أراك أبيا أيها العقاب شيمتك الشموخ
ذو كبرياء وعزة بأمر غيرك لا تأتمر
ولوعة في نفسك تسري مستمرة
حبك للقنص لا تخفيه أبدا أيها المنسر
إذ ما الطرائد أقبلت بسطت جناحيك و
هممت دون خوف معك لا ينفع الحذر
كأنك تسمع الرعد من ضرباتها يذكي ذلك
الإصرار وحب العيش لا الظلم ولا الكبر
ولا رواغ للطرائد أبدا بأضعفها ما أعزك
تخالف رأي الجوارح في العقيدة والفكر
وان صدت تصيد لحاجة لا ترضى بها بدلا
ما أرحمك وان قنصت فليس لمن قنصت غدر
ولست كغيرك تتبع الجيف متسترا بمذلة
انت الشامخ تزف شموخك ريح الجبال و تنشر
وتبدو الجبال من غير تعاليك و زعاقك
كأنها خراب لا نجع فيها بل أنها جبال قفر
تسائله أم قشعم من أنت ؟وهي به عليمة
انه العقاب إن لم تعلمي خبرتك مخالبه وبقايا الوبر
فزعقت به معجبة مطمئنة في حماه قد طمعت
لا مسلك للأحزان بجواره اعتقاد غير ذلك كفر
فأيقنت أن لا عز ببعدها عنه وقالت يمين الله
احلفه لم أجد في البرية مثل عقابي أبدا وجب الشكر
وقد اعجبتني في العقاب خصلة إذا أراد صيدا و
والطرائد قرب ماء تشرب يتعمد الزعاق ليصيبها الذعر
وينوي أن ينقض على فريسته لكن يرى أم ضبي
لضبيها منادية فيجفل عن قنصها انه الإباء ينتصر
تذكر صغاره من غيره فأشفق على صغير ضبي
و أمه أترى كيف يجود انه الأكرم بين الجوارح ولا فخر
......فتحي الجزائري عقاب ضااارب.....................