السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما يحز في النفس أن كفار مكة كانوا يقومون بخدمة الحجاج والعمار وهم على الشرك ويريدون الشرف وحصلوه
ولما جاء الإسلام هذب ما كان عليه أهل الجاهلية من أخلاق حميدة وأقرها ومنها القيام على أمر الحاج فأقر السقاية والحجابة وغير ذلك من الأخلاق الطيبة التي كان عليها أهل الجاهلية
وحينما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لم يقسمها فكانت مشاعا بين المسلمين فهم يفدون إليها كل عام للحج وطوال العام للعمرة والطواف وللصلاة وللذكر فبقي حرم الله للمسلمين وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأخذ من الحجاج والعمار مالا نظير الترتيب ولقاء ما يقدم على قلة ذات اليد والحاجة الماسة للمال لأن الموارد من أشح ما يكون وكذا سار على ذلك الصحابة من بعده رضي الله عنهم وغيرهم من خلفاء المسلمين رحمهم الله
ومكة المكرمة اليوم مشاعرها يتربح منها مالا هائلا يفوق مائة مليار دولار سنويا
وقد قامت الدولة هناك بتخييم منى وتكييفها وقامت بتأجير منى سنويا لشركات كبرى بمبالغ تصل إلى 200 دولار للمتر الواحد سنويا والشركات تقوم بتجزئة ما يكون تحت تصرفها وقت الموسم على الحجاج بمبالغ مضاعفة طبعا حسب القرب من الجمرات
فهل هذا جائز شرعا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول منى مناخ من سبق فلم التضييق على حجاج بيت الله علما أنه من الحجاج من تكلفه حجته ربع مليون دولار فقط وذلك لأن كل وسائل الترفيه حوله كمسبح وخدمة فندقية خمس نجوم واتصال مع العالم ويحمل على كفوف الراحة كما يقال ويخدمه عشرات ممن لم يحجوا وضيقوا على المسلمين وهم ليسوا بحجاج وربما هم لجاج
فكم في مشعر منى من متر مربع
وكذا الحال في عرفات فلا تجد لك مكانا إذ كل مكان مؤجر وبمبلغ كبير
أتساءل كيف يكون هذا الحال وجبار السماوات يطلع على أهل الموقف في عرفات وبعضهم لم يتمكن من الوقوف في عرفات حيث حبس خارجها للتأجير والإستحواذ عليها بالكلية وتأجيرها بمبالغ خيالية
فهل أبو جهل وأبو لهب وأبي بن خلف قاموا بتأجير منى وعرفات ومزدلفة وهم على الشرك ؟
ماذا يسمى هذا الفعل أفلا يتقون الله القائمين على مشاعر المسلمين ويتركون التضييق على المسلمين لا سيما وأن البترول يكفي عشرات المرات
هذا والله من وراء القصد