السلام عليكم
لقد كان المجتمع الجزائري إلى عهد قريب متماسكا مترابطا قوي الأواصر متين الوشائج وهذه القوة والمتانة التي تميزه إنما استمدها من تطبيقه لتعاليم الإسلام من بر وصلة وإحسان وطهارة نفس وإيثار و...
ولكن الأمر كما قيل:"دوام الحال من المحال" فمع تقادم الزمن وفشو الجهل وطغيان المادية النفعية عليه وتأثره بالأمم الشرقية والغربية وأفكارها السقيمة لانفتاحه عليها بدأت العلاقات الاجتماعية تلين والروابط تضعف سواء بين الأفراد داخل الأسرة الواحدة أو بين الأسر المنضوية تحت العائلة الواحدة.
ومما لاحظت أنه يفتك بهذه اللحمة فتكا ويمزقها تمزيقا الميراث الذي يتركه الأب المتوفى من أموال وعقارات فترى عائلات تحظى بمكانة محترمة في المجتمع يتسامع الناس بأخبار الحروب الطاحنة التي تدور بين أفرادها فالكل يضع الخطة المناسبة للإيقاع بخصمه في المصيدة لكي يحصل على حصة الأسد وينال أكبر حظ من التركة وحدث ولا حرج عن الخصومات والشجار والغيبة والنميمة والقطيعة والشحناء.
إن الأمر المتيقن الذي لا ريب فيه هو أن الله تعالى أعطى كل ذي حق حقه من الإرث من غير وكس ولا شطط فمن أين أتت كل هذه المشاكل؟ ولماذا لا يتحاكم الجميع إلى شريعة الله كي يحسموا الخلاف؟ وهل المال وتحصيله أثمن من صلة الرحم ومراعاة حقوق القرابة؟ وكيف يتخلى الرجل عن رجولته عندما ينصت لنصائح زوجته الشيطانية للإطاحة بأخيه الشقيق؟
كل هذه الأسئلة والاستشكالات تنتظر تعليقاتكم وتحليلاتكم الطيبة وأرجو من الإخوة أن يفيدونا من تجاربهم وتجارب من يعرفونهم حول هذه المسألة.
وبارك الله فيكم.