الصمت العربي يحول ليبيا إلى ”مستنقع سياسي مسلح”

[اميره 2008]

فشلت مجموعة الاتصال حول الأزمة الليبية في آخر اجتماع عقدته، أمس، في العاصمة التركية إسطنبول، وضع استراتيجية قادرة على إنهاء حالة ”الحرب الأهلية” الليبية التي بلغت من العمر شهرها الخامس، ولا يزال قادة الدول الكبرى يراهنون على رحيل القذافي الذي يبدي مقاومة كبيرة

رغم العزلة الدولة التي وضعه فيها المجتمع الدولي الذي أسقط عنه الشرعية، كما أوضح قادة مجموعة الاتصال أنهم قرروا الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي الممثل الشرعي الوحيد لليبيا، ما يعني غلق باب الحوار مع القذافي بشكل نهائي خصوصا بعد صدور مذكرة اعتقال دولية في حقه.
من جهتها وبعد حديثها عن ضرورة الحل السياسي، عادت فرنسا التي تعتبر واحدة من أهم الدول التي تقود الحملة العسكرية ضد القذافي، إلى الحديث عن ضرورة مواصلة الحملة العسكرية، وقال ألان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي في اجتماع مجموعة الاتصال: ”العمليات العسكرية للتحالف في ليبيا ستتواصل خلال شهر رمضان”.
وأضاف نظيره وليم هيج وزير الخارجية البريطاني في ذات السياق أن العمل العسكري ضد القذافي سيتصاعد خلال الأيام القادمة من أجل الضغط على القذافي للتنحي.
وأعلنت بريطانيا، أمس، أنها سترسل أربع طائرات ”تورنيدو” لدعم مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا، بالإضافة إلى 12 طائرة تشارك بالفعل في الحملة. وقال أليستير بيرتو وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، على هامش اجتماع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا التي تجتمع في اسطنبول اليوم: ”هذه الطائرات مجهزة بشكل جيد للاستكشاف والاستطلاع، ومع تواصل الصراع ومع ازدياد صعوبة الأهداف أصبح من المهم لرصدها، أن تكون هذه القدرات متاحة”. وأضاف: ”إنها قادرة على توجيه ضربات جوية”.
من جهة ثانية لم تقدم جامعة الدول العربية أي مخطط لوضع حد لحالة الحرب الأهلية التي تعيشها ليبيا منذ خمسة أشهر، ولم يقدم الأمين العام الجديد للجامعة نبيل العربي مقترح يضمن حقن دماء الشعب الليبي.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الجمعة إن العمل العسكري ضد الزعيم الليبي معمر القذافي سيتصاعد في نفس الوقت الذي يسعى مبعوث للأمم المتحدة لإجراء مفاوضات بهدف إنهاء الصراع في ليبيا.
وأضاف هيج أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الإله الخطيب سيكون مفوضا بطرح شروط على القذافي لترك الحكم.
وقال هيج في مقابلة مع رويترز خلال اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا في إسطنبول، إن الخطيب ”اضطلع بدور محوري في هذا الاجتماع لمجموعة الاتصال ونعتبره قناة المفاوضات والتسوية السياسية في حين سيستمر الضغط العسكري على النظام في تصاعد.