وزارة التربية ترفض الاعتراف بـ«فشل الإصلاحات»
إدماج 17 ألف أستاذ متعاقد مع الدخول الدراسي المقبل
رفضت وزارة التربية الوطنية الاعتراف بفشل سياسة الإصلاحات التي عرفها القطاع منذ أكثر من عشر سنوات، واستندت في ذلك على النتائج التي تحققت في الأعوام الأخيرة من خلال ارتفاع نسب النجاح في كل الأطوار، واتهمت على لسان أمينها العام بعض الجهات باستهداف القطاع، وخصّت بالذكر ما حدث مؤخرا في امتحانات البكالوريا عندما تمّ الترويج لـ «إشاعة» تسرّب الأسئلة لإرباك الممتحنين.
توقع الأمين العام لوزارة التربية الوطنية، «بوبكر خالدي»، أن تفوق نسبة النجاح في شهادة التعليم المتوسط عتبة 70 بالمائة هذه السنة من دون احتساب نسبة القبول التي تعتمد على المعدل السنوي العام، معلنا أن النتائج النهائية ستعرف خلال يومين على أقصى تقدير، وقال إن هذه النتائج وتلك التي تحققت في امتحانات التعليم الابتدائي التي بلغت فيها نسبة الانتقال 90 بالمائة «كنا ننتظرها ولم نتفاجأ بها على الإطلاق».
وأوضح «خالدي» الذي كان يتحدث أمس في حصة «ضيف التحرير» للقناة الإذاعية الثالثة، أن نتائج إصلاح المنظومة التربوية بدأت تظهر في الميدان من خلال حصول 126 ألف تلميذ على تقدير جيد جدا في التعليم الابتدائي، كما أن 174 ألف ناجح في شهادة التعليم المتوسط لهذه السنة حصلوا على تقدير، من بينهم 2400 بتقدير ممتاز، موضحا أن عدد الحاصلين على تقدير جيد جدا في هذا الطور خلال العامين الأخيرين تجاوز 330 ألف تلميذ.
وحرص «بوبكر خالدي» في إجاباته على الحديث عن «النوعية» في النتائج التي تحققت، رافضا الاتهامات التي يطلقها البعض بأن «الإصلاحات لم تأت بشيء»، ورد على ذلك بالإشارة إلى أن أن هناك صنفين ممن يبنون هذه اللأحكام، حصر الأول في الخبراء والمختصين وكذا الجامعيين «وهؤلاء نحترم آراءهم»، أما الثاني فهم من لا علاقة لهم بالقطاع «لأنهم يطلقون أحكاما فقط»، وأكد أن هناك 47 ألف أستاذ في الطور الابتدائي من حاملي شهادة الليسانس، إلى جانب مؤشر آخر في التأطير بأستاذ لكل 22 تلميذا في الابتدائي، ولكل 23 تلميذا في المتوسط، وأستاذ واحد لكل 26 تلميذا في الثانوي.
وفي سياق ذي صلة أكد المسؤول الثاني على قطاع التربية أن توقعات الوصاية تتجه نحو تحقيق نتائج «مهمة جدا» في امتحانات البكالوريا، ونفى أن يكون اعتماد النسب على أساس عدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة في الجامعة، منتقدا المعايير التي كانت تُعتمد في السابق خاصة في سنوات السبعينيات من القرن الماضي، حيث قدّر أنها كانت تتم وفق نظام الحصص «الكوطة»، مشيرا إلى أن الوضع أصبح مختلفا بعد الإصلاحات التي أدخلت على المنظومة.
ولذلك شدّد المتحدث على أن نسبة النجاح في البكالوريا لا تُحدّد بـ «قرار سياسي» ولا علاقة لها بالمقاعد البيداغوجية المتوفرة في الجامعة، وإنما «هي ثمرة التدابير التي اتخذناها في السنوات الأخيرة من تأطير الأساتذة ومراجعة المقررات الدراسية والتركيز على النوعية..»، مضيفا أن هناك العديد من المؤشرات التي تثبت صحة كلامه من خلال الأرقام التي سبق وأن أوردها، وجدّد التأكيد بأن إعلان نتائج البكالوريا سيكون في العاشر من شهر جويلية الداخل.
وبالعودة إلى موضوع تسريب أسئلة البكالوريا، فإن «خالدي» وصف ما حدث بـ «الأحجية» هدفها إرباك التلاميذ واستهداف الإصلاحات في المنظومة التربوية بقوله: «هناك نتائج تحققت على مستوى القطاع وهي لا ترضي البعض، وهذه مجرد إشاعات والكل وقف على الظروف الجيدة التي جرت فيها الامتحانات»، قبل أن يلفت إلى أن ديوان المسابقات والامتحانات رفع دعوى قضائية ضد مجهول وأن التحقيق لا يزال في بداياته في انتظار أن تتضح عناصر إضافية ضد من يقف وراء تلك الإشاعات.
وحسب توضيحات الأمين العام لوزارة التربية فإن إصلاح المنظومة التربوية تمّ بإشراك جميع الأطراف من أساتذة ومفتشين، مؤكدا أن هذه الإصلاحات لم تُفرض من طرف الإدارة، وتوقع أن يتم ترسيم وإدماج حوالي 17 ألف أستاذ متعاقد كون «العملية مستمرة، وخلال شهر سبتمبر المقبل فإن هؤلاء سيزاولون عملهم بنفس الصفة مع باقي الأساتذة المرسّمين» يقول «خالدي» الذي كشف أن الحكومة وضعت احتمالات أن يكون الرقم أكبر للتكفل بكل الملفات، وأعلن أنه ابتداءً من الدخول المقبل ستتوقف الدراسة في المدارس الابتدائية على الثانية والنصف زوالا للتفرغ للنشاطات الرياضية والثقافية.
المصدر جريدة الايام
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-06-27, 07:59
ادماج 17 الف استاذ
العرض العادي
