أساليب التعذيب الصهيونية ضدّ الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.. الشبح ومنع الطعام والضرب والهز بعنف حتى الموت
عمدت سلطات الاحتلال الصهيونية منذ احتلالها للضفّة الغربية وقطاع غزّة في العام 1967 إلى استخدام العديد من وسائل التعذيب والضغط الجسدي والنفسي على الأسرى الفلسطينيين، وكان ضحيّتة الآلاف من الأسرى الذين أصيبوا بأمراض مزمنة وبعاهات مختلفة، منها فقدان السمع أو البصر، ومنهم من أعيق بشكل دائم، هذا عدا عن الأمراض الأخرى مثل السكري والضغط والقرحة. واستشهد حوالي 150 أسيراً تحت التعذيب منذ العام 1967، وقد سمحت الكنيست الصهيونية لرجال المخابرات أن يمارسوا بعض أساليب التعذيب لانتزاع الاعترافات من المعتقلين
أساليب التعذيب
تغطية الوجه والرأس: يتعرّض المعتقل لتغطية وجهه بكيس قذر منذ اللحظة الأولى لاعتقاله مما يؤدي إلى تشويش الذهن وإعاقة التنفس.
الشبح: وقوف أو جلوس المعتقل في أوضاع مؤلمة لفترة طويلة، وغالباً ما يتم إجلاس المعتقل على كرسي صغير لا تتجاوز قاعدته 25سم × 25سم وارتفاعه حوالي 30 سم وتقيد يداه إلى الخلف، وأحيانا يوضع واقفاً ومربوطاً من يديه بماسورة ثابتة إضافة لتغطية وجهه بكيس.
الحرمان من النوم: حيث يحرم المعتقل من النوم لفترات طويلة، ويراقبه الحراس وكلما حاول النوم أيقظوه بالضرب.
الحبس في غرفة ضيقة: حيث يُحبس المعتقل في زنزانة ضيقة جداً يصعب عليه فيها الجلوس أو الوقوف بشكل مريح.
الحرمان من الطعام: يحرم المعتقل من بعض الوجبات الغذائية إلا بالقدر الذي يبقي المعتقل حياً، وأحياناً كثيرة لا يتم إعطاء المعتقل الوقت الكافي لتناول الطعام.
الضرب المبرح: يتعرّض المعتقل للصفع والركل والخنق والضرب على الأماكن الحساسة، والحرق بأعقاب السجائر والتعرّض للصدمات الكهربائية.
التعرّض للموسيقى الصاخبة: يتعرّض المعتقل لبثّ الموسيقى الصاخبة بشكل متواصل مما يؤثّر على الحواس.
التهديد بإحداث إصابات وعاهات: يتم تهديد المعتقل بأنه سوف يصاب بالعجز الجسدي والنفسي قبل مغادرة التحقيق.
الحطّ من كرامة المعتقل: يرغم المعتقل على القيام بأمور من شأنها الحطّ من كرامته.
تهديد المعتقل بالاغتصاب والاعتداء الجنسي عليه أو على زوجته وذويه.
حبس المعتقل مع العملاء: يتم وضع المعتقل مع مجموعة من العملاء الذين يعملون لحساب المخابرات الصهيونية، وهو ما بات يُعرف بـ'العصافير'.
أسلوب الهزّ: يقوم المحقق بالإمساك بالمعتقل وهزّه بشكل منظّم وبقوة وسرعة كبيرة من خلال مسك ملابسه، بحيث يهتز العنق والصدر والكتفين، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة المعتقل بحالة إغماء ناتجة عن ارتجاج في الدماغ.
اعتقال الأقارب من أجل الضغط على المعتقل.
عرض المعتقل على ما يسمى بجهاز فحص الكذب.
تعريض المعتقل لموجات باردة شتاء وموجات حارة صيفاً أو كلاهما معاً.
حرمان المعتقل من قضاء الحاجة.
إجبار المعتقل على القيام بحركات رياضية صعبة ومؤلمة 'وضع القرفصاء أو جلسة الضفدع لفترة طويلة، وفي حالات يضع المحقّق الكرسي لضمان عدم تحرك السجين'.
خلع ملابس المعتقل: تتعمّد سلطات الاحتلال أن تحقّق مع الأسرى وهم عراة وهذا يجري مع الأسرى والأسيرات، ويعمد المحققون إلى نتف الشعر أثناء التحقيق.
فتح ساقي الأسير وتثبيتهما على كرسي، وجلوس المحقّق على صدر الأسير، وآخر يمسك بيديه واثنان يمسكان رجليه؛ أي يكون محاطاً بستة رجال كلّهم يمسك قطعة في جسد الأسير ويعبث فيها ويحدث ذلك ألماً وتشتيتاً لذهن الأسير.
منع الماء والطعام لعدة أيام وتعمد نسيانه من الجمعة حتى الأحد بدون طعام.
إدخال الهراوات في شرج الأسير.
وضع طاسة حديدية على رأس الأسير واستمرار القرع عليها بشكل متواصل.
أدلّة على التعذيب
الشهيد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات (30 عاماً) من سكان الخليل، اعتقل في منتصف ليلة 21/4/1995 وحُوّل إلى سجن المسكوبية، وفي تاريخ 22/4/1995 وفي حوالي الساعة السادسة مساء نقل إلى مستشفى (هداسا) في عين كارم في حالة غيبوبة، وتوفي بتاريخ 25/4/1995 نتيجة تعرّضه للتعذيب الشديد.
وكان حريزات قد اعتقل على خلفية اتهامه بالانتماء لحركة حماس، ومشاركته في أنشطة الجهاز العسكري 'كتائب القسام'، ولقد دخل حريزات في غيبوبة بعد خمس عشرة ساعة فقط من إلقاء القبض
عليه وتوفي في المستشفى بعد ثلاثة أيام.
وتفيد التحقيقات التي أجرتها الشرطة الصهيونية بأن حريزات قد تعرض فيما بين الساعة 4.45 صباحاً و4.10 مساء للهز العنيف وفي 12 مناسبة على أيدي أربعة من المحققين على الأقل. كما تفيد تقارير الطب الشرعي بأن سبب الوفاة يعود إلى نزيف داخل الجمجمة فوق المخ وتلف حاد في ألياف الأعصاب ناتج عن الهزّ العنيف والمفاجئ، بالإضافة إلى نزيف سطحي تحت الجلد في الجزء العلوي والأمامي من الصدر والأكتاف، مع التهاب حاد مصاحب له نتيجة تعرضه للّكمات والضرب المبرح.
الشهيد الأسير خالد علي عايش أبو دية (37 عاماً) من سكان بيت لحم، اعتقل بتاريخ 14/5/1997 في البلدة القديمة في القدس ونقل إلى مركز اعتقال القشلة، وبعدها إلى معتقل المسكوبية حيث خضع للتحقيق وعلى أثر ذلك نقل إلى مستشفى (شعاري تصيدق) في القدس. استشهد بتاريخ 21 أيار 1997 ولقد حملت جثة أبو دية العديد من آثار التعذيب (كسر في عظمة الوجه في الجهة اليمنى بطول 15-20 سم نتيجة الضرب بأداة ثقيلة –جراح عميقة في الكتف اليمنى- الأضلاع 5 و6 و11 و12 مكسورة – نزيف داخلي قوي).
وقد بلغ عدد الشهداء في سجون الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الأولى عام 1987وحتى العام 1998 حوالي 52 شهيداً موزعين على النحو التالي:
18 (سوء الرعاية الصحية)
19 (التعرّض للضرب المبرح والضغط الجسدي والنفسي)
7 (شهداء برصاص جنود الاحتلال)
8 (ادعت سلطات الاحتلال أنهم انتحروا)
المجموع = 52
ويذكر أن ثلاثة شهداء منهم سقطوا خلال ساعات فقط من اعتقالهم، في حين سقط خمسة آخرون خلال يوم واحد من اعتقالهم. بالإضافة إلى سقوط ثلاثة شهداء ممن هم دون سن الثامنة عشرة.
نصف الشهداء في السجون الصهيونية تقريباً تمّ قتلهم على أيدي جهاز الأمن الداخلي الصهيوني المسمى 'شين بيت' والذي لا يخضع في أوامره للجيش ولا الشرطة، وإنما يتلقى أوامره من رئيس الوزراء الصهيوني مباشرة.
إباحة التعذيب
فيما يلي عدد منالقرارات التي صدرت عن محكمة العدل العليا الصهيونية والتي تجيز من خلالها تعذيب المواطنين الفلسطينيين:
1- أصدرت محكمة العدل العليا بتاريخ 14/11/1996 قراراً يقضي بتعذيب المعتقل محمد عيسى حمدان من قرية بيت سيرا/رام الله والذي استخدم معه أسلوب الهز.
2- أجازت محكمة العدل العليا الصهيونية في 17/11/1996 استمرار تعذيب المعتقل خضر ذيب مبارك من سكان حلحول/الخليل.
3- أجازت محكمة العدل الصهيونية في كانون أول عام 1996 استمرار تعذيب المعتقلين مهند أبو رومي وربايعة وعبد العزيز هرماس.
4- رد الالتماس المقدم من محامي المعتقل جمال أبو الجدايل من سكان قرية السموع في الخليل لوقف تعذيب موكله في تاريخ 14/10/1997. وسمحت المحكمة لجهاز المخابرات بمواصلة استخدام ما أسمته الضغط الجسدي والنفسي.
5- أجازت محكمة العدل العليا بتاريخ 13/1/1998 لجهاز المخابرات الصهيوني مواصلة تعذيب المعتقل عبد الرحمن إسماعيل غنيمات من صوريف الخليل.
شهادات حيّة
الطفل راسم إسحق محفوظ (15 عاماً) من سكان مدينة الخليل الذي اعتقل في 27/6/2003 قال لمحامي نادي الأسير محمد الشدفان إنه تعرّض في معتقل عتصيون للضرب المبرح والشبح من قبل الجنود، وتم وضعه معزولاً في زنزانة انفرادية.
الأسير عمر علي البلاصي سكان مخيم العروب (28 عاماً) المعتقل في سجن المسكوبية أفاد لمحامي نادي الأسير مأمون الحشيم أنه جرى الاعتداء عليه داخل زنزانته من قبل عدد من الجنود، بعد أن قاموا بتربيطه بقيود حديدية ثم بدأوا بركله وانهالوا عليه بالضرب بأيديهم وهو مقيد، وقاموا بشد القيود إلى آخر درجة حتى تم انحباس الدم، وقال إنه بدأ يصرخ من شدّة الألم والوجع فقام الجنود بإلقائه على الأرض مما أدى إلى إصابة رأسه في حافة الزنزانة، وكذلك أصيبت يداه بالتورم. وقال الأسير المذكور إن الجنود كانوا يوجّهون له الشتائم البذيئة.
الأسير الفلسطيني باسم نصار نصر شعراوي (25 عاماً) سكان دورا قضاء الخليل قال لمحامي نادي الأسير فهمي العويوي الذي التقاه في معتقل المسكوبية، إنه اعتقل يوم 9/6/2003 بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى وتعرّض للضرب المبرح على كافة أنحاء جسمه من قبل الجنود، وخصوصاً على منطقة الصدر، مما أحدث كسوراً في صدره، وكذلك تعرّضه للضرب على رأسه عدة مرات. وقال إن الجنود أجبروه على أكل التراب رغماً عنه؛ حيث وضعوا التراب في فمه ومنعوه من غسل فمه بعد أكل التراب، وبقي التراب في فمه 10 ساعات
أساليب التعذيب في سجون الاحتلال الصهيوني
بدأ الاحتلال في تعذيب الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون الاحتلال منذ أن احتل أو قبل احتلاله الكامل لهذه الأرض المباركة، ومارس نفس الدور ببشاعة بعد الاحتلال في العام 1948 ومن ثم احتلال العام 1967 فقد قتل الآلاف من الأسرى العرب على أيدي الاحتلال خصوصا من الجيش المصري في العام 1967 وخلال احتلال شبة جزيرة سيناء ومارست سلطات الاحتلال نفس دورها القذر في تعذيب السجناء الفلسطينيين بأبشع الأساليب وقد رصدت المؤسسات الحقوقية هذه الأساليب التي فاقت في أل 180 أسلوب أسفرت عن مقتل حوالي 186 شهيدا داخل سجون الاحتلال منذ العام 1967 حتى اليوم وما زال الأسرى صامدون في سجون الاحتلال .
نعرض فيما يلي بعض هذه الأساليب:
الصورة الاولى : وضع كيس في الرأس ذو رائحة نتنة واليدين مقيدتين في الخلف في الكرسي وكذلك القدمين مقيدتين أيضا في الكرسي من الأسفل.