برامج التنمية بالولاية، والذي قدره مسؤول ولائي لم يذكر اسمه بعشرة ملايير دولار أمريكي، خصصت لإنجاز مرافق ومنشآت ضخمة وحديثة مثل مطار زناتة تلمسان الدولي الذي يربط المدينة بالعصمة الفرنسية باريس ومدن فرنسية أخرى.
وعن التواجد الصيني بالجزائر وتلمسان، جاء في البرقية أنه تواجد ''ليس من قبيل العواطف''، في إشارة للتوجه الاشتراكي السابق للنظامين في ببكين والجزائر، وإنما هو لأغراض اقتصادية بحتة، دون إغفال جانب التبادل العلمي بين البلدين، في إشارة إلى بعثة جامعية سافرت من جامعة تلمسان إلى جامعة بكين في الصين.