أدركت مرارا و بمرارة -وفق تجارب حياتية عديدة- أن أساس العلاقات في مجتمعنا ضيق خانق لا يتجاوز حدود المصالح و المادية لهذا فمن السذاجة و الغباء أن تبني لنفسك صرحا من الأحلام الوردية تحاول من خلاله أن تفكر بأفلاطونية حول مواضيع الأخوة الحقة و الصداقة القحة المتوفرة بشكل نظري في بعض الكتب التي تهتم بهذا الشأن و يجدر في كل مرة الإشارة إلى عدم التعميم و المغالاة في التصوير لدرجة السوداوية و التشاؤم.
متفائل على الدوام بأن الخير مازال حتى قيام الساعة و هذا ما أخبرنا به خير الخلق أجمعين (محمد عليه أفضل الصلوات و التسليم) لكن لا ضير أبدا في استعراض بعض ما خبرناه من أمور و قضايا تجعلك محتارا مشوشا لا تقوى على التحليل في غياب بل لتغييب كل المعايير و المقاييس.
تربط الكثيرين علاقات حميمية تزداد روحا و قوة يوما بعد يوم وقودها المحبة و الإخلاص بعيدا عن كل دنيوية أو مادية سافلة فترى أصحابها يحلقون في عالم من الصفاء و النقاء يتنفسون مودة و حبا لكن العكس يحدث سرعان ما يقرر طرف ما الهبوط إلى عالم المادة الدنيء فيقيس صداقة الآخرين بمقدار تحقيق مطلب أو مصلحة فإن لم تتحقق مال بكل قوة إلى الهجر و العداوة المعلنة لإعتقاده الفاسد بأنه حرم الخير المبتغى لجفاء من قرينه و بخل مقصود منه.
"سمعا و طاعة" عبارة يجب أن نعدها و نحن في وضعية الإستعداد للكثير من الأقراب و الأحباب حتى نصنف في خانة المقبولين و المرضي عليهم و إلا فنحن و لا ريب في زمرة المغضوب عليهم لهذا أصبح لزاما التفكير في استراتيجية انبطاح -خوفا-حتى لا نفقد البقية الباقية من الأصدقاء و الأقرباء.
الأمثلة كثيرة لكن بصدق لا أريد أن أذكرها حتى يكون الموضوع عاما نفهم من خلاله الكثير من الأفكار التي تتعلق بسطحية الصداقة و الأخوة لدى الكثيرين و الذين يحولون علاقات حميمة دامت لسنوات لعدم و مقاطعة سببها الوحيد الدنيا و مصالحها الدنيئة.