القضاء الجزائري يفتح ملف اغتيال المطرب الوناس معطوب بعد أكثر من 13 عاما على اغتياله
كمال زايت
2011-07-07
تيزي وزو (الجزائر) ـ 'القدس العربي': يفتح القضاء الجزائري يوم 19 تموز/يوليو الجاري ملف اغتيال المطرب المتمرد الوناس معطوب بعد مرور أكثر من 13 عاما على اغتياله.
وقُتل المطرب الامازيغي في حزيران/يونيو 1998 قريبا من مدينة تيزي وزو عاصمة القبائل، ونسبت الجريمة الى الجماعة السلفية للدعوة والقتال آنذاك. ونجت زوجته نادية من القتل رغم أنها كانت برفقته على متن نفس السيارة. لكن الجريمة بقيت موضع تساؤلات عديدة ورهينة سيناريوهات كثيرة، بينما تطالب العائلة بكشف الحقيقة كاملة.
وسيمثل كل من مليك مجنون وعبد الحكيم شنوي المسجونان على ذمة التحقيق منذ أكثر من عشر سنوات.
لا يزال مقتل الوناس معطوب من أكثر عمليات الاغتيال إثارة للجدل. ولم يكن معطوب مجرد مطرب، بل رمزا سياسيا وشخصا متمردا بطبعه رافضا لكل الواقع المليء بالتناقضات الذي كان يعيشه. ورغم الشهرة التي نالها إلا أنه بقي محافظا على بساطته وتواضعه، حسب من عرفوه من سكان قرية تاوريرت موسى بمنطقة بني دوالة في أعالي جبال ولاية تيزي وزو (120 كيلومتر شرق العاصمة).
تحولت قرية تاوريرت موسى إلى محج لكل عشاق معطوب من كافة أرجاء الوطن، وخلال زيارة قادتنا إلى هناك التقينا بعدد من المواطنين الذين جاءوا من ولايات شرق وغرب البلاد، وقطعوا المئات من الكيلومترات من أجل زيارة قبر الراحل، وكذا زيارة بيته الذي تحول إلى مقر لمؤسسة تحمل اسمه ومتحف، مؤكدين على أنهم جاؤوا خصيصا لرؤية ما تبقى من الراحل، الذي يمثل أسطورة بالنسبة لهم.
ويمكن للزائرين أن يروا السيارة التي كان معطوب يقودها عندما فاجأته جماعة إرهابية مجهولة العدد، وقد تم الاحتفاظ بالسيارة كشاهد على بشاعة الاغتيال.. أكثر من 78 رصاصة أطلقت على الضحية، وهو ما يدل على أنه لم تكن لديه أي فرصة للنجاة من موت محقق، إضافة إلى ذلك توجد مجموعة كبيرة من الصور الخاصة بالمطرب، ومن بينها آخر صورة التقطها مع عمال مطعم تناول فيه وجبة غذاء حوالي نصف ساعة قبل أن يلقى حتفه.
ويشرف على مؤسسة معطوب الشاب جوبا لاكسي، الذي أكد لـ'القدس العربي' أنه وهب حياته خدمة لذكرى الراحل، مشيرا إلى أن هذا الأخير ومن خلال أغانيه صقل شخصيته وعلمه أشياء كثيرة، وأنه لا غرابة في أن يبقى معطوب رغم مرور 13 عاما على رحيله رمزا لشريحة واسعة من الشباب الجزائريين، وخاصة في منطقة القبائل.
وأوضح أنه يخشى أن تكون المحاكمة المرتقبة خلال الأيام القليلة القادمة محاولة للتخلص من هذا الملف المثقل بالألغاز والأسرار، مشيرا إلى أن العائلة وكل عشاق الراحل يطالبون بمعرفة حقيقة مقتله.
يذكر أن هناك روايات كثيرة متضاربة بشأن ملابسات وظروف عملية الاغتيال، بين ما قالته زوجته التي كانت معه عند تعرضه لهجوم مسلح، وكذا بين ما قاله شهود عيان، إضافة إلى الاتهامات التي وجهت لمسؤولين من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بأن لهم يد في اغتيال معطوب.
جدير بالذكر أن المطرب معطوب يبقى أسطورة حقيقية، لأنه غنى للحب وغنى عن المشاكل الاجتماعية والسياسية، وعرف بمواقفه الجريئة، ورغم تعرضه لاختطاف من جماعة مسلحة في سنة 1993، إلا أن ذلك لم يدخل الخوف إلى قلبه وأصر على مواصلة الغناء وأداء رسالته الفنية، إلى أن تعرض لاعتداء مسلح أودى بحياته وهو في عز شبابه وعطائه الفني.