عقيدتنا سر قوتنا ؟!
د علي محمد الصلابي ( من كتاب: فقه النصر والتمكين )
لا يمكن أن تقوم وحدة للمسلمين، ما لم تجمعهم عقيدة واحدة، والعقيدة تشكل أساساً مهما في البناء الفردي والاجتماعي, وهي القاعدة التي تقوم عليها الأعمال والعلاقات والأخلاق، فإذا كانت العقيدة مشوهة أو مزورة فإن البناء لا يستقيم، ولا يستطيع أن يواجه الأعاصير والفتن حتى ينهار.
وإن العقيدة التي تصلح لجمع شتات المسلمين هي ما كان منبعها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ويمكن التدليل على كل أصل من أصولها، أو جزئية من جزئياتها، ثم إن السلف الصالح الذين استقاموا على عقيدة الإسلام الحق دونوا هذه العقيدة تدوينا يميزها عن عقائد أهل الفرق والضلال.
إن سلامة الاعتقاد وصحته هي الطريق الوحيد لإقامة المجتمع المسلم المترابط المتآلف، ولا سبيل إلى اجتماع الأمة الإسلامية قاطبة، ووحدة صفها، وعزها وسعادتها في الدنيا والآخرة إلا بالعودة الصحيحة إلى الإسلام الصافي، النقي، الخالص من شوائب الشرك والبدع والأهواء والتعصب واتباع العوائد الفاسدة، وهذا يتطلب من كل مسلم أن ينبذ كل المذاهب والمناهج الحادثة المخالفة لما كان عليه سلف الأمة، وأن تكون له عناية فائقة بمذهب السلف الصالح، وعقيدتهم ومنهجهم.