
نعم... تحول الفرسان الاربعة او "البيغ فور"، الى الفرسان الستة او "البيغ سكس"، في منافسات الدوري الانكليزي، لكن هذا الصراع السداسي سيكون على المراكز الاربعة الاولى المؤهلة لدوري أبطال اوروبا لان الصراع على اللقب سيكون ثلاثياً وتحديداً بين قطبي مدينة مانشستر، يونايتد وسيتي، بالاضافة الى تشلسي، رغم ان قناعتي الشخصية ان اللقب سيبقى في مدينة مانشستر.
لا أعتقد ان هناك فريقين أكثر جهوزية للفوز باللقب الـ124 أكثر من قطبي مدينة مانشستر، وكانت مباراتهما أمس دليلاً على ما يملكانه من قوة وعمق، رغم حسد الشق الأحمر الواضح من ثروة الجار الازرق، واغتنام كل منتسبيه كل فرصة للتقليل من شأن رجال "ايستلاند"، وعلى رأسهم المدرب أليكس فيرغسون، الذي دائماً ما يقول: "المال لن يشتري اللقب لمانشستر سيتي"، و"الاموال الطائلة لن تضمن اللقب"، وعلى هذا المنوال تفوه نجوم الفريق السابقين ديفيد بيكهام وغاري نيفل واندي كول، لكن الواقع مغاير جداً، والدليل هذا الموسم، فرغم روعة وحنكة وخبرة الثعلب فيرغسون، الا ان العمليات الحسابية ليست من اختصاصه على ما يبدو، ففي حين لم يصرف مانشستر سيتي هذا الموسم أكثر من 45 مليون جنيه على سيرجيو اغويرو وغايل كليشي والمدافع الصربي ستيفان سافيتش، فان فيرغسون أنفق لدعم صفوف مان يونايتد نحو 60 مليون جنيه لضم آشلي يانغ وفل جونز ودافيد دي خيا... ومانشستر يونايتد هو الذي كسر الأرقام القياسية في بدل الانتقالات في السنوات الاخيرة، عندما دفع 28 مليون جنيه لضم ريو فيردناند من ليدز في 2002، ليصبح أغلى مدافع في العالم، مثلما دفع 31 مليون جنيه لضم المهاجم البلغاري ديتمار بيرباتوف من توتنهام في 2008 ليصبح الاغلى في تاريخ النادي، مثلما دفع اكثر من 25 مليون جنيه لضم وين روني من ايفرتون في 2004 ليصبح أغلى مراهق في تاريخ الكرة الانكليزية... وفقط بصرف مانشستر يونايتد هذه الاموال نجح في ضمان هيمنته واحراز ألقابه، وهذا بالتحديد من يفعله مانشستر سيتي المحظوظ بوجود مالكين أثرياء، وعلى عكس تكهنات الحاسدين، فان اللقب الاول جاء الموسم الماضي باحراز كأس انجلترا وهو اللقب الاول منذ 34 عاماً، واذا تخلى روبرتو مانشيني عن عقليته الدفاعية السلبية، واستغلال ما يملكه من نجوم، خصوصاً بعد ضمه اغويرو تفادياً للغوص في أزمة كارلوس تيفيز وألاعيبه الصبيانية، فان مانشستر سيتي اصبح جاهزاً لخوض منافسات دوري أبطال اوروبا للمرة الاولى في تاريخه والمنافسة على اللقب المحلي بفضل ما يملكه من عمق في الكم والكيف، في حين خطا مانشستر يونايتد الخطوة الاولى نحو عملية تجديد الدماء، فبعد رحيل الحرس القديم ادوين فان در سار وبول سكولز وويز براون وجون اوشي واوين هارغريفز، فان معدل اعمار الفريق تقلص الى 25 سنة، ولم يتبق سوى المخضرم راين غيغز ملهماً للفريق الذي سيكون أكثر شراسة وشهية من الموسم الماضي لاحراز المزيد من الألقاب، خصوصاً بتشكيل روني وتشيكاريتو ثنائياً هجومياً رهيباً... ولهذا السبب سيبقى اللقب في مانشستر.
لا نستطيع ان نثني تشلسي من الصراع على اللقب، لسبب بسيط اننا لا نعلم ماذا بامكان مدربه الجديد اندريه فيلاس بواس فعله، فالغريب في الامر انه لم يعقد اي صفقة كبيرة، اما بالبيع او الشراء، ما يعني انه متمسك بنجومه المسنين رغم فترات الانهيار الغريبة التي تعرض لها الفريق الموسم الماضي، وما قد يشير الى خلل بالمدرب كارلو انشيلوتي وليس بديناصوراته، وهذا ما سنكتشفه خلال الاسابيع والشهور المقبلة.
اما الثلاثة الآخرون، ارسنال وليفربول وتوتنهام، فأخشى القول ان صراعهم سيكون على المركز الرابع فحسب، لان آرسين فينغر ما زال يتكبر على الاعتراف بوجود مشكلة دفاعية ومعالجتها، في حين ان ثورة ليفربول بضم أبرز النجوم الانكليز الصاعدين ستؤتي ثمارها في السنوات المقبلة وليس هذا الموسم، فيما يعد توتنهام نفسه محظوظا لو حافظ على نجومه وتأهل الى دوري الابطال مجدداً.