لماذا حولتم الإسلام من رسالة الى مؤامرة على العرب ؟
هذا السؤال أصبح مطروحاً بقوة في هذا الزمن لا سيما بعد أربعة عشر قرن وثلث القرن من وجود الإسلام إذ من شدة غضب البعض باتوا يتسآلون هل كان الإسلام مؤامرة ؟ والجواب واضح وهو كلا فالرسول (ص) جاء برسالة سامية ولكن حوّلها المتطرفون والحاقدون والجهلة والمتخلفون والساديون ومرضى النفوس والعقول من خلال فتاويهم وإجتهاداتهم الهداّمة إلى مؤامرة عبر التاريخ !!
يقال أن العرب كانوا قبل الإسلام مجموعة قبائل متناحرة متقاتلة سبيلها في الحياة غزو ديار ومضارب بعضها البعض وسبي (ما شاءت أصنامهم من اللاة والعزى) من نساء وأغنام وجمال وأرزاق بعضها البعض. وتم وصف تلك المرحلة بالجاهلية ، وذلك من الجهل الذي يعني التخلف.
جاء الإسلام ولم يتغير شيئاً بعقول العرب بل هناك من يتندر ويقول ليته لم يأتي ( وأستغفر الله ) ويجادل أنه منذ أن رحل رسوله وحتى اليوم وهذه الأمة غارقة بدماء بعضها البعض وهذه المرة على أسس مذهبية ودينية بدل القبلية والعشائرية التي سادت بالجاهلية ..
وكأن الرسول جاء ليغيّر للعرب عناوين الإقتتال والإحتراب ولم يأت برسالة إنسانية بحسب مفهوم المتطرفين… فقد تغيّر العنوان ولكن استمرت الوحشية التي تميز بها العقل العربي والعثماني دون غيره من كافة شعوب الأرض, واستمر القتل وتحت عناوين دينية ومذهبية بدل القبائلية والعشائرية …. فلو قدّر الله أن لم يظهر الإسلام لربما كان العرب قد أصبحوا مسيحيين أو يهودا وهما الديانتين اللتين كانتا قبل الإسلام في بلاد العرب, وهناك من يجادل ويقول بالتأكيد لكان الله قد أنعم عليهم بالمحبة والتسامح والقدرة على التطور والتقدم ولما بقيت عقولهم متوحشة إلى الدرجة المرعبة التي شاهدناها لدى المتطرفين باسم الدين في جسر الشغور وغيرها ، الذين لم يكتفوا بالقتل وإنما بقطع الرؤوس وتشويه الجثث, فأين الوحوش من هذا؟؟ الوحوش لا تفعل ذلك !!!!
كل الحديث عن الإسلام كدين تسامح ومحبة يسقط أمام وحشية ماشاهدناه في جسر الشغور من تقطيع للجثث يمارس باسم الإسلام ويعترف المجرمون بألسنتهم بذلك.. كل هذا يسقط أمام وحشية من يدّعي أنه مسلم ويسلخ يد بائع خضار لمجرد أنه كتب على يده اسم (علي) فقد سلخوا جلد يده وهو مايزال حياً ينظر مايفعلون به قبل أن يقتلوه.
كل ما يحكى عن الإسلام من قيم تسقط عندما تُغتصب معلمة وزميلاتها وهن يمارسن أسمى مهمة في جسر الشغور, غرس العلم والمعرفة في رؤوس أبنائهم فيغتصبن ويقتلن وترمى جثثهن في نهر العاصي, وكل هذا باسم الإسلام.
منذ أن توفي رسول الإسلام ( ص) امتلأت قلوب كثير من المسلمين بالقيح ولم يعودوا يتقيئوا إلا الحقد بدلاً من كلام الله وكلام الرسول, ويردون ذلك الى الإسلام ، يعني السبب هو الإسلام.
أمة العرب فقدت هويتها العروبية واستعمرها أحفاد المغول التتار من آل عثمان أربعمائة عام فرضوا خلالها كل أشكال الجهل والتخلف ، وينبري البعض ليدافع عن جزّاريه وقاتليه ومستعمريه العثمانيين باسم الإسلام !! واليوم يعود التاريخ ويهلل البعض للمستعمر العثماني حفيد المغول التتار ويتحالف معه ضد ابن العروبة وابن الدم باسم الإسلام !! بينما هذا العثماني من أشد المتعصبين لرابطة الدم بين أبناء قومه ويسعى بكل قواه لحشد أبناء الدم من أبناء قومه في آسيا الوسطى وفي أي مكان يتواجد به من ينتمي لقبيلته وعرقه القومي وتوحيدهم ليصبحوا قوة قومية كبيرة ذات تأثير عالمي كبير ، ولم يغير الإسلام بمثقال ذرة من عصبيته القومية بل زادته تعصبا لأن خيركم هو أنفعكم لعياله وأبناء القوم والدم هم العيال على الصعيد القومي .
والعرب يذبحون ما تبقى من قوميتهم وعروبتهم ورابطتهم هذه باسم الإسلام, وما يعجزون عن فعله يستدعون التركي والصهيوني والأمريكي وسواه ليستكمله معهم أو بالنيابة عنهم, لافرق, وكل ذلك باسم الإسلام .
كل عدو للعرب إذا ما أراد لهم شراً فإنه ينفذ شروره من خلال الإسلام وهذا ماتفعله اليوم اسرائيل والولايات المتحدة فإنها تنفذ كل شرورها من خلال دين الإسلام لسهولة تحريض المسلمين ضد بعضهم البعض وهذا إن عنى شيئاً فهو أن هؤلاء المسلمين غير مؤمنين بالإسلام, أي أنهم مسلمين ولكن ليسوا بمؤمنين ولو كانوا بمؤمنين لما خدش أحدهم وجه المسلم الآخر, بل لما خدش حتى وجه إنسان على وجه البسيطة إن لم يعتدي هذا عليه.
والسؤال إلى متى سيبقى المسلمون يذبحون بعضهم بعضاً هل لأربعة عشر قرن آخر أم إلى يوم القيامة؟؟؟
أمام المسلمين ثلاثة حلول: إما أن يصبحوا مؤمنين وليسوا فقط مسلمين, وعندما يدخل الإيمان إلى القلوب تصبح هذه ينبوع محبة وتسامح وإنسانية ، وأن ندعو الله تعالى أن يحيينا بالإيمان ويمتنا على الإسلام فالإيمان هو الأساس .. وإما أن يجدوا لهم ديناً آخراً لا على التعيين لأن كل أديان هذا الكون مثالاً للمحبة والإنسانية بالفعل وليس بالقول والكلام فقط كما الإسلام, وإما أن ينهوا بعضهم البعض ذبحاً وتنتظرهم نار جهنم جميعاً كقتلة ومجرمين ...
هل شاهدتم كائن بشري يدعو الى ذبح أبناء جلدته ودمه بإسم الإسلام إلا لدى هذا الدين ؟؟ طبعاً سينبري الكفرة والقتلة والمجرمين والمحرضين على القتل ويتفننوا في السباب والشتائم ولكن أقول لهم سلفا أنني أفهم الإسلام أكثر منكم وأنتم من يستحق السب والشتم والتبرؤ منه ، وأمثالي ممن دخل الإيمان إلى قلوبهم هم المسلمين الحقيقيين وحجابي أشرف من عماماتكم ولفّاتكم يا من تحرضون على القتل والذبح باسم الاسلام وهو بريء منكم ، فمازلتم من قوم أبي لهب وأبي جهل ، ومهمة المسلمين المؤمنين تطهير الوجود منكم ، وإن كان هذا الذي نراه اليوم هو ما كان يفعله المسلمون خلال فتوحاتهم فهذا يعني أن كل حديث عن رحمة المسلمين كان كذبا ،، ولكن حاشى للإسلام ذلك … أقول قولي هذا وأستغفر الله وأنا المسلمة المهتدية بمذهب الإما م الشافعي حتى أطمئنكم ولا تذهب عقولكم بعيدا هذا إن كانت لديكم عقول.
من قلم : منى عيسى