بسم الله الرحمن الرحيم
"عادت كالجرذان إلى جحورها بعد تهديد الوزير"هذه العبارة كثيرا ما أصبحت متداولة هذه الأيام كما كان الحال عند اقتراب موعد إضراب أفريل من السنة الفائتة.
و الذين يروجون هذه العبارة –في أغلب الظن – هم أناس لم يكونوا معنيين بأي إضراب سابق و لا لاحق.
بالمناسبة : والله العظيم لست سوى مجرد عضو بسيط في نقابة الكنابست و لست هنا للدفاع عن قيادات النقابات لكن الحق يجب أن يقال:
أولا: التهديد لم يأت من الوزير فقط بل من هرم الدولة و مؤسساتها القوية: رئاسة الحكومة + وزارة الداخلية. و بالتالي ا لوضع كان خطير يومها . فمصداقية الدولة كانت على المحك.
ثانيا: المناخ السياسي و الاجتماعي لم يكن يومها في صالح النقابات كما هو الوضع اليوم. و كما تعلمون الكثير من القطاعات الأخرى نجحت في افتكاك حقوقها لأنها رفعت حدة ضغوطها في وقت لم يكن بوسع الحكومة تحمل أي اهتزازات.
ثالثا و هو الأهم: ماذا لو تعنتت قيادات النقابات وواصلت الإضراب؟؟
-من سيضمن تماسك القاعدة و استمرارها في الإضراب؟
- ألا تعلمون أن هناك من عاد للعمل قبل انقضاء المدة التي منحتها الحكومة؟ والله إنها الحقيقة التي وقفت عليها شخصيا في بعض المؤسسات.
- تصوروا لو القيادة مع شريحة من المعلمين و الأساتذة واصلت الإضراب بينما عادت شريحة أخرى للعمل .. قولوا بربكم كيف سيكون منظرنا حينذاك.
تأكدوا يا إخوان أنه لن تقوم لنا قائمة إلى يوم الدين.....
- جميعنا كنا ساخطين يوم أعلنت قيادات النقابات عن تعليق الإضراب لكن حينما يفكر الإنسان بحكمة و عقلانية يمكن أن يتفهم ذلك القرار و يدرك أن النقابات استطاعت أن تحفظ ماء الوجه بدل الدخول في مغامرة لا يعلم عواقبها إلا الله.
إذن من لا يريد أن يضرب فلا داعي لاستعمال هذه الشماعة لتبرير عزوفه عن الإضراب.
والله الموفق