لم يكن الإتحاد العام للعمال الجزائريين منذ تأسيسه مدافعا عن الموظف عموما والمعلم بصفة خاصة . فقد دأب منذ سنوات على أن يكون أداة في يد الحكومات المتعاقبة تستعمله لأفشال مساعي الموظفين لتحسين مستواهم المعيشي .
وهاهو الإتحاد الخاص يطل علينا هذه الأيام ويبعث من مخازن التبريد في مهمة جديدة عنوانها إنقاذ الحكومة من حالة الضعف والوهن والوقوف حجر عثرة أمام عمال التربية في سبيل تحقيق مطالبهم المشروعة .فأين كان هذا الإتحاد المومياء قبل سبتمبر؟ أليس به لجان مخصصة لدراسة النظام التعويضي لقطاع التربية وإدراك ما تعرضنا له من إجحاف وظلم .أراهن على أن قيادة هذا الإتحاد لم تطلع على فحوى هذا النظام لأنه لايعنيهم .ألم يكن حريا بقيادة الإتحاد العام أن تكون سباقة لأحتضان مطالبنا لأستعادة بعضا من الثقة المفقودة لدرجة عدم إطلاع أغلب عمال القطاع على بيانات الإتحاد بمجرد معرفة المصدر .
أعتقد جازما أن الإضراب الذي دعى إليه الإتحاد لن يتم وسيلغى قبل موعده فما هو إلا مناورة لتكسير إضراب باقي النقابات وتشتيت الرؤىومحاولة لخطف الأضواء المسلطة على قيادات النقابات المستقلة وفق مخطط مفضوح لاينطلي حتى على الأطفال. فقد صرح العيد بودحة بأن الإضراب قد يلغى بمجرد تحقيق بعض المطالب أو إقرار منحة أو منحتين لفائدة عمال التربية وهذا مؤشر على أن الحكومة بصدد إعلان زيادات ليست بمستوى طموحات عمال التربية لتعلن ugtaبعدها إلغاء الإضراب لإأستجابة الحكومة وبالتالي إقامة الحجة على سائر النقابات مادامت النقابة الأم عفوا المومياء قد حققت المكاسب المرجوة.