بارك الله فيك على الموضوع
ومن ذلك التجمعات البدعية التي تتلقى من مصادر أخرى غير مصادر الإسلام، أو تتخذ مناهج في الفهم غير منهج السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وإن كان هؤلاء لا يخرجون عن دائرة الإسلام، ولهم من الأخوة والولاء بحسب قربهم وبعدهم من منهج الإسلام الصافي قبل حدوث الابتداع في الدين، كما أن التعاون معهم لنصرة الدين يقدر بحسب قربهم وبعدهم وبحسب الظروف والأوضاع التي
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : "...ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء ـ أي المبتدعة ـ لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فان هؤلاء اذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين الا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء"28/232
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (2\359) في سياق رده على الصوفية «فهذه المقالات وأمثالها، من أعظم الباطل. وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها، وأنه باطل. والواجب إنكارها، فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين، أولى من إنكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون»
ولذا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شدد على المبتدعة كالخوارج المسلمين بإجماع الصحابة(1)، وحظ على قتلهم بخلاف غيرهم من الكفار كالمعاهدين والذميين.
ودونك امتثال السلف لذلك الهدي النبو ي جزاهم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين لحفظهم بيضة الإسلام من تحريفات المنتسبين إليه ومن غيرهم :
ـ قال أبو علي الحسين بن أحمد البجلي دخلت على أحمد بن حنبل ، فجاءه رسول الخليفة يسأله عن الاستعانة بأهل البدع، فقال أحمد : لا يستعان بهم ، قال: فيستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بهم ؟ قال : إن النصارى واليهود لا يدعونإلى أديانهم ، وأصحاب الأهواء داعية ) . [الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي ( 1/275)]
قال أبو الجوزاء : (( لئن يجاورني القردة والخنازير في دار أحب إلي من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء ، وقد دخلوا في هذه الآية : ((( وإذ لقوكم قالوا ءامنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ))) . )) . الإبانة : 2 / 467
(1) منهاج السنة (5/ 247-248) مجموع الفتاوى (7/217- 218) وقرره الخطابي راجع فتح الباري (12/ 300 ) .
ـ قال أبو موسى : (( لأن أجاور يهوديا ونصرانيا ، وقردة وخنازير ، أحب إلي من أن يجاورني صاحب هوى يمرض قلبي )) . الإبانة : 2 / 468 رقم 469 .
ـ قال: الفضيل بن عياض –رحمه الله -: لأن أكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن أكل عند صاحب بدعة ،فإني إذا أكلت عند هما لا يقتدى بي ،وإذ ا أكلت عند صاحب بدعة اقتدى بي الناس .
وقال يحيى بن عبيد : (( لقيني رجل من المعتزلة فقال ، فقمت فقلت : إما أن تمضي وإما أن أمضي ، فإني أن أمشي مع نصراني أحب إلي من أن أمشي معك )) . ابن وضاح 142
ـ وقال الفضيل بن عياض آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد شرح السنة 1/60الشاملة 1/190طبقات الحنابلة
ـ قال أبو عبد الله : « ما أبالي صليت خلف الجهمي الرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ، ولا يسلم عليهم ، ولا يعادون ، ولا يناكحون ، ولا يشهدون ، ولا تؤكل ذبائحهم »خلق أفعال العباد1/7
ـ قال ابن المبارك : « لأن أحكي كلام اليهود والنصارى أحب إلي من أن أحكي كلام الجهمية »الرد على الجهمية1للدارمي/7الشاملة
ـ قال الدارمي ـ قالت الجهمية ـ : ليس لله يد،وما خلق آدم بيديه ،إنما يداه نعمتاه ورزقاه ،فادعوا في يدي الله أوحش مما ادعته اليهود ( قالت اليهود يد الله مغلولة )1/198 الدارمي الشاملة
ـ قال أبو سعيد رحمه الله : فأي كفر أعظم من كفر قوم رأى فقهاء المدينة مثل سعد بن إبراهيم ومالك بن أنس أنهم يقتلون ولا يستتابون ؛ إعظاما لكفرهم ، والمرتد عندهم يستتاب ويقبل رجوعه ، فكانت الزندقة أكبر في أنفسهم من الارتداد ومن كفر اليهود
قال ابن تيمية رحمه الله : "واحذر ان تغتر بزهد الكافرين والمبتدعين فان الفاسق المؤمن الذى يريد الاخرة ويريد الدنيا خير من زهاد اهل البدع وزهاد الكفار اما لفساد عقدهم واما لفساد قصدهم واما لفسادهما جميعا"مجموع الفتاوى 20/152 ، وهذا موافق لقول الإمام أحمد الذي توارده اخلفه من بعده من غير نكير وهو قوله رحمه الله " قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة أولياء الله ، وزهاد أهل البدعة أعداء الله ))
ليرده ـ كاتبنا عفا الله عنا بجرة قلم جائرة قال فيها:"ومثله في البُعد عن العلم والإنصاف: ما رُوي عن الإمام أحمد (وحاشاه منه) أنه قال: « قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة , وقبور أهل البدعة من الزُّهاد حفرة.فُسّاق أهل السنة أولياء الله , وزُهّاد أهل البدعة أعداءُ الله ».أسنده القاضي أبو الحسين ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (2/12).ومثل هذا الكلام لا يقوله عالم !! بل يتورّع عما دونه في الغُلُوِّ والـمُجازفة عوامُّ
قول سعيد بن جبير : (( لأن يصحب ابني فاسقا ، شاطرا ، سنيا ، أحب إلي من أن يصحب عابدا مبتدعا )) . المصدر نفسه : رقم 89
قال أبو حاتم : سمعت أحمد بن سنان يقول : (( لأن يجاورني صاحب طنبور أحب إلي من أن يجاورني صاحب بدعة ، لأن صاحب الطنبور أنهاه ، وأكسر الطنبور ، والمبتدع يفسد الناس والجيران والأحداث )) . الإبانة : 2 / 469 رقم 473
قال البربهاري : (( إذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا ، صاحب معاص ، ضالا ، وهو على السنة ، فاصحبه ، واجلس معه ، فإنه ليس يضرك معصيته . وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة ، متقشفا ، محترقا بالعبادة ، صاحب بدعة ، فلا تجالسه ، ولا تقعد معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تمشي معه في طريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه )) . شرح السنة : 124 رقم 149 .
وقال شيخ الاسلام ابن تيميه – رحمه الله – في " المجموع "11/471– في منظارته لاتباع احمد الرفاعي -:
" وذكرت ذم ( المبتدعه ) فقال لي ـأحد أتباع الرفاعية ـ : البدعه مثل الزنى , وروى حديثا في الزنى . فقلت : هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم , والزنى معصيه , والبدعه شر من المعيصه , كما قال سفيان الثوري – رحمه الله – فيما اخرجه اللالكائي في " شرح اصول اعتقاد اهل السنه والجماعه "238 , يقول : البدعه احب الى ابليس من المعصيه , والمعصيه يتاب منها , والبدعه لا يتاب منها ". ثم قال رحمه الله : " وكان قد قال بعضهم : نحن نتوب الناس , فقلت : مماذا تتوبونهم ؟ قال : من قطع الطريق , والسرقه , ونحو ذلك . فقلت : حالهم قبل تتويبكم خير من حالهم بعد تتويبكم ، فانهم كانوا فساقا يعتقدون تحريم ما هم عليه , ويرجون رحمة الله , ويتوبون اليه , او ينوون التوبه ؛ فجعلتموهم بتتويبكم ضالين مشركين خارجين عن شريعة الاسلام , يحبون ما يبغضه الله , ويبغضون ما يحبه الله،
قول الشافعي : لأن يبتلى العبد بكل ذنب – ما خلا الشرك بالله – خير من ان يبتلى بشيئ من هذه البدع " . فَلَمَّا ظَهَرَ قُبْحُ الْبِدَعِ فِي الْإِسْلَامِ وَأَنَّهَا أَظْلَمُ مِنْ الزِّنَا وَالسَّرِقَةِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ وَأَنَّهُمْ مُبْتَدِعُونَ بِدَعًا مُنْكَرَةً فَيَكُونُ حَالُهُمْ أَسْوَأَ مِنْ حَالِ الزَّانِي وَالسَّارِقِ وَشَارِبِ الْخَمْرِ ".
"وقال في موضع آخر : "وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى