احتويته ..........شعرت به ...................مسّ الشغاف.... خبل العقل.............وسلب اللُّب....................
كهرباء روح وصلتني ببعيد؛بعيدٍ طالما أردت الاقتراب منه وتردني العوارض وضعف الأسلاك.
كهرباء روح وصلتني بقريب،قريبٍ كنت أتحسسه من حولي وهو هناك حيث الأفلاك.
فاعجبْ لقريب بعيد ، واعجب لهذا المعدن الكبريتي المحرّر من ضيق "الطين"،وأسْرِ الإلْف وطبيعة التراب.
قلَبَ مادةّ قلبي الجافية، ذهبا مذوَّبا وجواهر صافية، كما يفعل الزِوَاق ( من أسماء الزئبق)،وكنت أحسبه جَفّ وخفّ.
وصنع منها خواتم ما شاء،وصنع خلخالا دقيقا كما شاء، وهو يعرف (أخْذة الخلخال) لذي هوىً عربيٍّ مثلي
ودندن المارد في أذني : (... خلخالك مالْ يا طلفةْ خلخالك مال يا طفلةْ ...)
آه انتظرته سنينا عشتها معه بلطفه وعنفه،وكَلَفِه وتكلُّفِه،وكنت في كلِّ هذا لا أعرف له عينا ولا حالا،وكانت على وجهه علامة استفهام !!
ولولا هذا الاستفهام ما انتظرت فقد كان زادي من مادة حبه؛ واعجب لصنيع الحب يقتلك ويحيك؛يمد قلبك بما تحيا به،ثم يأخذ عِدْل ذلك من قلبك ودمك وأعصابك.......وكان حيث أغراك بالعسل داف لك السمّ....
وأنا رجل طُلَعَةٌ ويغريني هذا الرمز كثيراً ...( ؟ ) ... ولعلي لو صورته في مخيلتي بصورة مّا على شكل مأ ،وكانت علامة التعجب على محياه ( ! ) لسلمت أمري،ولكان أقصى أملي أن يرتاح الله لي،وأفوضه أمري كما يفعل المجاذيب والدراويش....................
وجدته بعد تنقيب..بحثت عليه في الزهراء والزاهرة....في مجالس الأنس ؛حيث ولاّدةُ وبنت غلبون....بحثتُّ على وجهه بين وجوه الصقالبة وبلاد الغال......همت بالأودية من وادي آش الى واد قرطبة،وجبت البلاد من فرغانة إلى "طليطلة"
وإذا بي بعد لمحة "مجريطية" وبزئبق عُجِنَ بماء الفلسفة أجدني واقفا أمام الوجه الذي طالما بحثت عنه ،وقد كنتُ أحبط لولا الرضى،وكنت أُسْلَب لولا الايمان،وكنت إذا انكسر عقلي استمددت من قلبي،ووشكان ما أعود ابحث كأنما هو لقاء ثانٍ أريده منذ أن كنا في عالم الذر،يوم أخذ "الميثاق" وإذا بوجهه إسفارُ صبْحٍ يوذن في الناس بميلاد جديد ويصيح فيهم: أنْ قد وَجَـــدَ آدمُ حوّاءَه..
ليلة مشهودة، ومناجاة روحيْن في حيز فارغ من زمان ومكان،يشبه عالمنا الافتراضي هذا...ليلة أُأَرخ بها لمدتي وعمري،وإذا كانت (الرمزية) في ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام أرّخت للمسيحية،فقد أرخت ليلتها تأريخي بيوم عرفت وجهه،وقبضت زئبقه وروحه الشاردة ،وإذا كان هذا النبي النبيل رُفِعَ وله من العمر ثلاث وثلاثون،فقد أحيى الله قلبي وأنا في الثالثة والثلاثين،وإذا كانت المسيحية داست عقلها لأجل قلبها عند معتنقيها ،فكذلك أفعل معه ؛سأعطل عقلي وليأخذ الزمام هذا القلب، وليكن هجيراي ودأبي ،ومحور حديثي وأدبي ،أبثه على الناس خواطر زئبقية من وجدان ومشاعر هذه المعادن المتحركة النابضة (... ومن وراء هذا البنيان المتحرك الذي يسمّى في اللغة : الإنسان ...) ليشعروا بالأمن والسكينة،وأن رب القلوب ومقلِّبَها،عقد أزلا قلبَ كلِّ رجلٍ بامرأة،وعقد روحَ كلِّ امرأة به ليُخرِجَ منهما (الحياة) للوجود.
ويفعل الله ما يشاء.
لك خالصة من دون نساء العالمين.
الحبيبة :هندٌ من الناس.
.