السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الانسان عند بحثه عن الحقيقة يمكنه أحيانا تعدي بعض حدود المنطق السليم أو الدخول في خزعبلات وتراهات مناقضة للشرع والعلم.
طُرح موضوع في هذا المنتدى حول الهالات النورانية وكان مضمونه يندى منه الجبين وتشيب منه الولدان لما فيه من تحريف لتفسير الآيات وتأويلها على غير ما اعتمد واتفق عليه علماء الاسلام.
ولما طلبت من صاحبة الموضوع مصادرها العلمية التي اعتمدتها عند طرحها للموضوع، ما كان منها إلا الاتيان بموقعين اثنين لا ثالث لهما أحدهما يهتم بأمور الرقية والتعامل مع الجن حيث طرح موضوع لشخص يدعى أبو همام الراقي عنونه " الغشاء النوراني حصنك من الجن " وعند قراءتك لمواضيع الموقع المذكور (حسب زعمها موقع وهابي سعودي ) تستنتج أنه موقع للشعوذة والرقية غير الشرعية والاستعانة بالجنّ.
أما الموقع الثاني فهو لصاحبه المدعو " عبد التواب عبد الله حسين " باحث في مجال الطاقة الحيوية الذي أصدر كتابا عنونه " عالم الروح بين الطاقة والمادة " والذي أورد فيه من الدجل والطامات ما الله به عليم.
وإليكم إخوتي بعض ما ادعاه في كتابه :
" جبريل هو أول من حفر بئر زمزم بضربة من جناحيه منذ 3800 سنة . فاحتفظ الماء المتدفق بذبذبات طاقة جبريل العالية ، ونورانية تركيبه . ثم توالى على ذلك المكان صفوة الأنبياء ، إبتداء من ابراهيم عليه السلام ، وصولا الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . ثم صفوة البشر المختارين لحج هذا المكان ... ومكة المكرمة هي مهبط الملائكة . أي أنها بوابة أهل السماء على الأرض ، وينزل في هذا المكان كل ساعة أعداد غفيرة من الملائكة ، لا يعلم عددها إلا الله عز وجل ... فالبئر تعيش حالة من النورانية ، والطاقة المتجددة دائما . وهذا الأمر يجعل لمياهه خاصية لا تتوفر مطلقا لمياه غيرها على سطح الكرة الأرضية "
" خلق الله عز وجل جميع العقول دفعة واحدة بكلمة كن . وأخذ عليها العهد والميثاق ألا تعبد إلها غيره . فأقرت جميعها بوحدانية الله عز وجل"
" والروح لها قلب . ولقد خلقه الله عز وجل ، ويعرفه أكثر منا . فقال تعالى : " إنا هديناه السبيل إما شاكرا ، وإما كفورا " . لكن أين يوجد قلب الروح ؟ "
" ولقد أثبت القرآن الكريم وجود هالة نورانية تحيط بالأجسام ، وتتفاوت في شدتها من شخص الى آخر . فهي تكون أقوى لدى الأنبياء ، والمرسلين ، والأتقياء . كل على حسب درجته ، ومنزلته . حتى تنتهي الى أناس تغلف الظلمة أرواحهم ، وعقولهم ، وقلوبهم ... وهالة الرسل قد تصل الى مرحلة أن تكون أقوى من ضوء الشمس . فا لنبي الكريم لم يُر له ظل على الأرض قط . والدليل في الآية الكريمة : " يا أيها النبي ، إنا أرسلناك شاهدا ، ومبشرا ، ونذيرا ، وداعيا الى الله بإذنه ، وسراجا منيرا " .
" فالأنبياء والأولياء انكشف لهم الأمر . وفاض على صدورهم النور . لا بالعلم والدراسة والكتابة . لكن بالزهد في الدنيا ، والتبرىء من علائقها ، وتفريغ القلب من شواغلها ... في أول الطريقة تبتدىء المكاشفات ، والمشاهدات ، حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة، وأرواح الأنبياء ، ويسمعون منهم أصواتا ، ويقتبسون منهم فوائد . ثم يرتقي حالهم الى درجات يضيق عنها نطاق النطق ، ولا يحاول المعبر أن يعبٍر عنها إلا إشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكن الإحتراز عنه "
وسأتطرق فيما يلي إلى المفهوم العلمي والحكم الشرعي لهذه المسألة (الهالات)
يتبع ...