قصة عجيبة وغريبة

[سفيان القاسمي]

جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع ابن لَهُ وكان هذا الولد كثير الشبه بأبيه فلمّا رأى عمر ذلك قال ما أشبه هذا الولد بأبيه إلا كشبه الغراب بالغراب وكانت العرب تضرب المثل عندما يكون اليشبه كبير بين الشيئين فقال الرجل لعمر : كيف لو علمت أن أمَّ هذا الولد قد ولدته وهي ميتة وكان عمريحب غرائب الأخبار فاعتدل في جلسته وقال للرجل أخبرني قصته فقال الرجل: في أحد الأيام عزمت على السفر فمنعتن يأم هذا الصبي من السفر فقلت لها بأني عرمت ولا مجال للرجوع في ذلك فاحتجت بالولد ،فأخذت يدي ووضعتها على بطنها وقلت اللهم إني أستودعك غلامي هذا ومضيت في سفري ومكثت ما شاء الله ثم رجعت بعدها وبينما أنا أمام البيت إذ بأبناء عمومتي يعزوني في مصيبتي ويقولون لي بأن زوجتي قد توفيت فقبت إننا لله وإنا إليه راجعون وبينما نحن جالسون في تلك الليلة إذ بدخان يخرج من المقابر فقلت لهم ما هذا فقالوا لي بأن هذا الدخان يخرج من مقبرة زوجتي فتعجبت لذلك وقلت والله إني أعلم الخلق بها إنها صوّامة قوّامة لا تُقِرُ منكرا وتأمر بالمعروف والله لا يخزيها الله أبدا فقمنا إلى المقبرة وحفرنا القبر فإذا بزوجتي جالسة وابني هذا عند قدميها وسمعت صوتا يقول يامن استودع الله وديعته خذ وديعتك ، قال العلماء ولو أنه استودع الله زوجته كذلك لوجدها حية ترزق إلا أن القلم جرى على لسانه ألا يقولها . ما أعظم هذا الإله وما أحلمه . نقلا من شريط للشيخ المغامسي